تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم في رمضان .. الصغار يتسللون صباحاً قبل أن يستيقظ الهوامير



مغروور قطر
02-10-2006, 06:50 AM
سوق الأسهم في رمضان .. الصغار يتسللون صباحاً قبل أن يستيقظ الهوامير

الرياض: عدنان جابر
أورد المحلل المالي نبيل المبارك في ورقة عمل قدمها ضمن ورش التوعية التي تنظمها هيئة السوق المالية، حكمة مفادها: "لنحلم باستمرار ولكن لنعد بشكل سريع للواقع"، وكذلك فعل زميله المحلل المالي عمار شطا للتأكيد على أهمية تنويع الاستثمار بالإشارة إلى مقولة: "لا تضع كل البيض في سلة واحدة".
ويبدو أن هذه الأمثال والحكم، والكثير من النصائح التي تسعى هيئة السوق المالية لإيصالها إلى المستثمرين وتجنيبهم أية ضرار قد تلحق بهم نتيجة الانسياق وراء شائعات وهمية، لا تلقى آذاناً صاغية لدى شريحة عريضة من المتداولين تحلم بالثراء عبر المضاربات.
وخلال شهر رمضان الحالي يفضل بعض صغار المستثمرين القدوم إلى صالات الأسهم قبل بدء تداولات الفترة الصباحية لالتقاط أخبار كبار المستثمرين ، أو ما يطلق عليهم مسمى (الهوامير)، ظنا منهم أن غالبيتهم ما زالوا نائمين خلال النهار، مما يمنح صغار المستثمرين الفرصة لتجميع أسهم قد تكون هدفا للكبار خلال الفترة المسائية.
وداخل قاعة لتداول الأسهم في الرياض أنجز (خالد) الذي يعمل ممرضا لدى أحد المستشفيات الحكومية، أمر شراء كمية من أسهم شركة صناعية كان سعرها يتراجع بشكل طفيف، والتفت قائلا: "هذه الشركة سجلت النسبة الأعلى في تداولات الأمس، ولكنها تتراجع الآن لأن المضارب الرئيسي فيها ما زال نائما حتى الآن"، وتابع بعد أن ألقى نظرة سريعة على الشاشة: "انتظروا حتى يستيقظ هذا المضارب، وسيكون هناك كلام آخر".
ويبدو أن المضارب الذي كان يقصده خالد لم يستيقظ قبل انتهاء فترة التداول الصباحي، لأن السهم واصل رحلة الهبوط نحو الأسفل، وبدأ القلق يسيطر على وجه هذا الممرض الذي ترك الصالة متوجها إلى مقر عمله، ولديه بقية من أمل بأن يستيقظ هذا المضارب خلال الفترة المسائية.
ويختلف الأمر لدى (أبو عبدالله)، وهو تاجر مواش باع قطيعا كاملا من الأغنام التي كان يمتلكها قبل عام، ليلحق بقطيع من نوع آخر، وهو يحاول جاهدا تعويض خسائره التي مني بها منذ فبراير الماضي، للعودة إلى تجارته الأصلية، التي اكتشف أنها أكثر أمانا من غيرها. وبالنسبة لأبي عبدالله فإن (هوامير) السوق اعتادوا على بلع السمك الصغير ـ أي صغار المستثمرين في السوق، وهذا ما يجعله يأتي خلال الفترة الصباحية من رمضان، ظنا منه أن هذه الفترة ستكون مناسبة لتحقيق مكاسب في غياب الكبار الذين قد يقلبون الوضع رأسا على عقب.
وتتضارب نظرة المتداولين في سوق الأسهم السعودية حيال صانعي السوق من (الهوامير)، فالبعض ينظر إليهم باعتبارهم المنقذ من زلات الأسهم، وآخرون يعتقدون أنهم سبب الهزات العنيفة التي تتعرض لها السوق، والخسائر التي يتكبدها الصغار، وكان الأمر برمته أشبه بمعركة
البقاء بين (هامور) ومجموعة من السمك الصغير.
وخلال الفترة الحالية يترقب المتداولون بمزيد من القلق إدراج شركة "إعمار" في السوق، إذ إن البعض يخشى أن يعيد ذلك ذكريات فبراير الماضي عندما انهارت أسعار الأسهم، بالتزامن مع إدراج "ينساب"، وهذا ما دفع كثيرا من هؤلاء إلى تصفية محافظهم الاستثمارية، والتريث إلى حين.
وأمام تلك السلوكيات المتضاربة ينصح الخبير المالي محمد الشميمري المستثمرين باتباع استراتيجية واضحة في بيع وشراء الأسهم سواء من خلال اختيار الأسهم الجيدة والقوية وتحليلها بطريقة علمية، أو اختيار الأسهم بطريقة التحليل الفني، أو اتباع استراتيجية جني الأرباح وتقليل الخسارة وتعديل الأسعار، أو استراتيجية الدخول والخروج من السوق بأوامر محددة والابتعاد عن الأمر السوقي إلا في حالة الضرورة القصوى.