الوسيط العقاري
29-05-2018, 08:27 PM
آل مكتوم وتاريخهم الأسود
بقلم : د.محمد بن علي الكبيسي
الأحد - 06/05/2018
يبدأ تاريخ المكتوم مع وصول شخص مجهول النسب يسمى فلاح وعائلته (الذي تنتسب إليه عائلة آل نهيان) إلى الظفرة العمانية (انظر جريدة الشرق 4 /3 /2018). وكان أجداد المكتوم من أتباع فلاح وخدمه. وفي 1759 قام بنو قتب بشن حرب على تحالف بني ياس الذين تشتت شملهم وهربوا إلى جزيرة صير بني ياس. وفيها قام ذياب بن عيسى، بدعم من سعيد بن راشد بن شرارة بتجميع بني ياس من جديد، ومنها تحركوا، في 1761، إلى جزيرة أبوظبي. حارب ابن شرارة قبيلة النعيم والتقى معهم في منطقة السمحة (شرقي مدينة أبوظبي)، ودارت الدائرة على ابن شرارة فأجبر، في سنة 1826، على الالتجاء بجزيرة هنجام (تلفظ هنيام وهي من جزر دبي تقع مقابل السواحل الإيرانية احتلتها إيران عام 1928). كان يحكم دبي، في 1810، هزاع بن هزاع بن زعل السعدوني الذي عينه حاكم أبوظبي والياً على دبي، ولكن الحاكم الفعلي كانت امرأة وتدعى فاخرة بنت هزاع. وكانت فاخرة تسعى لتوطيد حكم أسرتها في دبي مع استقلالها عن أبوظبي. وفي 1820 أرسلت فاخرة شقيقها الصغير محمد إلى رأس الخيمة للاجتماع باللواء الإنجليزي كرانت كير برسالة توصية من سلطان عمان يوصي فيها بتثبيت محمد في حكم دبي. وفعلاً تم ذلك وأصبح محمد حاكماً لإمارة دبي رغم صغر سنه (كان بعمر تسع سنوات). قام بطي بن سهيل الياسي، بعد هروب ابن شرارة، بأخذ قيادة الرواشد في أبوظبي، وأنجب ابنين هما مكتوم وسعيد. قام مكتوم الفلاسي الياسي (يطلق عليهم لقب البوفلاسة نسبة لأمهم فلاسة بنت هلال الياسي) بتمييز ربعه بأن نسبهم إليه فأصبحوا يعرفون "بآل مكتوم"، ولكنه ظل تابعاً لطحنون بن شخبوط آل نهيان حاكم أبوظبي. قام مكتوم، في 1833، وبإيعاز من شقيقي طحنون، خليفة وسلطان، بقتل طحنون، ونزع خاتمه من اصبعه، وفر إلى دبي. وفي الطريق إلى دبي كتب كتاباً باسم طحنون إلى سلطان بن ماجد السويدي، نائب طحنون في دبي، يأمره فيه بتسليم الحصن إلى مكتوم بن بطي وأن يصل مسرعاً إلى أبو ظبي. صدق السويدي، وهو لا يعلم بمقتل طحنون، وسلم الحصن إلى مكتوم وغادر إلى أبوظبي. قام مكتوم بالاستيلاء على حصن دبي، وشرد أصحابه الأصليين من قبائل السودان والمرر وغيرهم، وأعلن استقلاله عن أبوظبي. خاف مكتوم من قيام خليفة بن شخبوط بقتاله فطلب المساعدة من سلطان بن صقر القاسمي. قام خليفة بن شخبوط بشن عدة غزوات على دبي، فما كان من القواسم إلا أن قاموا بمحاصرة أبوظبي لمدة عام تقريباً. تدخل والي لنجة (من القواسم) وأصلح بينهم، وبهذا اعترفت أبوظبي باستقلال إمارة دبي. أصبح حكم دبي مشتركاً بين عبيد بن سعيد بن شرارة ومكتوم بن بطي حتى وفاة عبيد (خال مكتوم) في 1836. قام مكتوم، بعد مقتل خليفة بن شخبوط حاكم أبوظبي، بإيواء زوجته وولديه، زايد (الذي سيعرف لاحقاً بزايد الكبير) وذياب، نكاية في سعيد بن طحنون الذي يطالب برأسه بسبب قتله لأبيه. وبعد وفاة مكتوم، في 1852، تولى حكم دبي أخيه سعيد بن بطي، ولكن حشر وسهيل أبناء مكتوم عارضا عمهما واستوليا على الحكم في فترة سفره، وأصبح حشر هو حاكم دبي. ولكن سعيد عاد واسترجع الحكم، وهرب حشر وسهيل ولجأوا إلى سلطان القاسمي. توفي سعيد، في عام 1859، بوباء الجدري، فعاد حشر إلى دبي، وأصبح حاكماً لها. قضى معظم سنين حكمه في قتال القواسم، الذين نصروه سابقاً على حاكم أبوظبي، حتى توفي في عام 1886. تولى الإمارة من بعده راشد بن مكتوم. وقد أخذ على راشد أنه عاد بدبي إلى أيامها السابقة عندما كانت تابعة لحاكم أبو ظبي. سقطت بندر لنجة في يد الإيرانيين في عام 1887 وبه تحولت التجارة ووكلاء الشركات إلى دبي. وفي عام 1888 شارك راشد بالغزو على قطر مع زايد الأول، حاكم أبوظبي، وقتل في هذه الغزوة جوعان ابن حاكم قطر. ورد عليهم القطريون بأن قاموا بتسوية أكثر من 20 قرية بالأرض، وسمحوا للظبيانيين، الذين تنكروا بلباس النساء، بمغادرة أراضي المعركة. وفي 1891 قامت قبيلة المرر بالخروج عن طاعة راشد فقاتلهم وهربوا إلى الشارقة. وفي 1893 اشتدت الأزمة بين الشارقة ودبي بسبب قبيلة المرر. وفي 1894 عقد المقيم السياسي البريطاني اجتماعاً ضم حكام دبي وأبوظبي والشارقة وأنهى المشاكل بينهم. وبعد عودة راشد من الاجتماع مرض ومات. تولى بعده ابن أخيه مكتوم بن حشر. وقام سعيد وبطي أبناء راشد بإثارة الناس ضده ولكنه قبض عليهما وسجنهما، وبعد عدة شهور أطلق سراحهما بشرط أن يغادرا دبي إلى الشارقة، على أن يصرف لهما مرتبات مجزية. وفي سنة 1899 سقطت بندر لنجة مرة أخرى بيد الإيرانيين مما جعل ميناء دبي يزدهر، ونشطت حركة تجارة اللؤلؤ. فرض مكتوم رسماً جمركياً قدره 5 % على السفن الداخلة إلى ميناء دبي، وفتح أبواب الإمارة أمام الهنود والإيرانيين لدعم مركزه العسكري والاقتصادي. توفي مكتوم في 1906 وتولى بعده ابن عمه بطي بن سهيل الأمر الذى لم يعجب الابن البكر سعيد بن مكتوم الذي تحالف مع المقيم البريطاني كوكس ضد ابن عمه. قام كوكس وسعيد بتلفيق تهمة لأهل دبي بقيامهم بتهريب السلاح وبيعه للبدو. طلب كوكس تفتيش منازل أهل دبي، ولكن بطي رفض ذلك، فقامت بريطانيا بقصف ساحل ديرة، فتدخل مشايخ ساحل عمان لحل الخلاف. وافق المقيم السياسي كوكس على الصلح ولكنه فرض شروطاً قاسية رضي بها بطي. وعلى إثر ذلك سقط حكم بطي وتوفي في عام 1912. تولى من بعده سعيد بن مكتوم، الذي لم ينس أن البوفلاسة، وزعماء القبائل في دبي قد فضلوا بطي بن سهيل عليه، لذا قرر عند توليه الحكم ان يستفرد بالسلطة، وأن يحتكر مع عائلته معظم الأنشطة التجارية والاقتصادية، مع انفراده بعوائد اتفاقيات النفط، وأموال امتياز تسهيلات الطيران والبرق والبريد وغيرها. وفي 1929 احتج أهل دبي وقاموا بخلعه إلا أن بريطانيا أعادته للحكم. وفي 1938 قامت مظاهرات ضد سعيد، وقامت مجموعة من البوفلاسة باحتلال قلاع دبي مما أجبر سعيد على تلبية مطالبهم بإنشاء مجلس استشاري، ووضع بيد هذا المجلس كافة الصلاحيات. لجأ سعيد إلى الغدر لحسم الموقف لصالحه، فانتهز فرصة زواج ولده راشد لينفذ المؤامرة. فقام بدعوة وجهاء دبي لحفل الزواج، وعندما وصلوا قام بإلقاء القبض على أبناء عمه، وقام المعرس راشد بقتل حشر بن راشد وابنه، بينما فر مانع بن راشد رئيس المجلس إلى الشارقة. وقام سعيد بحرق عيون بعض أبناء عمه بالنار ووضعهم حفاة عراة في قارب وسفرهم إلى البحرين، وألغى المجلس الاستشاري. ويعرف هذا اليوم عند أهل دبي بمجزرة يوم الوهيلة. وأعلن سعيد أن دبي وخيراتها ملكاً شخصياً للحاكم وأولاده ولا يحق لأي شخص السؤال عن تلك الخيرات أو مجال انفاقها. توفي سعيد في 1958 واستلم الحكم من بعده ابنه راشد الذي استمر على سياسة والده. وفي عهده صار شبه اتحاد بين قطر ودبي (حاكم قطر في تلك الفترة كان متزوجاً من مريم بنت راشد آل مكتوم). وفي 1990 استلم الحكم مكتوم بن راشد والذي على يديه تحولت دبي إلى مركز إقليمي للأعمال والسياحة. ولكن الحسد بدأ يقتل كل من الظبياني وأخيه محمد بن راشد على إنجازاته، فقاما، كما تذكر الروايات، بتسميم مكتوم ونقل إلى استراليا ومات فيها، ولهذا رفض سعيد بن مكتوم الابن مصافحة محمد بن راشد أو قيامه بحمل نعش والده. استلم الحكم من بعد مقتل مكتوم، في 2006، أخيه محمد الحاكم الحالي.
وفي الختام نقول إن حكام دبي لم يكونوا بعيدين في الغدر والمؤامرات لبعضهم البعض من حكام أبوظبي، ولكن الفرق أن دبي وبالأخص أيام محمد بن راشد برعت في مشاريع "الشو"، وفي نفس الوقت قامت بتشجيع الهنود والإيرانيين على الاستيطان فيها، مع دعم إيران اقتصادياً على اعتبار أن دبي امتداد بشري وجغرافي واقتصادي لإيران.
والله من وراء القصد ..
المصدر :
https://www.al-sharq.com/opinion/06/05/2018/آل-مكتوم-وتاريخهم-الأسود
بقلم : د.محمد بن علي الكبيسي
الأحد - 06/05/2018
يبدأ تاريخ المكتوم مع وصول شخص مجهول النسب يسمى فلاح وعائلته (الذي تنتسب إليه عائلة آل نهيان) إلى الظفرة العمانية (انظر جريدة الشرق 4 /3 /2018). وكان أجداد المكتوم من أتباع فلاح وخدمه. وفي 1759 قام بنو قتب بشن حرب على تحالف بني ياس الذين تشتت شملهم وهربوا إلى جزيرة صير بني ياس. وفيها قام ذياب بن عيسى، بدعم من سعيد بن راشد بن شرارة بتجميع بني ياس من جديد، ومنها تحركوا، في 1761، إلى جزيرة أبوظبي. حارب ابن شرارة قبيلة النعيم والتقى معهم في منطقة السمحة (شرقي مدينة أبوظبي)، ودارت الدائرة على ابن شرارة فأجبر، في سنة 1826، على الالتجاء بجزيرة هنجام (تلفظ هنيام وهي من جزر دبي تقع مقابل السواحل الإيرانية احتلتها إيران عام 1928). كان يحكم دبي، في 1810، هزاع بن هزاع بن زعل السعدوني الذي عينه حاكم أبوظبي والياً على دبي، ولكن الحاكم الفعلي كانت امرأة وتدعى فاخرة بنت هزاع. وكانت فاخرة تسعى لتوطيد حكم أسرتها في دبي مع استقلالها عن أبوظبي. وفي 1820 أرسلت فاخرة شقيقها الصغير محمد إلى رأس الخيمة للاجتماع باللواء الإنجليزي كرانت كير برسالة توصية من سلطان عمان يوصي فيها بتثبيت محمد في حكم دبي. وفعلاً تم ذلك وأصبح محمد حاكماً لإمارة دبي رغم صغر سنه (كان بعمر تسع سنوات). قام بطي بن سهيل الياسي، بعد هروب ابن شرارة، بأخذ قيادة الرواشد في أبوظبي، وأنجب ابنين هما مكتوم وسعيد. قام مكتوم الفلاسي الياسي (يطلق عليهم لقب البوفلاسة نسبة لأمهم فلاسة بنت هلال الياسي) بتمييز ربعه بأن نسبهم إليه فأصبحوا يعرفون "بآل مكتوم"، ولكنه ظل تابعاً لطحنون بن شخبوط آل نهيان حاكم أبوظبي. قام مكتوم، في 1833، وبإيعاز من شقيقي طحنون، خليفة وسلطان، بقتل طحنون، ونزع خاتمه من اصبعه، وفر إلى دبي. وفي الطريق إلى دبي كتب كتاباً باسم طحنون إلى سلطان بن ماجد السويدي، نائب طحنون في دبي، يأمره فيه بتسليم الحصن إلى مكتوم بن بطي وأن يصل مسرعاً إلى أبو ظبي. صدق السويدي، وهو لا يعلم بمقتل طحنون، وسلم الحصن إلى مكتوم وغادر إلى أبوظبي. قام مكتوم بالاستيلاء على حصن دبي، وشرد أصحابه الأصليين من قبائل السودان والمرر وغيرهم، وأعلن استقلاله عن أبوظبي. خاف مكتوم من قيام خليفة بن شخبوط بقتاله فطلب المساعدة من سلطان بن صقر القاسمي. قام خليفة بن شخبوط بشن عدة غزوات على دبي، فما كان من القواسم إلا أن قاموا بمحاصرة أبوظبي لمدة عام تقريباً. تدخل والي لنجة (من القواسم) وأصلح بينهم، وبهذا اعترفت أبوظبي باستقلال إمارة دبي. أصبح حكم دبي مشتركاً بين عبيد بن سعيد بن شرارة ومكتوم بن بطي حتى وفاة عبيد (خال مكتوم) في 1836. قام مكتوم، بعد مقتل خليفة بن شخبوط حاكم أبوظبي، بإيواء زوجته وولديه، زايد (الذي سيعرف لاحقاً بزايد الكبير) وذياب، نكاية في سعيد بن طحنون الذي يطالب برأسه بسبب قتله لأبيه. وبعد وفاة مكتوم، في 1852، تولى حكم دبي أخيه سعيد بن بطي، ولكن حشر وسهيل أبناء مكتوم عارضا عمهما واستوليا على الحكم في فترة سفره، وأصبح حشر هو حاكم دبي. ولكن سعيد عاد واسترجع الحكم، وهرب حشر وسهيل ولجأوا إلى سلطان القاسمي. توفي سعيد، في عام 1859، بوباء الجدري، فعاد حشر إلى دبي، وأصبح حاكماً لها. قضى معظم سنين حكمه في قتال القواسم، الذين نصروه سابقاً على حاكم أبوظبي، حتى توفي في عام 1886. تولى الإمارة من بعده راشد بن مكتوم. وقد أخذ على راشد أنه عاد بدبي إلى أيامها السابقة عندما كانت تابعة لحاكم أبو ظبي. سقطت بندر لنجة في يد الإيرانيين في عام 1887 وبه تحولت التجارة ووكلاء الشركات إلى دبي. وفي عام 1888 شارك راشد بالغزو على قطر مع زايد الأول، حاكم أبوظبي، وقتل في هذه الغزوة جوعان ابن حاكم قطر. ورد عليهم القطريون بأن قاموا بتسوية أكثر من 20 قرية بالأرض، وسمحوا للظبيانيين، الذين تنكروا بلباس النساء، بمغادرة أراضي المعركة. وفي 1891 قامت قبيلة المرر بالخروج عن طاعة راشد فقاتلهم وهربوا إلى الشارقة. وفي 1893 اشتدت الأزمة بين الشارقة ودبي بسبب قبيلة المرر. وفي 1894 عقد المقيم السياسي البريطاني اجتماعاً ضم حكام دبي وأبوظبي والشارقة وأنهى المشاكل بينهم. وبعد عودة راشد من الاجتماع مرض ومات. تولى بعده ابن أخيه مكتوم بن حشر. وقام سعيد وبطي أبناء راشد بإثارة الناس ضده ولكنه قبض عليهما وسجنهما، وبعد عدة شهور أطلق سراحهما بشرط أن يغادرا دبي إلى الشارقة، على أن يصرف لهما مرتبات مجزية. وفي سنة 1899 سقطت بندر لنجة مرة أخرى بيد الإيرانيين مما جعل ميناء دبي يزدهر، ونشطت حركة تجارة اللؤلؤ. فرض مكتوم رسماً جمركياً قدره 5 % على السفن الداخلة إلى ميناء دبي، وفتح أبواب الإمارة أمام الهنود والإيرانيين لدعم مركزه العسكري والاقتصادي. توفي مكتوم في 1906 وتولى بعده ابن عمه بطي بن سهيل الأمر الذى لم يعجب الابن البكر سعيد بن مكتوم الذي تحالف مع المقيم البريطاني كوكس ضد ابن عمه. قام كوكس وسعيد بتلفيق تهمة لأهل دبي بقيامهم بتهريب السلاح وبيعه للبدو. طلب كوكس تفتيش منازل أهل دبي، ولكن بطي رفض ذلك، فقامت بريطانيا بقصف ساحل ديرة، فتدخل مشايخ ساحل عمان لحل الخلاف. وافق المقيم السياسي كوكس على الصلح ولكنه فرض شروطاً قاسية رضي بها بطي. وعلى إثر ذلك سقط حكم بطي وتوفي في عام 1912. تولى من بعده سعيد بن مكتوم، الذي لم ينس أن البوفلاسة، وزعماء القبائل في دبي قد فضلوا بطي بن سهيل عليه، لذا قرر عند توليه الحكم ان يستفرد بالسلطة، وأن يحتكر مع عائلته معظم الأنشطة التجارية والاقتصادية، مع انفراده بعوائد اتفاقيات النفط، وأموال امتياز تسهيلات الطيران والبرق والبريد وغيرها. وفي 1929 احتج أهل دبي وقاموا بخلعه إلا أن بريطانيا أعادته للحكم. وفي 1938 قامت مظاهرات ضد سعيد، وقامت مجموعة من البوفلاسة باحتلال قلاع دبي مما أجبر سعيد على تلبية مطالبهم بإنشاء مجلس استشاري، ووضع بيد هذا المجلس كافة الصلاحيات. لجأ سعيد إلى الغدر لحسم الموقف لصالحه، فانتهز فرصة زواج ولده راشد لينفذ المؤامرة. فقام بدعوة وجهاء دبي لحفل الزواج، وعندما وصلوا قام بإلقاء القبض على أبناء عمه، وقام المعرس راشد بقتل حشر بن راشد وابنه، بينما فر مانع بن راشد رئيس المجلس إلى الشارقة. وقام سعيد بحرق عيون بعض أبناء عمه بالنار ووضعهم حفاة عراة في قارب وسفرهم إلى البحرين، وألغى المجلس الاستشاري. ويعرف هذا اليوم عند أهل دبي بمجزرة يوم الوهيلة. وأعلن سعيد أن دبي وخيراتها ملكاً شخصياً للحاكم وأولاده ولا يحق لأي شخص السؤال عن تلك الخيرات أو مجال انفاقها. توفي سعيد في 1958 واستلم الحكم من بعده ابنه راشد الذي استمر على سياسة والده. وفي عهده صار شبه اتحاد بين قطر ودبي (حاكم قطر في تلك الفترة كان متزوجاً من مريم بنت راشد آل مكتوم). وفي 1990 استلم الحكم مكتوم بن راشد والذي على يديه تحولت دبي إلى مركز إقليمي للأعمال والسياحة. ولكن الحسد بدأ يقتل كل من الظبياني وأخيه محمد بن راشد على إنجازاته، فقاما، كما تذكر الروايات، بتسميم مكتوم ونقل إلى استراليا ومات فيها، ولهذا رفض سعيد بن مكتوم الابن مصافحة محمد بن راشد أو قيامه بحمل نعش والده. استلم الحكم من بعد مقتل مكتوم، في 2006، أخيه محمد الحاكم الحالي.
وفي الختام نقول إن حكام دبي لم يكونوا بعيدين في الغدر والمؤامرات لبعضهم البعض من حكام أبوظبي، ولكن الفرق أن دبي وبالأخص أيام محمد بن راشد برعت في مشاريع "الشو"، وفي نفس الوقت قامت بتشجيع الهنود والإيرانيين على الاستيطان فيها، مع دعم إيران اقتصادياً على اعتبار أن دبي امتداد بشري وجغرافي واقتصادي لإيران.
والله من وراء القصد ..
المصدر :
https://www.al-sharq.com/opinion/06/05/2018/آل-مكتوم-وتاريخهم-الأسود