امـ حمد
05-10-2017, 02:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه، والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به، فلا يغتر الإنسان بدهائه وذكائه، ويظن نفسه أنه داهية أو مخطط أو ماكر فإنه يضر نفسه،يقول عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه(إن البغي يصرع أهله)
إن الله،سبحانه وتعالى،قال،أن المكر السيئ لا يرتد إلا على صاحبه، ولا يحيق إلا بأهله، كما قال تعالى(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)فاطر،
هذه حقيقة يجب أن نؤمن بها، ونستيقن منها، ونجعلها دائماً نصب أعيننا، فمهما مكر الماكرون أو كاد الكائدون فإن مكرهم سينقلب عليهم ويرتد ضدهم، لأن الله،جل جلاله،أخبر وخبره الحق المبين أن المكر السيء لا يحيق إلا بصاحبه، ولا ينقلب إلا على أهله،
إن هذه الحقيقة الإيمانية الربانية تمنحنا الأمل الكامل والرجاء العظيم في الله،سبحانه وتعالى، فمقاليد الأمور كلها بيده،سبحانه وتعالى،وهو الذي يؤيد أولياءه وينصر أنصاره، ويرد كيد أعدائه، ويبطل مكرهم ومخططاتهم،كما قال،سبحانه وتعالى(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)الأنفال،
وليس معنى هذا أن نتوانى عن نصرة دين الله، أو نتكاسل عن مناصرة أولياء الله،فإن الله يريد منا أن لا نكون قدريين نتكل على القدر فقط دون أن نبذل الأسباب،وإنما يريد منا أن ننصر دينه، ويدعونا إلى أن نكون من المناصرين لأوليائه،وأن نقوم بخدمة هذا الدين ونبذل في سبيله كل غال ورخيص،
مع أن،سبحانه وتعالى،قادر على نصرة دينه وأوليائه في لحظة واحدة،ولكن نصرة الدين عز وفخر لكل مسلم يريد الله أن لا يحرم المسلمين منه،
لقد مكر الماكرون بنبي الله عيسى،عليه السلام، وأرادوا قتله، فأفشل الله خطتهم، وردّ كيدهم إلى نحورهم، وردهم خائبين مدحورين،
وقام،سبحانه وتعالى،برفع عيسى إليه(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا،بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)النساء،
وتآمر إخوة يوسف على يوسف،عليه السلام،ورموه في البئر،وفعلوا به الأفعال الشنيعة المنكرة،
ولكن ماذا كانت نتيجة المكر،ونهاية الكيد، في النهاية انقلب كيدهم وتآمرهم عليهم، وانقلب كيد امرأة العزيز عليها، ورفع الله قدر نبيه وصفيه يوسف،عليه السلام(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)يوسف،
أما نبينا،وحبيبنا،صلى الله عليه وسلم، فكم كاد به أهل الكيد والمكر من اليهود والمشركين والمنافقين، ولكن في كل مرة ينقلب كيدهم عليهم ويتحول ضدهم،
لقد عزم المشركون على قتله وإهدار دمه،صلى الله عليه وسلم،قبل أن يهاجر من مكة إلى المدينة، وباتوا تحت بيته،صلى الله عليه وسلم، ينتظرون خروجه لينفذوا فيه ما عزموا عليه،ولكن الله مكر بهم، وأرسل جبريل،عليه السلام،إليه يأمره بالهجرة إلى المدينة، فجاؤوا إلى البيت وقد خرج، فنظروا فإذا برجل نائم، فظنوه رسول الله،صلى الله عليه وسلم،ولم يكن هو، وإنما كان علي بن أبي طالب،رضي الله عنه، فباتوا عند البيت فرحين مسرورين متأكدين من نجاح الخطة،ولما عرفوا أن النائم لم يكن هو رسول الله،صلى الله عليه وسلم،عرفوا أن مكر الله أسرع من مكرهم، وكيده أعظم من كيدهم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)الأنفال،
وقام اليهود بعدة محاولات لاغتيال الرسول،صلى الله عليه وسلم،وقتله، وكلها بطلت وباءت بالفشل، وانتهت في النهاية بإجلائهم وإخراجهم من المدينة وطردهم منها، وانقلبت كل المؤامرات والدسائس على رؤوسهم، وضرتهم قبل أن تضر غيرهم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)الأنعام،
لا يغرنكم شدة المكر وقوة الكيد بالمسلمين،إنهم لن يضروا بكيدهم إلا أنفسهم وسينقلب كيدهم عليهم (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ،فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)إبراهيم،
لم ينفعهم مكرهم في الدنيا وتحول ضدهم،وانقلب السحر على الساحر،وأما في الآخرة فسيرون حقيقة مكرهم، كما قال،سبحانه وتعالى(وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ)فاطر،
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه،والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به،
ومن الأمثال التي اشتهرت على ألسنة الناس أنهم يقولون، من حفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيها، يقول الشاعر،
قضى الله أن البغي يصرع أهله ،،،، وأن على الباغي تدور الدوائر
ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره ،،،، سيوقع في البئر الذي هو حافر
كم رأينا من شخص دبر لأخيه فخاً أو خطة يريد أن يورطه بها ويوقعه فيها ليمكر به، فارتد مكره عليه، وصار تدبيره تدميراً عليه،
وكم سمعنا عن شخص عمل لشخص آخر سحراً يريد أن يضره به أو يفرق بينه وبين زوجه، فانكشف الأمر،وبطل السحر، وظهر الحق، فكان المتضرر من ذلك هو نفسه وليس من يريد أن يسحره،
بل ربما تعمل المرأة لزوجها سحراً لتصرفه عن محبة ضرتها، فينكشف أمرها، ويعرف سرها، فيكون ذلك سبباً لكرهها وطلاقها والإبقاء على الأخرى دونها، وبغض الناس لها،
يقول محمد بن كعب،رحمه الله،ثلاث خصالٍ إن استطعت أن لَا تترك شيئًا منها أَبداً فافعل،
لا تبغين على أحدٍ،فإن اللَّه تعالى يقول(إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)يونس،
ولا تمكرن على أحد مكراً،فإن اللَّه تعالى يقول(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)فاطر،
ولا تنكثن عهداً أبداً،فإن اللَّه تعالى يقول(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)الفتح،
وعن الإمام البخاري حين قيل،يقول النبي،صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا،والمكر والخداع في النار،اليوم يقبل منا مثقال ذرة،وغداً لن يقبل منا ملء الأرض ذهباً،
اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا،واعنا ولا تعن علينا،واهدنا سواء الصراط،واملأ قلوبنا بالإيمان واليقين،واجعلنا أغنى الأغنياء بك،
وأفقر الفقراء إليك،ولا تجعل لنا إلى سواك حاجة،وأغننا بحلالك عن حرامك،وبفضلك عمن سواك،
اللهم اني استودعتك قطر وأمير قطر،وأهلها وشعبها،فأحفظها من كل مكروه،وعن عيون الحاسدين،ومن اراد بنا بسؤء فشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره يارب العالمين،
اللهم يديم علينا نعمة الأمن والامان ويحفظ قادتنا تميم المجد، ومن أراد فينا سوء فرد كيده في نحره يا الله،
اللهم أعنا على الدنيا بالقناعة وعلى الدين بالطاعة وعلى الآخرة بالشفاعة،
اللهم آميـــــــــــن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه، والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به، فلا يغتر الإنسان بدهائه وذكائه، ويظن نفسه أنه داهية أو مخطط أو ماكر فإنه يضر نفسه،يقول عبد الله بن مسعود،رضي الله عنه(إن البغي يصرع أهله)
إن الله،سبحانه وتعالى،قال،أن المكر السيئ لا يرتد إلا على صاحبه، ولا يحيق إلا بأهله، كما قال تعالى(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)فاطر،
هذه حقيقة يجب أن نؤمن بها، ونستيقن منها، ونجعلها دائماً نصب أعيننا، فمهما مكر الماكرون أو كاد الكائدون فإن مكرهم سينقلب عليهم ويرتد ضدهم، لأن الله،جل جلاله،أخبر وخبره الحق المبين أن المكر السيء لا يحيق إلا بصاحبه، ولا ينقلب إلا على أهله،
إن هذه الحقيقة الإيمانية الربانية تمنحنا الأمل الكامل والرجاء العظيم في الله،سبحانه وتعالى، فمقاليد الأمور كلها بيده،سبحانه وتعالى،وهو الذي يؤيد أولياءه وينصر أنصاره، ويرد كيد أعدائه، ويبطل مكرهم ومخططاتهم،كما قال،سبحانه وتعالى(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)الأنفال،
وليس معنى هذا أن نتوانى عن نصرة دين الله، أو نتكاسل عن مناصرة أولياء الله،فإن الله يريد منا أن لا نكون قدريين نتكل على القدر فقط دون أن نبذل الأسباب،وإنما يريد منا أن ننصر دينه، ويدعونا إلى أن نكون من المناصرين لأوليائه،وأن نقوم بخدمة هذا الدين ونبذل في سبيله كل غال ورخيص،
مع أن،سبحانه وتعالى،قادر على نصرة دينه وأوليائه في لحظة واحدة،ولكن نصرة الدين عز وفخر لكل مسلم يريد الله أن لا يحرم المسلمين منه،
لقد مكر الماكرون بنبي الله عيسى،عليه السلام، وأرادوا قتله، فأفشل الله خطتهم، وردّ كيدهم إلى نحورهم، وردهم خائبين مدحورين،
وقام،سبحانه وتعالى،برفع عيسى إليه(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا،بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)النساء،
وتآمر إخوة يوسف على يوسف،عليه السلام،ورموه في البئر،وفعلوا به الأفعال الشنيعة المنكرة،
ولكن ماذا كانت نتيجة المكر،ونهاية الكيد، في النهاية انقلب كيدهم وتآمرهم عليهم، وانقلب كيد امرأة العزيز عليها، ورفع الله قدر نبيه وصفيه يوسف،عليه السلام(وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)يوسف،
أما نبينا،وحبيبنا،صلى الله عليه وسلم، فكم كاد به أهل الكيد والمكر من اليهود والمشركين والمنافقين، ولكن في كل مرة ينقلب كيدهم عليهم ويتحول ضدهم،
لقد عزم المشركون على قتله وإهدار دمه،صلى الله عليه وسلم،قبل أن يهاجر من مكة إلى المدينة، وباتوا تحت بيته،صلى الله عليه وسلم، ينتظرون خروجه لينفذوا فيه ما عزموا عليه،ولكن الله مكر بهم، وأرسل جبريل،عليه السلام،إليه يأمره بالهجرة إلى المدينة، فجاؤوا إلى البيت وقد خرج، فنظروا فإذا برجل نائم، فظنوه رسول الله،صلى الله عليه وسلم،ولم يكن هو، وإنما كان علي بن أبي طالب،رضي الله عنه، فباتوا عند البيت فرحين مسرورين متأكدين من نجاح الخطة،ولما عرفوا أن النائم لم يكن هو رسول الله،صلى الله عليه وسلم،عرفوا أن مكر الله أسرع من مكرهم، وكيده أعظم من كيدهم (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)الأنفال،
وقام اليهود بعدة محاولات لاغتيال الرسول،صلى الله عليه وسلم،وقتله، وكلها بطلت وباءت بالفشل، وانتهت في النهاية بإجلائهم وإخراجهم من المدينة وطردهم منها، وانقلبت كل المؤامرات والدسائس على رؤوسهم، وضرتهم قبل أن تضر غيرهم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)الأنعام،
لا يغرنكم شدة المكر وقوة الكيد بالمسلمين،إنهم لن يضروا بكيدهم إلا أنفسهم وسينقلب كيدهم عليهم (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ،فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)إبراهيم،
لم ينفعهم مكرهم في الدنيا وتحول ضدهم،وانقلب السحر على الساحر،وأما في الآخرة فسيرون حقيقة مكرهم، كما قال،سبحانه وتعالى(وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ)فاطر،
إن الكيد لا يضر إلا صاحبه،والمكر لا يقع في النهاية إلا على من قام به،
ومن الأمثال التي اشتهرت على ألسنة الناس أنهم يقولون، من حفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيها، يقول الشاعر،
قضى الله أن البغي يصرع أهله ،،،، وأن على الباغي تدور الدوائر
ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره ،،،، سيوقع في البئر الذي هو حافر
كم رأينا من شخص دبر لأخيه فخاً أو خطة يريد أن يورطه بها ويوقعه فيها ليمكر به، فارتد مكره عليه، وصار تدبيره تدميراً عليه،
وكم سمعنا عن شخص عمل لشخص آخر سحراً يريد أن يضره به أو يفرق بينه وبين زوجه، فانكشف الأمر،وبطل السحر، وظهر الحق، فكان المتضرر من ذلك هو نفسه وليس من يريد أن يسحره،
بل ربما تعمل المرأة لزوجها سحراً لتصرفه عن محبة ضرتها، فينكشف أمرها، ويعرف سرها، فيكون ذلك سبباً لكرهها وطلاقها والإبقاء على الأخرى دونها، وبغض الناس لها،
يقول محمد بن كعب،رحمه الله،ثلاث خصالٍ إن استطعت أن لَا تترك شيئًا منها أَبداً فافعل،
لا تبغين على أحدٍ،فإن اللَّه تعالى يقول(إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ)يونس،
ولا تمكرن على أحد مكراً،فإن اللَّه تعالى يقول(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ)فاطر،
ولا تنكثن عهداً أبداً،فإن اللَّه تعالى يقول(فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)الفتح،
وعن الإمام البخاري حين قيل،يقول النبي،صلى الله عليه وسلم(من غشنا فليس منا،والمكر والخداع في النار،اليوم يقبل منا مثقال ذرة،وغداً لن يقبل منا ملء الأرض ذهباً،
اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا،واعنا ولا تعن علينا،واهدنا سواء الصراط،واملأ قلوبنا بالإيمان واليقين،واجعلنا أغنى الأغنياء بك،
وأفقر الفقراء إليك،ولا تجعل لنا إلى سواك حاجة،وأغننا بحلالك عن حرامك،وبفضلك عمن سواك،
اللهم اني استودعتك قطر وأمير قطر،وأهلها وشعبها،فأحفظها من كل مكروه،وعن عيون الحاسدين،ومن اراد بنا بسؤء فشغله في نفسه واجعل تدبيره في تدميره يارب العالمين،
اللهم يديم علينا نعمة الأمن والامان ويحفظ قادتنا تميم المجد، ومن أراد فينا سوء فرد كيده في نحره يا الله،
اللهم أعنا على الدنيا بالقناعة وعلى الدين بالطاعة وعلى الآخرة بالشفاعة،
اللهم آميـــــــــــن.