المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «الأموال الذكية» تستثمر في البورصة وقت الأزمات



أبوتركي
24-09-2006, 02:39 AM
«الأموال الذكية» تستثمر في البورصة وقت الأزمات

شطا: البورصات الخليجية «استفادت» من «المخاطر الإقليمية»
التركي: مضاربون يستغلون «الملف النووي» لتبرير نزول الأسواق
باتس: لا أحد يريد «رؤية» أسلحة نووية بيد القيادة الإيرانية الحالية
جاد الله: التصعيد «كلامي» و لن يكون له تأثير سلبي في السوق المالي
آل طه: الأزمة مع «طهران» مفتعلة لرفع «الفاتورة النفطية»على «الصين»


ناهد العلى :
تتأثر البورصات عالمية كانت أو عربية أو محلية بالمتغيرات السياسية، وكان القلق قد اجتاح المنطقة من جراء تصعيد اللهجة الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني قبل جولة المفاوضات حيث خفت حدة تصريحات الطرفين إلى حد بعيد.

لكن الملف ما يزال يسترعي قلق مستثمري الأسهم، حيث يتابع المضاربون والمساهمون في الشركات تحليل الجدل الدائر بين طهران وواشنطن، محاولة لاستقراء المستقبل ومعرفة انعكاساته على استثماراتهم في السوق المالي.

لا يخفى على أحد كيف ألقى المحللون الماليون على مدى أكثر من ستة شهور بتبعات انهيار البورصات الخليجية على عاتق الملف العتيد...
فهل صحيح أنّ "الملف النووي الإيراني" له يد في تدهور بورصات المنطقة؟ وإلى أيّ درجة تبدو المخاوف منه، منطقية وعقلانية ؟.. حول " الملف النووي الإيراني " وجدية تأثيره في مستقبل " الأسهم" ناقشت الشرق عدداً من المحللين الاقتصاديين والسياسيين...

مخاطر مرتفعة
من جهته، قال عمار أحمد شطا، رئيس مركز الخبير للاستشارات المالية إنّ " غموض مستقبل أسواق المال في ظل الصراع الدائر بين إيران والولايات المتحدة، يعتمد على معرفة ما هو العائد المناسب من البورصات بعد حساب المخاطر، فصحيح أنّ منطقة الشرق الأوسط عالية المخاطر في بعض الأحيان، لكنه كلما زادت المخاطر في المنطقة ازدادت أسعار الغاز والبترول والمعادن وبالتالي ازدادت التدفقات النقدية على المنطقة، وهكذا قابل المخاطر المرتفعة عوائد نقدية مرتفعة أيضاً، فالبورصات على المدى الطويل كان من مصلحتها وجود مخاطر تمّ حلها تاريخياً، مثل حرب 1973 وغزو الكويت للعراق والوجود الأمريكي في العراق حالياً".
وأضاف أنّ " الخليج - وهذا أمر اقتصادي بغض النظر عن العواطف- استفاد من الحروب والأزمات السياسية التي حصلت في المنطقة، لأنّها أججت أسعار النفط".

استثمار طويل المدى
وأضاف شطا أنّ " المشكلة الإيرانية - الأمريكيّة طويلة الأمد، وعندما يرى المواطن الخليجي ذلك، يستطيع الاستثمار على المدى الطويل الأمد، لأنّ حل هذه المشاكل يستلزم وقتاً، ومادام الأمريكيون والإيرانيون بدأوا بالتفاوض فهذا يعني أنّ البورصات لها فرصة كبيرة بالصعود على المدىين المتوسط والطويل".

تذبذب
وأشار شطا إلى أنّه " على المدى القصير فستعاني البورصات من تذبذب خصوصاً أننا لا نرى استقراراً في الوضع اللبناني حتى منتصف سبتمبر، فالمستثمر الحريص والذكي هو الذي يساهم في البورصة وقت الأزمات السياسية للاستفادة على المدى الطويل".
وقال شطا في تعقيب على الموقف الأمريكي من امتلاك إيران للطاقة النووية إنّ " أمريكا تحل المشكلة بطريقة خاطئة، لأنّ إيران موجودة في المنطقة منذ آلاف السنين، وبالتالي فإنّ أمريكا تحل المشكلة بطريقة الحفاظ على مصالحها الحيوية بالمنطقة، وهنا نجد أنّ أمريكا تنظر للمشكلة من مصالحها الغربية".

تأثير نفسي
من جهته، قال صباح التركي، مستشار تحليل أسواق المال إنّ " للملف الإيراني تأثيرا نفسيا فقط وهو يتفاوت بتفاوت الحلول المطروحة، فقرار مجلس الأمن يستبعد الحل العسكري وهو يتكلم عن عقوبات اقتصادية، فالتأثير النفسي سينحصر على البورصات الموازية لإيران".
وأضاف أنّ " المضاربين يستخدمون المخاوف من الملف النووي الإيراني كذريعة لتبرير نزول البورصات دون وجه حق في استخدام هذا الملف لتبرير نزولها الذي قد يكون لأسباب فنية".

سلاح نووي
في السياق نفسه، ولمعرفة إذا ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستقبل بوجود " سلاح نووي " بيد الإيرانيين، توجهت الشرق بالسؤال لسكوت باتس، نائب رئيس مركز السياسة الوطنية حول مدى قبول الإدارة الأمريكية الحالية للوضع القائم، فأجاب أنّ "المستقبل يحدده النظام الإيراني فكيف يستطيع بوش أو أيّ رئيس أمريكي قبول رئيس إيراني يمتلك قنبلة نووية ويمول حزب الله ويطور صواريخ للوصول إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنّ النظام الإيراني يدعو لتدمير إسرائيل".

وأضاف أنّه " إذا حصلت إيران على قيادة مختلفة أكثر راحة وكانت إيران إيجابية بحيث لا تصبح مصدر قلق لجيرانها، كما أنّها لا تشكل مصدر قلق للولايات المتحدة فقط، وإنما للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، حيث طالبها الجميع بالتخلي عن برنامجها النووي".
وتساءل"من سيثق "بإيران " تمتلك سلاحا نووياً، الصين أم الولايات المتحدة أم أوروبا أم المملكة العربية السعودية أم روسيا؟ لا أحد يريد رؤية قنبلة نووية بيد الإيرانيين".

وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأنه طاغية مؤكداً أنه لن يسمح للنظام الإيراني، الذي لا يقل خطورة عن القاعدة، بحيازة السلاح النووي. وقال بوش في خطاب ألقاه في واشنطن دفاعاً عن الحملة الأمريكية لمكافحة الإرهاب في السادس من الشهر الجاري ان ما وصفه بالتطرف الشيعي هو بمثل خطورة التطرف السني وبمثل عدائه لأمريكا وتصميمه على بسط هيمنته على الشرق الأوسط الكبير، وهاجم بوش بشدة أحمدي نجاد الذي دعا -على حد قوله- الأمريكيين إلى الاعتراف بعظمة الأمة الإيرانية . وقال ان أمريكا لن تخضع للطغاة . وأضاف ان النظام الإيراني وأتباعه الإرهابيين أثبتوا عزمهم على قتل الأمريكيين ويحاول النظام الإيراني اليوم امتلاك السلاح النووي.. ان أمم العالم الحر لن تسمح لإيران بأن تنتج السلاح النووي.

تأثير
من جهته، يرى فوزي عبد الله، الكاتب في شؤون البورصة أنّ الملف النووي الإيراني "يؤثر في البورصات الخليجية"، فيما يجد ثامر جاد الله، المحلل المالي أنّ " تصعيد الولايات المتحدة هو تصعيد كلامي، ومادام أنّه لا توجد قرارات سلبية على إيران بمعنى تجمع جيوش على الحدود أو إرسال سفن أمريكية إلى الخليج العربي، سيكون السوق المالي بخير.. الأشياء المادية والملموسة فقط تستطيع هز السوق".
وأضاف أنّ " العقوبات الاقتصادية لن تؤثر في إيران، بل العكس إيران تنوي منع تصدير البترول في حال تنفيذ عقوبات اقتصادية علىها وبالتالي سترتفع أسعار البترول، مما سيفيد الدول الخليجية واقتصادها في نهاية الأمر".
وأضاف أنّ " الشئ الوحيد الذي يؤثر في البورصة هو الاستعدادات العسكرية، واعتقد أنّ أمريكا ظهرت على حقيقتها بعد أحداث 11 سبتمبر فهم غير مسيطرين على العراق، كما أنّ إيران أقوى من العراق وبالتالي استبعد وجود تدخل عسكري في المنطقة".
الجدير بالذكر أنّ أسعار النفط قد تجاوزت السبعين دولاراً في الآونة الأخيرة بعد الحرب في لبنان وتصعيد الملف الإيراني، مما يعني زيادة التدفقات النقدية على البورصة على المدىين المتوسط وطويل الأمد.
من جهته، رأى وضاح آل طه، مدير استراتيجيات وتطوير الأعمال في إعمار للخدمات المالية والخبير في شؤون النفط أنّ " الأزمات السياسية تزيد أسعار النفط حوالي 15 دولاراً على البرميل، مما يزيد التدفقات النقدية على اقتصاد دول المنطقة وبورصاتها".
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنّ " ارتفاع أسعار النفط فوق 80 دولاراً وبصورة مستمرة، سيخلق بدائل لنفط أوبك، منها استخراج النفط الرملي في كندا ونفط المياه العميقة في كازاخستان وقزاغستان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقاً".

ويعتقد آل طه أنّ " الأزمة بين إيران وأمريكا هي أزمة مفتعلة لرفع أسعار النفط ومنع الصين من مواصلة معدلات نموها، حيث يبلغ نمو الصين حوالي 10% سنوياً ويمكنها في عام 2015 مضاهة الاقتصاد الأمريكي".
وقال " تخشى الولايات المتحدة من ذلك، وبالتالي ترفع كلفة النمو الصينية عن طريق رفع فاتورتها النفطية".

السهم الثابت
24-09-2006, 05:00 AM
اشكرك كل الشكر على النقل يعطيك الف عافية