المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى الغافل عن أوامر الله ونواهيه



امـ حمد
09-08-2017, 06:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى الغافل عن أوامر الله ونواهيه
يا من تنام عن الصلاة،وهجرت القرآن،يا من مازل يبيع الحرام، أويتشتري الحرام، أو يأكل الحرام،
نحن لا نتعامل مع بشر،نحن نتعامل مع رب البشر جل وعلا،
الذي قال عن نفسه)وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)آل عمران،
سبحان الله يحذر البشر نفسه، ومازال بعض الناس في غيبته وغفلته،
وبعض الناس لا ينتبه،إلا إذا كان ملك الموت عند رأسه، فهنا يتذكر ويقول(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ )المؤمنون،
فهذه الآية عامةٌ في كل المقصِّرين المفرِّطين في جنب الله، الظالمين لأنفسهم،مما نهى الله تعالى عنه،
ما دام في الأجل مُتَّسع، فإذا مَنَّ الله عليك برجعة إلى مقالك أو كتابك، وأكرمك بفسحة، فارجع بجد، وأصلح بحق، ولا يقتلك التسويف، ولا يمنعك الكبر،ولا يغرك طول الأمل،
ومن مِنا يبرئ نفسه من تفريط أو تقصير،ثم إنها قنطرة يعبر عبرها كل البشر، ومصرع يتخبطه كل إنسان، وكأس يشرب منه الثقلان،
إنه مشهد الاحتضار، وإعلان التوبة عند مواجهة الموت، وطلب الرجعة إلى الحياة، لتدارك ما فات،
فإذا الرد على هذا الرجاء المتأخر لا يوجه إلى صاحب الرجاء، إنما يعلن على رؤوس الأشهاد(كَلَّا،إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها)كلمة لا معنى لها، ولا مدلول وراءها،
وإنهم لما استغاثوا،أي،أعمل عملاً صالحاً في الدنيا إذا رجعت إليها من الإيمان وما يتبعه من أعمال الخير،ولما تمنى أن يرجع ليعمل رد الله عليه ذلك بقوله(كلا إنها كلمة هو قائلها)
وقد أخبرنا بأنه لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها ومن ورائهم برزخ أي،من أمامهم وبين أيديهم،
والبرزخ، هو الحاجز بين الشيئين،
آلآن عرفت ربك،وعرفت قدر الله عز وجل،نسي الدنيا كلها، ويريد شيئاً واحداً(لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)المؤمنون،
سيأتي اليوم الذي ستزال الغشاوة من على عينيك، وينتزع فيه الموت روحك من كل عرق،
ماذا ستقول لله سبحانه وتعالى،عندما يسألك عن عمرك،كيف سترد على قدمك التي تشهد عليك وأنت تمشي للحرام،
ماذا سترد على لسانك الذي ينطق ويقول أمام رب العالمين أنك كنت تغتاب وتكذب وتسب،
كيف ستتكلم وعملك الأسود يكون حاضراً ليفضحك،كيف سيكون موقفك،
ماذا أعددت للجنة، يمضي عمرك وأنت تتخبط في المعاصي والذنوب،وتفوّت الصلوات وترتكب الكبائر وتعصي الله سبحانه وتعالى،سراً وعلانية،
استيقظ،أنت في دنيا فانية،زائلة، فلن تأخذ معك أموالاً جمعتها ولن تنفعك بيوت عمرتها،ستجد كل شيء محضراً وستشهد
عليك جوارحك ولا يظلم ربك أحداً،
سابق إلى الطاعات وعُد إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تكن ممن يُعرَضون على جهنم(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا)
اقرأ القرآن واجعله نوراً يضيء قبرك بعد الموت، وشاهداً يشهد لك يوم تلقى الله،
داوم على صلاة الجماعة وتعرّف على الصحبة الطيّبة فهي التي ستثبتك على الطريق الصحيح،طريق الجنة التي تبحث عنها،
ابتعد عن فاحش القول وأذية الناس، وأحسن معاملة والديك وجارك وإخوتك،وانصح أهلك وأصحابك وادعهم إلى طريق الرشاد،
أعف لسانك عن الكذب،وعينك عن الحرام،وأذنك عن سماع الأغاني،وقلبك عن الحسد،والضغينة،ويدك عن الخطيئة، وقدمك من السير إلى أماكن اللهو والفساد،
أسباب الغفلة،
حب الدنيا، فحب الدنيا رأس كل خطيئة،والغفلة هي ثمرة حب الدنيا،
يقول ابن كثير في تفسيره،فإن أكثر الناس ليس لهم علم إلا بالدنيا وإكسابها وشؤونها فهم فيها حذاق أذكياء في تحصيلها ووجوه مكاسبها وهم غافلون عن أمور الدين وما ينفعهم في الدار الآخرة كأن أحدهم مغفل لا ذهن له ولا فكرة،فبعض الناس يجلسون مع بعضهم البعض كل حديثهم عن الدنيا، عن المال، عن النساء،عن الربح عن الخسارة وهم عن الآخرة هم غافلون، فالإغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها سبب كبير للغفلة،إن حال هؤلاء ليُنبئ بحب الدنيا وكأنهم مخلدون فيها،
فكأنه لم يخلق للعبادة وإنما خلق للدنيا وشهواتها فإنه إن فكر فكر للدنيا وإن أحب أحب للدنيا وإن عمل عمل للدنيا فمن أجلها يخاصم ويزاحم ويقاتل، وبسببها يتهاون ويترك كثيراً من أوامر الله عز وجل وينتهك المحرمات من أجلها،
وإن من الخسارة العظيمة أن تضيع حياة العبد ما بين أمل طويل وعمل سيء، فتراه في نهاره عاملاً ناصباً صاخباً جامعاً مانعاً، وللفرائض والآداب مضيعاً،
الجهل بالله عز وجل، من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل،أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة،ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره،وعن أوامره ونواهيه، لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي المؤمن أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً،
المعاصي، وهي من أعظم أسباب الغفلة،قال الله عز وجل(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)المطففين،
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما(إن للحسنة ضياء في الوجه،ونوراً في القلب،وسعة في الرزق،وقوة في البدن،ومحبة في قلوب الخلق،وإن للسيئة سواداً في الوجه،وظلمة في القلب،ووهناً في البدن،ونقصاً في الرزق،وبغضة في قلوب الخلق)
صحبة السوء، والعرب تقول الصاحب ساحب، والطبع يسرق من الطبع، فمن جالس أهل الغفلة والجرأة على المعاصي سرى إلى نفسه هذا الداء،
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الرجل على دين خليله،فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود،وحسنه الألباني،
وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي)رواه أبو داود،وحسنه الألباني،
طول الأمل، فيعيش في الدنيا وهو يظن أنه لن يفارقها فهو مقبل عليها غافلاً عن آخرته،
قال عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه(ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدةٍ منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرةِ ولا تكون من أبناء الدنيا،فإن اليوم عمل ولا حساب،وغداً حساب ولا عمل)رواه الترمذي،
كثرة الكلام في غير ذكر الله تعالى، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،قال(لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي)رواه الترمذي،
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله،إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه وأَولاهما به)
أسال الله لي ولكم الهدى وحسن الخاتمة،وثبتنا عند الوقف بين يديك،واغفر لنا،واشملنا بواسع لطفك وكريم رحمتك يا كريم،واجعلنا هداة مهتدين،وإذا توفيتنا فتوفنا على الإسلام،
وجعلنا من التوابين المغفورة ذنوبهم وادخلنا جنة عدن،ياأرحم الراحمين،
اللهم أمــــين.

الحسيمqtr
09-08-2017, 04:56 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
09-08-2017, 08:45 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس

سالم الزهران
09-08-2017, 10:53 PM
جزاك الله خير ام حمد وبارك في حسناتك

بوخالد911
10-08-2017, 01:00 AM
بورك فيكم.

امـ حمد
10-08-2017, 01:43 AM
جزاك الله خير ام حمد وبارك في حسناتك

بارك الله في حسناتك اخوي سالم الزهران
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
10-08-2017, 01:44 AM
بورك فيكم.

بارك الله في حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس