المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى العفة والحياء



امـ حمد
29-09-2017, 08:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفة والحياء
لقد قدم القران الكريم نماذج من النساء الصالحات، وبيّن صفاتهن، ومن بين هذه الصفات الحياء، يقول تعالى(وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ،فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ،فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
تقص هذه الايات قصة لقاء موسى عليه السلام،مع ابنتي شعيب عليه السلام،وتظهر صفة هاتين الصالحتين وحياءهما بشكل واضح في مسألتين،

الأولى(قّالّتّا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ)
حيث امتنعتا عن الدخول بين الرجال وفضّلتا الانتظار حتى يخلو المكان لهما،وهذا له ارتباط واضح بالحياء ورفض الاختلاط،
والثانية(فّجّاءّتًهٍ إحًدّاهٍمّا تّمًشٌي عّلّى،إسًتٌحًيّاء)
فهنا يوجد الحياء الذي كانت تتحلى به هذه المرأة الصالحة،
فلماذا الحياء،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحياء والإيمان في قرن واحد فإذا سلب أحدهما أتبعه الاخر)
وعن الإمام الصادق عليه السلام(لا إيمان لمن لا حياء له)
يظهر من هذه الروايات أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الإيمان والحياء، حتى صار الإيمان غير ممكن التحقق من دون الحياء،
وهذا يعني أن عدم وجود الحياء سينعكس على سلوكيات الإنسان في هذه الدنيا بحيث يجعله بعيداً كل البعد عن سلوك الإنسان المؤمن الملتزم،
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(من لم يكن له حياء في الدنيا لم يدخل الجنة)
إن الحياء مطلوب من الإنسان بشكل عام، ولكنه مطلوب من النساء بشكل اكثر،
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله قسم الحياء عشرة أجزاء فجعل في النساء تسعة وفي الرجال واحداً)
الحياء من الله سبحانه تعالى،قيل للنبي أوصني، فقال صلى الله عليه وسلم(استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك)
وعن الباقر عليه السلام(إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية خميس فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل، القبيح)
الحياء من الناس،عن علي عليه السلام(من لم يستحِ من الناس لم يستحٍ من الله سبحانه)
الحياء من النفس،
عن علي عليه السلام(أحسن الحياء استحياؤك من نفسك)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم(الحياء هو الدين كله)
وعن علي عليه السلام(لحياء يصد عن فعل القبيح،والحياء مفتاح كل خير)
إن هذه الروايات تشير إلى أن على الإنسان أن يستحي من ارتكاب المعاصي،لأن الذي يستحي من الله تعالى لا يمكن أن يعصيه وهو ينظر إليه، وكذلك الذي يستحي من النبي‏ صلى الله عليه وآله لا يمكن أن يقع في المعصية وهو يعلم أن معصيته هذه ستعرض على النبي صلى الله عليه وسلم،
إن الحياء هو الدين كله،فكلما ازداد الحياء ازداد الدين،
وعن علي عليه السلام(على قدر الحياء تكون العفة)
الحياء في الستر،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(أنه نظر إلى رجل يغتسل بحيث يراه الناس فقال(أيها الناس إن الله يحب من عباده الحياء والستر فأيكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإن الحياء زينة الإسلام)
الحياء في النظر،يقول تعالىï´؟قٍل لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ يّغٍضٍَوا مٌنً أّبًصّارٌهٌمًï´¾
الحياء في القول،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الله حرم الجنة على كل فاحش بذي‏ء قليل الحياء لا يبالي ما قال وما قيل فيه)
معنى العفة،
العفة هي، صفة نفسية في الإنسان،وهي الصبر،
وهي الزهد، عنه عليه السلام(العفاف زهادة)
وهي صون النفس وتنزيهها عن كل أمر دني، عنه عليه السلام(العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا)
متعلقات العفة كثيرة،
أولاً،العفة عن إظهار الحاجة المادية،يقول تعالى(لٌلًفٍقّراءٌ لاَّذٌينّ أٍحًصٌرٍوا فٌي سّبٌيلٌ لالَّهٌ لا يّسًتّطٌيعٍونّ ضّرًبْا فٌي الأّرًضٌ يّحًسّبٍهٍمٍ لاًجّاهٌلٍ أّغًنٌيّاءّ مٌنّ التَّعّفَف)
وعن علي عليه السلام(العفاف زينة الفقر)
ثانياً،العفة في تشديد الحجاب،يقول تعالى(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
وهذه العفة يجب أن تزداد كلما ازدادت المرأة جمالاً،عن علي عليه السلام(زكاة الجمال العفاف)
ثالثاً،العفة عن أكل الحرام،وهذا ينعكس على طلب الإنسان للدنيا، فعن علي عليه السلام(على قدر العفة تكون القناعة)
ثمرات العفة،
أولاً،حسن المظهر،فعن أبي جعفر عليه السلام(أما لباس التقوى فالعفاف، إن العفيف لا تبدو له عورة وإن كان عارياً من الثياب، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسياً من الثياب، يقول الله (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)
ثانياً،الوقاية،فعن علي عليه السلام(لكاد العفيف أن يكون ملكاً من الملائكة)
فهذه الرواية تشير إلى أن العفة سبب في ترك المعاصي والقرب من الله تعالى،بحيث يصبح سلوكه كله طاعة لله تعالى، وكأن العفيف ملك من الملائكة، وكلمة أمير المؤمنين عليه السلام(ثمرة العفة الصيانة)
ثالثاً،الثواب العظيم،فعن علي عليه السلام(طوبى لمن تحلى بالعفاف)
من منافيات الحياء والعفة،
أولاً،التشبه بالرجال،هناك أموراً تناسب الرجل وأخرى تناسب المرأة، وقد أكد الإسلام على ضرورة أن يلتزم كل منهما بما يناسبه، فلا يقتحم الرجل ما يناسب المرأة، ولا تقترف المرأة ما يناسب الرجل، ولا يتناسب مع حيائها وعفتها، لأن ما يصلح لأحدهما قد يكون مفسداً للاخر،
وقد شدد النبي الأكرم صلى الله عليه وسام،على ذلك حتى لعن المرأة التي تتخلى عما يناسبها لتتشبه بالرجال فقال(لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء)
والتشبه له الكثير من النماذج، وهو يشمل كل ما خالف طبيعة المرأة ووافق طبيعة الرجل، ومن أوضح هذه النماذج التشبه باللباس بحيث تلبس المرأة لباس الرجل،أو يلبس الرجل لباس المرأة،
ثانياً، تقليد الغرب،إن الضياع وفقدان الهوية هو من أخطر الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، لأنه المرض الذي يهدم الكيان والشخصية بل هو في الحقيقة انهيار لكل القيم السائدة في المجتمع، وتضييع للأساس الذي يبني عليه الإنسان مجتمعه،
من غير الطبيعي أن يضيّع الإنسان هويته، فكيف إذا كانت هذه الهوية هي الإسلام وإذا كانت تلك القيم هي القيم الإلهية والعروة الوثقى التي لا هداية بعدها ولا خير في سواها،فكيف يتخلى الإنسان عن هداه(ذّلٌكّ الكٌتّابٍ لا رّيًبّ فٌيهٌ هٍدْى لٌلًمٍتَّقٌينّ)
ولشدة خطورة فقدان الهوية رفض الإسلام تقليد الاخرين حتى في أصغر الأمور، وحتى على مستوى الشكل،فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم(غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى)
وعنه صلى الله عليه وسلم(وقلموا الاظفار ولا تشبهوا باليهود)
فلاحظ كيف أنه صلى الله عليه وسلم، يؤكد على ضرورة تربية المجتمع على عدم تقليد الغير والتشبه بهم،والخطورة في هذا التشبه هو تضييع الهوية،
إن الحياء مطلوب من الإنسان بشكل عام، ولكنه مطلوب من النساء بشكل أكثر،لا بد للإنسان الملتزم أن يستحي،
من الله تعالى،
ومن النبي صلى الله عليه وسلم،
من الملائكة أي الذين يكتبون الحسنات والسيئات،
من الناس،ومن النفس،
أن على الإنسان أن يستحي من ارتكاب المعاصي، لأن الذي يستحي من الله تعالى لا يمكن أن يعصيه وهو ينظر إليه،
وكذلك الذي يستحي من النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يقع في المعصية وهو يعلم أن معصيته هذه ستعرض على النبي صلى الله عليه وسلم،
إن العفة سبب في ترك المعاصي والقرب من الله تعالى وتجعل سلوك الإنسان منصباً نحو طاعة الله تعالى،
من اثار العفة،
الصبر،والزهد في الدنيا ومتاعها،
متعلقات العفة،
العفة عن إظهار الحاجة المادية، العفة في تشديد الحجاب، العفة عن أكل الحرام،
من منافيات العفة،التشبه بالرجال،

نسأل الله سبحانه وتعالى،أن يرزقنا العفة والعفاف،والطهر،والفضيلة، والنقاء،واجعلنا من المؤمنين، وبدينك مستمسكين، وعلى شرعك صابرين،والخوف منك يا رب العالمين، نسألك رحمتك، وأن تقينا عذابك،وزينا بالاحتشام واغننا بحلالك عن حرامك ويسر لنا سبل الثبات ولا تفتنا في ديننا واجعلنا من الغيورين على محارمك ونعوذ بك ذهاب الحياء،اللهم آميـــــن.

الحسيمqtr
29-09-2017, 11:53 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
30-09-2017, 03:20 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس