تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الهجر في الله



امـ حمد
02-10-2017, 11:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالهجر يعمل على القطيعة بين أبناء الإسلام، ويفسد الأخوة المتينة، ويقطع العلاقة، فيظهر الجفاء والحقد، وتزداد العداوة والبغضاء, ويُفتح الباب للشيطان ليعمل على التحريش بين المؤمنين،
إن هجر المسلم،شريطة أن يكون فوق ثلاث،لما في ذلك من التقاطع والإيذاء والفساد، وقد ورد في الحديث،ما رواه أبو أيوب الأنصاري،رضي الله عنه،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم،قال(لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال،يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا،وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)متفق عليه،
وعن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار)رواه أبو داود،وصححه الألباني،
وعن عائشة،رضي الله عنها،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(لا يكون لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاثة،فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرار،كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه)رواه أبو داود،وحسنه الألباني،
فإذا زاد الهجر بين الإخوان فوق ثلاث كان حراماً،لما يترتب عليه من تفكك اجتماعي، وزيادة البغض والكراهية،والشحناء بين المتهاجرين، ويُستثنى من التحريم ما إذا عاد الهجر إلى صلاح دين الهاجر والمهجور،وإلا فلا يجوز،
فإذا ترتب على هذا الهجر الزجر للمهجور عما وقع فيه من ذنب، وكان الهجر ردعاً له حتى يرجع إلى الصلاح والحق، فهذا فيه مصلحة،
أما إذا لم تكن ثمة مصلحة،وكان الهجر يُؤدي إلى زيادة فساد المهجور وفسقه،وذهابه مع المفسدين،فهذا ليس فيه مصلحة، وضرره أكبر من نفعه،فالمسلم العاقل يضع الأشياء في مكانها المناسب،ويتصرف تصرفاً يعود نفعه على المجتمع،
قال الإمام النووي، يحرم الهجر بين المسلمين أكثر من ثلاث ليال بالنص، لأن الآدمي مجبول على الغضب،فسومح بذلك القدر ليرجع ويزول ذلك العارض،
قال الشيخ العثيمين، لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاثة أيام، لأن الإنسان ربما يكون بينه وبين أخيه شيء من وقفة الخواطر،
رخص له النبي،صلى الله عليه وسلم،ثلاثة أيام فقط، وبعد ذلك لا بد أن يسلم،
لكن إذا كان الهجر لمصلحة دينية، مثل أن يكون سبباً لاستقامة المهجور، وتركه المعاصي فإنه لا بأس به، بل قد يكون واجباً،
فإذا كان في هجر من فعل معصية لترك واجب أو فعل محرم فائدة يهجر حتى تتحقق الفائدة، وأما من كان هجره لا يفيد شيئاً بل لا يزيد الأمر إلا شدة، والنار إلا اضطراماً، لأن الشرع جاء بالمصالح وليس بالمفاسد،
فإذا علمنا أننا لو هجرنا هذا العاصي لم يزدد إلا شراً وكراهة لنا، فإننا لا نهجره، نسلم عليه ونرد عليه السلام، والمؤمن لا يهجر فوق ثلاث، هذا هو الحكم فيما يتعلق بالهجر،
واليوم المسلمين يمر بعضهم ببعض لا يسلم أحدهم على الآخر، يتلاقيان يضرب كتف أحدهم كتف الآخر لا يسلم عليه وكأنما مر بيهودي،أو نصراني، مع أنه أخوه، ومع هذا إذا سلم،يستفيدعشر حسنات، ورسوخ إيمان، ومحبة ، وألفة ،ودخول الجنة،
قال النبي،صلى الله عليه وسلم (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا،أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)صحيح البخاري،ومسلم،
فبين أن إفشاء السلام من أسباب المحبة،والمحبة من الإيمان،والإيمان سبب في دخول الجنة،
ونرى مسلمين يلتقي بعضهم ببعض ولا يسلم، بل ربما كانا أخوين،او زميلين في الدراسة،سواءً في دراسة المسجد أو دراسة الكلية أو المعهد أو المدارس الأخرى، لا يسلم بعضهم على بعض،
وعن أبي داود بسند صحيح،من حديث أبي هريرة،رضي الله عنه(فإن مرت به ثلاث فلقيه فليسلم عليه، فإن رد عليه فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم)شرح مسلم،
وحديث أبي هريرة،رضي الله عنه(فإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة جميعاً)
وخيرهما الذي يبدأ بالسلام،أي،هو أفضلهما،وأن السلام يقطع الهجرة ويرفع الأثم فيها ويزيله،
قال،ابن عبد البر، أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه،أو دنياه مضرة، فإن كان كذلك جاز،بخلاف الأقارب فإنه يدخل فيه قطيعة الرحم،ورب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية،
وعن السلف الصالح للتسابق على البدء بالسلام بعد التهاجر،فعن أبي الحسن قال(جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين،كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه،فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله،فلما جلس الحسن قال له الحسين،إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به)
الفرق بين التهاجر والتدابر والتشاحن،
قال ابن حجر،التهاجر، أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاثة أيام لغير غرض شرعي،
والتدابر، هو الإعراض عن المسلم بأن يلقى أخاه فيعرض عنه بوجهه،
والتشاحن، هو تغير القلوب المؤدي إلى التهاجر والتدابر،
حكم الهجر،يختلف حكم الهجر باختلاف المهجور، فإن تعلق الهجر بالمرأة كان ذلك جائزاً، بل مأموراً به في بعض الأحيان وذلك عند النشوز، لقوله تعالى(وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ)النساء،
وإن تعلق الهجر بالمسلم، فإنه يعد كبيرة كما صرح ابن حجر،شريطة أن يكون فوق ثلاث وليس بغرض شرعي لما في ذلك من التقاطع والإيذاء والفساد،
وإن كان المهجور من ذوي الرحم فإنه كبيرة حتى وإن لم تبلغ المدة ثلاثة أيام، لأن الهجر أضيف إليه قطيعة الرحم، وهي من الكبائر،
أما هجر أهل البدع والأهواء، فإنه مطلوب على مر الأوقات مالم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق،
من مضار الهجر،
الهجر صفة قبيحة تسخط الله،عزوجل،على المتهاجرين،
الهجر سبب في تأخير المغفرة من الله،عزوجل،
الهجر بين الإخوان فوق ثلاث حرام ويسبب تفككاً اجتماعياً،
هجر المرأة فراش زوجها سبب في لعنة الله والملائكة لها،
الهجر من حبائل الشيطان،يغوي بها أتباعه حتى يسوقهم إلى الحجيم،

وخير المتقاطعين الذي يبدأ أخاه بالسلام والكلام ويواصل الأخوه ويزيل أساب التقاطع،والمسلم يتناسى الأحقاد ويسرع إلى الصلح ليفوز بالفضل، والسلام في الإسلام رمز المحبة والإخاء،
والواجب على المسلم أن يكون واسع الصدر ، ناصحاً لإخوانه ، وأن يتحمّل منهم ويغض الطرف عن هفواتهم ، لا أن يستعجل في اتخاذ حل قد يكون سبباً للقطيعة والهجر المحرّم،

اللهم ألف على الخير قلوبنا،وأصلح فساد قلوبنا، وحبب إلينا الإيمان، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.

الحسيمqtr
11-10-2017, 01:21 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
11-10-2017, 04:03 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس


بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي جنة الفردوس