المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إحذروا ظلم الأولاد



امـ حمد
11-10-2017, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إحذروا ظلم الأولاد
في كثير من الأحيان تكون منا تصرفات لا نقصد منها الإساءة ولكن هذه التصرفات تكون في الحقيقة ظلماً لهؤلاء الأولاد،
نحن في مجتمعاتنا العربية يحكمنا الحياء عن التوعية في بعض الأمور، مع أنه من الكلمات المأثورة،أنه لا حياء في معرفة أمور الدين،
إذا ينبغي هذا الحياء الذي في غير موضعه أن نتجاوزه في حدود الشريعة،وبحدود الآداب العامة،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أأمروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع )
إذا لا يجوز بعد أن يبلغ الولد سن العاشرة أن ينام مع أخيه أو أخته في فراش واحد،لا بد أن يفرق بينهم في المضاجع،
وهذا التفريق يكون بين الأخ وأخيه وبين الأخت وأختها، في غرف النوم لدفع الشيطان،إن هذا التوجيه النبوي مهم،ولا يجوز التهاون فيه بأي حال من الأحوال،
من مظاهر الظلم التي يتعرض لها الأبناء، في بعض البلاد أنهم قد يتعرضون للقسوة بالضرب والكلام والسباب والكلام البذيء هذا ظلم لهؤلاء الأبناء،
كذلك من الظلم الذي يتعرض له الأولاد، الإهمال من الأب والأم، الذين ائتمننا الله عليهم يتركون إلى التلفاز،وإلى رفاق السوء،،كذلك الدلال الزائد في بعض الأحيان، والأب يحب ابنه ربما لأنه الوحيد،أو أصغر عياله،وأي شيء يطلبه يسعى أبوه في تحقيقه سواء كان هذا الشيء مناسباَ أو غير مناسب،
ينبغي على الأب ألا يكون الذي يعطى لأبنه كثيراً ،لأن ذلك يجره إلى الفساد،يقتضي حكمة بالغة من الأبوين ومراقبة دائمة فلا يمنعون عنه الفلوس ولا يغمرونه بها،
كثير من الآباء يظلمون أولادهم،ولا يتقون الله، فتجد الواحد منهم يميل إلى أحد الأولاد لسبب تافه، كأن يكون هذا الولد أوسم من إخوانه،أو أن الولد يشبه أباه، والولد الآخر يشبه أمه،
هذا من الأسباب التي يترتب عليها الظلم بالأولاد، وكذلك أن يدخل بعض الآباء أولاد الزوجة الأولى في مدارس خصوصية خاصة، وأولاد الزوجة الثانية في المدارس العادية،يجب ان يسوي بينهم،
وهذا الظلم،تولد الغيرة والحسد بين الأولاد بعضهم على بعضهم،
التفرقة في المعاملة، فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم،وهو ما يولد حقداً وكرهاً من الولد للأم والأب والإخوة أيضاً، ولا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد،
فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف،عليه السلام،أكثر من إخوته،وهو ما حدا بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، ولم يكن يظهره،
ولنا في قصة يوسف عبر(إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا)يوسف،
مع أن يعقوب عادل، لكن محبته القلبية سببت هذا، فكيف بالظلمة(قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا)يوسف،
فكيف بمن يتعمد الظلم بين الأولاد،
حقوق الأولاد على الآباء،

وإذا بلغ الولد سن الزواج فإنه يجب على الأب أن يزوجه إذا زوَّج إخوانه الكبار،
وكذلك يجب العدل بين الأولاد، وأن يراعي ذلك ولا يفضل أحداً على أحد إلا لمسوغ شرعي بالزيادة، فمثلاً لو كان أحد الأولاد فقير والآخرون أغنياء، واحد من الأولاد لا يجد عمل ولا وظيفة، والآخرون موظفون، واحد من الأولاد عنده عائلة كبيرة والآخرون ليس عندهم ذلك، فيجوز أن يدعم الأب ابنه في هذه الحالة فيجوز أن يعطيهم،
كذلك لو أرادت إحدى بناته أن تتزوج يعطيها بمناسبة الزواج ذهباً ونحوه، فإذا تزوجت البنات الباقيات يعطيهن مثلما أعطى ابنته،
وكذلك إذا وقع أحد الأولاد في مشكلة،مثل حادث، فيجوز للأب أن يسدد عن ولده،
وكذلك إذا أعطى لأحدهم في ظرف من الظروف مالاً ، فينبغي أن ينوي الأولاد الآخرين لو مروا بنفس الظرف فإنه سيعطيهم مثلما أعطى أخاهم أو أختهم،في المستقبل،
بنيت شريعة الله على العدل، فينبغي على المسلمين أن ينتبهوا لهذه الأمور وإلا فإن الظلم مرتعه وخيم، وعاقبته سيئة، والله لا يهمل الظالم، يمهله حتى إذا أخذه لم يفلته،
أن إعطاء أحد الأولاد لسبب شرعي زيادة على إخوانه لا بأس به، والمحرم أن يعطي واحد بلا سبب شرعي، وأن يميز واحد منهم بلا سبب شرعي، هذا الحرام،
وكذلك يجوز للأب،بل يجب عليه أن يمنع الأعطية عن الولد الفاسق،أوالمبتدع، أو الذي سيستعملها،وينفقها في معصية الله عز وجل،
يجب على الآباء أن يمنع المال عن الفاسق، الذي سيستخدم المال في السفريات المحرمة،في المعاصي،الإنفاق على أصدقاء السوء،والولد الفاجر يضعها على ظهرك يوم القيامة،
والمفروض أن الأب يدعم الولد المتدين، الملتزم بدينه، لأنه عنده نفقات لنفسه، لطلب العلم، لإخوانه،الولد المتدين يتصدق منها،
فيجب أن يظهر هذا في الأعمال المادية، من التسوية بين الأبناء في العطية، والابتسامة والقبلات،وقد رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له(إني لا أشهد على جور) وهذا يعني أنه قد يكون في القلب حب زائد لولد دون آخر، بشرط أن يبقى شيئا قلبياً(اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)
ومن صور العقوق إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائماً على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائماً وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات،
إن احترام آراء الأبناء وسماعهم والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة،أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه،
ولا يظن الآباء أنهم باعترافهم أنهم كانوا خاطئين في هذا الموقف أن صورتهم تهتز أمام أولادهم، إنها إن اهتزت لأول وهلة، ولكنها ما تعود لتثبت كالجبال الرواسي، كما أنه يولد في الأبناء الاعتراف بالخطأ، وما يتبع هذا من فوائد في حياة الأبناء،
إن رعاية الأولاد وإن البعد عن ظلمهم هذا يجعلهم في المستقبل شبابا وفتيات بارين،وبارات بنا إن هذا يجعل للوالدين كسبا في الدنيا عندما يجدون من هؤلاء الأولاد وفق والبر والرحمة والعناية عندما يبلغ أحدهما أو كلاهما الكبر لأن الولد المتقي لله لا يمكن أن يكون عاقا لأبويه،والولد المتدين يمتثل أمر الله عز وجل ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا)

اللهم إنا نسألك أن توجهنا الوجه الصحيحة، وأن تجعلنا ممن يكسبون أموالهم من الحلال، وينفقونها في الحلال، وارزقنا العدل بين أبنائنا، والصبر على آبائنا،وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك،أنت أكرم الأكرمين، أنت الغني ونحن الفقراء،وأغننا ولا تطغنا، واجعل بلدنا هذا رخاءً سخاءً،

بوخالد911
11-10-2017, 11:41 PM
اللهم اجعلنا من المحبين لأولادنا.

امـ حمد
12-10-2017, 02:04 AM
اللهم اجعلنا من المحبين لأولادنا.
اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي بو خالد

الحسيمqtr
20-10-2017, 08:27 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس