المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية



امـ حمد
10-06-2017, 10:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتب
لذة الأنس بالله
أجمل ما في الإيمان بالله تعالى،هو لذة الأنس به والقرب منه ،
يقول ابن القيم،إن سرور القلب بالله وفرحه به وقرة العين به لذة ،لا يشبهها شيء من نعيم الدنيا البتة، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال الجنة،
ويبين لنا أن للإيمان لذة وحلاوة،
قال صلى الله عليه وسلم(ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً)
وقال صلى الله عليه وسلم(ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)
ويقول الإمام ابن القيم، إذ استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرح الناس بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنس الناس بأحبائهم فأنس أنت بالله، وإذا ذهب الناس إلى ملوكهم وكبرائهم يسألونهم الرزق ويتوددون إليهم فتودد أنت إلى الله )
فالأنس بالله خير من الأنس بالبشر،
فالأنس بالله تعالى،حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام،
قال أحد السلف، مساكين أهل الدنيا،خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها،قيل،وما أطيب ما فيها،قال،محبة الله،والأنس به،والشوق إلى لقائه،والتنعم بذكره وطاعته،
وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه وتعالى،
فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأنس به،بل لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به ومحبتهم له،فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة،فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان التلذذ بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم،
فالأنس بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام،في الحديث الصحيح(أن تعبد اللّه كأنك تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك)أخرجه البخاري،ومسلم،
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعليقاً على الحديث،فهذان مقامان،
أحدهما، الإخلاص، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه،
الثاني،أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان،
فالمشاهدة، ناتجة عن معاينة آثار أسمائه وصفاته تعالى في الكون ، بحيث يترتب عن ذلك تنور القلب وتعلقه بالرب،وهذه المنزلة هي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام(أن تعبد الله كأنك تراه) فهي رؤية حكمية،
أماالمراقبة، فهي العلم واليقين باطلاع الحق سبحانه على ظاهر العبد وباطنه،وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام(فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
قال الحافظ ابن رجب، يتولد عن هذين المقامين،الأنس بالله،والخلوة لمناجاته وذكره،واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم،
فمنزلة المراقبة، إذا تحققت في العبد حصل له الأنس والقرب بالله تعالى،
وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب،فكلما كان القلب من ربه أقرب كان أنسه به أقوى،وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد،
وإذا ارتقى العبد إلى تحقيق مقام المشاهدة والمعاينة لآثار أسمائه وصفاته في الكون بحيث يتنور قلبه حصل الأنس ، ووجهه أن منشأ الأنس بالله تعالى ومبدؤه التعبد بمقتضى أسمائه تعالى وصفاته بعد التفهم لمعانيها .
قال ابن القيم، هذا الأنس المذكور مبدؤه الكشف عن أسماء الصفات التي يحصل عنها الأنس ويتعلق بها،كاسم الجميل،والبر، واللطيف،والودود،والحليم،والرحيم،
أن التفهم لمعاني الأسماء والصفات يحمل العبد على معاملة ربه بالمحبة والرجاء وغيرهما من أعمال القلوب،
وفهم معاني أسماء الله تعالى، وسيلة إلى معاملته بثمراتها من، الخوف،والرجاء،والمهابة،والمحبة،والتوكل،
والعبد إذا ارتقى بالعلم النافع والعمل الصالح إلى مقام الإحسان واستقرت قدمه فيه أنس بالله تعالى،والتذ بطاعته وذكره،
قال السعدي رحمه الله،واصفاً أهل السير إلى الله والدار الآخرة،
عبدوا الإله على اعتقاد حضوره،،،،،،فتبوؤوا في منزل الإحسان
ثم قال،وهذه المنزلة من أعظم المنازل وأجلها ، ولكنها تحتاج إلى تدريج للنفوس شيئاً فشيئاً،ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجذب إليها وتعتادها،فيعيش العبد قرير العين بربه،فرحاً مسروراً بقربه،
ولذا فإن الأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات،
كما قال ابن القيم رحمه الله، فكل طائع مستأنس،وكل عاص مستوحش،
قال ابن الجوزي، إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة،لأن المخالفة توجب الوحشة،والموافقة مبسطة المستأنسين،فيا لذة عيش المستأنسين،ويا خسارة المستوحشين،
قيل للعابد الرباني وهيب بن الورد رحمه الله، هل يجد طعم العبادة من يعصيه،قال،لا ،ولا من يهم بالمعصية،
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية، يقول،من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية،
ولأجل ذلك كان السلف الصالح، يتشوقون إلى فعل الطاعات، ويحرصون على تقديم القربات لرب الأرض والسماوات،ولا يسأمون من العبادات لأنسهم برب البريات،
قال الوليد بن مسلم، رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس،
وهذا الإمام التابعي مسروق بن الأجدع، كان يصلي حتى تتورم قدماه،قالت زوجته،فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه ، ولما حضرته الوفاة قال،ما آسى على شيء إلا على السجود لله تعالى،
فاحرص على بلوغ منزلة الإحسان وفق العلم،والهدي النبوي حتى ترزق الأنس عند الطاعات،ولا تستوحش إذا خلوت بذكر رب الأرض والسماوات،فليس العجب ممن لم يأنس بالله ولم يرزق التوفيق،وإنما العجب ممن أدرك ذلك وانحرف عنه إلى بنيات الطريق،
وسئل بعض السلف ما علامة الإيمان،وما علامة النفاق، قال،يابني إن سرتك الطاعة وساءتك المعصية فأنت مؤمن ،وإن سرتك المعصية وساءتك الطاعة فأنت منافق،

اللهم ارزقنا الأنس بك والحياء منك والطمأنينة بذكرك،وارزقنا معيتك في السر والعلن، وفي السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء،وهون علينا كل صعب،وعجل لنا بكل خير، ويسر لنا كل أمر يرضيك عنا،ونسألك رضاك والجنة،

رب أعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدي إلينا وانصرنا على من بغى علينا،واحفظ لنا قطر واميرنا المفدى الشيخ تميم والوالد الشيخ حمد
‏واحفظهم من كيد الكائدين وحقد الحاقدين،وادم عليهم نعمة الصحه والعافية، والأمن والأمان،ومن اراد بقطر سوء فاجعل تدميره في تدبيره، اللهم آميـن،يارب العالمين.

عيسى111
11-06-2017, 09:10 PM
اللهم آمين

جزاكِ الله خيراً أختي أم حمد

امـ حمد
11-06-2017, 10:10 PM
اللهم آمين

جزاكِ الله خيراً أختي أم حمد
وجزاك ربي جنو الفردوس اخوي عيسى
وبارك الله في حسناتك