المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجعلت قرة عيني في الصلاة



امـ حمد
14-11-2017, 01:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وجعلت قرة عيني في الصلاة
الصلاة هي من أعظم الطاعات وأجلّ القربات،وأنها طاعة لها ثمارها التي لا تُحصى، فهي أعظم حسنةً يدخرها،
ولكن يبقى التقصير الظاهر فيها من نواحي عدة إمّا من عدم المحافظة عليها،أو عدم تأديتها كما أمر الله تعالى،وعدم الشعور بحلاوتها وضعف أثرها على المصلي،
من أهم الأمور التي تعين المرء على الفوز بحقيقة الصلاة وجعلها قرة عين له في الدنيا ( إنزال الصلاة منزلتها اللائقة بها ومعرفة قدرها الكبير )

انظرا إلى الصلاة إلى أنّها فرضٌ جليل لن تتقرب إلى الله بأفضل منه، وأنها رحمةٌ من الله وهبةٌ وعطيةٌ لا تساويها كنوز الدنيا ، فالله فرضها لا لنجد من ورائها العنت والمشقة بل هي طاعة سيجني ثمارها صاحبها في الدنيا،وأما الإخرة فيكفي صاحبها الخاشع أنه يبلغ فردوس ربه الأعلى فيا لله كم في تلك المنازل من حياة طيبة للمصلين،
الصلاة،هي من أعظم العبوديات، فقد جمعت عبادة الذل والخضوع بين يدي الملك العلّام ،
وجمعت الأدب الظاهر للمصلي في نظره وسكون جوارحه ،
وجمعت أعظم العبادات القولية من تلاوة الآيات والأذكار المتنوعة للتعظيم والتسبيح والتنزيه والذكر والإجلال للمولى عز وجل،
الصلاة جمعت عبادة الدعاء،
دعاء العبادة،ينال المرء شرف العبودية لله ،
ودعاء المسألة،تتحقق المقاصد وتُقضى الحاجات،

تُنال اللذة بالصلاة،وأنّها عبادة لا كالعبادات،ولحظات مباركات لا تدانيها لحظات في حياة المرء،
إذا عزمت على صلاتك وقمت تتطهر،أيقن أنّك ستقف موقفاً عظيماً مهيباً،لعباده ففرضه خمس مرات في اليوم والليلة،
الصلاة جعلها الله في كل الشرائع التي أنزلها،وجعلها عبادة الأنبياء، فقال لموسى عليه السلام(وأقم الصلاة لذكري)
وقال قوم شعيب لشعيب(أصلاتك تأمرك)فالصلاة عظيمة القدر،
متى تُتقن صلاتك،
تُتقن صلاتك،متى مااستحضرت قيمة الصلاة وعظمتها ومنزلتها وآثارها، إذاسعيت لها جاهداً لإتقانها،وأقبلت عليها فرحاً معظمّاً لها ولمن شرعها،
تُتقن صلاتك متى ماعرفت فضلها وثوابها،وأنّه قد جاء فيها من النصوص مالا يُحصى من الفضل،عندها تُقبل عليها وتؤديها بصدر منشرح،ونفسٍ طيبة،وسعادة غامرة،
الصلاة التي يريدها الله منّا هي صلاة حاضر القلب ، خاشع الفؤاد والجوارح،صلاة المؤمن المحب لها ، العارف بمنزلتها عند الله،المسارع لها،
ومن أعظم مايعين على هذا،
التأدّب عند القيام لها، لأنك ستقف بين يدي مالك الملك وخالق الأكوان العليم الكبير المتعال،
إنّه لشرف عظيم لو استحضرناه ،وعز لو علمنا حقيقته،
فإذا كبّرت فاستحضر كبريائه وعظمته، وأنّ العالم كله تحت أمره وسلطانه وأنّ خلجات النفس لا ينبغي أن تُسيطر على المصلي الحق مادام قد وقف هذا الموقف الجلل،
وممّا يعين على التلذذ بالصلاة وإتقانها، التمهل في أدائها،وأنت واقف في صلاتك بين يدي الله خاشعاً خاضعاً ، السكون قد عمّ جوارحك،والذل قد امتلأ به بصرك وسمعك،ومتأمّلاً في كل آية،لا تستعجل في القراءة،ولا تُسرع في التلاوة،بل تمهّل وتدبر وقفْ مع كل آية،إن فعلت ذلك وجدت لها لذة وأنساً وسعادة،
فإذا ركعت فاستحضر هذه الهيئة العظيمة التي تُنبي عن تعظيمك لمن ركعت له،وهيئة الركوع فيها من اللذة مايجعل المرء يستشعر معها عظمت الله تعالى،وأنت تقول(سبحان ربي العظيم)
فإذا مارفعت داعياً(سمع الله لمن حمده)تعرّف على معنى سمع الله لمن حمده،وأنّ معناها، استجاب الله لمن حمده ودعاه فاستحضر حاجتك لقبول دعائك وإثابتك على طاعتك،
فإذا أهويت لسجودك وقد خضع الجسد كله،ولصق وجهك في الأرض اعترافا بحق المولى واستجابةً لأمره،

وإنّ الساجد الحق،الحاضر القلب، ليجد في هذا الذل،والخضوع من اللذة والأنس ولذيذ المناجات مايود أن لا يرفع رأسه كيف وهو يوقن أنّ بهذا السجود الرفعة،وبهذا الخضوع العلو،وتذكّر أن سجودك من أعظم مواضع الإجابة فاجتهد تدعو بقلب حاضر ويقين قد ملء النفس وأنزل السكينة،ينزل المرء لأدنى مستوى ويضع أشرف شيء مافيه على الأرض عند ربه فيرتفع شأنه وتعلو روحه ويسمو قدره بسبب هذا السجود،
ويالله كم دعوات قد استجيبت لساجدين قبل أن يرفعوا رؤوسهم من الأرض، وكم من كربات وهموم فُرجت،
فإذا جلست تدعوا بين السجدتين فاجلس جلست المتأدب مع ربه، المستكين لمولاه ، واستحضر حاجتك للمغفرة والرزق والرحمة وأن تدعو بها( رب اغفر لي وارحمني وارزقني واهدني وسددني واجبرني)
فإذا جلست في التشهد الأخير أيقن أن الله قد جمع لك في هذا الركن دعوات كريمات، وعلمك ثناء عطراً عليه ،واعترافاً له بالتوحيد،وصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام،فأحضر قلبك واضطرارك وفضل الله عليك بالتوفيق،
قال العلامة ابن القيم (وَليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم أهل الجنة إِلَّا هذَا،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم(حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة)فأخبر أَنه حبب إليه من الدنيا شيئان النساء والطيب ثم قال وجعلت قرة عيني في الصَّلَاة،
وقرة العين فوق المحبة فإنه ليس كل محبوب تقر به العين وإنما تقر العين بِأعلى المحبوبات الذي يحب لذاته وليس ذلك إِلَّا الله الذي لا إله إِلَّا هو وكل ما سواه فإِنما يحب تبعا لمحبته فيحب لأَجله ولَا يحب معه فإِن الحب معه شرك والحب لأَجله توحيد،
والمقصود أَن ما تقر به العين،أعلى من مجرد ما يحبه فالصلاة قرة عيون المحبين في هذه الدنيا لما فيها من مناجاة من لَا تقر العيون ولَا تطمئن القلوب ولَا تسكن النفوس إِلَّا إليه والتنعم بِذكره والتذلل والخضوع له والقرب منه ولا سيما في حال السجود وتلك الحال أقرب ما يكون العبد من ربه فيها ومن هذَا قَول النبي صلى الله عليه وسلم( يا بلال أَرحنا بالصلَاة)فأعلم بذلك أَن راحته صلى الله عليه وسلم في الصلاة كما أخبر أن قرة عينه فيها،


فتلذذ بصلاتك واستحضر فضلها وجمالها وأثرها،
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين وارزقنا صلاة الأوابين واجعل مآلنا في جنات فردوس الخاشعين،اللهم آميـــن.

المحاميه
14-11-2017, 08:31 AM
اللهم قر أعيننا بصلاتنا


جزيتي خيراً

امـ حمد
14-11-2017, 02:58 PM
اللهم قر أعيننا بصلاتنا


جزيتي خيراً

تسلمين حبيبتي
بارك الله في حسناتج يالغلا

الحسيمqtr
17-11-2017, 09:35 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
17-11-2017, 04:06 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس



بارك الله في حسناتك
وجزاك ربي كل الخير