nooora
10-05-2017, 08:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أراها تسعى وتعمل بجهد للوصول إلى مبتغاها، وتنسى وهي في خضم عملها الدؤوب أن تستمتع بجمال الحياة من حولها، وتقول في نفسها عندما أصل إلى ما أريد سوف أستمتع، ولا تضع نصب عينيها سوى ما أرادت الوصول إليه، وبالفعل تصل وتنجح وتفرح، ولكنه فرح مؤقت يمكث قليلاً ثم يتلاشى!
تقول كنت في المدرسة أطمح لأعلى الدرجات وأحققها، ثم رسمت في مخيلتي أهدافاً للجامعة وحققتها، وأردت الزواج وتزوجت، وأردت الأبناء فرزقني الله بهم، أردت منصباً وأموالاً، وحققت ذلك وماذا بعد؟! ما زلت أشعر بأنني ألهث وراء شيء لم أحققه؟!
لماذا لا يشعر البعض بالنعم؟! ورغم ما أعطاه الله من نعم، فهو لا يزال يبحث عن المزيد، وإذا تحدثت معه قد يمثل دور الضحية، فهو يتحدث عن نفسه بلسان المغلوب على أمره الذي لم يصل إلى مبتغاه.
إن كل إنسان يضع أهدافاً معينة يريد تحقيقها، ومن يحقق أهدافه يحقق النجاح، ولكن البعض لا يستشعر السعادة، رغم أنه وصل لأهدافه، ربما شعر بالقليل منها فقط عند بداية إنجازه، ثم لم تلبث واختفت هذه السعادة، وحقيقة الأمر أن هناك نجاحاً وفلاحاً، فالنجاح سعادته مؤقتة، ولكن من يطمح إلى الفلاح هو من يحقق السعادة الحقيقية والاطمئنان والرضا في حياته، والفلاح أن أمزج أهدافي بقيم سامية أسعى إليها مع تحقيق أهدافي، قيم معنوية سامية تحقق لي ولمن حولي الفائدة والمنفعة، حيث أستشعر ثمرة أهدافي، وأحصد راحة أشعر بها في أعماق نفسي، وأمناً وسلاماً ينتشران بداخلي.
وربما مسمى فرحة ناقصة ينطبق على هذا النوع من السعادة حين يحقق البعض أهدافه في الحياة، ولكنها أهداف تفتقر إلى القيم التي من شأنها أن تحقق له الراحة والطمأنينة النفسية، حين يسعى الإنسان إلى هدفه ويحقق معه قيمة التسامح على سبيل المثال، أو التعاون أو الرحمة، أو العدل حتماً هدفه سوف يكون له طعم ثان، وجميع أحلامه لو امتزجت بقيمة معنوية سامية، فمن المؤكد سوف يكون لها طعم آخر لن يتذوق لذته إلا من أحسن المزج، ورسم أحلامه وحققها، ليحصل على سعادة حقيقية تترسخ بداخله مع مضي الأيام.
منقول من جريدة العرب القطرية
أراها تسعى وتعمل بجهد للوصول إلى مبتغاها، وتنسى وهي في خضم عملها الدؤوب أن تستمتع بجمال الحياة من حولها، وتقول في نفسها عندما أصل إلى ما أريد سوف أستمتع، ولا تضع نصب عينيها سوى ما أرادت الوصول إليه، وبالفعل تصل وتنجح وتفرح، ولكنه فرح مؤقت يمكث قليلاً ثم يتلاشى!
تقول كنت في المدرسة أطمح لأعلى الدرجات وأحققها، ثم رسمت في مخيلتي أهدافاً للجامعة وحققتها، وأردت الزواج وتزوجت، وأردت الأبناء فرزقني الله بهم، أردت منصباً وأموالاً، وحققت ذلك وماذا بعد؟! ما زلت أشعر بأنني ألهث وراء شيء لم أحققه؟!
لماذا لا يشعر البعض بالنعم؟! ورغم ما أعطاه الله من نعم، فهو لا يزال يبحث عن المزيد، وإذا تحدثت معه قد يمثل دور الضحية، فهو يتحدث عن نفسه بلسان المغلوب على أمره الذي لم يصل إلى مبتغاه.
إن كل إنسان يضع أهدافاً معينة يريد تحقيقها، ومن يحقق أهدافه يحقق النجاح، ولكن البعض لا يستشعر السعادة، رغم أنه وصل لأهدافه، ربما شعر بالقليل منها فقط عند بداية إنجازه، ثم لم تلبث واختفت هذه السعادة، وحقيقة الأمر أن هناك نجاحاً وفلاحاً، فالنجاح سعادته مؤقتة، ولكن من يطمح إلى الفلاح هو من يحقق السعادة الحقيقية والاطمئنان والرضا في حياته، والفلاح أن أمزج أهدافي بقيم سامية أسعى إليها مع تحقيق أهدافي، قيم معنوية سامية تحقق لي ولمن حولي الفائدة والمنفعة، حيث أستشعر ثمرة أهدافي، وأحصد راحة أشعر بها في أعماق نفسي، وأمناً وسلاماً ينتشران بداخلي.
وربما مسمى فرحة ناقصة ينطبق على هذا النوع من السعادة حين يحقق البعض أهدافه في الحياة، ولكنها أهداف تفتقر إلى القيم التي من شأنها أن تحقق له الراحة والطمأنينة النفسية، حين يسعى الإنسان إلى هدفه ويحقق معه قيمة التسامح على سبيل المثال، أو التعاون أو الرحمة، أو العدل حتماً هدفه سوف يكون له طعم ثان، وجميع أحلامه لو امتزجت بقيمة معنوية سامية، فمن المؤكد سوف يكون لها طعم آخر لن يتذوق لذته إلا من أحسن المزج، ورسم أحلامه وحققها، ليحصل على سعادة حقيقية تترسخ بداخله مع مضي الأيام.
منقول من جريدة العرب القطرية