امـ حمد
24-05-2017, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان منحة لتزكية النفوس
في هذا الشهر يشمّر الجادون في طاعة ربهم، أداءٌ للصلوات جماعة في بيوت الله، قيامٌ بالليل، وقراءة للقرآن قراءة خاشعة بتدبر،صدقة بالمال ولو بالقليل،تفطير الصائمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم(من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)رواه الترمذي،
اعتكافٌ في بيت من بيوت الله، أداءٌ لمناسك العمرة(عمرة في رمضان تعدل حجة)متفق عليه،
الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، عند الإفطار،فللصائم عند فطره دعوة لا ترد،
وفي الثلث الأخير من الليل، ينزل ربنا ويقول، من يدعوني فأستجيب له)
زيادةٌ في بر الوالدين، والقرب منهم، والتودد إليهم، إحسانٌ إلى الزوجة والأولاد والأهل بالتوجيه الرشيد، والكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، صلةُ الأرحام، والصدقة على المحتاج منهم، تفقد الجيران وزيارتهم، والتعرف على أحوالهم، مدُّ يد العون للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، هذا دأب الصالحين في شهر الخيرات،
وإن من أفضل الأعمال بعد إصلاح الإنسان لنفسه، أن يقوم بالدعوة إلى الله والاجتهاد في هداية الناس، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم وسلوكهم،قال تعالى(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى للَّهِ وَعَمِلَ صَـالِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ)فصلت،
وميادين الدعوة رحبة، كلمةٌ صادقة، وقدوةٌ حسنة، علماً وعملاً، تقوًى وأخلاقاً،قال الحبيب عليه الصلاة والسلام(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً)رواه مسلم،
فاعزم بصدق على الارتقاء نحو درجات الاستقامة والهداية، واستقبل رمضان بتطهير
المال من الحرام، فالمال الحرام سبب البلاء في الدنيا ويوم الجزاء، فلا يستجاب معه الدعاء، ولا تُفتّح له أبواب السماء،
فبادر،وانظر في نفسك، وابحث في بيتك، وتطهر من كل مال حرام، حتى تقف بين يدي الله بقلب خاشع،فيُسمع لك الدعاء،
وفي الأسحار، ولحظات أنين المنيبين يهفو بعض المحرومين إلى المحرمات، ليتخذ رمضان موسماً للعصيان، إطلاقٌ للبصر في المحظورات، وإرخاءٌ للأذنين للأغنيات،
ومشاهدة الفضائيات، تتبعٌ لعورات المسلمات في الأسواق والطرقات، وفيهم أصحاب الجلسات الفارغة، لهوٌ ولعبٌ، هزلٌ ومرحٌ، لم يعرفوا للزمان قدراً، ولا لرمضان شرفاً، جلبوا لأنفسهم الشقاء، وأذاقوا أرواحهم العناء، أما علموا أن لا لذة في غير الطاعة، وأنَّ كل متعة بمحرم تؤدّي إلى حسرة وندامة،قال تعالى(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) طه،
واليأس والقنوط سلاح لإبليس، ليمضيه في المعاصي حتى يستمر على عصيانه، مهما عمل العبد من المعاصي والفجور، فالإسلام لا يأس فيه من رحمة الله، فالتوبة تهدم ما قبلها، والإنابة تجب ما سلفها، فمن كان مبتلى بمعصية، فرمضان موسم التوبة والإنابة، الشياطين مصفّدة، والنفس منكسرة، والله تعالى ينادي( قُلْ يعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ للَّهِ إِنَّ للَّهَ يَغْفِرُ لذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ لْغَفُورُ الرَّحِيمُ )الزمر،
ويقول في الحديث القدسي (يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي،
إن من أعظم أسباب المغفرة،
أن العبد إذا أذنب ذنباً لم يرج مغفرته من غير ربه، يقول لقمان لابنه(يا بني،عوّد لسانك،اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً)أخرجه البيهقي،وإبن داود ،
وعلامة التوبة البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار،
في هذا الشهر قوافل من التائبين يقصدون عفو الله، فكن أحدهم، فما أجمل أن يكون رمضان بداية للتوبة والإنابة، فكم فيه من التائبين إلى الله، وكم من المستغفرين من ذنوبهم، النادمين على تفريطهم،
أيتها المرأة المسلمة، كوني في هذا الشهر المبارك مركز إشعاع، ومشعل هداية، حارسة للفضيلة، نابذة للرذيلة، معتزةً بدينك، شامخة بشرفك، صائنة عفافك، لا تستمعي إلى سقيم الأفكار، وقبيح الأقوال، الداعية إلى نبذ الستر والحياء، أو تقليد الكافرات والفاجرات، اللاتي نبذن صفات الأنوثة والخجل، واحذري أن تكوني من حبائل الشيطان في هذه الأيام الفاضلة، أو تتّصِفي بالتبرج والسفور، وابتعدي عن قرينات السوء، فسكنُ المرأة في قرارها، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق، والله تعالى يغار على حرماته، وبطشه شديد، فتزيَّني بزينة الدين، وتجملي بجمال الستر، فالعمر قليل، والحشر أمره عسير،
تتوالَى نعمُ الله الظاهرة والباطنة على عباده، وقد أكرم،الله سبحانه وتعالى،عباده بشهر عظيمٍ مفضل على سائر الشهور، أنزل فيه كتابَه وفرض صيامه،زمنُ العتق والغفران، موسمُ الصدقات والإحسان، وتتوالَى فيه الخيراتُ وتعمُّ البركات،
كان النبي،صلى الله عليه وسلم،يقول لأصحابه(أتاكم رمضان شهرٌ مبارك،فرضَ الله عليكم صيامه،تفتح فيه أبوابُ السماء، وتغلق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغل فيه مردةُ الشياطين،لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر،من حرم خيرها فقد حُرِم)رواه النسائي،
رمضان أشرفُ الشهور وأزكاها عند الله، جعله تعالى ميداناً لعباده يتسابقون فيه بأنواع الطاعات والقربات،شهر منحة لتزكية النفوس وتنقيتها من الآفات والضغائن والأحقاد،
في هذا الشهر مغانم،لطاعات الله، قرآنٌ وقيام، صدقةٌ وصيام، عطفٌ وإحسان،
قال،عليه الصلاة والسلام(من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غيرَ أنه لا ينقصُ من أجر الصائم شيئاً) رواه الترمذي،
والعمرة فيه، قال،عليه الصلاة والسلام(عمرة في رمضان تعدل حجَّة)متفق عليه،
وللصائم دعوة لا ترد، في الثلث الأخير من الليل ينزل ربُّنا ويقول(من يدعُوني فأستجيب له)رواه مسلم،
شهر رمضان يغتنمه المُشمِّرون، لبرِّ الوالدين والقرب منهم والتودُّد إليهم،ولصلة الأرحام،والإحسان إلى الأهل والأولاد بالتوجيه الرشيد والمعاملة الحسنة،
قال ابن رجب،رحمه الله، الصائمُ في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤُه في صيامه وعند فطره،فهو في نهاره صائمٌ صابر،وفي ليله طاعم شاكر،
والصدقة ميدانٌ لتفريجِ الكروب، عن الغني قبل الفقير، يظهر أثرها على المُتصدِّق في نفسه وماله وولده، وتدفعُ عنه البلاءَ وتجلبُ له الرخاء،
وفي شهرالخير والبركات، وفي أعظم شهر في العام،من يتجرَّأ على العصيان،من إطلاق البصر في المحظرات، أو إرخاء الأذن للمحرمات،وفيهم من يضيع لحظاته الثمينةَ بكثرة لهوٍ يبعده عن الطاعة،وكل متعة بحرام،نهايتُه حسرةٌ وندامة،
والتوبة بابها مفتوح، قال،صلى الله عليه وسلم(قال الله تبارك وتعالى،يا عبادي،إنكم تُخطِئون بالليل والنهار،وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفِر لكم)رواه مسلم،
والذنب يغفره الله وإن تعاظم، قال النبي،صلى الله عليه وسلم(قال الله تعالى،يا ابن آدم،إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم،لو بلغت ذنوبك عنانَ السماء،ثم استغفرتني غفرت لك)رواه الترمذي،
واليأس والقنوط سلاح لإبليس، ليبقي العاصي على عصيانه، والعبدُ مهما عمِلَ من المعاصِي والخطايا،فالتوبة تهدم ما قبلها، و
ومن أعظم أسباب المغفرة، عن أبي هريرة،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه،وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه،وهو الران الذي ذكره الله(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ )المطففين،رواه الترمذي،
قال لقمان لابنه، يا بني،عوِّد لسانك(اللهم اغفر لي،فإن لله ساعات لا يردُّ فيها سائلاً)
وعلامة التوبة، الندم على ما سلف،والخوف من الوقوع في الذنب،ومجانبة رفقة السوء،وملازمة الأخيار،واحفظ لسانك وسمعك وبصرك على الدوام عما حرم الله،
قال الإمام أحمد،رحمه الله، ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يُماري في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا،نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً،
وليكن يومك خيراً،وسابِق فيها غيرك إلى الخيرات،فأيامُ المواسم معدودة،وأوقاتُ الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تُضيِّعها باللهو وما لا فائدة فيه، فلا تعلمُ هل تُدرِك رمضان الآخر أم لا،واللبيب من نظر في حاله،وفكر في عيوبه،وأصلح نفسه،
وعلى المرأة أن تكون، متزينة بزينة الدين،متجملة بجمال الستر والحياء،
فليالي رمضان معدودة،والسعيدُ من ملأ حياته بالطاعة والإحسان،وابتعدَ عن المعاصي والأوزار، واغتنم مواسم العام،
ستنقضِي الدنيا بأفراحها وأحزانها، وتنتهي الأعمارُ بطولها أو قصرها،فافتح فيه صفحةً مُشرقةً مع مولاك،وتُب إلى التواب الرحيم من كل ذنبٍ وتقصيرٍ وخطيئة،
وفي اغتنامِ مواسم الخير في الجد بالعمل الصالح والتوبة مما سلف،
اللهم بلغنا رمضان شهر الصوم والغفران،وآنت راضى عنا،وأعنا فيه على الصيام والقيام،
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا،واصرِف عنا الفتنَ ما ظهر منها وما بطن،واجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان منحة لتزكية النفوس
في هذا الشهر يشمّر الجادون في طاعة ربهم، أداءٌ للصلوات جماعة في بيوت الله، قيامٌ بالليل، وقراءة للقرآن قراءة خاشعة بتدبر،صدقة بالمال ولو بالقليل،تفطير الصائمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم(من فطر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)رواه الترمذي،
اعتكافٌ في بيت من بيوت الله، أداءٌ لمناسك العمرة(عمرة في رمضان تعدل حجة)متفق عليه،
الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، عند الإفطار،فللصائم عند فطره دعوة لا ترد،
وفي الثلث الأخير من الليل، ينزل ربنا ويقول، من يدعوني فأستجيب له)
زيادةٌ في بر الوالدين، والقرب منهم، والتودد إليهم، إحسانٌ إلى الزوجة والأولاد والأهل بالتوجيه الرشيد، والكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، صلةُ الأرحام، والصدقة على المحتاج منهم، تفقد الجيران وزيارتهم، والتعرف على أحوالهم، مدُّ يد العون للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، هذا دأب الصالحين في شهر الخيرات،
وإن من أفضل الأعمال بعد إصلاح الإنسان لنفسه، أن يقوم بالدعوة إلى الله والاجتهاد في هداية الناس، وإصلاح ما فسد من أخلاقهم وسلوكهم،قال تعالى(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى للَّهِ وَعَمِلَ صَـالِحاً وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ الْمُسْلِمِينَ)فصلت،
وميادين الدعوة رحبة، كلمةٌ صادقة، وقدوةٌ حسنة، علماً وعملاً، تقوًى وأخلاقاً،قال الحبيب عليه الصلاة والسلام(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً)رواه مسلم،
فاعزم بصدق على الارتقاء نحو درجات الاستقامة والهداية، واستقبل رمضان بتطهير
المال من الحرام، فالمال الحرام سبب البلاء في الدنيا ويوم الجزاء، فلا يستجاب معه الدعاء، ولا تُفتّح له أبواب السماء،
فبادر،وانظر في نفسك، وابحث في بيتك، وتطهر من كل مال حرام، حتى تقف بين يدي الله بقلب خاشع،فيُسمع لك الدعاء،
وفي الأسحار، ولحظات أنين المنيبين يهفو بعض المحرومين إلى المحرمات، ليتخذ رمضان موسماً للعصيان، إطلاقٌ للبصر في المحظورات، وإرخاءٌ للأذنين للأغنيات،
ومشاهدة الفضائيات، تتبعٌ لعورات المسلمات في الأسواق والطرقات، وفيهم أصحاب الجلسات الفارغة، لهوٌ ولعبٌ، هزلٌ ومرحٌ، لم يعرفوا للزمان قدراً، ولا لرمضان شرفاً، جلبوا لأنفسهم الشقاء، وأذاقوا أرواحهم العناء، أما علموا أن لا لذة في غير الطاعة، وأنَّ كل متعة بمحرم تؤدّي إلى حسرة وندامة،قال تعالى(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً) طه،
واليأس والقنوط سلاح لإبليس، ليمضيه في المعاصي حتى يستمر على عصيانه، مهما عمل العبد من المعاصي والفجور، فالإسلام لا يأس فيه من رحمة الله، فالتوبة تهدم ما قبلها، والإنابة تجب ما سلفها، فمن كان مبتلى بمعصية، فرمضان موسم التوبة والإنابة، الشياطين مصفّدة، والنفس منكسرة، والله تعالى ينادي( قُلْ يعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ للَّهِ إِنَّ للَّهَ يَغْفِرُ لذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ لْغَفُورُ الرَّحِيمُ )الزمر،
ويقول في الحديث القدسي (يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي،
إن من أعظم أسباب المغفرة،
أن العبد إذا أذنب ذنباً لم يرج مغفرته من غير ربه، يقول لقمان لابنه(يا بني،عوّد لسانك،اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً)أخرجه البيهقي،وإبن داود ،
وعلامة التوبة البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار،
في هذا الشهر قوافل من التائبين يقصدون عفو الله، فكن أحدهم، فما أجمل أن يكون رمضان بداية للتوبة والإنابة، فكم فيه من التائبين إلى الله، وكم من المستغفرين من ذنوبهم، النادمين على تفريطهم،
أيتها المرأة المسلمة، كوني في هذا الشهر المبارك مركز إشعاع، ومشعل هداية، حارسة للفضيلة، نابذة للرذيلة، معتزةً بدينك، شامخة بشرفك، صائنة عفافك، لا تستمعي إلى سقيم الأفكار، وقبيح الأقوال، الداعية إلى نبذ الستر والحياء، أو تقليد الكافرات والفاجرات، اللاتي نبذن صفات الأنوثة والخجل، واحذري أن تكوني من حبائل الشيطان في هذه الأيام الفاضلة، أو تتّصِفي بالتبرج والسفور، وابتعدي عن قرينات السوء، فسكنُ المرأة في قرارها، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق، والله تعالى يغار على حرماته، وبطشه شديد، فتزيَّني بزينة الدين، وتجملي بجمال الستر، فالعمر قليل، والحشر أمره عسير،
تتوالَى نعمُ الله الظاهرة والباطنة على عباده، وقد أكرم،الله سبحانه وتعالى،عباده بشهر عظيمٍ مفضل على سائر الشهور، أنزل فيه كتابَه وفرض صيامه،زمنُ العتق والغفران، موسمُ الصدقات والإحسان، وتتوالَى فيه الخيراتُ وتعمُّ البركات،
كان النبي،صلى الله عليه وسلم،يقول لأصحابه(أتاكم رمضان شهرٌ مبارك،فرضَ الله عليكم صيامه،تفتح فيه أبوابُ السماء، وتغلق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغل فيه مردةُ الشياطين،لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر،من حرم خيرها فقد حُرِم)رواه النسائي،
رمضان أشرفُ الشهور وأزكاها عند الله، جعله تعالى ميداناً لعباده يتسابقون فيه بأنواع الطاعات والقربات،شهر منحة لتزكية النفوس وتنقيتها من الآفات والضغائن والأحقاد،
في هذا الشهر مغانم،لطاعات الله، قرآنٌ وقيام، صدقةٌ وصيام، عطفٌ وإحسان،
قال،عليه الصلاة والسلام(من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غيرَ أنه لا ينقصُ من أجر الصائم شيئاً) رواه الترمذي،
والعمرة فيه، قال،عليه الصلاة والسلام(عمرة في رمضان تعدل حجَّة)متفق عليه،
وللصائم دعوة لا ترد، في الثلث الأخير من الليل ينزل ربُّنا ويقول(من يدعُوني فأستجيب له)رواه مسلم،
شهر رمضان يغتنمه المُشمِّرون، لبرِّ الوالدين والقرب منهم والتودُّد إليهم،ولصلة الأرحام،والإحسان إلى الأهل والأولاد بالتوجيه الرشيد والمعاملة الحسنة،
قال ابن رجب،رحمه الله، الصائمُ في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤُه في صيامه وعند فطره،فهو في نهاره صائمٌ صابر،وفي ليله طاعم شاكر،
والصدقة ميدانٌ لتفريجِ الكروب، عن الغني قبل الفقير، يظهر أثرها على المُتصدِّق في نفسه وماله وولده، وتدفعُ عنه البلاءَ وتجلبُ له الرخاء،
وفي شهرالخير والبركات، وفي أعظم شهر في العام،من يتجرَّأ على العصيان،من إطلاق البصر في المحظرات، أو إرخاء الأذن للمحرمات،وفيهم من يضيع لحظاته الثمينةَ بكثرة لهوٍ يبعده عن الطاعة،وكل متعة بحرام،نهايتُه حسرةٌ وندامة،
والتوبة بابها مفتوح، قال،صلى الله عليه وسلم(قال الله تبارك وتعالى،يا عبادي،إنكم تُخطِئون بالليل والنهار،وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أغفِر لكم)رواه مسلم،
والذنب يغفره الله وإن تعاظم، قال النبي،صلى الله عليه وسلم(قال الله تعالى،يا ابن آدم،إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي، يا ابن آدم،لو بلغت ذنوبك عنانَ السماء،ثم استغفرتني غفرت لك)رواه الترمذي،
واليأس والقنوط سلاح لإبليس، ليبقي العاصي على عصيانه، والعبدُ مهما عمِلَ من المعاصِي والخطايا،فالتوبة تهدم ما قبلها، و
ومن أعظم أسباب المغفرة، عن أبي هريرة،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه،وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه،وهو الران الذي ذكره الله(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ )المطففين،رواه الترمذي،
قال لقمان لابنه، يا بني،عوِّد لسانك(اللهم اغفر لي،فإن لله ساعات لا يردُّ فيها سائلاً)
وعلامة التوبة، الندم على ما سلف،والخوف من الوقوع في الذنب،ومجانبة رفقة السوء،وملازمة الأخيار،واحفظ لسانك وسمعك وبصرك على الدوام عما حرم الله،
قال الإمام أحمد،رحمه الله، ينبغي للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يُماري في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا،نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً،
وليكن يومك خيراً،وسابِق فيها غيرك إلى الخيرات،فأيامُ المواسم معدودة،وأوقاتُ الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تُضيِّعها باللهو وما لا فائدة فيه، فلا تعلمُ هل تُدرِك رمضان الآخر أم لا،واللبيب من نظر في حاله،وفكر في عيوبه،وأصلح نفسه،
وعلى المرأة أن تكون، متزينة بزينة الدين،متجملة بجمال الستر والحياء،
فليالي رمضان معدودة،والسعيدُ من ملأ حياته بالطاعة والإحسان،وابتعدَ عن المعاصي والأوزار، واغتنم مواسم العام،
ستنقضِي الدنيا بأفراحها وأحزانها، وتنتهي الأعمارُ بطولها أو قصرها،فافتح فيه صفحةً مُشرقةً مع مولاك،وتُب إلى التواب الرحيم من كل ذنبٍ وتقصيرٍ وخطيئة،
وفي اغتنامِ مواسم الخير في الجد بالعمل الصالح والتوبة مما سلف،
اللهم بلغنا رمضان شهر الصوم والغفران،وآنت راضى عنا،وأعنا فيه على الصيام والقيام،
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا،واصرِف عنا الفتنَ ما ظهر منها وما بطن،واجعلنا في هذا الشهر الكريم من عتقائك من النار.