مغروور قطر
26-09-2006, 06:10 AM
عوائد الشركات الخاسرة أعلى من عوائد الشركات الرابحة سواء من الاستثمار أم من المضاربة؟!
من يقرأ واقع سوق الأسهم السعودي يجده مليئاً بالمتناقضات فهو في اتجاه والاقتصاد السعودي الكلي والنظرية الاقتصادية بشكل عام في اتجاه مغاير، والأسباب كثيرة ومعلومة لدى الأغلبية من صناع قرار وخبراء في الاقتصاد والمال وحتى على مستوى المستثمرين العاديين ففي بعض تحليلاتهم شيء من المنطق. ومع ذلك تكشف بعض الدراسات العلمية والتقارير والتحليلات المالية عن شيء مما يؤيد الواقع أو على الأقل يبرره. لذلك تجد من يقول ان مع المضاربين حقا عندما يركزون استثماراتهم أو ان صح التعبير مضارباتهم على الشركات الصغيرة أو التي منيت بخسائر وينأون بها عن الشركات الكبيرة والرابحة، ويستدل على ذلك بالأرقام. فقد أظهر تحليل مالي رقمي لمدة أربعة أشهر وثمانية أيام نشرت نتائجه الاقتصادية في عددها ليوم 26 شعبان الحالي والتي من أبرزها أن المضاربة في الأسهم تربح 246 بالمائة في حين لم تتجاوز أرباح الاستثمار الـ 50 بالمائة فقط. ليس ذلك فحسب بل وجدت الدراسات العلمية أن الاستثمار في أسهم الشركات أو المنشآت التي منيت بخسائر عادة مايكون أكثر ربحية عند مقارنته بالاستثمار في الشركات التي حققت أرباحاً حتى مع تثبيت حجم المنشأة ظل عائد الاستثمار في أسهم المنشآت التي تعرضت لخسائر أعلى من مثيله في المنشآت الرابحة خاصة في السنة التالية للسنة التي تعرضت فيها الشركة للخسارة. ومن تلك الدراسات دراسة Jaffe et al 1989 ودراسة Ettredge & Fuller 1991 .
وتم تفسير هذه الظاهرة من قبل De Bondt & Thaler 1985 , 1988 و Houe & Harlow 1998 و Brown et al 1991 بناء على ما يطلقون عليه فرضية المعلومات غير المؤكدة Uncertain Information Hypothesis الذي يقضي بأنه عندما تكون الآثار التي ُتحدثها المعلومات الجديدة ( الخسائر في هذه الحالة) غير مؤكدة يرتفع معدل العائد المطلوب للتعويض عن المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في أسهم المنشأة المعنية مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها السوقية وعندما يزول عدم التأكد وهو ما يحدث عندما تستعيد المنشأة قدرتها على تحقيق الأرباح تنخفض المخاطر وينخفض معها معدل العائد المطلوب على الاستثمار، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع في القيمة السوقية للسهم.
بل انه وفقاً لهذه الفرضية عادة ما تكون الآثار التي تعقب الأخبار السيئة ( انخفاض قيمة السهم عقب تعرضها لخسائر) أكبر من الآثار التي تتركها الأخبار السارة ( ارتفاع قيمة السهم عقب الإعلان عن الأرباح) وعندما يزول عدم التأكد وتحقق المنشأة الأرباح ( بعد أن منيت بالخسائر) ترتفع القيمة السوقية لأسهمها ( والتي سبق أن اشتراها المستثمر عقب تحقيق المنشأة للخسائر) بدرجة أكبر من ارتفاع القيمة السوقية لأسهم المنشآت التي سبق لها ان حققت الأرباح، ولعل هذا يعد مبررراً للسبب الي من أجله أن يكون أداء الأسهم المنشآت في السنوات التالية لتعرضها للخسائر أفضل من مثيله للمنشآت التي حققت الأرباح.
في رأيكم هل هذه الدلائل مقنعة؟ أيهما أكثر إقناع للمستثمر التجارب ونتائج الدراسات العلمية أم العقل والمنطق ونظريات الاقتصاد والمال؟
الموضوع أكثر من محير .. وإن كان قد أجاب عن بعض التساؤلات السائدة أو الجدل ان صح التعبير في سوق الأسهم السعودي.. يعني باختصار الموضوع بالنسبة للمضاربين ليس خبط لزق كما يقول أو يعتقد البعض .. بل هم يعرفون من أين تؤكل الكتف.. لذلك لا يهمهم شركة خاسرة أو قيادية .. المهم الربح من أين يأتي؟
في الختام أود أن أشرك القارئ في الإجابة أو الرأي الذي حظيت به من أحد الزملاء بعد قراءته للمقال وبعد سؤالي له ؛ هل تغيرت قناعاتك في الاستثمار في السوق بعد هذا المقال؟ فرد على بالتالي:
إذا سألتني الآن عن رأيي سأقول التالي:
إذا كنت من أصحاب الأموال الكبيرة .. سأشتري وأبيع (أضارب) في أسهم الشركات الصغيرة والتي منيت بخسائر ولن اشتري سهماً واحداً من سواها.
وإن كنت من أصحاب الأموال الصغيرة فالأمر سيان في الغالب ( شركات قيادية / أم شركات صغيرة وخاسرة/ أو صناديق استثمار ) الخسائر في الغالب أكبر من الأرباح.
أما إن كنت محللاً اقتصادياً أو مالياً وطلب رأيي في الصحافة أو في الفضائيات وهو الغالب، فحالة من ثلاث حالات اما أن أتحدث وفقاً للنظرية الاقتصادية أو المالية وهي المخالفة إلى حد ما لنتائج التجارب والدراسات العلمية المذكورة آنفاً ولن أقنع أحداً في الغالب. أو أني سأتحفظ ولن أقنع أحداً أيضاً، أو أني سأخالف النظريات الاقتصادية والمالية ويبدو أيضاً أنني لن استطيع إقناع الأغلبية؟ فقلت له ما هذا ؟ فقال ألم تقل أن الموضوع محير ، هو كذلك.
وسأترك الحكم لكم أعزائي القراء.
عبدالله بن محمد المالكي
من يقرأ واقع سوق الأسهم السعودي يجده مليئاً بالمتناقضات فهو في اتجاه والاقتصاد السعودي الكلي والنظرية الاقتصادية بشكل عام في اتجاه مغاير، والأسباب كثيرة ومعلومة لدى الأغلبية من صناع قرار وخبراء في الاقتصاد والمال وحتى على مستوى المستثمرين العاديين ففي بعض تحليلاتهم شيء من المنطق. ومع ذلك تكشف بعض الدراسات العلمية والتقارير والتحليلات المالية عن شيء مما يؤيد الواقع أو على الأقل يبرره. لذلك تجد من يقول ان مع المضاربين حقا عندما يركزون استثماراتهم أو ان صح التعبير مضارباتهم على الشركات الصغيرة أو التي منيت بخسائر وينأون بها عن الشركات الكبيرة والرابحة، ويستدل على ذلك بالأرقام. فقد أظهر تحليل مالي رقمي لمدة أربعة أشهر وثمانية أيام نشرت نتائجه الاقتصادية في عددها ليوم 26 شعبان الحالي والتي من أبرزها أن المضاربة في الأسهم تربح 246 بالمائة في حين لم تتجاوز أرباح الاستثمار الـ 50 بالمائة فقط. ليس ذلك فحسب بل وجدت الدراسات العلمية أن الاستثمار في أسهم الشركات أو المنشآت التي منيت بخسائر عادة مايكون أكثر ربحية عند مقارنته بالاستثمار في الشركات التي حققت أرباحاً حتى مع تثبيت حجم المنشأة ظل عائد الاستثمار في أسهم المنشآت التي تعرضت لخسائر أعلى من مثيله في المنشآت الرابحة خاصة في السنة التالية للسنة التي تعرضت فيها الشركة للخسارة. ومن تلك الدراسات دراسة Jaffe et al 1989 ودراسة Ettredge & Fuller 1991 .
وتم تفسير هذه الظاهرة من قبل De Bondt & Thaler 1985 , 1988 و Houe & Harlow 1998 و Brown et al 1991 بناء على ما يطلقون عليه فرضية المعلومات غير المؤكدة Uncertain Information Hypothesis الذي يقضي بأنه عندما تكون الآثار التي ُتحدثها المعلومات الجديدة ( الخسائر في هذه الحالة) غير مؤكدة يرتفع معدل العائد المطلوب للتعويض عن المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في أسهم المنشأة المعنية مما يؤدي إلى انخفاض قيمتها السوقية وعندما يزول عدم التأكد وهو ما يحدث عندما تستعيد المنشأة قدرتها على تحقيق الأرباح تنخفض المخاطر وينخفض معها معدل العائد المطلوب على الاستثمار، الأمر الذي ينتج عنه ارتفاع في القيمة السوقية للسهم.
بل انه وفقاً لهذه الفرضية عادة ما تكون الآثار التي تعقب الأخبار السيئة ( انخفاض قيمة السهم عقب تعرضها لخسائر) أكبر من الآثار التي تتركها الأخبار السارة ( ارتفاع قيمة السهم عقب الإعلان عن الأرباح) وعندما يزول عدم التأكد وتحقق المنشأة الأرباح ( بعد أن منيت بالخسائر) ترتفع القيمة السوقية لأسهمها ( والتي سبق أن اشتراها المستثمر عقب تحقيق المنشأة للخسائر) بدرجة أكبر من ارتفاع القيمة السوقية لأسهم المنشآت التي سبق لها ان حققت الأرباح، ولعل هذا يعد مبررراً للسبب الي من أجله أن يكون أداء الأسهم المنشآت في السنوات التالية لتعرضها للخسائر أفضل من مثيله للمنشآت التي حققت الأرباح.
في رأيكم هل هذه الدلائل مقنعة؟ أيهما أكثر إقناع للمستثمر التجارب ونتائج الدراسات العلمية أم العقل والمنطق ونظريات الاقتصاد والمال؟
الموضوع أكثر من محير .. وإن كان قد أجاب عن بعض التساؤلات السائدة أو الجدل ان صح التعبير في سوق الأسهم السعودي.. يعني باختصار الموضوع بالنسبة للمضاربين ليس خبط لزق كما يقول أو يعتقد البعض .. بل هم يعرفون من أين تؤكل الكتف.. لذلك لا يهمهم شركة خاسرة أو قيادية .. المهم الربح من أين يأتي؟
في الختام أود أن أشرك القارئ في الإجابة أو الرأي الذي حظيت به من أحد الزملاء بعد قراءته للمقال وبعد سؤالي له ؛ هل تغيرت قناعاتك في الاستثمار في السوق بعد هذا المقال؟ فرد على بالتالي:
إذا سألتني الآن عن رأيي سأقول التالي:
إذا كنت من أصحاب الأموال الكبيرة .. سأشتري وأبيع (أضارب) في أسهم الشركات الصغيرة والتي منيت بخسائر ولن اشتري سهماً واحداً من سواها.
وإن كنت من أصحاب الأموال الصغيرة فالأمر سيان في الغالب ( شركات قيادية / أم شركات صغيرة وخاسرة/ أو صناديق استثمار ) الخسائر في الغالب أكبر من الأرباح.
أما إن كنت محللاً اقتصادياً أو مالياً وطلب رأيي في الصحافة أو في الفضائيات وهو الغالب، فحالة من ثلاث حالات اما أن أتحدث وفقاً للنظرية الاقتصادية أو المالية وهي المخالفة إلى حد ما لنتائج التجارب والدراسات العلمية المذكورة آنفاً ولن أقنع أحداً في الغالب. أو أني سأتحفظ ولن أقنع أحداً أيضاً، أو أني سأخالف النظريات الاقتصادية والمالية ويبدو أيضاً أنني لن استطيع إقناع الأغلبية؟ فقلت له ما هذا ؟ فقال ألم تقل أن الموضوع محير ، هو كذلك.
وسأترك الحكم لكم أعزائي القراء.
عبدالله بن محمد المالكي