شمعة الحب
29-09-2006, 06:57 PM
http://almushahed.net/up-m/uploads/9ed4a2398f.bmp (http://almushahed.net/up-m)
منقول عن كتاب
الغموض من أهم سمات الحياة
إعداد: جاك مارسي- نادي لانيري
هذا النوع من الكتب هو الأكثر انتشارا في المكتبات الغربية الآن، ويمكن أن نطلق على هذه المطبوعات "كتب المعرفة" حيث يمكنها أن تضم مجموعة من المعارف المتباينة في موضوعات مختلفة، أو مجموعة معارف بالغة التنوع في مجال واحد. ولذا فهي أشبه بتنويعات على المعرفة.
الكتاب الذي نحن بصدد عرضه اليوم يحمل عنوان "الألغاز الكبرى" والمقصود بها الأحداث الكبرى في تاريخ البشر، وهو بمثابة المجلد الثالث لسلسلة من الكتب تحمل عنوان "ذاكرة البشرية" والتي أشرف على إصدارها كل من جاك مارسي الأستاذ بجامعة باريس، ونادي لانيري داجن رئيس قسم بجامعة ليل الذي كتب أيضا المقدمة.. وقد حمل المجلد الأول عنوان: "الأحداث الكبرى في تاريخ العالم". أما المجلد الثاني فيحمل عنوان "الأحداث الكبرى في تاريخ فرنسا" وسوف يحمل المجلد الرابع عنوان "المخترعات الكبرى". وتقول مقدمة هذا الكتاب الموسوعي الضخم إنه حسب الميثولوجيا اليونانية، فإن تاريخ البشرية يبدأ تقريبا من خلال اللغز الذي طرحه أبوالهول على أوديب، وطلب منه أن يحله حول الكائن الذي يمشي صغيرا على أربع، وناضجا على اثنين، وفي كبره يسير على ثلاث. لقد بدا البشر أشبه بأوديب، عليهم أن يمروا من لغز إلى آخر منذ أن أوجدهم الله على سطح هذه الأرض.
وقد قسم الكتاب مجموعة الألغاز البشرية إلى قسمين كبيرين، الأول يدور قبل ميلاد السيد المسيح، أما الثاني فيدور بعد ذلك. وهو بالطبع الجزء الأعم، والأكثر. ويبدأ القسم الأول قبل 4 ملايين سنة. ويتضمن 35 لغزا يهمنا أن نشير إلى بعض عناوينها مع التركيز على ما يخص منطقتنا العربية. منها على سبيل المثال أصل الإنسان. وظهور الإنسان الحديث، واكتشاف الفنون، وقارة الأطلنطية، وحضارة الصخور، وحرب طروادة، ورحلة أوليس عائدا إلى بلاده، والرحلات الأولى التي تمت لاكتشاف الغرب، وبرج بابل، واكتشاف هيرودوت لحقائق التاريخ. ولولا أن الهرم الأكبر يفرض نفسه على جميع ألغاز البشر، ما قدمه الكتاب الذي بدا سافر الوجه وهو يصبغ الأحداث الكبرى في العالم بالصبغة الغربية. ويعتبر الهرم من كبريات الألغاز التي عرفها البشر، ولم يجدوا له تفسيرا حتى الآن، فمن قال إنها مقابر، ومن رأى أنها قلاع. ويذكر الكتاب أن أرسطو قد رآه بمثابة رمز للقوة التي كان يتمتع بها الملك الفرعوني. أما المؤرخ اللاتيني أميان مارسلين فقد رأى أنه كان بمثابة أرشيف كبير، ومكتبة عظمى، حيث تم تصميم غرفه الداخلية من أجل حفظ الحكم. أما الرحالة بنيامين فقد رأى في القرن الثاني عشر أنه كان مخزنا كبيرا للقمح. وأنه حسب قصة سيدنا يوسف، فقد تم بناؤه لتخزين القمح من أجل السنوات العجاف.
أما في القرن التاسع عشر، فقد تعددت التفسيرات، فمن قائل إنه أشبه بسفينة نوح، ومن قال إن الهرم بمثابة بوابة لعالم داخلي. وفي القرن العشرين، وبعد اكتشاف مراكب الشمس راحت بعض التفسيرات نحو الفضاء بأن هذا النموذج قد جاء تصميمه من الفضاء الخارجي. ورأى البعض الآخر أن سكان قارة أطلاطنتس قد جاءوا إلى مصر هاربين من قارتهم التي أصابها التدمير، ثم صنعوا الهرم. وهكذا سيبقى الهرم لغزا كبيرا، وفي القرون القادمة سوف تتعدد التفسيرات وتتناقض، ولا أحد يعرف هل سينطق الهرم وغرفه الغامضة بأسراره الحقيقية أم لا... وأغلب الظن أنه لن يفعل، وسيظل لغزا سرمديا..
أما بالنسبة للغز الحضارة الفينيقية، فقد اهتم به الكتاب من خلال السؤال الأزلي: من هم مكتشفو أمريكا الأوائل؟، يقول الكتاب إنه في عام 1872 تم العثور على ساحل ريودي جانيرو في البرازيل على بقايا سفينة فينيقية قديمة تؤكد أنها قد رست عند الشاطئ قبل ألفي عام وبالأحرى في عام 531 قبل الميلاد.
لقد ترك الفينيقيون وراءهم لغزا يتعلق بحدود الرحلات التي قاموا بها. فهناك أقاويل ترى أن هناك رحلات من شرق آسيا إلى غرب القارة الأمريكية. بدأت بالفينيقيين، واليونانيين، وأيضا الفايكنج أو غزاة الشمال. وإذا كانت سفينة فينيقية قد وصلت إلى البرازيل، فإن السؤال هو: لماذا لم يكرروا المحاولة بعد ذلك؟.
تلك كانت بعض الألغاز البشرية القديمة التي ترددت حولها التساؤلات حتى الآن. ووجدت عدة تفسيرات، وليس من بينها جواب واحد يحل أبعاد اللغز. أما الجزء الثاني، الذي يبدأ بعد عام 84 ميلادية، فإنه يضم 114 لغزا، كانت بداياتها غالبا مرتبطة بشهداء المسيحية، وبعض الظواهر الدينية مثل ظهور صليب كونستنتين.
لكن من بين هذه الألغاز المهمة هناك: الهندسة المعمارية عند حضارات المايا، وسر عقدة الانكا، ولغز الملك الذي حكم خمسة أيام، وحقيقة دراكيولا، وعودة ريتشارد دويورك إلى الحياة مرة أخرى، ونبوءات نوسترادموس والعصر الذهبي لعلم التنجيم وموت نابليون بالسم، ولغز كاسبارو هاوزر ومولد علم الروح ومقبرة الأفيال وشبح برج لندن وثعبان البحر العملاق.
من بين هذه الألغاز، حقيقة الملك الأسطوري آرثر صاحب فكرة المائدة المستديرة، والتي تدعو إلى أن يجلس أولو الأمر حول مائدة مستديرة يتناقشون في مسائل الحكيم فيما بينهم دون أن يكون هناك رئيس أو مرءوس. وقد تحولت هذه الحكاية إلى روايات أدبية شهيرة مثل "فرسان المائدة المستديرة" لوالتر سكوت، كما تحولت إلى أفلام عديدة منها "ماميلوت" و "سيف لانسلوت" و"اكساكاليبور". وحتى الآن لم يعثر أحد على مدينة كاميلوت التي جعلها آرثر عاصمة له، وترجع الحكاية إلى القرن السادس الميلادي. ويقول الكتاب إن الفكرة ربما جاءت عن ضابط روماني حاول أن يطبق المائدة المستديرة. ولعل هذا الضابط كان يدعى آرثر.
أما عن حضارة الانكا، فإنها لم تعرف الكتابة الصوتية. وقد صنعت لها لغة خاصة بها اسمها عقدة الانكا في القرن الثاني عشر الميلادي وتعرف باسم الكيبو. وفي هذه اللغة فإن الشخص يمسك بقطعة من القماش تتدلى منها عقد كثيرة، ويمكن للمرء كلما أمسك العقد بطريقة ما أن ينقل لمحدثه ما يريد أن يقول دون أن ينطق بكلمة واحدة، وقد ظلت هذه الطريقة في التخاطب لغزا لم ينجح أحد في حله. ولعل هذه الطريقة قد عجلت بانتهاء هذه الحضارة التي عرفت في كل من بيرو وبوليفيا، وشيلي وذلك قبل اكتشاف القارة الأمريكية.
لغز دراكيولا
أما شخصية دراكيولا التي عرفها العالم من خلال الرواية التي كتبها برام ستوكر عام 1897، وشاهدناها في عشرات الأفلام، فقد ظلت لغزا كبيرا. ويقول الكتاب الذي بين أيدينا إن شخصية خفاش الليل الآدمي الذي يمتص دماء ضحاياه، وينام نهارا في تابوته، ويصحو ليلا هي شخصية حقيقية عاشت في القرن الخامس عشر ويدعى فالدز في ألمانيا، وقد اعتبره الرومانيون بطلا شعبيا حيث كان من بين الذين جابهوا القوات التركية التي وصلت نحو الغرب، وفي عام 1462 هرب إلى المجر، ثم أقام في قلعة، وكان يمتص دماء الضحايا، ويقال إن هؤلاء الضحايا قد وصل عددهم إلى 100 ألف شخص وأن ساديته لم يكن لها حدود، ويقال إنه عقب نشر رواية ستوكر، قام البعض بفتح مقبرته وكانت المفاجأة أنها وجدت خالية من أي آثار مما زاد من غموض اللغز. ويقول الكتاب إن دراكيولا لم يكن الآدمي الوحيد الذي امتص دماء ضحاياه، فقد عرف التاريخ آخرين في اليونان في عام 1730 وفي فرنسا في القرن الثامن عشر أيضا.
كما يظل نوستراد موس لغزا محيرا بتنبوءاته الكبرى التي دونها عام 1555 والذي أكد أن عصر المنجمين قد بدأ حتى وإن كذبوا.، ونوسترادموس من أصل يهودي، مولود في عام 1503 وقد درس الطب، وقام بخدمات جليلة في علاج المرضى من الأوبئة التي أصابت فرنسا في تلك الفترة وبعد وفاة زوجته وأبنائه سافر إلى مصر ودول أخرى عديدة. تعلم كيف يستفيد من موهبة فذة وهبها الله إياه.. ولم يكن قد اكتشفها فيما قبل، وهي قراءة الطالع. وعقب عودته إلى بلاده تزوج مرة ثانية، ومارس مهنته مجددا. وذاعت شهرته حتى وصلت إلى الملكة كاترين دي مدسيس. ثم راح يدون تنبوءاته التي وصلت حتى نهاية القرن العشرين. ومن المعروف أن الكثير من الباحثين قد أكدوا أن نوسترادموس قد ذكر في تنبوءاته الهجوم العراقي على الكويت عام 1990 وتحريرها على أيدي العديد من القوات الدولية. وقد ظلت كتابات وتنبؤات نوسترادموس بمثابة لغز لا يزال يحير المحللين حتى الآن.
منقول عن كتاب
الغموض من أهم سمات الحياة
إعداد: جاك مارسي- نادي لانيري
هذا النوع من الكتب هو الأكثر انتشارا في المكتبات الغربية الآن، ويمكن أن نطلق على هذه المطبوعات "كتب المعرفة" حيث يمكنها أن تضم مجموعة من المعارف المتباينة في موضوعات مختلفة، أو مجموعة معارف بالغة التنوع في مجال واحد. ولذا فهي أشبه بتنويعات على المعرفة.
الكتاب الذي نحن بصدد عرضه اليوم يحمل عنوان "الألغاز الكبرى" والمقصود بها الأحداث الكبرى في تاريخ البشر، وهو بمثابة المجلد الثالث لسلسلة من الكتب تحمل عنوان "ذاكرة البشرية" والتي أشرف على إصدارها كل من جاك مارسي الأستاذ بجامعة باريس، ونادي لانيري داجن رئيس قسم بجامعة ليل الذي كتب أيضا المقدمة.. وقد حمل المجلد الأول عنوان: "الأحداث الكبرى في تاريخ العالم". أما المجلد الثاني فيحمل عنوان "الأحداث الكبرى في تاريخ فرنسا" وسوف يحمل المجلد الرابع عنوان "المخترعات الكبرى". وتقول مقدمة هذا الكتاب الموسوعي الضخم إنه حسب الميثولوجيا اليونانية، فإن تاريخ البشرية يبدأ تقريبا من خلال اللغز الذي طرحه أبوالهول على أوديب، وطلب منه أن يحله حول الكائن الذي يمشي صغيرا على أربع، وناضجا على اثنين، وفي كبره يسير على ثلاث. لقد بدا البشر أشبه بأوديب، عليهم أن يمروا من لغز إلى آخر منذ أن أوجدهم الله على سطح هذه الأرض.
وقد قسم الكتاب مجموعة الألغاز البشرية إلى قسمين كبيرين، الأول يدور قبل ميلاد السيد المسيح، أما الثاني فيدور بعد ذلك. وهو بالطبع الجزء الأعم، والأكثر. ويبدأ القسم الأول قبل 4 ملايين سنة. ويتضمن 35 لغزا يهمنا أن نشير إلى بعض عناوينها مع التركيز على ما يخص منطقتنا العربية. منها على سبيل المثال أصل الإنسان. وظهور الإنسان الحديث، واكتشاف الفنون، وقارة الأطلنطية، وحضارة الصخور، وحرب طروادة، ورحلة أوليس عائدا إلى بلاده، والرحلات الأولى التي تمت لاكتشاف الغرب، وبرج بابل، واكتشاف هيرودوت لحقائق التاريخ. ولولا أن الهرم الأكبر يفرض نفسه على جميع ألغاز البشر، ما قدمه الكتاب الذي بدا سافر الوجه وهو يصبغ الأحداث الكبرى في العالم بالصبغة الغربية. ويعتبر الهرم من كبريات الألغاز التي عرفها البشر، ولم يجدوا له تفسيرا حتى الآن، فمن قال إنها مقابر، ومن رأى أنها قلاع. ويذكر الكتاب أن أرسطو قد رآه بمثابة رمز للقوة التي كان يتمتع بها الملك الفرعوني. أما المؤرخ اللاتيني أميان مارسلين فقد رأى أنه كان بمثابة أرشيف كبير، ومكتبة عظمى، حيث تم تصميم غرفه الداخلية من أجل حفظ الحكم. أما الرحالة بنيامين فقد رأى في القرن الثاني عشر أنه كان مخزنا كبيرا للقمح. وأنه حسب قصة سيدنا يوسف، فقد تم بناؤه لتخزين القمح من أجل السنوات العجاف.
أما في القرن التاسع عشر، فقد تعددت التفسيرات، فمن قائل إنه أشبه بسفينة نوح، ومن قال إن الهرم بمثابة بوابة لعالم داخلي. وفي القرن العشرين، وبعد اكتشاف مراكب الشمس راحت بعض التفسيرات نحو الفضاء بأن هذا النموذج قد جاء تصميمه من الفضاء الخارجي. ورأى البعض الآخر أن سكان قارة أطلاطنتس قد جاءوا إلى مصر هاربين من قارتهم التي أصابها التدمير، ثم صنعوا الهرم. وهكذا سيبقى الهرم لغزا كبيرا، وفي القرون القادمة سوف تتعدد التفسيرات وتتناقض، ولا أحد يعرف هل سينطق الهرم وغرفه الغامضة بأسراره الحقيقية أم لا... وأغلب الظن أنه لن يفعل، وسيظل لغزا سرمديا..
أما بالنسبة للغز الحضارة الفينيقية، فقد اهتم به الكتاب من خلال السؤال الأزلي: من هم مكتشفو أمريكا الأوائل؟، يقول الكتاب إنه في عام 1872 تم العثور على ساحل ريودي جانيرو في البرازيل على بقايا سفينة فينيقية قديمة تؤكد أنها قد رست عند الشاطئ قبل ألفي عام وبالأحرى في عام 531 قبل الميلاد.
لقد ترك الفينيقيون وراءهم لغزا يتعلق بحدود الرحلات التي قاموا بها. فهناك أقاويل ترى أن هناك رحلات من شرق آسيا إلى غرب القارة الأمريكية. بدأت بالفينيقيين، واليونانيين، وأيضا الفايكنج أو غزاة الشمال. وإذا كانت سفينة فينيقية قد وصلت إلى البرازيل، فإن السؤال هو: لماذا لم يكرروا المحاولة بعد ذلك؟.
تلك كانت بعض الألغاز البشرية القديمة التي ترددت حولها التساؤلات حتى الآن. ووجدت عدة تفسيرات، وليس من بينها جواب واحد يحل أبعاد اللغز. أما الجزء الثاني، الذي يبدأ بعد عام 84 ميلادية، فإنه يضم 114 لغزا، كانت بداياتها غالبا مرتبطة بشهداء المسيحية، وبعض الظواهر الدينية مثل ظهور صليب كونستنتين.
لكن من بين هذه الألغاز المهمة هناك: الهندسة المعمارية عند حضارات المايا، وسر عقدة الانكا، ولغز الملك الذي حكم خمسة أيام، وحقيقة دراكيولا، وعودة ريتشارد دويورك إلى الحياة مرة أخرى، ونبوءات نوسترادموس والعصر الذهبي لعلم التنجيم وموت نابليون بالسم، ولغز كاسبارو هاوزر ومولد علم الروح ومقبرة الأفيال وشبح برج لندن وثعبان البحر العملاق.
من بين هذه الألغاز، حقيقة الملك الأسطوري آرثر صاحب فكرة المائدة المستديرة، والتي تدعو إلى أن يجلس أولو الأمر حول مائدة مستديرة يتناقشون في مسائل الحكيم فيما بينهم دون أن يكون هناك رئيس أو مرءوس. وقد تحولت هذه الحكاية إلى روايات أدبية شهيرة مثل "فرسان المائدة المستديرة" لوالتر سكوت، كما تحولت إلى أفلام عديدة منها "ماميلوت" و "سيف لانسلوت" و"اكساكاليبور". وحتى الآن لم يعثر أحد على مدينة كاميلوت التي جعلها آرثر عاصمة له، وترجع الحكاية إلى القرن السادس الميلادي. ويقول الكتاب إن الفكرة ربما جاءت عن ضابط روماني حاول أن يطبق المائدة المستديرة. ولعل هذا الضابط كان يدعى آرثر.
أما عن حضارة الانكا، فإنها لم تعرف الكتابة الصوتية. وقد صنعت لها لغة خاصة بها اسمها عقدة الانكا في القرن الثاني عشر الميلادي وتعرف باسم الكيبو. وفي هذه اللغة فإن الشخص يمسك بقطعة من القماش تتدلى منها عقد كثيرة، ويمكن للمرء كلما أمسك العقد بطريقة ما أن ينقل لمحدثه ما يريد أن يقول دون أن ينطق بكلمة واحدة، وقد ظلت هذه الطريقة في التخاطب لغزا لم ينجح أحد في حله. ولعل هذه الطريقة قد عجلت بانتهاء هذه الحضارة التي عرفت في كل من بيرو وبوليفيا، وشيلي وذلك قبل اكتشاف القارة الأمريكية.
لغز دراكيولا
أما شخصية دراكيولا التي عرفها العالم من خلال الرواية التي كتبها برام ستوكر عام 1897، وشاهدناها في عشرات الأفلام، فقد ظلت لغزا كبيرا. ويقول الكتاب الذي بين أيدينا إن شخصية خفاش الليل الآدمي الذي يمتص دماء ضحاياه، وينام نهارا في تابوته، ويصحو ليلا هي شخصية حقيقية عاشت في القرن الخامس عشر ويدعى فالدز في ألمانيا، وقد اعتبره الرومانيون بطلا شعبيا حيث كان من بين الذين جابهوا القوات التركية التي وصلت نحو الغرب، وفي عام 1462 هرب إلى المجر، ثم أقام في قلعة، وكان يمتص دماء الضحايا، ويقال إن هؤلاء الضحايا قد وصل عددهم إلى 100 ألف شخص وأن ساديته لم يكن لها حدود، ويقال إنه عقب نشر رواية ستوكر، قام البعض بفتح مقبرته وكانت المفاجأة أنها وجدت خالية من أي آثار مما زاد من غموض اللغز. ويقول الكتاب إن دراكيولا لم يكن الآدمي الوحيد الذي امتص دماء ضحاياه، فقد عرف التاريخ آخرين في اليونان في عام 1730 وفي فرنسا في القرن الثامن عشر أيضا.
كما يظل نوستراد موس لغزا محيرا بتنبوءاته الكبرى التي دونها عام 1555 والذي أكد أن عصر المنجمين قد بدأ حتى وإن كذبوا.، ونوسترادموس من أصل يهودي، مولود في عام 1503 وقد درس الطب، وقام بخدمات جليلة في علاج المرضى من الأوبئة التي أصابت فرنسا في تلك الفترة وبعد وفاة زوجته وأبنائه سافر إلى مصر ودول أخرى عديدة. تعلم كيف يستفيد من موهبة فذة وهبها الله إياه.. ولم يكن قد اكتشفها فيما قبل، وهي قراءة الطالع. وعقب عودته إلى بلاده تزوج مرة ثانية، ومارس مهنته مجددا. وذاعت شهرته حتى وصلت إلى الملكة كاترين دي مدسيس. ثم راح يدون تنبوءاته التي وصلت حتى نهاية القرن العشرين. ومن المعروف أن الكثير من الباحثين قد أكدوا أن نوسترادموس قد ذكر في تنبوءاته الهجوم العراقي على الكويت عام 1990 وتحريرها على أيدي العديد من القوات الدولية. وقد ظلت كتابات وتنبؤات نوسترادموس بمثابة لغز لا يزال يحير المحللين حتى الآن.