المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشطي: المتداول في رمضان أكثر اضطرابا وانفعالا



مغروور قطر
26-09-2006, 06:00 AM
الشطي: المتداول في رمضان أكثر اضطرابا وانفعالا


26/09/2006 كتبت صفاء المطري:
اكد استاذ علم النفس د. عدنان الشطي ان المتداول الصائم تكون نفسيته اكثر اضطرابا وانفعالا من اي وقت اخر لانه يبرر انفعالاته بالصيام وما يصاحبه من ارهاق وتعب.
ولفت د. الشطي الى ان حب الانسان للمال وجنيه مستمر سواء كان في رمضان او غيره من الايام حيث قال تعالى 'ويحبون المال حبا جما'. واوضح ان جو العمل في رمضان بشكل عام في الكويت هو جو غير انجازي يغلب عليه طابع السهر والتجمعات، والحكومة تشجع على ذلك من خلال تخاذلها مع كثرة غياب الموظفين، مشيرا في الوقت نفسه الى ان الموظف الكويتي بطبعه موظف كسول اتكالي يركض وراء العمل القليل مقابل الربح الكثير واطلق عليه ايضا الشخصية النفطية أي الشخصية المترفة.
وفيما يلي الحوار:
كيف ترى نفسية 'المتداول الصائم في رمضان'؟
- الاتجاه العام دائما للصائم انه متعب ومرهق ونفسيته ضيقة، والارهاق هو الصفة المسيطرة على الصائم، وهذا ما ينطبق على المتداول ايضا وتكون قابليته للتضايق اعلى بكثير من غيره وخصوصا مع الهبوط الذي يشهده السوق حاليا، وبالتالي فان تحمله لازمة مالية يزيد العبء عليه، فمن المفترض ان الصيام يعلم الصبر، لكن بالواقع من الصعب تطبيق ذلك، لاننا نجد صائما عن الطعام والشرب فقط وقلما نجد صائما عن الشتائم والغضب والنرفزة، فاكثر المتداولين في السوق حاليا (وحتى في رمضان) ليس لديهم شعار آية 'لا رفث ولا فسوق'، فعلى العكس يبرر الصائم عصبيته ونرفزته في بيته وعمله وفي التداول بأنه صائم باعتقادي ان الصائم يجب ان يأخذ الوجه الاخر وهو انني صائم ونسبة السكر عندي اقل، والله سبحانه وتعالى شجعني على الصبر فأتخذ من الصيام عذرا لتهدئة النفس وامتصاص الازمات وليس للانفعال ، لكن هذا غير مطبق بالكويت، فالانفعال بالكويت قوي جدا وهو سيد الموقف سواء بالسعادة او الحزن.
وما يستخدمه المتداول عندما ينفعل ويبرر انفعالاته بالصيام هو نوع من انواع الوسائل الدفاعية التي تحدث عنها 'فرويد' حيث قال 'حتى تبرر فعلتك غير المنطقية تستخدم تبريرات خارجية لتقبل الفعل السلبي الذي تقوم به باتجاه الاخرين.
علاقة الصائم بالمال هي ذاتها وبنفس الحماس للجشع والمضاربة؟
- قال تعالى: ويحبون المال حبا جما. فالمال في كل دول العالم خصوصا في عالمنا المادي يأتي قبل كل شيء، والانسان مستعد ان ينسى انه صائم ويشتغل بالفلوس، ولكنه لا ينسى انه غني وهو صائم، اي انه من الممكن انه ينسى انه صائم لكن من الصعب ان ينسى كم لديه من المال.
ما هي علاقة الصائم بالصبر على الخسارة؟
- حتى الصائم لا يقبل الخسارة.
كيف ترى جو العمل العام في الكويت بشهر رمضان؟
الجو الاجتماعي هو المسيطر، فطبيعة الكويتيين الاجتماعية تغلب عندهم اكثر من الطبيعة الانتاجية والانجازية، فأبسط الأمور ان الأذان يرفع والجميع لا يستطيع ان يقوم ويقطع حديثه، حتى عند السفر الى الخارج الناس لا يستمتعون بالآثار واستكشاف البلد بقدر ما يستمتعون بالجلوس في المقاهي والتحدث، ولهذا أنا أقول ان المجتمع الكويتي اجتماعي أكثر مما هو انجازي، والحكومة تساعد على ذلك.
كيف تساعد الحكومة على ذلك؟
بتأخيرها لساعات الدوام وتقبل ساعات الغياب والاجازات المرضية.
الموظف الكويتي مرضه أكثر من اللازم للأسف، معظم الموظفين تنطبق عليهم مواصفات 'الموظف الكسول' خصوصا في القطاع الحكومي. ولكن تقل هذه الحالة في القطاع الخاص لأن الشركة تلزمه بالإنجازية.
ما العادات التي تنصح بايقافها في رمضان؟
السهر غير المبرر أولا، وأحث على الانتاجية، والله سبحانه وتعالى أمرنا بالصيام لكي نشعر مع باقي الفقراء، ما يحدث الآن، من أذان المغرب وحتى الفجر الناس يهجمون على الأكل وكأنهم في مجاعة.
ما مواصفات الموظف الكويتي بشكل عام؟
علته الأساسية تتمثل في عدم حبه للإنجاز وعدم الالتزام، في الكويت لدينا فطور وموائد عامرة أثناء الدوام، وهذا غير معقول، بالإضافة الى ان الكويتي لا يعرف ماذا يريد من شهادته الجامعية عند تخرجه؟ فهو يميل دائما الى 'السهالة' (أقل جهدا وأكثر دخلا)، حتى في البورصة عندما يدخلها، 'يستثمر ألف ويريدها عشرة ثاني يوم'، كما أنهم، ويريدون ان يصبحوا أثرياء وذلك بفعل القصص غير المنطقية التي يسمعونها عن أشخاص ربحوا من البورصة كثيرا وبسرعة، وقد يكون ذلك، أي ربح فلان أو علان، بالاستثناء، فليس كل لاعبي الكرة 'رونالدينيو' فهو واحد من الآلاف، والتفاؤل غير المنطقي موجود في الشخصية الكويتية.
ماذا عن 'بدل البطالة' التي تدفع للكويتيين برأيك؟ وما التأثير النفسي الذي تتركه؟
الدستور الكويتي ينص على أن الدولة تتكفل بالمواطن، في الستينات والسبعينات كان المواطن هو صاحب الحق وليس عليه واجبات، لذلك تربى الكويتي ولأجيال على ان الحكومة تتكفل بالفرد مجانا دون مقابل، فالخدمات التي قدمتها الحكومة لمواطنيها في الستينات كانت غير معقولة وغير مسبوقة من أكل وملابس في المدارس، وليس أكلا عاديا، إنما وجبات كبيرة وكاملة، وفوقها كانت تدفع لهم نقود. من هنا أكدت الحكومة ان شخصية المواطن الكويتي 'مترفة'، والآن شخصية المواطن الكويتي هي النفط، لذلك أنا أطلق عليه اسم 'الشخصية النفطية'، فهو ليس عليه واجبات وكل الحقوق له، ثم انهم يتكلون على آبائهم 100%، وهكذا الحال مع الحكومة فانها تعطيهم دون مقابل، واذا قصرت فيغضب عليها المواطنون وهذه الحال تنطبق على المواطن مع الحكومة أو على الطفل مع والده.
كيف تصف شخصية مدعي الصيام وهو غير صائم؟
هو فاقد للشجاعة الأدبية وفاقد للشخصية.

'الصبوحة' شخصية منتجة
علق د. الشطي مازحا أن الصبوحة (المطربة صباح) تعتبر مثالا للشخصية الإنجازية، فعمرها المقارب ل85 عاما لم يمنعها من استكمال مسيرتها الغنائية، فهي الإمرأة الوحيدة التي وصلت لهذا العمر ومازالت تخدم نفسها وتغني.

استهلاك غير استهلاكي
قال د. الشطي أن الناس في الكويت يستهلكون الاستهلاك غير الاستهلاكي، أي الاستهلاك الذي لا حاجة له، خوفا من الحاجة، والدليل الهجوم على الجمعيات في رمضان.