البنوك ليست المسؤول الوحيد عن انهيار سوق الاسهم

[مغروور قطر]

المقيرن لـ«عكاظ»: الاجنبية تمول المشاريع الكبيرة
البنوك ليست المسؤول الوحيد عن انهيار سوق الاسهم


حزام العتيبي (الرياض)
أكد عضو مؤسس لأحد المصارف السعودية ضرورة زيادة مشاركة المصارف المحلية في تقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية للوطن والمواطنين معتبرا ذلك مطلبا وطنيا يجب الاسهام فيه بفاعلية. وقال خالد بن عبدالعزيز المقيرن عضو مجلس الادارة واللجنة التأسيسية لبنك البلاد وعضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض رئيس لجنتها للأوراق المالية وعضو مجلس منطقة الرياض ان تواجد البنوك الأجنبية في السوق المصرفية السعودية أمر يصب في صالح المصرفية السعودية ولا تتأثر به سلبا . وقال في حديث أجرته معه “عكاظ” ان الاقتصاد السعودي قوي وان الخطوات الاصلاحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سهلت السبل امام الاقتصاديين السعوديين للمزيد من الاسهام والمشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني واشاد المقيرن بالاجراءات التنظيمية التي اتخذها الرئيس الجديد لهيئة السوق المالية الدكتور عبدالرحمن التويجري والتي من بينها الغاء تداول الخميس وجعل فترة تداول الاسهم فترة واحدة ، والى تفاصيل الحوار:

الاقتصاد السعودى الأكبر بالمنطقة
هل تعتقد ان المصارف السعودية الحالية تكفي لخدمة السوق الاقتصادية السعودية وكيف تنظر الى عدم الاستجابة لطلبات بعض رجال الاعمال والمستثمرين من اعطاء المزيد من التراخيص لانشاء مصارف سعودية جديدة ؟
-السوق الاقتصادية السعودية تعتبر من اكبر الاسواق الاقتصادية في الشرق الاوسط ان لم تكن الاكبر على الاطلاق ومثل هذه السوق المتنامية والتي تشكل احد اهم المراكز الاقتصادية الدولية تحتاج بالفعل الى المزيد من الخدمات المصرفية المتطورة والقادرة على تلبية متطلباتها ، وامر منح التراخيص لمصارف سعودية جديدة تتولاه مؤسسة النقد العربي السعودي التي تتمتع بنظام اشراف ومراقبة دقيق ومشهود له عالميا على مستوى البنوك المركزية الدولية وقد بدأ بالفعل انشاء مصارف جديدة من بينها بنك البلاد الذي جاء نتيجة اندماج عدد من مؤسسات الصرافة السعودية كما ان خادم الحرمين الشريفين اصدر امره الكريم بإنشاء مصرف الانماء الذي هو حاليا تحت التأسيس والامر في نظري ليس مجرد عدد البنوك والمصارف السعودية انما الاهم من ذلك ان تكون مصارف تقدم خدمات منافسة عالميا وتتوفر على كفاءات وخبرات عالية .

الأجنبية لا تنافس المحلي
وهل تعتقد ان افتتاح فروع للبنوك والمصارف الأجنبية له تأثير سلبي على المصارف المحلية من حيث المنافسة ؟
-السوق السعودية ليست حديثة عهد بالمصارف والبنوك الأجنبية فقد كانت ولازال العديد منها موجودا بالمشاركة السعودية منذ عشرات السنين اضافة الى ان رجال المال والأعمال السعوديين كانت لهم تعاملات كبيرة جدا مع المصارف الأجنبية في المنطقة قبل اكثر من ثلاثين عاما وخاصة في مملكة البحرين ووجودها في داخل المملكة حاليا أمر يسهم في استفادة الاقتصاد ورجال الأعمال منها عن قرب اما منافسة هذه البنوك للمصارف المحلية فهو منحصر في مجالات محدودة وضيقة حيث ان المصارف الاجنبية لايمكن ان تنافس السعودية في مجال خدمات الافراد حيث يتطلب ذلك شبكة فروع لهذه المصارف مما يحملها تكلفة كبيرة لكنها تتحرك في مجالات التمويل للمشاريع الكبيرة وخدمة الاستشارات للمجموعات والاكتتابات الضخمة التي تحتاج السوق السعودية الى خدماتها فيها ولا يوجد تأثير سلبي على مصارفنا المحلية من وجودها بل انه يسهم في تنمية الوعي المصرفي وتعميق الخبرات والمهارات للمصرفيين السعوديين ويفتح المجال امام قطاعات الشباب للاستفادة من الخبرات الدولية المتطورة في مجال الصيرفة وشئون المال .

المصارف وازمة سوق الاسهم
كيف ترد على من يقولون بأن المصارف السعودية ساهمت بشكل سلبي في سوق الأسهم السعودية وماحدث فيه من انهيار في ازمة فبراير الشهيرة ؟
- دعني اكون صريحا معك وخاصة في مثل هذه النقطة والتي قلتم عنها في الصحافة الكثير من التحليلات والآراء ولن أكون لامدافعا عن البنوك ودورها ولا مبررا لما حدث من أخطاء وتجاوزات في البعض منها ، الازمة التي حدثت في سوق الاسهم لابد لها من كبش فداء تطايرت الاتهامات في كل اتجاه وكل يريد تبرئة ساحته مع ان ما حصل امر المسؤولية فيه مشتركة وفيما يتعلق بقطاع المصارف كان هناك انتقادات حادة لها عندما كانت تشدد في منح القروض والتسهيلات وانها لاتقوم بالتمويل ولا تسهم فيه ثم بعد ان حدثت الأزمة قيل ان البنوك فتحت الباب على مصراعيه وأغرت المواطنين بالحصول على قروضها ، ويجب أن نعلم أن أموال المصارف هي أموال المواطنين الذين يملكون اسهم البنوك اضافة الى مدخراتهم ولايجوز للبنوك ان تتساهل في عملية هذه الأموال بل ان واجبها هو الحفاظ عليها وتنميتها وليس منحها بدون ضمانات لكل من هب ودب .

تخفيف الاعباء عن الخاسرين
كعضو مجلس ادارة في واحد من البنوك السعودية هل توافق على تخفيف الأعباء عن الخاسرين في سوق الأسهم وخاصة من تحملوا قروضا وتسهيلات من البنوك جراء ماحدث من انهيار في السوق ؟
- نحن بطبيعتنا عاطفيون كثيرا ولو عاد الامر لي شخصيا لقمت بعمل ماتشير اليه لكن الامر متعلق بمجاميع من المساهمين والمواطنين ومجالس الادارات التي ترتب لمثل هذا الامر وتخضعه لضوابط لاتضر بمصالح مساهمي البنوك التي من بينهم أي هؤلاء المساهمين العديد من المتضررين من ما حدث في السوق واعتقد ان مثل هذا الامر أي مساعدة العملاء امر ستنظر فيه مجالس الادارات بما يحقق مصلحة كل الاطراف .
الدور الاجتماعي للبنوك
وماذا عن اتهام المصارف السعودية بعدم أداء دورها في التنمية الاقتصادية وتقديم الخدمات غير الربحية للوطن والمواطنين كالمشاريع وغيرها ؟
- هذا أمر حيوي ومهم ومشاركة وطنية واجبة ويجب أن يتم تفعيله بشكل اكبر رغم أ هناك بعض المشاركات في هذا الجانب لكن اعتقد أن المشكلة هي في بعض الأنظمة التي تخضع لها البنوك السعودية من مؤسسة النقد التي نتمنى ان تتيح للبنوك القدرة على التحرك في هذا الجانب .

توحيد فترة التداول
كيف تنظر الى الاجراءات الجديدة التي سنتها هيئة السوق المالية وخاصة مايتعلق بتوحيد فترة التداول في سوق الاسهم السعودية؟
-لقد أحسنت الهيئة ورئيسها الجديد الدكتور عبدالرحمن التويجري صنعا بمثل هذه التنظيمات التي تسعى الى اعادة الانتظام والضبط لسوق المال السعودية وقد استجابت الهيئة الى مطالبات المتداولين وحقق ذلك ايجابيات خاصة فيما يتعلق بالغاء فترة تداول يوم الخميس والتي اتاحت المزيد من الوقت لترتيب الجوانب التقنية ومعالجة الأخطاء وكذلك أسهمت في شكل ايجابي على الصعيد الاجتماعي في اتاحة مزيد من الوقت في العطلة الاسبوعية للاهتمام بشؤنهم الاسرية والاجتماعية وما يتعلق بتوحيد فترة التداول ايضا امر كان مطلوبا من الكثير من المتعاملين في السوق واعتقد انه سيكون له ايجابيات ليس اقلها في اقتراب فترة تداول السوق السعودية مع الأسواق العالمية