alsenjari
29-05-2005, 01:18 AM
هي للكاتب عبد الله رشيد / الإتحاد الإماراتية
http://www.alittihad.co.ae/images/common/h-c-8.gif
عندما تبلغ قيمة عمولات وسطاء سوق الأوراق المالية حوالي مليار درهم خلال الأربعة شهور الأولى من سنة ،2005 فإن ذلك يعني أن الوسيط في سوق الأسهم صار كالمنشار، يأكل ''في الطالع والنازل''، وأن هذا الوسيط الذي يجري التعامل في لحظات بين البائع والمشتري، يحقق دخلا مهولا تعجز أجهزة الحاسب الآلي عن احتسابه·· والحديث عن الوسطاء في السوق، تكرر كثيرا وصار على ألسنة المتعاملين بصورة شبه يومية·
فالوسطاء، وأغلبهم من غير المواطنين، أصبحوا اليوم يتلاعبون في السوق نتيجة غياب الرقابة وترك السوق لحالة الفلتان دون رقيب أو حسيب، حتى أصبح المستثمر الصغير ضحية لمزاج الوسيط الذي أصبح شغله الشاغل هو النظر إلى نسبة الواحد بالمئة التي يقبضها من الطرفين البائع والمشتري، بدلا من أن يكون هدفه التوسط بين جميع المستثمرين بغض النظر عن حجم استثماراتهم أو المبالغ التي يمتلكونها·
الوسطاء في سوق الأسهم اليوم أصبحوا يشكلون ''مافيا'' حقيقية، وصار لهم اليد الطولى في التحكم بالأسعار، فيرفعون سعر السهم أو يهبطون به كيفما شاءوا بحركة واحدة أو كلمة واحدة أو عملية بيع أو شراء واحدة··
واليوم شكل الوسطاء في السوق إمبراطورية ضخمة لها قواعد وأسس وأنظمة خافية عن المتعاملين، ولكنها واضحة لمشعر الوسطاء أنفسهم·· فبعضهم تزيد أرصدته عن 100 إلى 200 مليون درهم، وبعضهم ربما قفز رصيده إلى أعلى من هذا الرقم نتيجة التلاعب في التعاملات في السوق واستغلال المستثمر الصغير أو البسيط و''تطنيشه'' لصالح المستثمر ''الهامور''، أو نتيجة لضرب المستثمرين ببعضهم البعض لصالح سهم أو أكثر من سهم··
ولو طبقت نظرية ''من أين لك هذا'' على بعض الأسماء الرنانة في سوق الأسهم لشاب شعر الجنين في بطن أمه من هول ما يسمعه! العاملون في سوق الأسهم، يعلمون يقينا بأن الوسطاء أسسوا خلال الفترة الماضية فريقا من الجواسيس والمخبرين، الذين صاروا لهم عيونا تراقب ''دبة النملة'' في اجتماعات مجالس الإدارات لأغلب الشركات الاستثمارية المتعاملة في السوق·· فهم يضعون عددا من مدققي الحسابات ومقرري الاجتماعات، وبعض أعضاء مجالس الإدارات في جيوبهم·· بل إنني سمعت أخبارا مؤكدة من أسماء موثوق بها، إن كبار الوسطاء يخصصون رواتب ''من تحت الطاولات'' لبعض المحاسبين ومدققي الحسابات والموظفين العاملين في تلك الشركات، نظير تسريب أنباء عما سيتمخض عنه اجتماع مجلس الإدارة هنا أو هناك·· ومن ثم يقوم الوسطاء الذين تأتيهم الأخبار ''باردة مبردة''، بحركة خبيثة لرفع هذا السهم أو تخفيض ذاك السهم لحين الإعلان عن نتائج الاجتماع، ثم فجأة يكتشف المستثمر الصغير أنه وقع ضحية معلومات مغالطة وخاطئة كان قد سربها الوسيط لتحقيق مآرب خبيثة!
http://www.alittihad.co.ae/images/common/h-c-8.gif
عندما تبلغ قيمة عمولات وسطاء سوق الأوراق المالية حوالي مليار درهم خلال الأربعة شهور الأولى من سنة ،2005 فإن ذلك يعني أن الوسيط في سوق الأسهم صار كالمنشار، يأكل ''في الطالع والنازل''، وأن هذا الوسيط الذي يجري التعامل في لحظات بين البائع والمشتري، يحقق دخلا مهولا تعجز أجهزة الحاسب الآلي عن احتسابه·· والحديث عن الوسطاء في السوق، تكرر كثيرا وصار على ألسنة المتعاملين بصورة شبه يومية·
فالوسطاء، وأغلبهم من غير المواطنين، أصبحوا اليوم يتلاعبون في السوق نتيجة غياب الرقابة وترك السوق لحالة الفلتان دون رقيب أو حسيب، حتى أصبح المستثمر الصغير ضحية لمزاج الوسيط الذي أصبح شغله الشاغل هو النظر إلى نسبة الواحد بالمئة التي يقبضها من الطرفين البائع والمشتري، بدلا من أن يكون هدفه التوسط بين جميع المستثمرين بغض النظر عن حجم استثماراتهم أو المبالغ التي يمتلكونها·
الوسطاء في سوق الأسهم اليوم أصبحوا يشكلون ''مافيا'' حقيقية، وصار لهم اليد الطولى في التحكم بالأسعار، فيرفعون سعر السهم أو يهبطون به كيفما شاءوا بحركة واحدة أو كلمة واحدة أو عملية بيع أو شراء واحدة··
واليوم شكل الوسطاء في السوق إمبراطورية ضخمة لها قواعد وأسس وأنظمة خافية عن المتعاملين، ولكنها واضحة لمشعر الوسطاء أنفسهم·· فبعضهم تزيد أرصدته عن 100 إلى 200 مليون درهم، وبعضهم ربما قفز رصيده إلى أعلى من هذا الرقم نتيجة التلاعب في التعاملات في السوق واستغلال المستثمر الصغير أو البسيط و''تطنيشه'' لصالح المستثمر ''الهامور''، أو نتيجة لضرب المستثمرين ببعضهم البعض لصالح سهم أو أكثر من سهم··
ولو طبقت نظرية ''من أين لك هذا'' على بعض الأسماء الرنانة في سوق الأسهم لشاب شعر الجنين في بطن أمه من هول ما يسمعه! العاملون في سوق الأسهم، يعلمون يقينا بأن الوسطاء أسسوا خلال الفترة الماضية فريقا من الجواسيس والمخبرين، الذين صاروا لهم عيونا تراقب ''دبة النملة'' في اجتماعات مجالس الإدارات لأغلب الشركات الاستثمارية المتعاملة في السوق·· فهم يضعون عددا من مدققي الحسابات ومقرري الاجتماعات، وبعض أعضاء مجالس الإدارات في جيوبهم·· بل إنني سمعت أخبارا مؤكدة من أسماء موثوق بها، إن كبار الوسطاء يخصصون رواتب ''من تحت الطاولات'' لبعض المحاسبين ومدققي الحسابات والموظفين العاملين في تلك الشركات، نظير تسريب أنباء عما سيتمخض عنه اجتماع مجلس الإدارة هنا أو هناك·· ومن ثم يقوم الوسطاء الذين تأتيهم الأخبار ''باردة مبردة''، بحركة خبيثة لرفع هذا السهم أو تخفيض ذاك السهم لحين الإعلان عن نتائج الاجتماع، ثم فجأة يكتشف المستثمر الصغير أنه وقع ضحية معلومات مغالطة وخاطئة كان قد سربها الوسيط لتحقيق مآرب خبيثة!