المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى التأني والحلم



امـ حمد
14-08-2017, 06:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى التأني، الحلم والوقار،أي،لا يعجل في الأمور،وهو التثبت وترك العجلة،
الفرق بين الأناة والحلم،
الأناة، السكون مع القدرة والقوة،والحلم والوقار،والتمهل في تدبير الأمور،وترك العجلة،
والحلم، هو الإمهال بتأخير العقاب المستحق،
قال مالك(كان يُقَال،التأني من الله،والعجلة من الشَّيطان، وما عجِل امرؤٌ فأصاب،واتَّأد آخر فأخطأ،إلَّا كان الذي اتَّأد أصوب رأياً،
وقال أبو عثمان بن الحداد(من تأنى وتثبت تهيأ له مِن الصواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة)
أوصى مالك بن المنذر بن مالك بنيه،فقال(يا بني،الزموا الأناة،واغتنموا الفرصة تظفروا)
وقال أبو حاتم(إنَّ العاجل لا يكاد يلحق،كما أن الرَّافق لا يكاد يسبق،والساكت لا يكاد يندم،ومن نطق لا يكاد يسلم،وإن العجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم،ويحمد قبل أن يجرِب
فوائد التّأني،
دلالة على رجاحة العقل، ووفور الرَّزانة،وطمأنينة القلب،ويعصم الإنسان مِن الضَّلال والخطأ،
قال ابن عثيمين(الأناة،التَّأنِّي في الأمور وعدم التَّسرُّع، وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلُّ بسبب التَّعجل في الأمور،وسواء في نقل الأخبار،أو في الحكم على ما سمع،أو في غير ذلك،
فمن الناس من يتخطَّف الأخبار، بمجرد ما يسمع الخبر يحدث به،
ومِن الناس من يتسرع في الحكم، سمع عن شخص شيئاً مِن الأشياء،ويتأكد أنه قاله،أو أنه فعله ثم يتسرَّع في الحكم عليه، أنَّه أخطأ أو ضل،وهذا غلط،التأني في الأمور كلُّه خير ومحمود العاقبة في الدُّنْيا والآخرة،
صيانة للإنسان مِن الأخلاق المذمومة، قال ابن القيم(إذا انحرفت عن خُلُق الأناة والرِّفق انحرفت،إما إلى عجلة وطيش وعنف،وإمَّا إلى تفريط وإضاعة)
سبب لنيل محبة الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،لأشج عبد القيس(إن فيك خصلتين يحبهما الله،الحلم،والأناة)
صيانة الإنسان مِن كيد الشَّيطان وتسلُّطه عليه،قال صلى الله عليه وسلم(التأني منِ الله،والعجلَة مِن الشيطان)
التريث عند وصول الخبر إليه، قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)الحجرات،
صور التأني،
عند الذهاب إلى الصلاة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(إذا سمعتم الإقامة،فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار،ولا تسرعوا،فما أدركتم فصلُّوا،وما فاتكم فأتموا)
التَّأنِّي في طلب العلم، قال تعالى(لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ القيامة،
قال ابن القيِّم في هذه الآية(ومِن أسرارها،أنَّها تضمَّنت التَّأنِّي والتَّثبُّت في تلقِّي العِلْم،
وأن لا يحمل السَّامع شدة محبَّته وحرصه وطلبه على مبادرة المعلِّم بالأخذ قبل فراغه مِن كلامه،
التأني في التحدث مع الآخرين، عن أمِّ المؤمنين عائشة،رضي الله تعالى عنها،قالت(إن النبي صلى الله عليه وسلم،لم يكن يسرد الحديث كسردكم)
قال بدر الدين العيني،أي،كان يتكلَّم بكلام متتابع مفهوم واضح،على سبيل التَّأنِّي،لئلَّا يلتبس على المستمع)
عند الفصل في المنازعات وإنزال العقوبات، قال أبو عثمان بن الحداد(القاضي شأنه الأناة والتَّثبُّت، ومن تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له مِن الصَّواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة)
وقال الأصفهاني(ينبغي للسلطان أن يؤخر العقوبة حتى ينقضي سلطان غضبه،ففي تأخير العقوبة إمكان العفو إن أحبَّ ذلك)
أسباب عدم التأني،
الغضب والحزن الشَّديد، قال ابن حجر(الغضب والحزن يحمل الرجل الوقور على ترك التأني المألوف منه،وكم من غضب فقتل وضرب،ثم لما سكن غضبه،بقي طول دهره في الحزن والبكاء والندم،
استعجال نتائج الأمور، العجلة طبيعة في الإنسان وهي صفة مذمومة،وهي من الشيطان،
التفريط، وذلك إذا فرَّط المرء فيما ينبغي عليه القيام به، فإنَّه يضطر للقيام به على وجه السرعة والعجلة حتى يتدارك الأمر، وربما لا يحصل له مقصوده،
ترك استشارة ذوي الخبرة في أمور يجهلها، وهذا الجهل يجعل الإنسان لا يحسن التعامل مع الأمور،فربما يعجل فيما حقُّه التأني، أو يتأنَّى فيما حقُّه التَّعجُّل وهكذا،
الوسائل المعينة على اكتساب صفة التأني،
الدعاء، كان النبي صلى الله عليه وسلم،يدعو الله بأن يهديه إلى أحسن الأخلاق، فكان مِن دعائه(واهدني لأحسن الأخلاق،لا يهدي لأحسنها إلَّا أنت،واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلَّا إنت)
النَّظر في عواقب الاستعجال، قال بعض الحكماء،إيَّاك والعجلة،فإن العرب كانت تكنيها أم الندامة،لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم،ويعزم قبل أن يفكِّر،ويقطع قبل أن يقدِّر، ويذم قبل أن يخبر،ولن يصحب هذه الصفة أحد إلَّا صحب الندامة)
معرفة معاني أسماء الله وصفاته، فمن أسمائه سبحانه،الحليم والرفيق،ومن معانيهما،التَّأنِّي في الأمور،والتدرج فيها،ومن ذلك إمهال الكافرين والظَّالمين،
قراءة سيرة السَّلف الصالح،ففي سيرة سلفنا الصَّالح نماذج كثيرة تدل على تحليهم بخلق التَأني،والتريث في أمورهم،فقراءة سيرهم تعين على الاقتداء بهم،وانتهاج طريقهم،
استشارة أهل الصَّلاح والخبرة،إذا أقدم الشخص على أمرٍ يجهله فعليه أن يستشير أهل الصَّلاح والخبرة ولا يتعجَّل في أمره،
قال تعالى،لنبيه صلى الله عليه وسلم(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)آل عمران،
قال الماوردي(الحزم لكل ذي لبٍّ أن لا يبرم أمراً ولا يمضي عزماً إلَّا بمشورة ذي الرأي الناصح،ومطالعة ذي العقل الراجح،

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه،وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،واهدنا إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم،واجعل عملنا كله خالصاً لوجهك الكرِيمِ، ولاتجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا،
اللهم آميـن يارب العالمين.

الحسيمqtr
15-08-2017, 04:45 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
15-08-2017, 08:25 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس