المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مستريح ومستراح منه



امـ حمد
12-07-2017, 06:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مستريح ومستراح منه
فعن أبي قتادة بن رِبْعيٍّ الأنصاري رضي الله عنه: أنه كان يحدِّث،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم( مُرَّ عليه بجنازة فقال(مُستريحٌ ومُسْتَراحٌ منه)
قالوا،يا رسول الله، ما المُستريحُ والمُستَراح منه،فقال(العبد المؤمن يستريح من نصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمة الله،
والعبد الفاجر يَستريح منه العبادُ والبلاد والشجَرُ والدوابُّ)اخرجه البخاري،ومسلم،
معنى الاستراحة،
فالقسم الأول، يستريح من نصب الدنيا،تعبها وأذاها،
ويوضِّح مدى هذه الراحة والاستراحة،عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،لما وجد مِن كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة، واكرب أبتاه،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا كرب على أبيك بعد اليوم)أخرجه ابن ماجه، وابن حبان،
وذلك أن الكرب الحقيقي عند المؤمن، ينتهي بنهاية الدنيا وانقطاعه منها،
والقسم الثاني،يستريح غيره منه،مِن أذاه وظُلمه، وسوء خُلقه وجَوْرِه، يستريح غيره من فساده الكبير، وشرِّه المستطير،
الطغيان هو أخطر الآفات،بل هو ظلم وظلمات، إذا حل بالديار،حلت معه الفواجع،وانتشرت المواجع،يقتل الإبداع،ويخنق الحريات،ويهين الكرامة،يفسد الصدور،ويورث التناحر والاذلال،إنه الطغيان،ذاك المرض الذي أنَّ لهوله كرائم الرجال،
فما هو الطغيان،وما آثاره، وكيف هي صوره، ومن أبرز رموزه،
الطغيان، من أعظم أسباب هلاك الإنسان وهوانه عند ربه، ولذا حذر المولى رسوله صلى الله عليه وسلم،من هذه الصفة البغيضة ،
فقال سبحانه( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا )هود،
فالطغيان غريزة مدفونة في بعض النفوس، قابلة للانفجار، متى ما توفرت أسبابها ومشعلاتها ومهيجاتها،
فهذه الأرض، خلقها ربها للأنام، وأصلحها لأهلها، ولكن أبى الإنسان الجهول الظلوم إلا أن يفسد فيها، وإفسادها يكون بعصيان الله فيها، من الكفر به والإشراك معه، والظلم فيها، والفسق عليها،
ومن طغى من بني الإنسان،فقال(أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)النازعات،
ووجد من بني الإنسان الخصيم،من قال(أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ)
ووجد من بني الانسان المخلوق من نطفة من قال(أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)ص،
ولم ينته طغيان الإنسان عند هذا،بل استمر الطغيان مع بني الإنسان حتى مع عصرنا هذا مع التقدم والرقي،
فكان من بني الإنسان من يقول، الدين أفيون الشعوب،
وجاء من بني الإنسان من يقول، إن الشريعة غير صالحة لزماننا هذا، وإن الحدود الشرعية قد عفى عليها الزمن ،
وجاء من بني الإنسان،من نادى بفصل الدين عن الحياة،
وجاء من بني الإنسان من وصف الشريعة، بأنها قيدت حرية المرأة،إلى غير ذلك من مقولات طغيانية،
فالطغيان انحراف في الفكر،وانتكاسة في التصور، وكما يكون في الأفراد، يكون أيضاً في الجماعات والأمم ،
كما قال سبحانه(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا )الشمس،
وأعظم الطغيان وأخطره، وأشده انحرافاً وآثاراً، الطغيان في الملك والحكم ، لقد قص علينا ربنا سبحانه أخبار من طغوا في ملكهم،فعتوا عن أمر ربهم، وعصوا رسله، وأوضح لنا سبحانه أوصافهم وأقوالهم، وكيف كانت نهايتهم ،
قص علينا ذلك، لا للتسلية، وإنما لأخذ العبرة والعظة، والتحذير من التأسي بهم،
فالطغيان ليس قضية ماضية بل سنة باقية، والوقوف على صفات طغاة الأمس من خلال نور القرآن يعطينا معالم لصفات طغاة اليوم،إذ إن السنن تتكرر،وأفعال بني الإنسان تتشابه( أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ )الذاريات،
طاغية كثر ذكره في القرآن الكريم،إنه طغيانٌ فاق كل حدٍ وحدود ، إنه طغيانُ من قال( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )
وقال(مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي )
إنه طغيانٌ كان نتيجته ونهايته ومآله عليه وعلى قومه أنه(يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ)هود،
فما هي الملامح العامة في الطغيان،
من هذه الملامح، العلو والتكبر في الأرض،والتزاهي على الآخرين بالملك والجاه والمال،
ومن مباهاته ومفاخراته، أن جعل يستحقر الآخرين ويعيبهم ،
فقال عن موسى(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ )الزخرف،
هذا الزهو والتزاهي، واحتقار الآخرين،وإراداتهم، هو الفساد بعينه،
قال تعالى( فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ )الفجر،
هذا الرأي الفرعوني،كان يلاقي كل مدح ومديح، فكل أمر عنه فهو عظيم، وكل قرار فلا يصدر إلا من حكيم،
ولذا كان من شقاء فرعون أنه كان محاطًا بحاشية سيئة، وبطانة متملقة، تزين له المنكر،
ومن سياسة الطغيان،في مواجهة الحق، شراء الذمم بالمال،والإغراء بالوجاهة والمناصب،
والمجادلة واللجاجة في الباطل، فقد قص علينا القرآن كثرة جدال فرعون مع ضعف حجته وسفاهة رأيه فقال لموسى مجادلًا( وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ)
هذه المجادلة ليست بقصد الوصول إلى الحق، وإنما بقصد رد الحق وإضعافه،
وتهديد الخصوم بالسجن، وملء المعتقلات بالمظلومين ،
فحين جادله موسى في الربوبية،وبطلت حجته، وانقطعت، جاء التهديد الفرعوني، بقوله(لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ )الشعراء،
يتغنى فرعون بالوطنية،ثم هو يحارب أبناء وطنه وشعبه، تارة بالقتل، وتارة بالسجن، وتارات بالفقر والجوع، ونشر الفرقة بينهم( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا )
هذه السياسة الفرعونية، بقهرها وقبضتها الحديدية جعلت من فرعون صنماً مطاعاً طاعة عمياء، طاعة طمعاً في الدنيا، ولأجل العاجلة،هذا الانحراف في الطاعة عبر عنه القرآن بالاستخفاف، قال تعالى( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
معاداة الدين معركة محسومة، ونهايته متيقنة(لن يشاد الدين أحد إلا غلبه(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي )
ومهما طال ليل الظلم، فإن صبح العدل والحرية سينبلج،
(تنام عين الطاغية، وعين الله لم تنم)ينام كالجيفة، على أرائكه ومفارشه، وما علم أن هناك أرجل قد وقفت في ظلمات الأسحار،وأكف مقهورة،ترفع ظلامتها، للملك العلام،
فبينما فرعون في غيه سادر، وفي ظلمه قاهر، إذ أتاه أمر ربه بغتة , يخرج الشقي منتفخاً ثائراً، يطلب كليم الرحمن، وفي لحظة لم يستعد لها،إذا به يصير هارباً بعد أن كان طالباً،
هارباً من جند من جنود الله(وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)المدثر،
جاء طوفان عظيم ابتلعه هو وأقاربه وزبانيته( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ )
ذهب الطاغية وذهب معه غروره وكيده، فكأنه ما كان هو ولا ملكه، وجعله ربه عبرة لكل طاغية بعده، فلفظه البحر على شاطئه ليراه الناس ،( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )يونس،
فيا لله هذه نهاية الطغيان، هذه الجثة التي يراها الناس ، كانت يومًا من الدهر تقول(أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)
كم أرعدت وأبرقت هذه الجثة،وأرعبت، أف والله من حقارة الإنسان، حين يطغى ويتكبر، ويتعالى ويتجبر،
فمن أسباب الطغيان،
السعي في جمع المال والحرص عليه وعلى تكديسه من الحلال أو من الحرام، فهذا يورث الطغيان،
إيثار الحياة الدنيا والرضا بها، ونسيان الآخرة، والتغافل عنها، نوع من الطغيان،
النفرة من أحكام الله وتشريعاته، يورث الطغيان، والانحراف،
وإذا نزلت العبر والعظات، والآيات والمثلات، فلم تتعظ لها القلوب، ولم ترتجف لها النفوس، فهذا مؤشر لا يبشر بخير، يخشى على صاحبه من الطغيان،
قال تعالى( وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا )الإسراء،
ومن خطر الطغيان وخطورته، أن المرء قد يصل درجته ويتقلب فيه، وهو لا يشعر به،لأنه قد حجب عنه نور الحق،
فاحذروا من الطغيان وصوره، فهو داء يبغضه الله، ويكره أهله، وتوعدهم بأشد الوعيد وأغلظه،
قال تعالى( هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ،جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ )ص ،
ويكفي الطغيان شؤم وبلاء، أن الشجر والدواب تتأذى من أفعال أهل الطغيان،
ويستريح غيره منه،مِن أذاه وظُلمه، وسوء خُلقه وجَوْرِه، ومن فساده الكبير، وشرِّه المستطير،وأن ذلك الفساد والشر منه سيعود أذاه على البلاد والشجر والدواب وسيتَأَذَّوْن منه جميعاً،
وذلك لأن هذا الفساد والشر،والسكوت عنه،سيكون سبباً في انتشار المعاصي والذنوب، وضيق الأرزاق،



فنسأل الله ،عز وجل،السلامة والعافية في الدنيا والآخرة،
اللهم عليك بدعاة الفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة،وبمن يؤيدهم،وأذنابهم من المنافقين،والطاغين،
ربنا إحفظ أميرنا الشيخ تميم من كل شر وانصره على من عاداه،واحفظنا،واحفظ وطننا من كيد الكايدين وحسد الحاسدين ،
اللهم أمين يارب العالمين.

الحسيمqtr
13-07-2017, 05:51 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

الحياة الخالدة
13-07-2017, 06:32 AM
نسأل الله ،عز وجل،السلامة والعافية في الدنيا والآخرة،
اللهم عليك بدعاة الفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة،وبمن يؤيدهم،وأذنابهم من المنافقين،والطاغين،
ربنا احفظ أميرنا الشيخ تميم من كل شر وانصره على من عاداه،واحفظنا،واحفظ وطننا من كيد الكايدين وحسد الحاسدين ،

اللهم آميــــن
جزاكِ الله خير أختي أم حمد

الماريّة
13-07-2017, 06:47 AM
ااااااااللهم أمين يارب العالمين

اللهم أحفظ اميرنا وحكومتنا وبلادنا وجميعا على هذه الارض الطيبه
من كل سوء ومن كل حقد الحاقدين ومكر الماكرين ...

ونعوذ بك من الطغيان و مايقرب اليه من قول وعمل وفعل

الله يجزيج كل خير اختي ام حمد ويرزقج الفردوس الاعلى

:
:

امـ حمد
13-07-2017, 06:53 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
13-07-2017, 06:55 AM
نسأل الله ،عز وجل،السلامة والعافية في الدنيا والآخرة،
اللهم عليك بدعاة الفساد الذين يحبون أن تشيع الفاحشة،وبمن يؤيدهم،وأذنابهم من المنافقين،والطاغين،
ربنا احفظ أميرنا الشيخ تميم من كل شر وانصره على من عاداه،واحفظنا،واحفظ وطننا من كيد الكايدين وحسد الحاسدين ،

اللهم آميــــن
جزاكِ الله خير أختي أم حمد

تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج
وجزاج الله كل الخير يالغلا

امـ حمد
13-07-2017, 06:59 AM
ااااااااللهم أمين يارب العالمين

اللهم أحفظ اميرنا وحكومتنا وبلادنا وجميعا على هذه الارض الطيبه
من كل سوء ومن كل حقد الحاقدين ومكر الماكرين ...

ونعوذ بك من الطغيان و مايقرب اليه من قول وعمل وفعل

الله يجزيج كل خير اختي ام حمد ويرزقج الفردوس الاعلى

:
:


اللهم امين اختي الغاليه

تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج
وجزاج الله كل الخير يالغلا

الوسيط العقاري
13-07-2017, 07:21 AM
جزاك الله خيرا يا ام حمد

امـ حمد
13-07-2017, 07:24 AM
جزاك الله خيرا يا ام حمد

بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
13-07-2017, 07:43 AM
الله يتقبل دعائك يا ام حمد ويجزاك الجنة

امـ حمد
13-07-2017, 07:56 AM
الله يتقبل دعائك يا ام حمد ويجزاك الجنة

اللهم امين اخوي سالم الزهران
بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي جنة الفردوس يارب العالمين

كويتية74
13-07-2017, 11:06 AM
جزاج الله كل خير والله يحفظ المسلمين

امـ حمد
13-07-2017, 03:09 PM
جزاج الله كل خير والله يحفظ المسلمين

تسلمين حبيبتي
ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا