المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فعلام يشمت الشامت



امـ حمد
21-08-2017, 05:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلام يشمت الشامت،بل إن هذا الشامت نفسه سيأتي يوم القيامة متمنياً لو أُصيب وابتلي هو الآخر،وذلك عندما يرى عظم جزاء من ابتلاه الله،
فقد أخبرنا رسول الله،صلي الله عليه وسلم،قائلاً(يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض)الترمذي،
من هو الذي،يشمت بسواه من البشر إذا ما أصابتهم بلية أو حلت بدارهم مصيبة،وما دام الإنسان يحيا على وجه هذه الأرض فهو معرَّض مثلهم تماماً لأن يُبتلى ويُصاب ويمتحن،
من ذا الذي عاش على هذه الأرض ولم يصبه مرض، ولم يُبتلى بعزيز عليه،
من الذي نال من دنياه كل ما تمنى،وصرف عنه جميع ما يكره، من ذا الذي ما اشتكى يوماً أو تألم أو حزن،
إن في هذه الدنيا وكل من فيها معرَّض للبلاء، إنها سنة الله،تعالى،في كونه،أن يبتلي الصالح والطالح، الطائع والعاصي، المؤمن والكافر،قال عز وجل(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)آل عمران،
وقال،سبحانه وتعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ)البقرة،

فقصير النظر هو، من يشمت بمن نزل بساحته ابتلاء، فإن شماتته سبب في ابتلائه هو الآخر،
قال الحكماء، لا تظهر الشماتة بأخيك،فيعافيه الله ويبتليك)
وقد قيل(من عيَّر أخاه بذنب، لم يمت حتى يعمله) والجزاء من جنس العمل،وكما تدين تدان،
وهذه واقعة وقعت للعالم الجليل محمد بن سيرين، فقد تكاثرت عليه الديون، حتى حُبس بسببها،ثم أفصح هو نفسه عن سبب هذا البلاء قائلاً(إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا،عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له،يا مفلس،
فإن البلاء الذي نزل بسواه، إما مطهرة له من ذنوب،
وإما رفعة له في درجاته،
وقد قال النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه)متفق عليه،
يقول رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إذا سبقت للعبد من الله منزلة لم يبلغها بعمله،ابتلاه الله في جسده ،أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له منه)رواه أحمد،
وقد تكون المصيبة التي حلت بالعبد علامة حبٍ من الله،تعالى،له، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)رواه أحمد،
وعن أبي هريرة يقول،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من يرد الله به خيرًا يصب منه)رواه البخاري،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له)رواه مسلم،
وقليل من هو يشمت بإخوانه من المسلمين الموحدين، إذا ما نزل بهم مكروه وشر، فإن ديننا قد أمره بعكس ذلك تماماً،
قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)متفق عليه،
وإنما الشماتة صفة من صفات المنافقين والكافرين، وليست أبدًا من صفات المؤمنين، وقد ورد في القرآن عن شماتتهم بالمؤمنين قائلًا(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا)آل عمران،
وأنواع الشماتة والشامتين كثيرة،وإنما أشد الشماتة هي، شماتة الأعداء، لذا كان رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يستعيذ منها،
فعن أبي هريرة،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)متفق عليه،
وهذا نبي الله هارون يقول لأخيه موسى،عليهما السلام (فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ) الأعراف،
وشماتة الأعداء معناها، فرح العدو بالمصائب التي تنزل بمن يعاديه، وإنما استعاذ صلى الله عليه وسلم،من شماتة الأعداء لعظم موقعها وشدة تأثيرها في الأنفس البشرية، ونفور طباع العباد عنها،
وإن كانت هذه هي الشماتة،فإن عكسها وضدها هو ستر العورات وتقديم العون في النكبات، فعن عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما، أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم، قال(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)متفق عليه،
وكثيرًا ما حذَّر الخطباء من الشماتة، ونادوا بالتخلق بضدها، خشية أن يستشري هذا الخلق البغيض بين المسلمين،


اللهم لا تشمت بنا عدواً ولا حاسداً،
ولا تضع ثقتنا فى كاذباً منافقاً،وارزقنا بكل من هو محباً مخلصاً،ونسألك من كل خير خزائنه بيدك، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك،اللهم امين يا رب العالمين،

الحسيمqtr
21-08-2017, 02:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
21-08-2017, 03:39 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس