امـ حمد
01-08-2017, 12:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم مغلوطة عن التدين
موقف الإسلام من حُسن الخلق،والتعامل الطيّب مع الناس،هو الموقف الوجداني الصافي،
قال تعالى(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)آل عمران،
فهناك نصوص كثيرة تحثّ الإنسان على رعاية مسألة العناية بالمظهر الحسن،
فكما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم،انه قال(إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمّل)رواه مسلم،
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال(إِن الله جميل يحب الجمال،ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده،ويكره البؤس والتباؤس)أخرجه البيهقي،وصححه الألباني،
الانغلاق وعدم الانفتاح على الآخرين، لدرجة ان بعض المتدينين لا يلقي السلام على من يجهر بالمعصية، كالذي يقوم برفع صوت الغناء في طرقات مثلاً،أو من كان متشبها بالغربيين، أو تجده يقطع صلته بأي شخص علم انه قام بارتكاب فاحشة معينة بدلاً من ان ينصحه،
والرسول صلى الله عليه وسلم،يوصي بالانفتاح والألفة مع الآخرين،فكما جاء عنه،انه قال(أفضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا،الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم)الراوي،أبو هريرة المحدث،الألباني،
قال صلى الله عليه وسلم(المؤمن مألوف،ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا بني عبد المطلب، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فألقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر)صححه الألباني،
إذاً يتبين لنا من خلال النصوص ان المتدين أذا أراد جذب الناس لدين، يجب عليه ان ينفتح على الآخرين وان يجذبهم باللين والبشاشة وحسن الخلق بحيث يترك صورة حسنة ومثالية بأن الدين هو البشاشة وحسن المعاملة مع جميع الناس، وليس بالقطيعة او تحقير والإنقاص منهم،
ولو كان هنالك شخصاً تعرفه سواء كان من أقربائك او أصدقائك وتعلم بأن التقطيب في وجهه عند فعله بعض السلوكيات المحرمة يردعه فلا بأس،
اما اذا كان ذلك ينفره من الدين فلا يجب العمل بذلك اطلاقاً،
التشدد، حيث ان بعض المتدينين يقوم بمنع المباح ويزيد على الواجب تكاليف مبتدعة بسبب التشدد الديني، فيتقوقع في دائرته منكداً على أسرته وعياله، ومن هم حوله بتلك القيود المختلقة التي لم يضعها الشارع ،
كل هذه الجوانب أدت لتشويه التدين والمتدينين،حتى أصبحت بعض فئات المجتمع تعمم هذه الجوانب على التدين ككل فتنفر من المتدين بسبب ذلك،
فمثلاً، تجد ان البعض لا يزوج ابنته لشخص متدين خوفاً من ان يكون متشدداً او منغلقاً او متخلفاً في أمور الدنيا،
بل حتى ان البعض أصبح يتحسس من مجالسة المتدينين خوفاً من ان يكونوا متشددين،او ان يكونوا متصفين بالفظاظة،
وكما جاء في قوله تعالى(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
البعض من الناس يحصر التدين في جانب العبادات فقط،
أو يحصر التدين في التحريم،والمنع وهذا الذي يولد التشدد،
أو في حصر التدين بأناس دون آخرين،فيظن أن المتدين من أخذ بمظاهر الدين فقط،
وبطبيعة الحال تنتج عن هذه المفاهيم المغلوطة، أفعال مغلوطة من هؤلاء المتدينين بحسب فهمهم القاصر للدين،ستظهر ردود أفعال وتصورات عن المتدينين لدى البعض من الناس،بأنهم، رجعيون، معقدون،حتى ربما لا يبتسمون ولا يضحكون،
التديّن الصحيح هو، التدين الإيجابي،سواء للمجتمع أو للأفراد الذي كان عليه حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام،وأصحابه رضوان الله عليهم،
فالتدين،ليس مجموعةَ قيودٍ وأغلال تقضي على حريّة الإنسان كما يصوّره من لا يفقَه حقيقةَ الإسلام،إنّما هو سموٌّ بالنّفس، وطهارةٌ للقلب، ومكارِم أخلاق، وبناء وعطاء، وحكمة ورحم(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)الأنبياء،
فالتديُّن الحقيقي، يجعل للحياةِ معنًى سامياً وهدفاً عالياً وراحة وطمأنبينة ونعيماً لا يدانيه نعيمٌ إلاّ نعيم الجنّة،
لقد شُوِّهت حقيقةُ التديُّن بأفكار وتصورات وأفعال متشددة ومتشنجة،وبكتابات وممارساتِ خاطئة خاصة من تُجّار الدّين الذين جعلوا الدينَ شعارًا للابتزاز والتكسُّب، وهذا أصابَ التدينَ في الصّميم وصرفَ عن الدّين الحقّ،لأن أيَّ حضارةٍ مِن الحضارات لن تجدَ هويّتها بين الأمم إذا كانت بلا معتقدٍ دينيّ مستقيم،
فبشرية المتدين، ليس معصومًا، فهو كغيرِه من البَشر، قد يزلّ، وقد يغفل، إلا أنه يتميز بأنه إذا تذكَّر تابَ وآب وأناب،
قال تعالى(إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)الأعراف،
وجاء في الحديث،عن أبي عبد الله عليه السلام، قال،كان أبو جعفر عليه السلام يقول(عظّموا أصحابكم ووقّروهم، ولا يتهجّم بعضكم على بعض، ولا تضارّوا ولا تحاسدوا، وإياكم والبخل وكونوا عباد الله المخلصين)
وفي صحيحة،عن أبي بصير،عن أبي جعفر عليه السلام قال،إنّ أعرابيّاً من بني تميم أتى النبي،صلّى الله عليه وعلى وسلّم(فقال له،أوصني، فكان مما أوصاه،تحبّب إلى الناس يحبّوك)
وفي الصحيح على المشهور،عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم(ثلاث يصفين ودّ المرء لأخيه المسلم،يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسّع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحبّ الأسماء إليه)
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال(ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت،وما الدعابة،قال،المزاح)
وفي الخبر عن الإمام على رضى الله عنه،السلام أنّه قال(ومن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة،ومن كتب الله له حسنة لم يعذّبه)
وفي صحيح بريد بن معاوية عن الباقر عليه السلام أنّه قال(والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمنٌ قطّ خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكفّ عن اغتياب المؤمنين)
وعن أبي عبد الله عليه السلام،قال أمير المؤمنين عليه السلام(إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبّه الله)
وهناك العشرات من هذه النصوص التي ترغّب في حسن لقاء الناس والتواصل معهم والبشر والابتسامة في لقائهم، وعدم العبوس وعدم التكبّر وعدم الفظاظة، والاهتمام بهم،
لكن مع الأسف نحن نواجه ظواهر غير أخلاقيّة ،كالتكبّر والحسد والنميمة والغيبة وتسقيط الناس والتهاون في الحرمات، والفظاظة والجفاء وقسوة القلب وغير ذلك،
وقد جاء في الحديث ،عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال أمير المؤمنين عليه السلام (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنّن بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً)
كما أنّ العبوس أو (الرسميّة) أو حتى التعالي يمكن أن يكون في بعض الأحيان قيمةً أخلاقيّة تجاه بعض الأشخاص الذين ينبغي لنا أن نفعل ذلك معهم، وهذا يكون في حالات خاصّة لها حدودها ومعاييرها،
أسأل الله تعالى ان يهدينا لمراضيه وان يجنبنا معاصيه انه ولي التوفيق،
اللهم ثبتنا على الدين القويم،
اللهم آمين،
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مفاهيم مغلوطة عن التدين
موقف الإسلام من حُسن الخلق،والتعامل الطيّب مع الناس،هو الموقف الوجداني الصافي،
قال تعالى(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)آل عمران،
فهناك نصوص كثيرة تحثّ الإنسان على رعاية مسألة العناية بالمظهر الحسن،
فكما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم،انه قال(إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمّل)رواه مسلم،
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، قال(إِن الله جميل يحب الجمال،ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده،ويكره البؤس والتباؤس)أخرجه البيهقي،وصححه الألباني،
الانغلاق وعدم الانفتاح على الآخرين، لدرجة ان بعض المتدينين لا يلقي السلام على من يجهر بالمعصية، كالذي يقوم برفع صوت الغناء في طرقات مثلاً،أو من كان متشبها بالغربيين، أو تجده يقطع صلته بأي شخص علم انه قام بارتكاب فاحشة معينة بدلاً من ان ينصحه،
والرسول صلى الله عليه وسلم،يوصي بالانفتاح والألفة مع الآخرين،فكما جاء عنه،انه قال(أفضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا،الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم)الراوي،أبو هريرة المحدث،الألباني،
قال صلى الله عليه وسلم(المؤمن مألوف،ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)رواه الترمذي،وصححه الألباني،
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(يا بني عبد المطلب، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فألقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر)صححه الألباني،
إذاً يتبين لنا من خلال النصوص ان المتدين أذا أراد جذب الناس لدين، يجب عليه ان ينفتح على الآخرين وان يجذبهم باللين والبشاشة وحسن الخلق بحيث يترك صورة حسنة ومثالية بأن الدين هو البشاشة وحسن المعاملة مع جميع الناس، وليس بالقطيعة او تحقير والإنقاص منهم،
ولو كان هنالك شخصاً تعرفه سواء كان من أقربائك او أصدقائك وتعلم بأن التقطيب في وجهه عند فعله بعض السلوكيات المحرمة يردعه فلا بأس،
اما اذا كان ذلك ينفره من الدين فلا يجب العمل بذلك اطلاقاً،
التشدد، حيث ان بعض المتدينين يقوم بمنع المباح ويزيد على الواجب تكاليف مبتدعة بسبب التشدد الديني، فيتقوقع في دائرته منكداً على أسرته وعياله، ومن هم حوله بتلك القيود المختلقة التي لم يضعها الشارع ،
كل هذه الجوانب أدت لتشويه التدين والمتدينين،حتى أصبحت بعض فئات المجتمع تعمم هذه الجوانب على التدين ككل فتنفر من المتدين بسبب ذلك،
فمثلاً، تجد ان البعض لا يزوج ابنته لشخص متدين خوفاً من ان يكون متشدداً او منغلقاً او متخلفاً في أمور الدنيا،
بل حتى ان البعض أصبح يتحسس من مجالسة المتدينين خوفاً من ان يكونوا متشددين،او ان يكونوا متصفين بالفظاظة،
وكما جاء في قوله تعالى(وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)
البعض من الناس يحصر التدين في جانب العبادات فقط،
أو يحصر التدين في التحريم،والمنع وهذا الذي يولد التشدد،
أو في حصر التدين بأناس دون آخرين،فيظن أن المتدين من أخذ بمظاهر الدين فقط،
وبطبيعة الحال تنتج عن هذه المفاهيم المغلوطة، أفعال مغلوطة من هؤلاء المتدينين بحسب فهمهم القاصر للدين،ستظهر ردود أفعال وتصورات عن المتدينين لدى البعض من الناس،بأنهم، رجعيون، معقدون،حتى ربما لا يبتسمون ولا يضحكون،
التديّن الصحيح هو، التدين الإيجابي،سواء للمجتمع أو للأفراد الذي كان عليه حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام،وأصحابه رضوان الله عليهم،
فالتدين،ليس مجموعةَ قيودٍ وأغلال تقضي على حريّة الإنسان كما يصوّره من لا يفقَه حقيقةَ الإسلام،إنّما هو سموٌّ بالنّفس، وطهارةٌ للقلب، ومكارِم أخلاق، وبناء وعطاء، وحكمة ورحم(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)الأنبياء،
فالتديُّن الحقيقي، يجعل للحياةِ معنًى سامياً وهدفاً عالياً وراحة وطمأنبينة ونعيماً لا يدانيه نعيمٌ إلاّ نعيم الجنّة،
لقد شُوِّهت حقيقةُ التديُّن بأفكار وتصورات وأفعال متشددة ومتشنجة،وبكتابات وممارساتِ خاطئة خاصة من تُجّار الدّين الذين جعلوا الدينَ شعارًا للابتزاز والتكسُّب، وهذا أصابَ التدينَ في الصّميم وصرفَ عن الدّين الحقّ،لأن أيَّ حضارةٍ مِن الحضارات لن تجدَ هويّتها بين الأمم إذا كانت بلا معتقدٍ دينيّ مستقيم،
فبشرية المتدين، ليس معصومًا، فهو كغيرِه من البَشر، قد يزلّ، وقد يغفل، إلا أنه يتميز بأنه إذا تذكَّر تابَ وآب وأناب،
قال تعالى(إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ إِذَا مَسَّهُمْ طَـئِفٌ مّنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)الأعراف،
وجاء في الحديث،عن أبي عبد الله عليه السلام، قال،كان أبو جعفر عليه السلام يقول(عظّموا أصحابكم ووقّروهم، ولا يتهجّم بعضكم على بعض، ولا تضارّوا ولا تحاسدوا، وإياكم والبخل وكونوا عباد الله المخلصين)
وفي صحيحة،عن أبي بصير،عن أبي جعفر عليه السلام قال،إنّ أعرابيّاً من بني تميم أتى النبي،صلّى الله عليه وعلى وسلّم(فقال له،أوصني، فكان مما أوصاه،تحبّب إلى الناس يحبّوك)
وفي الصحيح على المشهور،عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم(ثلاث يصفين ودّ المرء لأخيه المسلم،يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسّع له في المجلس إذا جلس إليه، ويدعوه بأحبّ الأسماء إليه)
عن أبي عبد الله عليه السلام، قال(ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت،وما الدعابة،قال،المزاح)
وفي الخبر عن الإمام على رضى الله عنه،السلام أنّه قال(ومن تبسّم في وجه أخيه المؤمن كتب الله له حسنة،ومن كتب الله له حسنة لم يعذّبه)
وفي صحيح بريد بن معاوية عن الباقر عليه السلام أنّه قال(والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمنٌ قطّ خير الدنيا والآخرة إلّا بحسن ظنّه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكفّ عن اغتياب المؤمنين)
وعن أبي عبد الله عليه السلام،قال أمير المؤمنين عليه السلام(إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم يقول، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبّر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبّه الله)
وهناك العشرات من هذه النصوص التي ترغّب في حسن لقاء الناس والتواصل معهم والبشر والابتسامة في لقائهم، وعدم العبوس وعدم التكبّر وعدم الفظاظة، والاهتمام بهم،
لكن مع الأسف نحن نواجه ظواهر غير أخلاقيّة ،كالتكبّر والحسد والنميمة والغيبة وتسقيط الناس والتهاون في الحرمات، والفظاظة والجفاء وقسوة القلب وغير ذلك،
وقد جاء في الحديث ،عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال أمير المؤمنين عليه السلام (ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنّن بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً)
كما أنّ العبوس أو (الرسميّة) أو حتى التعالي يمكن أن يكون في بعض الأحيان قيمةً أخلاقيّة تجاه بعض الأشخاص الذين ينبغي لنا أن نفعل ذلك معهم، وهذا يكون في حالات خاصّة لها حدودها ومعاييرها،
أسأل الله تعالى ان يهدينا لمراضيه وان يجنبنا معاصيه انه ولي التوفيق،
اللهم ثبتنا على الدين القويم،
اللهم آمين،
.