المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواقيت رفع أعمال العباد إلى الله



امـ حمد
26-10-2017, 04:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
مواقيت رفع أعمال العباد إلى الله
ترفع الأعمال إلى الله (يومياً، وأسبوعياً، وسنوياً)
فيرفع إليه عمل النهار في أول الليل،
وعمل الليل في أول النهار،
وترفع أعمال الأسبوع في يومي الاثنين والخميس،
وترفع أعمال السنة في شعبان،
ففي الحديث(وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)وإذا انقضى الأجل رفع عمل العمر كله،وطويت صحيفة العمل،
يوجد تقارير يومية،وأسبوعية، وسنوية، وختامية، ترفع عن كل عبد من عباد الله إلى ربه،تبارك وتعالى،كما دلَّت على ذلك نصوصُ الكتاب والسنة النبوية الصحيحة،
أما دليل رفع التقارير اليومية، فما جاء في حديث أبي موسى الأشعري،رضي الله عنه،قال،قام فينا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،بخمس كلمات،فقال(إن الله،عز وجل،لا ينام،ولا ينبغي له أن ينام،يخفض القسط ويرفعه،يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار،وعملُ النهار قبل الليل)رواه مسلم،
قال المناوي، معناه يرفع إليه عمل النهار في أول الليل الذي بعده،
وعملُ الليل في أول النهار الذي بعده،فإن الحفظة يصعدون بأعمال الليل بعد انقضائه في أول النهار،
ويصعدون بأعمال النهار بعد انقضائه في أول الليل)
ففي هذين الوقتين تُرفع التقارير اليومية آخر كل يوم وليلة، فعملُ النهار يُرفَع في آخره،وعمل الليل يُرفع في آخره،وهكذا،
وهذا الرفع يطلق عليه الرفع الخاص، أي،خاص بعمل الأيام والليالي،
وأما التقارير الأسبوعية،
فترفع كل اثنين وخميس، كما جاء في حديث أبي هريرة عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين،يوم الاثنين ويوم الخميس، فيُغفَر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال،اتركوا،هذين حتى يفيئا)رواه مسلم،
وهذا الرفع خاص بعمل العبد خلال الأسبوع،
وأما التقارير السنوية،
فترفَع في شهر شعبان، كما جاء في حديث أسامة بن زيد،رضي الله عنه(ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان،وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين،فأُحب أن يرفع عملي وأنا صائم)رواه النسائي،وحسنه الألباني،
وهذا الرفع يشمل رفع جميع أعمال السنة،
وأما التقارير الختامية،
فتكون عند انقضاء الأَجل، وانتقال الروح إلى باريها، فحينئذٍ تطوى صحيفة عمله، ويُختَم عليها، ثم ترفع إلى ملك الملوك،تبارك وتعالى،
وهذه التقارير ليست كتقارير البشر، بل هي تقارير تختلف عنها في أمور عدة، منها،
أن كتَّاب هذه التقارير مهرة في الكتابة والإحصاء، فيكتبون القول والفعل والزمان والمكان،قال تعالى(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )ق،
وقال(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )الكهف،
وقال تعالى(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ،وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )الزلزلة،
أن كَتبَة هذه التقارير أُمناء، فلا يحابون ولا يجاملون (كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الانفطار،
(مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)التحريم،
أن هذه التقارير تكتب في سجلات كبيرة، ثم تنشر يوم البعث والنشور(وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)التكوير،
(وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا،اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) الإسراء،
وقد جاء في حديث،عبد الله بن عمرو بن العاص،رضي الله عنهما،قال،سمعتُ رسول الله،صلى الله عليه وسلم،يقول(إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة،فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاًّ،كل سجل مثل مد البصر،ثم يقول،أتُنكر من هذا شيئاً،أظلمك كتبتي الحافظون،فيقول،لا يا رب، فيقول،أفلك عذرٌ، فيقول،لا يا رب، فيقول،بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج بطاقة فيها(أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله)فيقول،احضُر وزنك، فيقول،يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات،فقال،فإنك لا تظلم، قال،فتوضع السجلات، وثَقُلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله، تعالى،شيء)رواه الترمذي، والنسائي، وحسنه الألباني،
أن هذه التقارير يبنى عليها المستقبل الحقيقي للشخص،
فإن كانت تقارير إيجابية،سعِد صاحبُها في الدنيا والآخرة، وإن كانت سلبية، فلا يلومنَّ إلا نفسه،
وفي حديث أبي سعيد الخدري،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم (يا أهلَ الجنة، خلود فلا موت،ويا أهل النار،خلود فلا موت)رواه البخاري،ومسلم،
أن الذي يطلع على هذه التقارير ليس رئيس مؤسسة، ولا وزيرًا، ولا رئيسًا، ولا ملِكاً، إنما هو ملك الملوك،جل في علاه( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا )الكهف،
وقد جاء في حديث ابن عمر قال،سمعتُ النبي،صلى الله عليه وسلم،يقول (يُدنى المؤمن من ربه،حتى يضع عليه كنفه،فيقرره بذنوبه،تعرف ذنب كذا،يقول،أعرف، يقول،ربِّ أعرف مرتين، فيقول،سترتُها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفةُ حسناته،
وأما الكفار،فينادى على رؤوس الأشهاد (هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )هود،رواه البخاري،ومسلم،
ومع أن هذه التقارير تكتب وتُرفع إلى رب العباد، إلا أنه،تبارك وتعالى،توَّاب يحب التوَّابينن
ولذلك فقد جعل للتوبة بابًا مفتوحًا إلى أن تطلع الشمس من مغربِها، كما جاء في حديث عن أبي موسى،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(إن الله،عز وجل،يَبسُط يده بالليل،ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها)رواه مسلم،
وهذا من كرمه،عز وجل،أنه يقبل التوبة حتى وإن تأخَّرت، فإذا أذنب الإنسان ذنباً في النهار،فإن الله،تعالى،يقبل توبته ولو تاب في الليل،
وإذا أذنب وتاب في النهار، فإن الله،تعالى،يقبل توبته، بل إنه،تعالى،يبسط يده حتى يتلقى هذه التوبة التي تصدر من عبده المؤمن،
في هذا الحديث،الصحيح الذي رواه البخاري،ومسلم( أن الله،تعالى،يقبل التوبة من عباده ليلاً ونهاراً ما لم يُغرغِروا،أو تطلع الشمس من مغربها)
فإذا تاب العباد توبة صادقة، تاب الله عليهم، وبدَّل السيئات حسنات، كما أخبر بذلك في قوله( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )الفرقان،

فاللهم اجعلنا من التائبين الذين بُدِّلت سيئاتهم حسنات،واعفُ عنا وسامحنا يا كريم،

الحسيمqtr
28-10-2017, 08:57 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
28-10-2017, 02:32 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
وجزاك ربي كل الخير