أبوتركي
30-09-2006, 02:49 AM
ستسبق لوكسمبورج كأغنى دولة بمقياس دخل الفرد..
فاينناشال تايمز: سيطرة قطر علي مصادر الطاقة يمنحها نفوذاً استراتيجياً في العالم
الشرق: تاريخ النشر:يوم السبت ,30 سبتمبر 2006
أسعار النفط العالمية التي تعتمد عليها الحكومة في جل دخلها تتراوح عند مستويات تفوق بحوالي سبعة أضعاف تلك التي سادت أواخر عام 1998، وأما انتاج النفط فقد ارتفع إلى مستوى مليون برميل يومياً، وبالنسبة لحقل غاز الشمال الأضخم في العالم فهو يوفر حوالي 24 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً للتصدير بعقود مضمونة على المدى الطويل.
وكنتيجة لما ذكر فقد انخفضت نسبة الدين إلى اجمالي الناتج المحلي في أكثر من مائة بالمائة إلى أقل من 40%، وارتفع التصنيف الائتماني لقطر من الدرجة B إلى A1 وفق تصنيف مودي هذا الشهر.
يبدو أنه لن يكون ثمة عجز في توفير المال بعد الآن، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن دولة قطر ستسبق لوكسمبورج من حيث كونها أغنى دولة حسب مقياس دخل الفرد، وإذا صدقت تقديرات وتنبؤات وزير المالية يوسف كمال، فإن وضع قطر كمزود للطاقة سيمنحها نفوذاً استراتيجياً في العالم كله في غضون السنوات الخمس القادمة.
«سنصدر ما يعادل ستة ملايين برميل من النفط يوميا» على حد تعبير السيد كمال وهو يجري حساباته بتحويل وحدات الغاز إلى نفط، ويضيف «إذا طرحت الفرق بين سعر النفط والغاز، فإننا سنكسب نفس المبلغ فيما يتعلق بـ 3.5مليون أو 4 ملايين برميل من النفط».
ولتوضيح ذلك فإن قطر ستكسب من صادراتها من موارد الطاقة ما يقرب من ثلث ما تكسبه السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، مع الأخذ بالحسبان أن سكان قطر يقلون عن سكان السعودية حالياً بثلاثة وثلاثين مرة.
ربما ما كانت قطر لتختار الانفتاح على العالم الخارجي، لكن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يريد لها أن تكون مركزاً إقليمياً للتمويل والخدمات والتعليم بفتح الأبواب أمام الخبرات الأجنبية لكن مع الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية بقوة بالابتعاد مثلاًعن ذلك الشكل الردىء لصناعة السياحة الذي تأخذ به منافستها دبي.
هيئة الاستثمار القطرية التي أسست السنة الفائتة لضمان الأمن المالي مستقبلاً بدأت في عمليات الاستثمار والشراء في آسيا وأمريكا وأوروبا ويشمل ذلك - كما يأمل مسؤولو تلك الهيئة - شراء مؤسسة تايمز ووتر اللندنية بعد أن يتم إرساء المزاد في التاسع من أكتوبر القادم، لكن ما ينقص قطر على حد تعبير مستشار حكومي هو الموارد البشرية الوطنية، لذلك فإن يوسف كمال يتولى العديد من المناصب الى جانب كونه وزيراً للمالية.
ومع أن قطر تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وفيها قاعدة عسكرية أمريكية، إلا أنها أيضا تنتهج أحياناً سياسات مناهضة للغرب، وقد قاومت حكومة قطر ضغوطاً من واشنطن لكبح جماح الجزيرة تلك القناة الاخبارية العربية التي زادت شهرة قطر من خلالها، لكنها بقيت شوكة في خاصرة سياسة جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط.
مع ذلك كله حافظت قطر على الدوام على حياد ثابت، خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيران النووي، حيث كانت قطر الوحيدة في مجلس الأمن الدولي التي صوتت ضد قرار ذلك المجلس الذي صدر مؤخراً مهدداً بفرض عقوبات على إيران.
ومع ذلك يرى خبراء أمن الخليج أن قرب قطر من إيران ومشاركتها إياها في مصادر الغاز يشكل تهديداً محتملاً لطموحات قطر في وقت يتجذر فيه نفوذ النظام الإيراني المعادي للغرب في المنطقة أثناء الازدهار النفطي في الثمانينيات ظلت قطر بلداً محافظاً يعيش في ظل جارته السعودية.
والآن يتمتع المواطن القطري بالعناية من المهد إلى اللحد بما في ذلك رحلات العلاج بالخارج، ولايزال 95% من القطريين العاملين موظفين في القطاع العام.
ولسوء الحظ فإن دول الرفاهية قد تكون جيدة بالنسبة للترابط الاجتماعي الذي تخلقه لكنها تجنح إلى خلق مواطنين غير منتجين على حد قول هنادي آل ثاني إحدى كبار المصرفيين الاستثماريين في الدولة.
وبعد تسلمه مقاليد الحكم في عام 1995 فإن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى قد ركز أولاً على انعاش مدخولات قطر حيث دعا كبرى شركات النفط الأجنبية لدعم الاحتياطيات النفطية واقترض البلايين لبناء البنية التحتية المطلوبة لتسييل الغاز الطبيعي.
هذه الجهود مكنت الأمير من تصور مستقبل نشط لمواطنيه، وبتوفير الحوافز لشركات الطاقة وغيرها لجعل الدوحة قاعدة للبحوث والتنمية وإنشاء فروع للجامعات الأمريكية في الدوحة واستضافة المناظرات والمؤتمرات التي تعالج القضايا الحيوية، فإن الشيخ حمد يأمل في خلق اقتصاد يستند إلى المعرفة يحفز التقدم الفكري في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي غضون ذلك قامت سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم الأمير بدعم دور المرأة الذي يتجاوز التقاليد التي تحد من حريتها، وحالياً فإن الدوحة تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط، حيث أخذت الأبراج ترتفع إلى عنان السماء.. الاختناقات المرورية تغلق الشوارع وايجارات المساكن ترتفع والزبائن الذين يزحمون المحلات التجارية يشكلون مزيجاً من الآسيويين والأوروبيين والأمريكيين والعرب من كل أنحاء الشرق الأوسط.
وفي كل أنحاء المدينة تظهر علامات التحضير للألعاب الآسيوية لعام 2006 وهي حدث يأمل المسؤولون في أن يسلط ضوءاً كاشفاً على التطور السريع للبلاد.
ولتخطيط وإدارة هذا البرنامج المتنوع والطموح فإن الحكومة تستعين بالمساعدة من الخارج.
الكثير من الأسماء العالمية في الاستشارات الإدارية تركت أثرها في الدوحة، وبينما يتم الترحيب بالبعض لنصائحهم القيمة، فإن آخرين قد أتوا بحلول مبسطة بهدف الربح السريع، المتشككون في المنطقة وبعض العناصر المحافظة في الداخل يقولون إنه بينما يرتفع عدد العاملين الأجانب في البلاد فسيكون من الصعب التغطية على العيوب.
المعجبون بسياسة الأمير يقولون إن النكسات لايمكن تفاديها في بلد يشهد أسرع نمو اقتصادي في العالم بالرغم من المحيط المضطرب ويقود حاكمه الخطى نحو التغيير من القمة إلى القاعدة.
فاينناشال تايمز: سيطرة قطر علي مصادر الطاقة يمنحها نفوذاً استراتيجياً في العالم
الشرق: تاريخ النشر:يوم السبت ,30 سبتمبر 2006
أسعار النفط العالمية التي تعتمد عليها الحكومة في جل دخلها تتراوح عند مستويات تفوق بحوالي سبعة أضعاف تلك التي سادت أواخر عام 1998، وأما انتاج النفط فقد ارتفع إلى مستوى مليون برميل يومياً، وبالنسبة لحقل غاز الشمال الأضخم في العالم فهو يوفر حوالي 24 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً للتصدير بعقود مضمونة على المدى الطويل.
وكنتيجة لما ذكر فقد انخفضت نسبة الدين إلى اجمالي الناتج المحلي في أكثر من مائة بالمائة إلى أقل من 40%، وارتفع التصنيف الائتماني لقطر من الدرجة B إلى A1 وفق تصنيف مودي هذا الشهر.
يبدو أنه لن يكون ثمة عجز في توفير المال بعد الآن، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن دولة قطر ستسبق لوكسمبورج من حيث كونها أغنى دولة حسب مقياس دخل الفرد، وإذا صدقت تقديرات وتنبؤات وزير المالية يوسف كمال، فإن وضع قطر كمزود للطاقة سيمنحها نفوذاً استراتيجياً في العالم كله في غضون السنوات الخمس القادمة.
«سنصدر ما يعادل ستة ملايين برميل من النفط يوميا» على حد تعبير السيد كمال وهو يجري حساباته بتحويل وحدات الغاز إلى نفط، ويضيف «إذا طرحت الفرق بين سعر النفط والغاز، فإننا سنكسب نفس المبلغ فيما يتعلق بـ 3.5مليون أو 4 ملايين برميل من النفط».
ولتوضيح ذلك فإن قطر ستكسب من صادراتها من موارد الطاقة ما يقرب من ثلث ما تكسبه السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، مع الأخذ بالحسبان أن سكان قطر يقلون عن سكان السعودية حالياً بثلاثة وثلاثين مرة.
ربما ما كانت قطر لتختار الانفتاح على العالم الخارجي، لكن صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يريد لها أن تكون مركزاً إقليمياً للتمويل والخدمات والتعليم بفتح الأبواب أمام الخبرات الأجنبية لكن مع الحفاظ على هويتها العربية والإسلامية بقوة بالابتعاد مثلاًعن ذلك الشكل الردىء لصناعة السياحة الذي تأخذ به منافستها دبي.
هيئة الاستثمار القطرية التي أسست السنة الفائتة لضمان الأمن المالي مستقبلاً بدأت في عمليات الاستثمار والشراء في آسيا وأمريكا وأوروبا ويشمل ذلك - كما يأمل مسؤولو تلك الهيئة - شراء مؤسسة تايمز ووتر اللندنية بعد أن يتم إرساء المزاد في التاسع من أكتوبر القادم، لكن ما ينقص قطر على حد تعبير مستشار حكومي هو الموارد البشرية الوطنية، لذلك فإن يوسف كمال يتولى العديد من المناصب الى جانب كونه وزيراً للمالية.
ومع أن قطر تقيم علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة وفيها قاعدة عسكرية أمريكية، إلا أنها أيضا تنتهج أحياناً سياسات مناهضة للغرب، وقد قاومت حكومة قطر ضغوطاً من واشنطن لكبح جماح الجزيرة تلك القناة الاخبارية العربية التي زادت شهرة قطر من خلالها، لكنها بقيت شوكة في خاصرة سياسة جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط.
مع ذلك كله حافظت قطر على الدوام على حياد ثابت، خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيران النووي، حيث كانت قطر الوحيدة في مجلس الأمن الدولي التي صوتت ضد قرار ذلك المجلس الذي صدر مؤخراً مهدداً بفرض عقوبات على إيران.
ومع ذلك يرى خبراء أمن الخليج أن قرب قطر من إيران ومشاركتها إياها في مصادر الغاز يشكل تهديداً محتملاً لطموحات قطر في وقت يتجذر فيه نفوذ النظام الإيراني المعادي للغرب في المنطقة أثناء الازدهار النفطي في الثمانينيات ظلت قطر بلداً محافظاً يعيش في ظل جارته السعودية.
والآن يتمتع المواطن القطري بالعناية من المهد إلى اللحد بما في ذلك رحلات العلاج بالخارج، ولايزال 95% من القطريين العاملين موظفين في القطاع العام.
ولسوء الحظ فإن دول الرفاهية قد تكون جيدة بالنسبة للترابط الاجتماعي الذي تخلقه لكنها تجنح إلى خلق مواطنين غير منتجين على حد قول هنادي آل ثاني إحدى كبار المصرفيين الاستثماريين في الدولة.
وبعد تسلمه مقاليد الحكم في عام 1995 فإن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى قد ركز أولاً على انعاش مدخولات قطر حيث دعا كبرى شركات النفط الأجنبية لدعم الاحتياطيات النفطية واقترض البلايين لبناء البنية التحتية المطلوبة لتسييل الغاز الطبيعي.
هذه الجهود مكنت الأمير من تصور مستقبل نشط لمواطنيه، وبتوفير الحوافز لشركات الطاقة وغيرها لجعل الدوحة قاعدة للبحوث والتنمية وإنشاء فروع للجامعات الأمريكية في الدوحة واستضافة المناظرات والمؤتمرات التي تعالج القضايا الحيوية، فإن الشيخ حمد يأمل في خلق اقتصاد يستند إلى المعرفة يحفز التقدم الفكري في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي غضون ذلك قامت سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم الأمير بدعم دور المرأة الذي يتجاوز التقاليد التي تحد من حريتها، وحالياً فإن الدوحة تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات فقط، حيث أخذت الأبراج ترتفع إلى عنان السماء.. الاختناقات المرورية تغلق الشوارع وايجارات المساكن ترتفع والزبائن الذين يزحمون المحلات التجارية يشكلون مزيجاً من الآسيويين والأوروبيين والأمريكيين والعرب من كل أنحاء الشرق الأوسط.
وفي كل أنحاء المدينة تظهر علامات التحضير للألعاب الآسيوية لعام 2006 وهي حدث يأمل المسؤولون في أن يسلط ضوءاً كاشفاً على التطور السريع للبلاد.
ولتخطيط وإدارة هذا البرنامج المتنوع والطموح فإن الحكومة تستعين بالمساعدة من الخارج.
الكثير من الأسماء العالمية في الاستشارات الإدارية تركت أثرها في الدوحة، وبينما يتم الترحيب بالبعض لنصائحهم القيمة، فإن آخرين قد أتوا بحلول مبسطة بهدف الربح السريع، المتشككون في المنطقة وبعض العناصر المحافظة في الداخل يقولون إنه بينما يرتفع عدد العاملين الأجانب في البلاد فسيكون من الصعب التغطية على العيوب.
المعجبون بسياسة الأمير يقولون إن النكسات لايمكن تفاديها في بلد يشهد أسرع نمو اقتصادي في العالم بالرغم من المحيط المضطرب ويقود حاكمه الخطى نحو التغيير من القمة إلى القاعدة.