المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطاعات تنقضي وتبقى ثمراتها، والمعاصي تنقضي وتبقى تبعاتها



امـ حمد
29-07-2017, 06:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
فالمؤمن الصادق المتفوق باع نفسه لله، باع وقته، وجهده وعلمه،وباع إمكاناته،فكل أعماله في سبيل الله،هؤلاء السابقون،
باعوا أنفسهم لله عز وجل، والثمن هو الجنة،
وهؤلاء الذين باعوا أنفسهم للدنيا، والثمن هو النار هم أشد الناس خسارةً، هذا الذي باع الدنيا الزائلة بالحياة الأبدية الباقية، باع رضوان الله بعرض من الدنيا قليل،وباع دينه بدرهم ودينار،بولاء لمتسلط جبار،
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران،وتكون حرزاً مكيناً،وحصناً حصيناً من الغي والعصيان،
ما رق قلب لله عز وجل، إلا كان صاحبه سابقاً إلى الخيرات مشمراً في الطاعات،إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبتة،
ما دخلت الرقة إلى القلب، إلا وجدته مطمئناً بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى،وأبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل،
فالقلب الرقيق، قلب ذليل أمام عظمة الله،وبطش الله تبارك وتعالى،وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى،
ولا جاءه داعي الغي والهوى، إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى،
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها،ويتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها،وأخشع ما يكون لآياته وعظاته،
القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء،فتجد العبد أقسى ما يكون قلب، ولكن يأبى الله إلا رحمته،وحلمه وجوده وكرمه،
حتى تأتي تلك اللحظة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى ذلك القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب،
فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء،إلى ديوان السعادة،
ومن أهل القسوة، إلى أهل الرقة بعد أن كان فظاً جافياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً،إلا ما أشرب من هواه،
إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه،إذا بذلك القلب الذي كان جريئاً على حدود الله عز وجل،وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة،إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله،يتغير لكي يصبح متبصراً يعرف أين يضع الخطوة في مسيره،
إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة ولا أعظم منها،
نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى، وقد أخبر الله عز وجل،أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة،إلا كان صاحبه موعودا بعذاب الله،
قال سبحانه(فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ)
ومعنى ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى،
لذلك،ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبه رقيقاً،وكيف السبيل لكي ننال هذه النعمة،
فيكون حبيباً لله عز وجل،ولياً من أوليائه،لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئاً كثيراً،
فالقلوب شأنها عجيب، تارة تقبل على الخير،وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل،إنها لحظات ينفح فيها الله تلك القلوب برحمته،
وهناك لحظات للقسوة، وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر والعياذ بالله،
وللرقة،وللقسوة أسباب،
فما رق القلب، إلا بسبب الإيمان بالله تبارك وتعالى،ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقاً وقّافاً عند حدود الله،
فأعظم سبب تلين به القلوب،وتنكسر من هيبته، أن يعرف العبد ربه،وتذكره النعمة والنقمة بذلك الحليم الكريم،والخير والشر،سبحانه وتعالى،
فمن عرف الله،رق قلبه من خشية الله
وما وجدت قلباً قاسياً،إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله،وأبعدهم عن المعرفة ببطش الله،
فلما جهل الله،جرأ على حدوده، ومحارمه، ولم يعرف إلا فسوقاً وفجوراً،
لذلك المعرفة بالله ،طريق لرقة القلوب، ولذلك كل ما وجدت قلب الإنسان
في خشوع وانكسار إلى الله يكون رقيق القلب،والنظر في آيات هذا الكتاب،متفكراً متأملاً إلا وجدت العين تدمع، والقلب يخشع والنفس تتوهج إيماناً من أعماقها،وما قرأه عبد إلا تيسرت له الهداية عند قراءته،ولذلك قال الله في كتابه(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله، تذكر الآخرة،وأن لكل بداية نهاية،وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار،
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة، وأنها متاع الغرور،يحتقر الدنيا ويقبل على ربه إقبال المنيب الصادق وعندها يرق قلبه،
ومن نظر إلى القبور انكسر قلبه، وكان قلبه أبرأ ما يكون من القسوة ومن الغرور،يرى منازلهم ويتذكر أنه قريب سيكون بينهم،إلا رق قلبه من خشية الله،وأقبل على الله إقبال صدق وإنابة وإخبات،
ومن أعظم أسباب القسوة، الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها،وتجد عندهم عناية بالدنيا، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم،وبالصلوات،وبارتكاب الفواحش والموبقات،فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب،
ولو عرف العبد حقيقة هذه الدنيا،لأصبح وأمسى ولسانه ينهج إلى ربه،ربي نجني من فتنة هذه الدنيا،ما مال القلب إلى الدنيا،حتى يبعد عن الله،وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي به في واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله،
هذا العبد الذي نسي ربه،وأقبل على هذه الدنيا،واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى،فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب،ولا تنسى أن الله عز وجل،ينتظرنا وحينما نقبل عليه يحبنا،
الطاعات تنقضي متاعبها وتبقى ثمراتها، والمعاصي تنقضي لذائذها وتبقى تبعاتها،
إذا كان الله معك فمن عليك،وإذا كان الله عليك فمن معك،


اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا،ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافـك فينا ولا يرحمنا واغننا بحلالـك عن حرامـك وبفضلـك عمن سواك،ونعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ومن فجائة نقمتك ومن جميع سخطك،واغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا واكرمنا ولا تهنا،واتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب،اللهم آمين يارب العالمين.

الحسيمqtr
29-07-2017, 03:49 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
29-07-2017, 04:20 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاكِ ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
29-07-2017, 09:51 PM
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله، تذكر الآخرة،وأن لكل بداية نهاية،وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار،

.


جزاك الله خير ام حمد

هناك ساعة سنتبرأ فيها من انسابنا واولادنا و آبائنا وأمهاتنا ونقف في مقام العبودية اما الرب الخالق الرازق وحينها لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
فاللهم ارحم ضعفنا وارزقنا توبةً مقبولةً نصوحاً قبل لقائك

امـ حمد
30-07-2017, 12:55 AM
جزاك الله خير ام حمد

هناك ساعة سنتبرأ فيها من انسابنا واولادنا و آبائنا وأمهاتنا ونقف في مقام العبودية اما الرب الخالق الرازق وحينها لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
فاللهم ارحم ضعفنا وارزقنا توبةً مقبولةً نصوحاً قبل لقائك

اللهم امين يارب العالمين
بارك الله في حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاكِ ربي جنة الفردوس