تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة



امـ حمد
10-07-2017, 05:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
هناك،قلوب صابرة محتسبة،قال الله جل وعلا(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
فعلي المؤمن أن يتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم ، وعليك أن تصبر ولا تتضجر وتحتسب أجرك على الله حتى تلقى الخير الكثير،
واعلم،إن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه،وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه،
فكيف تسخط إذا اخذ منك ما يملكه هو( فإن لله ما أخذ وله ما أعطى )
فعليك إن أخذ منك شيئاً أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما يشاء،وله أن يعطي ما يشاء،
فاصبر،وارض،واستلذ بقضاء الله وقدره،وثِق بحكمته وتدبيره،
واصبرعلى طاعة الله،وعن معصية الله،وعلى أقدار الله،
ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك،ومكفر لخطاياك
ولا تحزن،فما أشقاك الله إلا ليسعـدك،وما حرمك إلا ليتفضل عليك،
وما أخذ منك إلا ليعطيك،وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك،
وفي الحديث الصحيح(إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )رواه الترمذي،
فهذه بشرى لك إن صبرت(وعظم الجزاء من عظم البلاء )رواه الترمذي،
فائدة لسماحة الشيخ ابن عثيمين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الصلاة نور،والصدقة برهان،والصبر ضياء)رواه مسلم،
وأما الصبر، فقال،إنه ضياء،أي،فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)يونس،
فالضوء لا بد فيه من حرارة وهكذا الصبر،لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة،ولهذا كان أجره بغير حساب،
فالفرق بين النور في الصلاة،والضياء في الصبر، أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان )
فلا يكن في صدرك حرج على أقدار الله،بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلة،فلا تنكص على عقبيك وتقول أنت لست بملزوم بالصبر،
وإن تعبت وأوذيت، فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
فاصبر حتى يأتي الله بأمره،
واستمسك بدينك،واثبت على الطريق،واستعن بالله الواحد الأحد،
قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)آل عمران،
الصبر عن المعصية، والمصابرة على الطاعة، والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه،والتقوى يعم ذلك كله،
البلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه، فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض ،أو ضيق في الرزق،أو حتى بنعمة،
فقد قضى الله عزَّ وجلَّ،على كل إنسان نصيبه من البلاء،
قال تعالى(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا،إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)الإنسان،
فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلاءه، فيهون عليه الأمر،
ومنهم من سيجزع ويتسخَّط،فيزداد الأمر سوءًا عليه،
إلى كل مُبتلى،وكل الناس مُبتلى ومُصاب،
هوِّن على نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة،
كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء، قال،سحابة صيف ثم تنقشع،
فكيف تنال هذا الفضل العظيم وتصير من عباد الله الصابرين،
اعلم إنك لن تتحصل على الصبر إلا بالتدريب، قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم،من يتصبر يصبره الله،وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر)متفق عليه،
وعلى قدر استعدادك، يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق،
فعليك أن تستعد بأخذ الأسباب وخطوات التصبر التالية،حتى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب،
معرفة الحكمة من البلاء، فالله سبحانه وتعالى،يبتلي ليُهذب لا ليُعذب،
البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور، فقد نُبتلي بذنوبنا ومعاصينا،كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ،عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيا،
عن النبي قال(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه)متفق عليه،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
البلاء دليل حب الله للعبد، والمُحب لا يتضجر من فعل حبيبه أبداً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع)رواه أحمد،وصححه الألباني،
البلاء يُبلغك المنازل العلا، فالعبد تكون له عند الله المنزلة، فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره، حتى يبلغه إياها،
عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها)رواه أبو يعلى،وابن حبان،وصححه الألباني،
كان شُريح يقول، إني لأصاب بالمصيبة،فأحمد الله عليها أربع مرات،
أحمد إذ لم يكن أعظم منها،
وأحمد إذ رزقني الصبر عليها،
وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب،
وأحمد إذ لم يجعلها في ديني،
فلا تستعجب إن رأيت أعداء الله يُمكَّن لهم في الأرض، بينما أهل الإيمان مُستضعفون في كل مكان،
هكذا يكون حال المؤمن ما بين الابتلاءات ونزول الرحمات حتي يُلاقي الله عزَّ وجلَّ، أما الكافر فإذا أخذه لم يفلته،
وكم في البلية من نعمةٍ خفية،
وليس معنى،هذا أن تتمنى البلاء،ولكن عليك أن تسأل الله العفو والعافية،
ثانيًا،تذكَّر أحوال الأشد منك بلاءً، فمن يرى بلاء غيره، يهون عليه بلائه،
قال سلام بن أبى مطيع، دخلت على مريض أعوده، فإذا هو يئن،فقلت له،اذكر المطروحين على الطريق، اذكر الذين لا مأوى لهم ولا لهم من يخدمهم،
وتذكَّر لطف الله تعالى عليك، مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه(اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت،أخذت عضوًا وأبقيت أعضاء، وأخذت ابنًا وأبقيت أبناء)
ثالثًا،تلقى البلاء بالرضا بقضاء الله وقدره، وهذا من أعظم ما يُعين العبد على المصيبة،فالبلاء من قدر الله المحتوم، وقدر الله لا يأتي إلا بخيرن
عن العباس بن عبد المطلب،قال،قال رسول الله(ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولاً)رواه مسلم،
فالرضا بقضاء الله يورث حلاوة الإيمان التي تهوِّن من أثر الشوك تحت الأقدام،
رابعاً،الجزع وعدم الرضا لا ينفعا، كان يحيي بن معاذ يقول(يا ابن آدم، ما لك تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت،وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت)
خامساً،معرفة طبيعة الدنيا وأنها دار عناء، فالدنيا بمثابة القنطرة التي تعبر بها إلى الدار الآخرة، فلا تحزن على ما فاتك فيها،
ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتوِر فيها الأمراضُ والأكدار، ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار،ولو خُلِقت الدنيا للذة لم يكن حظّ للمؤمن منها،
سادساً،معرفة ثواب الصبر العظيم، وحينها يهون عليك كل بلاء، قال تعالى(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
سابعاً، ثِق بحدوث الفرج من الله سبحانه وتعالى، إذا رأيت أمرًا لا تستطيع تغيره، فاصبر وانتظر الفرج،
قال تعالى(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)الشرح،
واستعن بالله والجأ إليه واطلب منه المعونة،واسأله أن يُلهمك الصبر والرضا بقضائه،كي يهون عليك البلاء وتنجح في الامتحان الذي يورثك الجنة إن شاء الله تعالى،
فلابد من التوكل والاستعانة، كي تنال الصبر،قال الله تعالى {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ)النحل،
ثامناً،إنما الصبر عند الصدمة الأولى، عن أنس قال،مر النبي بامرأة تبكي عند قبر، فقال،اتقي الله واصبري، قالت،إليك عني، فأنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه فقيل لها إنه النبي،فأتت باب النبي فلم تجد عنده بوابين، فقالت،لم أعرفك،فقال(إنما الصبر عند الصدمة الأولى)متفق عليه،
تاسعاً،ترك التشكي، فينبغي أن تحفظ لسانك عن الشكوى لأي أحد، سوى الله عزَّ وجلَّ،بُث شكواك إلى مولاك، كما فعل نبي الله يعقوب عليه السلام عندما قال(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)يوسف
عاشراً،إياك والغضب عند البلاء، فإن الغضب ينافي الصبر،
قال تعالى(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}القلم،
فوِّض أمرك إلى الله وخذ بالأسباب، ولا تستعجل فكلٌ يأتي بقدر،
الحادي عشر، لا تيأس وتستسلم لتثبيط الشيطان،لا تيأس مهما كانت شدة البلاء، فإنه دائماً يبدأ كبيراً ثمَّ يتلاشى،
الثاني عشر، التأمل في قصص الصابرين،فأي بلاء قد تتعرض له، فقد تعرض النبي لمحن وابتلاءات أشد منه،وكان خير الصابرين والشاكرين والحامدين،فتأمل في صبره وصبر الصالحين من قبله وبعده،
ومما يعينك على الصبر،أن تعلم أن الجزع لا يفيد، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، وقدر الله ماض، فلا تجمع على نفسك بين بلاء الدنيا، وحرمان الأجر في الآخرة، واعلم أنك متى استعنت بالله تعالى، أعانك، ورزقك الصبر مهما عظم البلاء، واشتد الخطب،
كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال(ومن يتصبر يصبره الله)
فاستعن به، ولذ بجنابه سبحانه، وأكثر من دعائه، والابتهال إليه في أن يجعل كل قضاء قضاه لك، خيراً،
والصبر مثل اسمه مر مذاقه،لكن عواقبه أحلى من العسلِ

جعلنا الله وإياكم من الموحدين الصابرين المتقين،
نسأل الله أن يرزقنا، وإياك الصبر الجميل،
اللهم آميــــن.

وسمي2016
10-07-2017, 08:19 PM
اللهم امين,,,,,,,,,,,,جزاكي الله خير كثيرا

سبحان الله ,,كتاب فصلت اياته قرأنا عربيا,,,,
فهيهات من قد يسمع,,,

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"

صدق الله العظيم
فصلت35

اللهم اجعلنا من الصابرين

امـ حمد
10-07-2017, 08:53 PM
اللهم امين,,,,,,,,,,,,جزاكي الله خير كثيرا

سبحان الله ,,كتاب فصلت اياته قرأنا عربيا,,,,
فهيهات من قد يسمع,,,

بسم الله الرحمن الرحيم

"وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"

صدق الله العظيم
فصلت35

اللهم اجعلنا من الصابرين

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
10-07-2017, 08:55 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
10-07-2017, 08:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

ameeer3
10-07-2017, 10:23 PM
الله يرحم والديج ...‏ ويجمعج معاهم في جنات النعيم ‏...

موضوع مميز ومفيد ..

‏{اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار‏}‏

امـ حمد
10-07-2017, 11:40 PM
الله يرحم والديج ...‏ ويجمعج معاهم في جنات النعيم ‏...

موضوع مميز ومفيد ..

‏{اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار‏}‏
اللهم امين
ويرحم والديك اخوي
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس

بوخالد911
11-07-2017, 12:43 AM
جزيتم خيرا.

الصدق منجاة
11-07-2017, 01:52 AM
جزاكم الله خيرا

امـ حمد
11-07-2017, 01:57 AM
جزيتم خيرا.

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
11-07-2017, 01:58 AM
جزاكم الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس