مغروور قطر
24-09-2006, 06:09 AM
المؤسسات المالية الإسلامية.. حضور عالمي يتعزز بنمو وطلب وافرين
التمويل وفق الشريعة يتوسع عالميا
24/09/2006 تعريب وإعداد: إيمان عطية
تتضح الاهمية المتزايدة للتمويل والمؤسسات المالية الاسلامية من خلال النمو السريع الذي تشهده والذي بلغ 15% سنويا وحضورها في 75 دولة واصولها التي تتراوح بين 200 مليار دولار و500 مليار دولار فضلا عن أصول تتراوح ما بين 200 مليار دولار و300 مليار دولار تدار وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية.
وقد مر التمويل الاسلامي بطريق طويل منذ عملية اعادة طرحه النشطة قبل 25 عاما. وكان يهيمن على الصناعة في البداية، لاعبون اقليميون، لكن ما لبث عمالقة المصارف العالميين ان زادوا من حضورهم في هذا المجال الذي ينمو بسرعة.
وفي الوقت الراهن، تقدر قيمة الاموال التي تديرها المصارف والمؤسسات المالية الاسلامية بنحو 200 مليار دولار في جميع انحاء العالم.
وعلى الرغم من صغر قيمة حساب اجمالي الاصول العالمية التي يديرها المؤسسات والوسطاء الماليون الا ان معدل النمو مثير ولافت.
قبل عقد من الزمان لم يكن هناك أي بنوك استثمارية اسلامية مخصصة فقط لهذا النوع من المعاملات، اما اليوم فيوجد على الاقل عشر مؤسسات دولية رئيسية تعمل في هذا المجال ولا يوجد اي مؤشر على خمود حركة تكاثر البنوك الاستثمارية الاسلامية ومع دخول اول مصرف اسلامي ضخم برأسمال يصل الى 10 مليارات دولار، الى المشهد، فان هناك احاديث تدور حول تشكيل بنوك اسلامية ضخمة اخرى.
ونتيجة تركيزها على المعايير الاثنية وطرح المزيد من المنتجات المبتكرة التي تتطابق مع احكام الشريعة الاسلامية، تتزايد جاذبية المصارف الاسلامية لدى المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، بحسب ما يقول خبراء الصناعة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية حظيت حركة التمويل الاسلامي بدفعة قوية ومهمة مع تطوير العديد من البنوك والمؤسسات المالية، في الامارات نطاق واسع من المنتجات التي صممت لتخدم سوقا متناميا، وهي مقدمة لتمويل الاسكان والاستهلاك وقروض الشركات وتمويل المشروعات.
سنوات الصعود السريع
وشهدت السنوات الخمس الماضية صعودا سريعا في اصدار الصكوك 'السندات الاسلامية' عبر آسيا والشرق الاوسط، ورغم ان السوق العالمي صغير نسبيا ويبلغ حجمه 41 مليار دولار (30 مليار دولار في ماليزيا وحدها)، الا ان امكانات الاصدار في الخليج مرتفعة جدا، ويبلغ متوسط معدل نمو الصكوك في الخليج حوالي 45% سنويا منذ 2001، وقد بلغت قيمتها حتى الان 11 مليار دولار.
ومن المتوقع ان يشهد السوق مزيدا من النمو كجزء من النمو المنهجي في الشرق الاوسط في مجال تمويل القروض التقليدية طويلة الاجل، الى جانب الدافع للوصول الى السيولة المالية الاسلامية الضخمة، وقد توفر ماليزيا حيث 75% من اصدارات الشركات في 2005 كانت اسلامية، مؤشرا على الطلب المستقبلي.
تحطيم الارقام القياسية
يقول سعد عبدالرزاق، الرئيس التنفيذي لبنك دبي الاسلامي ان مصرفه حطم الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله مصرفه ايضا في قيادة ادارة اكبر اصدار للصكوك في العالم.
ويتابع 'ببنائه على النجاح السابق في اصدار الصكوك خلال العام الماضي، عزز بنك دبي الاسلامي موقعه كالمنظم رقم واحد على مستوى العالم للصكوك' اكبر اصدار سابق للصكوك كان لمصلحة طيران دبي المدني بقيمة مليار دولار والذي تم هيكلته وقيادة
ادارته من قبل بنك دبي الاسلامي.
أما عملية اصدار الصكوك الخاصة بموانئ دبي ومؤسسة الجمارك والمنطقة الحرة والبالغة قيمتها 2.8 مليار دولار، والتي تعد الاكبر على الاطلاق في العالم، فقد تمت زيادة قيمتها الى 3.5 مليارات دولار نتيجة الاستجابة الكاسحة والغامرة من المستثمرين. ويقود بنك دبي الاسلامي الاصدار الى جانب باركليز كابيتال.
ويقول عبدالرزاق 'ان الهيكلة المبتكرة للصكوك مهمة كون العملية هي اول اداة قابلة للتحويل في سوق التمويل الاسلامي'.
وقد افتتح بنك دبي الاسلامي حديثا فرعين جديدين في دبي، ليزيد بذلك شبكة فروعه الى 30 فرعا عبر الدولة. ويخطط البنك لاجراء عملية توسع كبيرة في الامارات حيث يعمل على افتتاح 10 فروع اخرى في البلاد في غضون الاشهر الستة المقبلة.
تفاؤل بإمكانات كبيرة
مسؤول آخر لا يقل تفاؤلا حول امكانات التمويل الاسلامي وهو عصام جناحي، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي، الذي يقول ان التمويل الاسلامي لا يقتصر الآن على السوق المالية العربية او الدول المسلمة وان هذا القبول الواسع سوف يضفي مزيدا من النمو على القطاع. ان حضوره الآن يغطي جميع القارات بما فيها اوروبا واميركا.
'ان احدث اضافة الى هذه القائمة هي اليابان التي اعلن في الاخبار قبل فترة وجيزة فقط عن عزمها ان تصبح لاعبا عالميا اساسيا في الفضاء'.
مرتع النشاط الأكبر
وتعتبر منطقة الشرق الاوسط خصوصا منطقة الخليج مرتع نشاط التمويل الاسلامي. ويتضح ذلك من حقيقة انه ضمن 270 مؤسسة مالية اسلامية يوجد اكثر من 90 منها في منطقة الشرق الاوسط.
وتعتبر منطقة الشرق الاوسط والخليج، بالنسبة للتمويل الاسلامي، قاعدة طبيعية للنمو مع حقيقة ان 15% من مسلمي العالم البالغ عددهم مليار نسمة في هذه المنطقة.
ويوجد في منطقة الخليج اكثر من 41 مؤسسة مالية اسلامية، 15 منها مصارف. وتقود كل من قطر والبحرين التمويل الاسلامي في المنطقة بحصة 70% من الاصول، في حين ان الامارات تشكل 19% من الاصول. ويقدر النمو في الاصول بنسبة 15% ومن المتوقع ان يتواصل النمو نتيجة للنمو الاجمالي في الثروات في المنطقة مما سيزيد من الوعي بخصوص المنتجات الاسلامية، التي تصبح اكثر تنافسية مقارنة بالمنتجات التقليدية.
وبالنسبة لتمويل المشروعات، يلعب التمويل الاسلامي الان دورا فاعلا ونشطا في هذا القطاع. ومع تسارع حركة مشروعات البنية التحتية والعقار في الخليج فان المجال هائل امام التمويل الاسلامي لزيادة دوره في تمويل المشروعات. ومعظم معاملات تمويل المشروعات الرئيسية في منطقة الخليج فيها سمة اسلامية حاليا.
حتى عمان التي كانت بطيئة باللحاق بالتمويل الاسلامي، استيقظت الآن على منافعه.
مجال مثير للقلق
لكن حجم البنك الاسلامي يعتبر احد المجالات المثيرة للقلق، فبحسب خبراء الصناعة تعد هيمنة المؤسسات الصغيرة حاليا على الخدمات المصرفية الاسلامية تحديا جديا.
ويضيف الخبراء انه اذا اريد للخدمات المصرفية الاسلامية ان تنمو بنجاح، فهناك حاجة لمصارف اسلامية اكبر حتى تتمكن من المنافسة على مشروعات اكبر.
يقول خالد هولادار، رئيس لجنة الشرق الاوسط للتنسيق في موديز ان احد الامور المقلقة
فيما يخص المصارف الاسلامية هو حجمها الصغير الذي يمكن أن يحد من فتح تراخيص لها في الخارج.. ويضيف 'محاولات الاندماج أثبتت عدم نجاحها حتى الآن. ومع ذلك، فإن المنافسة، وسط صناعة سريعة النمو، تزداد قوة وتتحرك بعض البنوك التقليدية الأكبر، خصوصا في الشرق الأوسط، بسرعة لتغيير طبيعة عملياتها'. ويتابع 'يجب على البنوك الاسلامية ان تكون مدركة للتحديات التي قد تواجهها على المدى الطويل وأن تكون لديها استراتيجيات جاهزة تقود الى نجاح مستقبلي. لقد أصبح المستثمرون الاسلاميون أكثر تطلبا وفطنة. إن معدل نمو الأصول التي تدار بما يتوافق مع مبادئ الشريعة الاسلامية كان مثيرا ورائعا في 2005 وسيكون هذا العام أكبر'.
وحول تصنيف الموسسات المالية الاسلامية، قال إن موديز صنفت بعض البنوك التي أسست وفقا لمبادئ الاسلام مثل مؤسسة الراجحي المصرفية والاسلامية وبيت التمويل الكويتي فضلا عن بنوك حولت بعض أو كل عملياتها لتصبح متطابقة مع أحكام الشريعة الاسلامية مثل بعض البنوك في السعودية، وتواصل موديز التوسع في تصنيف المؤسسات المالية الاسلامية. واضاف 'إن موديز ايضا صنفت بعض اصدارات الصكوك الأخيرة'.
التأمين الإسلامي.. أيضا
ومع بناء وتأسيس مشروعات كبيرة وعملاقة الى جانب القبول المتزايد للتمويل الاسلامي والنمو المتسارع لهذا الجزء من المعاملات في الصناعة المصرفية، فإنه من المتوقع ان تحفز الطلب على التأمين الاسلامي ايضا.
فقد دشنت الشركة السويسرية لإعادة التأمين، أكبر شركة اعادة تأمين في العالم، أول منتج اسلامي لها بهدف تلقف حصته في سوق وإن كانت صغيرة لكنها سريعة النمو على مستوى العالم.
يقول كريس سينغليتون، رئيس قسم التأمين على الحياة والصحة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا 'التأمين الاسلامي متأخر بضع سنوات عن الصناعة المصرفية الاسلامية لكننا نرى بدايات لسوق يانعة ومزدهرة'.
وتقدر صناعة التكافل العالمية التي تستخدم مبدأ التعاون المشترك والاستثمارات المطابقة لأحكام الشريعة الاسلامية بما يتراوح بين 2،3 مليار و2،5 مليار دولار سنويا.
ويفرض حاليا على الشركات التي تتعامل بالتكافل ان يكون لديها اعادة تأمين بما يقدر بثلث أقساطها السنوية أو نحو 600 مليون سنويا مع شركات مثل الشركة السويسرية لإعادة التأمين، كما أطقلت المجموعة العربية لاعادة التأمين في سبمتبر الماضي، شركة لاعادة التأمين الاسلامي باسم 'التكافل لإعادة التأمين' برأسمال 125 مليون دولار.
آسيا ـ الباسيفيك
وبعيدا عن منطقة الخليج، تقترب منطقة آسيا ـ الباسيفيك من أن تشهد نموا سريعا في التمويل الاسلامي. وضمن تلك المنطقة، تقع أندونيسيا، التي يبلغ تعداد سكانها 200 مليون مسلم من اجمالي تعداد المسلمين العالمي الذي يتجاوز المليار ونصف المليار مسلم، والذي يتواجد 50% منهم تقريبا في منطقة آسيا ـ الباسيفيك.
ولا تكمن القوة في الارقام فقط، رغم أن بروناي التي يقدر دخل الفرد فيها ب23600 دولار، تعتبر واحدة من أغنى الدول في العالم، وتعادل القدرة الشرائية لمواطنيها للعديد من دول الخليج.
تقول كريستينا تسيتيرو، مديرة المنتدى الدولي للتمويل الاسلامي 'أحد الاتجاهات الضاربة تجسدت في الطلب المتزايد على الخدمات المصرفية المطابقة لأحكام الشريعة الاسلامية، ومع وجود حصة كبيرة في السوق بدأت المصارف والمهنيون الماليون الأوروبيون بالانتباه لذلك والتأسيس له'.
وكان المنتدى الدولي للتمويل الاسلامي عقد في سنغافورة اخيرا، والمنتدى المقبل سيعقد في سويسرا وقد نظمه المعهد الدولي للبحوث الذي يتخذ من دبي مقرا له.
تقديم الاستشارات
ويحرص مركز دبي المالي الدولي على تقديم الاستشارات الاستراتيجية حول التمويل الاسلامي ويساعد في تطوير الصناعة ويضم المجلس الاستشاري للتمويل الاسلامي، الذي أسس في ديسمبر ،2005 مديري وصانعي قرار يقدمون الخبرة والرؤية حول صناعة التمويل الاسلامي.
غلف بيزنس
حقائق وأرقام
تشير التقديرات المتحفظة الى ان هناك 250 صندوقا استثماريا اسلاميا تدير أصولا بقمية 300 مليار دولار و300 مؤسسة مالية اسلامية تبلغ اصولها 250 مليار دولار (10 ـ 15% نموها السنوي) وما يقدر ب 200 مليار دولار ستدار من خلال 'النوافذ' الاسلامية للبنوك التقليدية.
وستشكل البنوك الاسلامية ما بين 40 و50% من اجمالي المدخرات للمسلمين في العالم في غضون السنوات الثماني الى العشر المقبلة.
وتقدر السندات الاسلامية (الصكوك) حاليا بنحو 30 مليار دولار، وهي تعتبر الموضوع الأكثر أهمية في التمويل الاسلامي.
كما تقدر أصول البنوك الاسلامية في العالم بأكثر من 265 مليار دولار والاستثمارات المالية بأكثر من 400 مليار دولار.اما ودائع البنوك الاسلامية فتقدر بأكثر من 202 مليار دولار في جميع أرجاء العالم بمعدل نمو يتراوح بين 10 إلى 20%.
صناديق الاسهم الاسلامية تقدر بأكثر من 3.3 مليارات دولار حول العالم بنمو يتجاوز 25% على مدى سبع سنوات. وتقدر قيمة أقساط التكافل العالمية بنحو ملياري دولار.
وقد حققت منطقة الشرق الأوسط نموا يتراوح بين 15 إلى 20% سنويا في صناعة المال الاسلامية.
لندن تسعى إلى دور رئيسي
التمويل وفق الشريعة يتوسع عالميا
24/09/2006 تعريب وإعداد: إيمان عطية
تتضح الاهمية المتزايدة للتمويل والمؤسسات المالية الاسلامية من خلال النمو السريع الذي تشهده والذي بلغ 15% سنويا وحضورها في 75 دولة واصولها التي تتراوح بين 200 مليار دولار و500 مليار دولار فضلا عن أصول تتراوح ما بين 200 مليار دولار و300 مليار دولار تدار وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية.
وقد مر التمويل الاسلامي بطريق طويل منذ عملية اعادة طرحه النشطة قبل 25 عاما. وكان يهيمن على الصناعة في البداية، لاعبون اقليميون، لكن ما لبث عمالقة المصارف العالميين ان زادوا من حضورهم في هذا المجال الذي ينمو بسرعة.
وفي الوقت الراهن، تقدر قيمة الاموال التي تديرها المصارف والمؤسسات المالية الاسلامية بنحو 200 مليار دولار في جميع انحاء العالم.
وعلى الرغم من صغر قيمة حساب اجمالي الاصول العالمية التي يديرها المؤسسات والوسطاء الماليون الا ان معدل النمو مثير ولافت.
قبل عقد من الزمان لم يكن هناك أي بنوك استثمارية اسلامية مخصصة فقط لهذا النوع من المعاملات، اما اليوم فيوجد على الاقل عشر مؤسسات دولية رئيسية تعمل في هذا المجال ولا يوجد اي مؤشر على خمود حركة تكاثر البنوك الاستثمارية الاسلامية ومع دخول اول مصرف اسلامي ضخم برأسمال يصل الى 10 مليارات دولار، الى المشهد، فان هناك احاديث تدور حول تشكيل بنوك اسلامية ضخمة اخرى.
ونتيجة تركيزها على المعايير الاثنية وطرح المزيد من المنتجات المبتكرة التي تتطابق مع احكام الشريعة الاسلامية، تتزايد جاذبية المصارف الاسلامية لدى المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، بحسب ما يقول خبراء الصناعة.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية حظيت حركة التمويل الاسلامي بدفعة قوية ومهمة مع تطوير العديد من البنوك والمؤسسات المالية، في الامارات نطاق واسع من المنتجات التي صممت لتخدم سوقا متناميا، وهي مقدمة لتمويل الاسكان والاستهلاك وقروض الشركات وتمويل المشروعات.
سنوات الصعود السريع
وشهدت السنوات الخمس الماضية صعودا سريعا في اصدار الصكوك 'السندات الاسلامية' عبر آسيا والشرق الاوسط، ورغم ان السوق العالمي صغير نسبيا ويبلغ حجمه 41 مليار دولار (30 مليار دولار في ماليزيا وحدها)، الا ان امكانات الاصدار في الخليج مرتفعة جدا، ويبلغ متوسط معدل نمو الصكوك في الخليج حوالي 45% سنويا منذ 2001، وقد بلغت قيمتها حتى الان 11 مليار دولار.
ومن المتوقع ان يشهد السوق مزيدا من النمو كجزء من النمو المنهجي في الشرق الاوسط في مجال تمويل القروض التقليدية طويلة الاجل، الى جانب الدافع للوصول الى السيولة المالية الاسلامية الضخمة، وقد توفر ماليزيا حيث 75% من اصدارات الشركات في 2005 كانت اسلامية، مؤشرا على الطلب المستقبلي.
تحطيم الارقام القياسية
يقول سعد عبدالرزاق، الرئيس التنفيذي لبنك دبي الاسلامي ان مصرفه حطم الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله مصرفه ايضا في قيادة ادارة اكبر اصدار للصكوك في العالم.
ويتابع 'ببنائه على النجاح السابق في اصدار الصكوك خلال العام الماضي، عزز بنك دبي الاسلامي موقعه كالمنظم رقم واحد على مستوى العالم للصكوك' اكبر اصدار سابق للصكوك كان لمصلحة طيران دبي المدني بقيمة مليار دولار والذي تم هيكلته وقيادة
ادارته من قبل بنك دبي الاسلامي.
أما عملية اصدار الصكوك الخاصة بموانئ دبي ومؤسسة الجمارك والمنطقة الحرة والبالغة قيمتها 2.8 مليار دولار، والتي تعد الاكبر على الاطلاق في العالم، فقد تمت زيادة قيمتها الى 3.5 مليارات دولار نتيجة الاستجابة الكاسحة والغامرة من المستثمرين. ويقود بنك دبي الاسلامي الاصدار الى جانب باركليز كابيتال.
ويقول عبدالرزاق 'ان الهيكلة المبتكرة للصكوك مهمة كون العملية هي اول اداة قابلة للتحويل في سوق التمويل الاسلامي'.
وقد افتتح بنك دبي الاسلامي حديثا فرعين جديدين في دبي، ليزيد بذلك شبكة فروعه الى 30 فرعا عبر الدولة. ويخطط البنك لاجراء عملية توسع كبيرة في الامارات حيث يعمل على افتتاح 10 فروع اخرى في البلاد في غضون الاشهر الستة المقبلة.
تفاؤل بإمكانات كبيرة
مسؤول آخر لا يقل تفاؤلا حول امكانات التمويل الاسلامي وهو عصام جناحي، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس ادارة بيت التمويل الخليجي، الذي يقول ان التمويل الاسلامي لا يقتصر الآن على السوق المالية العربية او الدول المسلمة وان هذا القبول الواسع سوف يضفي مزيدا من النمو على القطاع. ان حضوره الآن يغطي جميع القارات بما فيها اوروبا واميركا.
'ان احدث اضافة الى هذه القائمة هي اليابان التي اعلن في الاخبار قبل فترة وجيزة فقط عن عزمها ان تصبح لاعبا عالميا اساسيا في الفضاء'.
مرتع النشاط الأكبر
وتعتبر منطقة الشرق الاوسط خصوصا منطقة الخليج مرتع نشاط التمويل الاسلامي. ويتضح ذلك من حقيقة انه ضمن 270 مؤسسة مالية اسلامية يوجد اكثر من 90 منها في منطقة الشرق الاوسط.
وتعتبر منطقة الشرق الاوسط والخليج، بالنسبة للتمويل الاسلامي، قاعدة طبيعية للنمو مع حقيقة ان 15% من مسلمي العالم البالغ عددهم مليار نسمة في هذه المنطقة.
ويوجد في منطقة الخليج اكثر من 41 مؤسسة مالية اسلامية، 15 منها مصارف. وتقود كل من قطر والبحرين التمويل الاسلامي في المنطقة بحصة 70% من الاصول، في حين ان الامارات تشكل 19% من الاصول. ويقدر النمو في الاصول بنسبة 15% ومن المتوقع ان يتواصل النمو نتيجة للنمو الاجمالي في الثروات في المنطقة مما سيزيد من الوعي بخصوص المنتجات الاسلامية، التي تصبح اكثر تنافسية مقارنة بالمنتجات التقليدية.
وبالنسبة لتمويل المشروعات، يلعب التمويل الاسلامي الان دورا فاعلا ونشطا في هذا القطاع. ومع تسارع حركة مشروعات البنية التحتية والعقار في الخليج فان المجال هائل امام التمويل الاسلامي لزيادة دوره في تمويل المشروعات. ومعظم معاملات تمويل المشروعات الرئيسية في منطقة الخليج فيها سمة اسلامية حاليا.
حتى عمان التي كانت بطيئة باللحاق بالتمويل الاسلامي، استيقظت الآن على منافعه.
مجال مثير للقلق
لكن حجم البنك الاسلامي يعتبر احد المجالات المثيرة للقلق، فبحسب خبراء الصناعة تعد هيمنة المؤسسات الصغيرة حاليا على الخدمات المصرفية الاسلامية تحديا جديا.
ويضيف الخبراء انه اذا اريد للخدمات المصرفية الاسلامية ان تنمو بنجاح، فهناك حاجة لمصارف اسلامية اكبر حتى تتمكن من المنافسة على مشروعات اكبر.
يقول خالد هولادار، رئيس لجنة الشرق الاوسط للتنسيق في موديز ان احد الامور المقلقة
فيما يخص المصارف الاسلامية هو حجمها الصغير الذي يمكن أن يحد من فتح تراخيص لها في الخارج.. ويضيف 'محاولات الاندماج أثبتت عدم نجاحها حتى الآن. ومع ذلك، فإن المنافسة، وسط صناعة سريعة النمو، تزداد قوة وتتحرك بعض البنوك التقليدية الأكبر، خصوصا في الشرق الأوسط، بسرعة لتغيير طبيعة عملياتها'. ويتابع 'يجب على البنوك الاسلامية ان تكون مدركة للتحديات التي قد تواجهها على المدى الطويل وأن تكون لديها استراتيجيات جاهزة تقود الى نجاح مستقبلي. لقد أصبح المستثمرون الاسلاميون أكثر تطلبا وفطنة. إن معدل نمو الأصول التي تدار بما يتوافق مع مبادئ الشريعة الاسلامية كان مثيرا ورائعا في 2005 وسيكون هذا العام أكبر'.
وحول تصنيف الموسسات المالية الاسلامية، قال إن موديز صنفت بعض البنوك التي أسست وفقا لمبادئ الاسلام مثل مؤسسة الراجحي المصرفية والاسلامية وبيت التمويل الكويتي فضلا عن بنوك حولت بعض أو كل عملياتها لتصبح متطابقة مع أحكام الشريعة الاسلامية مثل بعض البنوك في السعودية، وتواصل موديز التوسع في تصنيف المؤسسات المالية الاسلامية. واضاف 'إن موديز ايضا صنفت بعض اصدارات الصكوك الأخيرة'.
التأمين الإسلامي.. أيضا
ومع بناء وتأسيس مشروعات كبيرة وعملاقة الى جانب القبول المتزايد للتمويل الاسلامي والنمو المتسارع لهذا الجزء من المعاملات في الصناعة المصرفية، فإنه من المتوقع ان تحفز الطلب على التأمين الاسلامي ايضا.
فقد دشنت الشركة السويسرية لإعادة التأمين، أكبر شركة اعادة تأمين في العالم، أول منتج اسلامي لها بهدف تلقف حصته في سوق وإن كانت صغيرة لكنها سريعة النمو على مستوى العالم.
يقول كريس سينغليتون، رئيس قسم التأمين على الحياة والصحة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا 'التأمين الاسلامي متأخر بضع سنوات عن الصناعة المصرفية الاسلامية لكننا نرى بدايات لسوق يانعة ومزدهرة'.
وتقدر صناعة التكافل العالمية التي تستخدم مبدأ التعاون المشترك والاستثمارات المطابقة لأحكام الشريعة الاسلامية بما يتراوح بين 2،3 مليار و2،5 مليار دولار سنويا.
ويفرض حاليا على الشركات التي تتعامل بالتكافل ان يكون لديها اعادة تأمين بما يقدر بثلث أقساطها السنوية أو نحو 600 مليون سنويا مع شركات مثل الشركة السويسرية لإعادة التأمين، كما أطقلت المجموعة العربية لاعادة التأمين في سبمتبر الماضي، شركة لاعادة التأمين الاسلامي باسم 'التكافل لإعادة التأمين' برأسمال 125 مليون دولار.
آسيا ـ الباسيفيك
وبعيدا عن منطقة الخليج، تقترب منطقة آسيا ـ الباسيفيك من أن تشهد نموا سريعا في التمويل الاسلامي. وضمن تلك المنطقة، تقع أندونيسيا، التي يبلغ تعداد سكانها 200 مليون مسلم من اجمالي تعداد المسلمين العالمي الذي يتجاوز المليار ونصف المليار مسلم، والذي يتواجد 50% منهم تقريبا في منطقة آسيا ـ الباسيفيك.
ولا تكمن القوة في الارقام فقط، رغم أن بروناي التي يقدر دخل الفرد فيها ب23600 دولار، تعتبر واحدة من أغنى الدول في العالم، وتعادل القدرة الشرائية لمواطنيها للعديد من دول الخليج.
تقول كريستينا تسيتيرو، مديرة المنتدى الدولي للتمويل الاسلامي 'أحد الاتجاهات الضاربة تجسدت في الطلب المتزايد على الخدمات المصرفية المطابقة لأحكام الشريعة الاسلامية، ومع وجود حصة كبيرة في السوق بدأت المصارف والمهنيون الماليون الأوروبيون بالانتباه لذلك والتأسيس له'.
وكان المنتدى الدولي للتمويل الاسلامي عقد في سنغافورة اخيرا، والمنتدى المقبل سيعقد في سويسرا وقد نظمه المعهد الدولي للبحوث الذي يتخذ من دبي مقرا له.
تقديم الاستشارات
ويحرص مركز دبي المالي الدولي على تقديم الاستشارات الاستراتيجية حول التمويل الاسلامي ويساعد في تطوير الصناعة ويضم المجلس الاستشاري للتمويل الاسلامي، الذي أسس في ديسمبر ،2005 مديري وصانعي قرار يقدمون الخبرة والرؤية حول صناعة التمويل الاسلامي.
غلف بيزنس
حقائق وأرقام
تشير التقديرات المتحفظة الى ان هناك 250 صندوقا استثماريا اسلاميا تدير أصولا بقمية 300 مليار دولار و300 مؤسسة مالية اسلامية تبلغ اصولها 250 مليار دولار (10 ـ 15% نموها السنوي) وما يقدر ب 200 مليار دولار ستدار من خلال 'النوافذ' الاسلامية للبنوك التقليدية.
وستشكل البنوك الاسلامية ما بين 40 و50% من اجمالي المدخرات للمسلمين في العالم في غضون السنوات الثماني الى العشر المقبلة.
وتقدر السندات الاسلامية (الصكوك) حاليا بنحو 30 مليار دولار، وهي تعتبر الموضوع الأكثر أهمية في التمويل الاسلامي.
كما تقدر أصول البنوك الاسلامية في العالم بأكثر من 265 مليار دولار والاستثمارات المالية بأكثر من 400 مليار دولار.اما ودائع البنوك الاسلامية فتقدر بأكثر من 202 مليار دولار في جميع أرجاء العالم بمعدل نمو يتراوح بين 10 إلى 20%.
صناديق الاسهم الاسلامية تقدر بأكثر من 3.3 مليارات دولار حول العالم بنمو يتجاوز 25% على مدى سبع سنوات. وتقدر قيمة أقساط التكافل العالمية بنحو ملياري دولار.
وقد حققت منطقة الشرق الأوسط نموا يتراوح بين 15 إلى 20% سنويا في صناعة المال الاسلامية.
لندن تسعى إلى دور رئيسي