المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا خص الله جزاء الصوم به سبحانه وتعالى



امـ حمد
30-04-2018, 05:17 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا خص الله جزاء الصوم به سبحانه وتعالى
يأتي علينا شهر رمضان الفضيل، شهر مبارك، فهلموا لاغتنام هذا الموسم الرابح، للتعرض لتلك النفحات الإلهية الطيبة،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم(إن لربكم في أيام دهركم نفحات،فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بَعْدَهَا)رواه الطبراني،
فرمضان هو الشهر الذي يهيِّئ الله فيه جو العبادة، فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال(إِذَا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين،ومردة الجن،وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب،وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد،يا باغي الخير أقبل،ويا باغي الشر أقصر،ولِله عتقاء من النار،وذلك كل ليلة)رواه الترمذي،
فرمضان هو الشهر الذي يهيِّئ الله فيه جو العبادة،
وفي الحديث القدسي(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
شرح الحديث، حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل،أنه قال( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)رواه الإمام البخاري،
فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال، وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد ،
ومعنى قوله تعالى(الصوم لي وأنا أجزي به) إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومون يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته،
كما في الحديث(أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا ، فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته ، حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيء ، فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار)صحيح مسلم،
إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة، وإنما يدخره الله عز وجل،للعامل يجزيه به،
ويدل على هذا قوله (كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)
أي أن أعمال بني آدم، يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم إلا الصيام ، فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل ،
ولأن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس ، أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل،

ولهذا يقول (الصوم لي وأنا أجزي به ) إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي،وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ،
بخلاف الصدقة مثلًا والصلاة والحج والأعمال الظاهرة ، هذه يراها الناس أما الصيام فلا يراه أحد ،
لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات، لكن مع ذلك لا بد أن يكون خالصاً لله عز وجل ، وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى،
ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى(الصوم لي وأنا أجزي به ) أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال،
فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل، فعلى هذا يكون معنى قوله: « الصوم لي وأنا أجزي به) أنه لا يدخله شرك،وإنما يتقرب بالصوم إلى الله عز وجل،
وأنه أحب العبادات إلي الله والمقدم عنده،فضلا للصيام على سائر العبادات،
عن أبي أمامةَ قال،قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم(عليك بالصوم،فإنه لا مثل له)صححه الألباني،

والذي نفس محمد بيده، لخلوف فمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائمِ فرحتانِ يفرحهما،إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربه فرح بصومه)متفق عليه،
يتعلق بهذا الحديث على خمسِ فضائلَ للصيام،وهي،
الفائدة الأولى، أن الله تعالى اختصَّه من بين الأعمالِ بإضافته إلى نفسه الشريفة إضافةَ تشريف، وفي هذا مَزِيَّةٌ عظيمة ليست لغيره من الأعمال،
الفائدة الثانية، أن الله تعالى وعد أن يجزِيَ الصائمين جزاءً من عنده غيرَ محصور ولا معدود،لقوله تعالى( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)الزمر،
والمعنى، أن الصابرين يُؤجَرون بلا عدد، وإنما يُصَبُّ عليهم الثواب صبًّا بلا حساب، والصوم يجمع أنواع الصبر كلَّها.،
الفائدة الثالثة،أن الصيام جُنَّة، وأنه وقايةٌ لصاحبه من النار،
الفائدة الرابعة، أن خُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك،
والخلوف، تغير رائحة الفم،
الفائدة الخامسة،أن للصائم فرحتين،

الأولى، أنه إذا أفطر فرح بفطره،
والثانية، أنه إذا لقي ربَّه، فجزاه وأثابه، فرح بصومه في الدنيا،
وفي الحديثِ بشارةٌ للصائم بدخول الجنة، وذلك أنه إذا لقي الله يومَ القيامة فجازاه الله تعالى بصيامه، فرح بذلك،وبفرحه وسعادته يوم القيامة بشارةٌ له بدخول الجنَّة، لأن مَن فرح يوم القيامة لا يشقى أبداً،
والثالثة،الصيام مدرسةٌ يتربَّى فيها المسلم على تقوى الله تعالى، والتقوى تتضمنُ حسنَ التعامل مع الآخرين، وذلك بسلوكِ الأخلاق الحسنة التي دعا إليها الإسلام، وتجنُّبِ الأخلاق المذمومة التي حذَّر منها الإسلام، كالكلام الفاحش، ورفع الصوت على الناس مِن الغضب ونحوه،والعزم الصادق على ترك الآثام والسيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها،فهو شهر التوبة فمن لم يتب فيه فمتى يتوب، قال الله تعالى(وَتوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)النور،

اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة،ولاتحرمنا فضل هذا الشهر ولا تحرمنا بلوغه وصيامه اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم .

بومحمد المطاوعه
30-04-2018, 07:52 AM
بارك الله فيج وجزاكي الله خيرر

بوخالد911
30-04-2018, 08:45 AM
اللهم تقبل منا ومنكم الصيام والقيام.

امـ حمد
30-04-2018, 02:46 PM
بارك الله فيج وجزاكي الله خيرر


اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي بو محمد المطاوعه
وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
30-04-2018, 02:47 PM
اللهم تقبل منا ومنكم الصيام والقيام.

اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي بو خالد
وجزاك ربي جنة الفردوس

الحسيمqtr
02-05-2018, 03:11 PM
جزاكِ الله جنة الفردوس

امـ حمد
03-05-2018, 08:44 AM
جزاكِ الله جنة الفردوس

اللهم امين
بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم