امـ حمد
27-07-2017, 05:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العبد إمّا يكون عبداً لله عزّ وجل،الذي خلقه وأكرمه،
وإمّا يكون عبداً لشهواته وللشيطان الرجيم وللطاغوت، وشتّان ما بينهما، وإذا أمعنّا النّظر في سلوك وأخلاق كلٍ منهما لاستطعنا التعرّف على أهم صفاتهما،
فعباد الرّحمن، هم عباد الله الصّالحين الذين يتّصفون بطهارة القلب واستقامة اللّسان، والصّادقين في القول والعمل، والذين يُؤثِرون النّاس على أنفسهم ويسعون في تقديم الخير، ويترفّعون عن سفاهات الأمور،
أمّا عباد الشيطان، فيتّصفون بالظّلم، والأنانيّة، والتكبّر، والقسوة، والغِلظة، وفُحش اللّسان،
صفات عباد الرحمن،
أولاً،التواضع والسكينة، أول هذه الأوصاف أنهم يمشون على الأرض هوناً( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)أي،بسكينة ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار،
لكن لماذا جعلها الله أول صفة لعباده، لأن المشية غالباً ما تعبر عن صاحبها، عن شخصيته وما يستكن فيها من مشاعر وأخلاق،فالرجل له مشية،والمرأة لها مشية أخرى،والمتكبرون لهم مشية،والمؤمنون المتواضعون لهم مشية، والصحيح السليم له مشية،والمريض العليل له مشية،وهكذا كل يمشي معبراً عما في ذاته،
فعباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً،متواضعين هينين لينين،بسكينة ووقار لا بتجبر واستكبار،لا يستعلون على أحد ولا ينتفخون كأحد الذين يمشون فيقول(يا أرض انهدي ماعليك قدي)
وقد نهانا الله عن هذه المشية فقال(ولا تمشِ في الأرضِ مرَحًا إنّكَ لَن تَخرِقَ الأرضَ ولَن تَبلُغَ الجِبالَ طولًا ) الإسراء،
فمهما دببت في الأرض فلن تخرقها ، ومهما تطاولت بعنقك ، فلن تبلغ الجبال طولا،
وفي وصايا لقمان لابنه (ولا تُصعِر خَدكَ لِلنَّاسِ ولا تَمشِ في الأرضِ مَرحًا إنّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَ مُختالٍ فَخور،واقصِد في مَشيِكَ واغضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأصواتِ لَصوتُ الحَمير )لقمان،
( ولا تُصعِر خَدكَ لِلنَّاسِ ) لا تكلمهم وأنت عنهم معرض،ولا تجعلهم يكلمونك وأنت معرض عنهم،بل أقبل عليهم ووجهك منبسط إليهم،
(ولا تَمشِ في الأرضِ مَرحًا إنّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَ مُختالٍ فَخور) المختال الذي يظهر أثر الكبر في أفعاله،
والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله،يقول أنا فلان وابن فلان،فالله لا يحب الصنفين معاً المختال والفخور،إنما يحب المتواضع،الذي يعرف قدر نفسه،ولا يحتقرأحدا من الناس،
(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ) ليس المقصود أنهم يمشون متماوتين كالمرضى كما يفعل البعض ذلك،وفي هذا أنه من التنسك والزهد،
فما كان النبي صلى الله عليه وسلم،ولا أصحابه يفعلون ذلك،فقد كان صلى الله عليه وسلم،إذا مشى يمشى على أطراف أصابعه،فهذه مشية أولى العزم والهمة والشجاعة،
يقول أبي هريرة رضي الله عنه (ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له،فلم يكن متماوتاً ولا بطيئاً إنما مشيه وسط بين السرعة والبطء،
وهكذا كان عمر لما رأى شاباً يتماوت في مشيته فقال، أأنت مريض،قال ما أنا بمريض،قال،إذاً فلا تمش هكذا،
ورأى رجلاً يصلى وقد جعل رأسه في صدره فقال ياهذا لا تمت علينا ديننا، ارفع رأسك فإن الخشوع في القلب وليس في الرقبة،
ورأت الشفاء أم عبد الله شباناً يمشون متماوتين، فسألت عنهم من هؤلاء،فقيل لها،هؤلاء نساك عباد،قالت رحم الله عمر لقد كان إذا مشى أسرع،وإذا تكلم أسمع،وإذا ضرب أوجع،فلا تماوت ولا اختيال وتفاخر،وإنما سكينة وتواضع
التحذير من الكبر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر،قال رجلان ،الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة،قال عليه الصلاة والسلام إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم،
وغمط الناس، هو الاحتقار،
وبطر الحق، هو دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً
فالمسلم ينبغي أن يكون نموذج للتواضع وخفض الجناح،فلا يغتر بعلم، ولا مال،،ولا جاه،بل كل شيء محض فضل من الله، وكرم لما يحمل من خير،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مانقص صدقة من مال،وما زاد الله عبداً بعفو،إلا عزاً،وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)رواه مسلم،
ويروى أن مطرف بن عبد الله بن الشخير،رأى المهلب وهو يتبختر في جبة خز فقال ،يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله ورسوله فقال له المهلب،أما تعرفني فقال،بلى أعرفك أولك نطفة مذرة وآخرتك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيته تلك،
وقال بعض السلف (عجبت لمن خرج من مجرى البول مرتين علام يتكبر)
فاعرف قدرك أيها الإنسان،فمن تواضع لله رفعه،ومن تكبر وضعه الله،
اللهم اجعلنا من المتواضعين ولا تجعلنا من المتكبرين،ونسأل الله أن يرزقنا الحلم والعلم والتواضع وسعة الصدر،
اللهم آميـــــــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العبد إمّا يكون عبداً لله عزّ وجل،الذي خلقه وأكرمه،
وإمّا يكون عبداً لشهواته وللشيطان الرجيم وللطاغوت، وشتّان ما بينهما، وإذا أمعنّا النّظر في سلوك وأخلاق كلٍ منهما لاستطعنا التعرّف على أهم صفاتهما،
فعباد الرّحمن، هم عباد الله الصّالحين الذين يتّصفون بطهارة القلب واستقامة اللّسان، والصّادقين في القول والعمل، والذين يُؤثِرون النّاس على أنفسهم ويسعون في تقديم الخير، ويترفّعون عن سفاهات الأمور،
أمّا عباد الشيطان، فيتّصفون بالظّلم، والأنانيّة، والتكبّر، والقسوة، والغِلظة، وفُحش اللّسان،
صفات عباد الرحمن،
أولاً،التواضع والسكينة، أول هذه الأوصاف أنهم يمشون على الأرض هوناً( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)أي،بسكينة ووقار وتواضع وبغير تجبر ولا استكبار،
لكن لماذا جعلها الله أول صفة لعباده، لأن المشية غالباً ما تعبر عن صاحبها، عن شخصيته وما يستكن فيها من مشاعر وأخلاق،فالرجل له مشية،والمرأة لها مشية أخرى،والمتكبرون لهم مشية،والمؤمنون المتواضعون لهم مشية، والصحيح السليم له مشية،والمريض العليل له مشية،وهكذا كل يمشي معبراً عما في ذاته،
فعباد الرحمن يمشون على الأرض هوناً،متواضعين هينين لينين،بسكينة ووقار لا بتجبر واستكبار،لا يستعلون على أحد ولا ينتفخون كأحد الذين يمشون فيقول(يا أرض انهدي ماعليك قدي)
وقد نهانا الله عن هذه المشية فقال(ولا تمشِ في الأرضِ مرَحًا إنّكَ لَن تَخرِقَ الأرضَ ولَن تَبلُغَ الجِبالَ طولًا ) الإسراء،
فمهما دببت في الأرض فلن تخرقها ، ومهما تطاولت بعنقك ، فلن تبلغ الجبال طولا،
وفي وصايا لقمان لابنه (ولا تُصعِر خَدكَ لِلنَّاسِ ولا تَمشِ في الأرضِ مَرحًا إنّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَ مُختالٍ فَخور،واقصِد في مَشيِكَ واغضُض مِن صَوتِكَ إنّ أنكَرَ الأصواتِ لَصوتُ الحَمير )لقمان،
( ولا تُصعِر خَدكَ لِلنَّاسِ ) لا تكلمهم وأنت عنهم معرض،ولا تجعلهم يكلمونك وأنت معرض عنهم،بل أقبل عليهم ووجهك منبسط إليهم،
(ولا تَمشِ في الأرضِ مَرحًا إنّ اللهَ لا يُحِبُ كُلَ مُختالٍ فَخور) المختال الذي يظهر أثر الكبر في أفعاله،
والفخور الذي يظهر أثر الكبر في أقواله،يقول أنا فلان وابن فلان،فالله لا يحب الصنفين معاً المختال والفخور،إنما يحب المتواضع،الذي يعرف قدر نفسه،ولا يحتقرأحدا من الناس،
(الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ) ليس المقصود أنهم يمشون متماوتين كالمرضى كما يفعل البعض ذلك،وفي هذا أنه من التنسك والزهد،
فما كان النبي صلى الله عليه وسلم،ولا أصحابه يفعلون ذلك،فقد كان صلى الله عليه وسلم،إذا مشى يمشى على أطراف أصابعه،فهذه مشية أولى العزم والهمة والشجاعة،
يقول أبي هريرة رضي الله عنه (ما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له،فلم يكن متماوتاً ولا بطيئاً إنما مشيه وسط بين السرعة والبطء،
وهكذا كان عمر لما رأى شاباً يتماوت في مشيته فقال، أأنت مريض،قال ما أنا بمريض،قال،إذاً فلا تمش هكذا،
ورأى رجلاً يصلى وقد جعل رأسه في صدره فقال ياهذا لا تمت علينا ديننا، ارفع رأسك فإن الخشوع في القلب وليس في الرقبة،
ورأت الشفاء أم عبد الله شباناً يمشون متماوتين، فسألت عنهم من هؤلاء،فقيل لها،هؤلاء نساك عباد،قالت رحم الله عمر لقد كان إذا مشى أسرع،وإذا تكلم أسمع،وإذا ضرب أوجع،فلا تماوت ولا اختيال وتفاخر،وإنما سكينة وتواضع
التحذير من الكبر،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر،قال رجلان ،الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة،قال عليه الصلاة والسلام إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم،
وغمط الناس، هو الاحتقار،
وبطر الحق، هو دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً
فالمسلم ينبغي أن يكون نموذج للتواضع وخفض الجناح،فلا يغتر بعلم، ولا مال،،ولا جاه،بل كل شيء محض فضل من الله، وكرم لما يحمل من خير،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مانقص صدقة من مال،وما زاد الله عبداً بعفو،إلا عزاً،وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)رواه مسلم،
ويروى أن مطرف بن عبد الله بن الشخير،رأى المهلب وهو يتبختر في جبة خز فقال ،يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله ورسوله فقال له المهلب،أما تعرفني فقال،بلى أعرفك أولك نطفة مذرة وآخرتك جيفة قذرة وأنت بين ذلك تحمل العذرة فمضى المهلب وترك مشيته تلك،
وقال بعض السلف (عجبت لمن خرج من مجرى البول مرتين علام يتكبر)
فاعرف قدرك أيها الإنسان،فمن تواضع لله رفعه،ومن تكبر وضعه الله،
اللهم اجعلنا من المتواضعين ولا تجعلنا من المتكبرين،ونسأل الله أن يرزقنا الحلم والعلم والتواضع وسعة الصدر،
اللهم آميـــــــن.