المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الروح



عبدالرحمن33
07-10-2006, 02:58 AM
يجيب "ابن القيم" في كتابه (الروح) على التساؤل عن النفس والروح وهل هى شئ واحد أو شيئان متغايران؟ فيقول بأن "النفس" فى القرآن تطلق على الذات بجملتها كقوله تعالى: فَسَلِّمُوا عَلَى أنفُسِكُمْ سورة النور الآية 61. ويَوْمَ تَأتِى كُلُّ نَفسٍ تُجَادِلُ عَنْ نفْسِهَا سورة النحل الآية: 111. وكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهينَة سورة المدثر الآية: 38. كما أنها تطلق على الروح وحدها كقوله تعالى: يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئنًّةُ سورة الفجر الأية: 27. وأَخْرِجُوا أنْفُسِكُمْ سورة الأنعام الآية: 93. ووَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوىَ سورة النازعات الآية: 40. وإنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةُ بِالسُّوء سورة يوسف الآية: 53.

وأما "الروح" فلا تطلق على البدن لا بإنفراده ولا مع النفس, وتطلق الروح على القرآن: وَكَذَلِكَ أوْحَيْنَا إليْكَ رُوحًا مِن أمْرِنَا سورة الشورى الآية: 52. وعلى الوحى الذى يوحيه الله سبحانه وتعالى إلى رسله وأنبيائه: يُلقِى الرُّوحَ مِنْ أَمرِهِ عَلَى مَن يَشاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَومَ التَّلاقِ سورة غافر الآية: 15. ويُنزِّلُ الملائِكَةَ بالرُّوحِ مِنْ أمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه أَنْ أنذِرُوا أنَّهُ لاَ إله إلاَّ أنَا فَاتَّقُونِ سورة النحل الآية: 2.
وأُطلقت على القوة والثبات والنصرة التى يؤيد بها من يشاء من عباده المؤمنين: أولَئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهُم الإيِمَانَ وأيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ سورة المجادلة الآية: 22. وعلى جبريل عليه السلام : نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ  عَلَى قَلْبِكَ سورة الشعراء الآيتان: 193, 194. وقُلْ نَزَّلَهُ رُوُحُ القُدُس سورة النحل الآية:102. وكذلك على الروح الذى سأل عنها اليهود فأجيبوا بأنها من أمر الله والتى قيل إنها المذكورة فى الآيات: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ والملائكَةُ صَفاً لاَ يَتَكَلَّمونَ سورة النبأ الآية: 38. وتنَزَّلُ الملائِكَةُ والرُّوح فِيهَا بإذْن رَبِّهِم سورة القدر الآية: 4.

وكذلك أُطلق لفظ الروح على المسيح ابن مريم عليه السلام: إنَّمَا المَسِيحُ عِيسَى ابَنَ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ ألْقَاهَا إلى مَرْيَمَ وَرُوحُ مِنْهُ سورة النساء الآية: 171. وقد تعنى الفرج والرحمة ولاَتَيْأَسُواْ مِن رُّوحِ الله سورة يوسف الآية: 87. وقد تعنى السعادة والمغفرة: فَرَوْحُ وَرَيْحَانُ وَ جَنَّتُ نَعِيمٍ سورة الواقعة الآية: 89. وأما أرواح بنى آدم فلم تقع تسميتها فى القرآن إلا بالنفس يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ سورة الفجر الآية: 27. ووَنَفْسٍ وَمَاَ سَوَّاهَا سورة الشمس الآية: 7. وأما فى السنة فجاءت بلفظ النفس والروح.
وأما عن الآية الكريمة : قُلِ الرُّوحُ مِنْ أمْرِ رَبِّي سورة الإسراء الآية: 85. فليس المراد هنا بالأمر الطلب الذى هو أحد أنواع الكلام فيكون المراد أن الروح كلامه الذى يأمر به, وإنما المراد بالأمر هنا المأمور وهو عُرف مستعمل فى لغة العرب وفى القرآن منه كثير المثل أَتَى أمْرُ اللهِ سورة النحل الآية: 1. ووَمَا أمْرُ السَّاعَةِ إلاَّ كَلَمْحِ البَصَرِ سورة النحل الآية: 77. ولَمَّا جَاءَ أمْرُ رِبِّكَ سورة هود الآية: 101. وقد اضطربت الروايات عن ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية أعظم اضطراب, وأكثر السلف بل كلهم على أن الروح المسئول عنها فى الآية ليست أرواح بنى آدم بل هو الروح الذى أخبر الله تعالى عنه فى كتابه أنه يقوم يوم القيامة مع الملائكة وهو ملك عظيم.

ويضيف "ابن القيم" أن الروح سميت روحاً, لأن بها حياة البدن, وكذلك سميت الريح لما يحصل بها من الحياة, وسميت نفساً إما من الشئ النفيس لنفاستها وشرفها, وإما من تنفس الشئ إذا خرج, فكثرة خروجها ودخولها في النفس سميت نفساً, ومنه النَفَس بالتحريك, فإن العبد كلما نام خرجت منه فإذا استيقظ رجعت إليه, فإذا مات خرجت خروجاً كليَّاً, فإذا دفن عادت إليه, فإذا سُئِلَ خرجت, فإذا بُعِثَ رجعت إليه, فالفرق بين النفس والروح فرق بالصفات لا فرق بالذات, وإنما سُمِىَ الدم نفسًا؛ لأن خروجه الذى يكون معه الموت يلازم خروج النفس, وإن الحياة لا تتم إلا به كما لا تتم إلا بالنفس

عبدالرحمن33
07-10-2006, 03:00 AM
ولهذا قيل :
تسيل على حد الظّبات نفوسُنا وليست على غير الظُّبات تسير

ثم يضيف "ابن القيم" مفهوماً آخر للروح فيقول بأن الروح تطلق على أخص من هذا كله وهو قوة المعرفة بالله, والإنابة إليه ومحبته وانبعاث الهمة إلى طلبه وإرادته, وهى الروح التى يؤيد بها أهل ولايته وطاعته, ولهذا يقول الناس: فلان فيه روح وفلان ما فيه روح, فللعلم روح, وللإحسان روح, وللإخلاص روح, وللمحبة والإنابة روح, وللتوكل والصدق روح, والناس متفاوتون في هذه الأرواح أعظم تفاوت, فمنهم من تغلب عليه هذه الأرواح فيصير روحانيا, ومنهم من يفقدها أو أكثرها فيصير أرضياً بهيمياً.

ويتضح من أقوال السلف أنهم ينظرون إلى الإنسان كروح وجسد, وأنه بهما معاً يكون كيانه الإنسانى, وأنهما جوهران مختلفان عن بعضهما تماماً ففى رسالته "معرفة النفس الناطقة وأحوالها" يقول الطبيب الفيلسوف "ابن سينا" اعلم أن الجوهر الذى هو الإنسان فى الحقيقة لا يفى بعد الموت, ولا يبلى بعد المفارقة عن البدن, بل هو باق لبقاء خالقه تعالى, وذلك لأن جوهره أقوى من جوهر البدن، لأن محرك البدن ومدبره ومتصرف فيه, والبدن منفصل عنه تابع له.
أما "ابن القيم" فيقول في كتابه (الروح) : إن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس, وهى جسم نورانى علوى خفيف حى متحرك ينفذ فى جوهر الأعضاء, ويسرى فيها سريان الماء فى الورد وسريان الدهن فى الزيتون والنار فى الفحم, فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسد اللطيف بقى ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء, وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية, وإذا فسدت هذه الأعضاء وخرجت عن قبول تلك الآثار فارق الروح البدن وانفصل إلى عالم الأرواح.

ويقول "ابن مسكويه" بأن الموت ليس بشئ أكثر من ترك النفس استعمال آلاتها وهى الأعضاء التى يسمى مجموعها بدناً, كما يترك الصانع استعمال الآلة, وإن النفس جوهر غير جسمانى وليست عرضاً, وإنها غير قابلة للفساد, ,وإن ذلك الجوهر مفارق جوهر البدن, مباين له كل المباينة بذاته وخواصه وأفعاله وآثاره.

وقال "مقاتل بن سليمان": إن للإنسان حياة وروحاً ونفساً, فإذا نام خرجت نفسه التى يعقل بها الأشياء, ولم تفارق الجسد بل تخرج كحبل ممتد له شعاع فيرى الرؤيا بالنفس التى خرجت منه وتبقى الحياة والروح فى الجسد، فيه يتقلب ويتنفس فإذا تحرك رجعت إليه أسرع من طرفة العين.
ويقول "محيى الدين بن عربى" الصوفى المعروف بأن الروح جوهر لطيف نورانى غنى عن التغذية, وأن للروح ستة أحوال, حالة العدم من قوله تعالى: هَلْ أتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينُ من الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيئَاً مَذْكُورًا سورة الإنسان الآية: 1. وحالة التعلق, وحالة النفخ. لقوله تعالى: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي سورة ص الآية: 72. وحالة المفارقة لقوله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْت سورة آل عمران الآية: 185. ثم حالة الإعادة لقوله تعالى: وَحَشرْنَاهُم فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُم أحَدًا سورة الكهف الآية: 47. وكل حالة من تلك الحالات لها مدلولها فى الفكر الصوفى.

وقد ظهر من يحملون مفهوماً مشابهاً لذلك فيقولون بأن الإنسان روح لا جسد وأن الجسد مجرد رداء يحبس الروح ويذلها إلى حين, فالإنسان على حد تعبيرهم "روح لها جسد وليس جسداً له روح" ويقولون بأن الإنسان محض روح, وأما الجسد فهو المظهر الخارجى الذى ليس له صلة بهذه الذات ولا هو ملك لها بل هو ملك لأمة الأرض التى منها جاء وإليها يعود.
وقد ورد عن "ابن عباس" رضى الله عنهما قوله بأنه يوجد فى بنى آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس, فالنفس التى بها العقل والتمييز, والروح التى بها التنفس والتحرك, فإذا نام الإنسان قبض الله سبحانه نفسه ولم يقبض روحه, وإذا مات قبض الله نفسه وروحه. وقد نقل عن الإمام "الباقر" قوله: ما من إنسان ينام إلا وتعرج نفسه إلى سماء الله وتبقى روحه فى بدنه, ويصير بينهما شعاع كشعاع الشمس فإذا أذِنَ الله بقبض الروح أجابت النفس, وإذا أذِنَ الله ببقاء الروح رجعت النفس.

وقد ورد عن "على ابن أبى طالب" كرم الله وجهه أنه قال: ما من عبد ينام يمتلئ نوماً إلا عرج بروحه إلى العرش, فالذى لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التى تصدق, والذى يستيقظ دون العرش فهو التى تكذب.

وهكذا يجمع المفكرون من المسلمين على وجود الروح, وعلى أنها جوهر مخالف لجوهر البدن, وأنها تفارق البدن عند الموت, وقد أختلفوا فى مآل الروح بعد الموت, فقالت طائفة بموت الروح وتذوق الموت لأنها نفس: كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ المَوْتِ سورة آل عمران الآية: 185. وكُلُّ شَئٍ هَالِكُ إلا وَجْهَهُ سورة القصص الآية: 88. وقال آخرون لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء بدليل الآية: بَلْ أحْيَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران الآية: 169. وبدليل الأحاديث على نعيم الأرواح وعذابها بعد مفارقة البدن إلى أن يُرجِعها الله فى أجسادها, وقال فى ذلك "أحمد بن الحسين الكندى":

تنازع الناس حتى لا اتفاق لهم إلا على شجب والخلف فى الشجب
فقيل تخلص نفس المرء سالمة وقيل تشرك جسم المرء فى العطب

عبدالرحمن33
07-10-2006, 03:03 AM
مستقر الأرواح بعد الموت
أما عن مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة فقد قيل إنها متفاوتة فى مستقرها فى البرزخ تفاوتاً عظيماً, فمنها أرواح فى عليين فى الملأ الأعلى وهى أرواح الأنبياء, ومنها أرواح بعض الشهداء فى حواصل طير خضر تسرح فى الجنة حيث تشاء, ومنها ما هو على باب الجنة, ومنها ما هو محبوس فى قبره, ومنها ما حبس فى الأرض لم تغلُ روحه إلى الملأ الأعلى, ومنها ما يعرض على النار غدواً وعشياً, وغير ذلك وكل منهم له أدلته من الأثر والسنة والكتاب.

والذى نستخلصه من كل ذلك أنهم يرون أن الروح هى سر حياة الإنسان, وهى سر أختص الله بعلمه, وأما كيفية حلولها فى الجسد ومفارقتها له وكيف تعطى البدن صفات تختفى بمفارقتها له فلكها أمور غيبية لا يعلمها إلا الله.

والمشاهد لنا باستعراض واقع الوجود الإنسانى وحياته ونومه وموته أن الإنسان "جسد" فيه "حياة" وفيه "روح" وأن الروح هى سر أستمرار الحياة الإنسانية, وهذا ما سنحاول مناقشته وبيانه بإذن الله فى تأملاتنا التالية في مسألة الحياة والروح. والله ولى التوفيق.

الحياه والروح

يقول سبحانه وتعالى:  ذَلِكَ عَالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ العَزِيزُ الرَّحيِمُ (6) الَّذى أَحْسَنَ كُلَّ شَئٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانَ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلاَلَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ والأَفْئدةَ قَليلاً مَّا تَشْكُرُونَ  سورة السجدة الآيات :6-9.

نقول بأن الروح غير الحياة، وكلاهما من الغيبيات التى لا تدركها الحواس ولا تخضع للتجربة والقياس, والروح هى سر استمرار الحياة وامتدادها, ولا يعلم حقيقة الحياة وحقيقة الروح إلا الله سبحانه وتعالى, فالله خلق الحياة وخلق الروح.

وقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من تراب ثم من طين ثم من صلصال من حمأ مسنون, ثم سواه ولكنه لم يأمر الملائكة بالسجود له إلا بعد أن نفخ فيه من روحه: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُوا لَهُ سَاجِدينَ سورة الحجر الآية: 39. فكان نفخ الروح فى هذا الجسد بمثابة خلق جديد له, وتكريم خاص به, وتمييز عن كثير من خلق الله: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَملْنَاهُم فِى البَرَّ والبَحْرِ وَرَزقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وفَضَّلْنَاهُم عَلى كَثِيرٍ مِمّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً سورة الإسراء الآية: 70 ، ويتكرر خلق الإنسان هكذا منذ خلق الله تعالى آدم وحتى قيام الساعة, نفس المراحل من خلق ثم تسوية, ثم نفخ الروح ليبدأ خلقاً آخر, فالروح تحل فى الجنين الحى, إذ أن الحياة فى الجنين سابقة على حلول الروح فيه, فالجنين يتكون من إلتقاء الحيوان المنوى الحى بالبويضة الحية.
والحياة موجودة في الحيوان المنوى للذكر, وفي البويضة الأنثى قبل أن يتم التلاقح بينهما, فالحيوان المنوى الحى لا يُلقح بويضة ميتة, وكذلك البويضة الحية لا يلقحها حيوان ميت, بل إن حيوية الحيوان المنوى لابد وأن تكون بدرجة عالية حتى يتم التقليح, وذلك أن الرجل حين يجتمع بالأنثى فإنه يقذف إليها بمئات الملايين من الحيوانات المنوية, التى تندفع فى رحلة وسباق الحياة نحو الهدف وهو البويضة, ولا ينجح فى إنهاء تلك الرحلة إلا بضعة مئات فقط من الحيوانات حيث يستطيع حيوان منوى واحد منها فقط أن يخترق جدار البويضة ليتم التلقيح بينهما, وعند ذلك لا يستطيع أى حيوان منوى آخر اختراق جدار البويضة, ومن المعروف طبياً أنه إن قل عدد الحيوانات المنوية المقذوفة بواسطة الذكر أو إن زادت نسبة الحيوانات المنوية الضعيفة أو الميتة فيها فإن قد لا يتم, ويفشل الزوجان فى الإنجاب لهذا السبب كأحد أسباب العقم وعدم الإنجاب.

وعندما يتم التلقيح بين الحيوان المنوى والبويضة يمشج كل منهما ما عنده من مادة الحمض النووى DNA الموجودة على هيئة كروموسومات Chromosomes تحمل عناصر الصفات الموروثة مع ما عند الآخر من صبغات, لتتكون بذلك خلية كاملة العدد من هذه الصبغات, وذلك أن كلا من الحيوان المنوى والبويضة يحمل فى داخله نصف العدد المميز للخلية البشرية من الصبغات, فالخلية العادية تحمل ستة وأربعين من الكروموسومات, بينما يحمل الحيوان المنوى أو البويضة فقط ثلاثة وعشرين فردًا من الكروموسومات، وهكذا تتكون خلية جديدة هى النواة الأولى للجنين, وهى الزيجوت Zygote, الذى يستقر بعد ذلك بيوم أو أكثر فى (قرار مكين), وهو جدار الرحم لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من مراحل الانقسام الخلوى والتكاثر الخلوى والتخلق والتميز إلى أنسجة, ثم أجهزة وأعضاء, حتى يكتمل تدريجياً المظهر العام الخارجى والتركيب الداخلى للجنين الإنسانى, فمنذ الأسابيع الأولى تبدأ الأعضاء فى التكوين مبتدئة على شكل براعم وتجمعات خلوية تأخذ في التميز تدريجياً لتصل فى النهاية إلى شكلها الطبيعى البشرى المميز,
وحتى الأسبوع السادس فإننا نجد أن الجنين ينمو طولياً بمعدل ملليمتر واحد كل أسبوع, ليبدأ بعد ذلك النمو فى الإسراع ليصبح حوالى ملليمتر واحد كل يوم, وبالطبع فإن ملليمتر واحد زيادة فى النمو الطولى يعنى إضافة ملايين الخلايا الجديدة لجسم هذا الجنين النامى, ويلاحظ أن أعلى معدل للنمو يكون بعد نهاية الشهر الرابع من الحمل, حيث تكون أجهزة الجسم قد أخذت تقريبا شكلها النهائى, ويكون المظهر الخارجى مميزا للجنين البشرى, فالوجة والأطراف والأصابع والأعضاء التناسلية قد أخذت جميعها الشكل البشرى المميز, وخلال المرحلة السابقة يكون الجنين قد مر بمرحلة العلقة متعلقاً بجدار الرحم, مستمداً غداءه من هذا الجدار بما فيه من أوعية دموية وأنسجة تتحول تتدريجياً إلى "المشيمة" وبعد ذلك يأخذ أشكالاً تبينها لنا الآية الكريمة: يا أيُّهَا النَّاسُ إن كُنتُمْ فى رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فإنَّا خَلَقْنَاكُم مِن تُرابٍ ثُمَّ مِن نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مَخلَّقَةٍ لِنُبيِّنَ لَكُم وَنُقِرُّ فى الأرْحَامِ مَا نَشَاءُ إلَى أجَلٍ مُّسمَّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ومِنْكُم مَّن يُتَوفَّى ومِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ سورة الحج الآية: 5.

نفخ الروح في الجنين
ها هو الإنسان الأول يخلق من طين, ثم يتكرر خلق الإنسان حسب سُنَّة محددة, فهو نطفة في قرار مكين تتخلق وتتشكل, ثم بعد ذلك تنشأ خلقاً آخر, فما هو هذا الخلق الآخر؟!

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن ذلك فى الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً: "إن أحدكم يُجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوماً نطفة, ثم يكون علقة مثل ذلك, ثم يكون مضغة مثل ذلك, ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله, ورزقه, وأجله, وشقى أو سعيد, ثم ينفخ فيه الروح" البخارى (4/135), ومسلم في القدر (1). وهكذا يكشف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سر هذا (الخلق الآخر) ألا هو نفخ الروح فى ذلك الجنين الذى خلقه الله في بطن أمه "وسواه" حتى اكتملت أعضاؤه وأجهزته وأصبح فى حالة يستطيع معها أن يستقبل تلك الروح التى ينفخها فيه الملك, وقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم تلك المرحلة بمائة وعشرين يوماً من بداية تخلق الجنين فى بطن أمه.

عبدالرحمن33
07-10-2006, 03:05 AM
هل تختلف حياة الجسد عن حياة الاعضاء
بالنسبة للجسد ككل فهو يمثل الحياة الإنسانية المعروفة, أما بالنسبة للأعضاء فالحياة فيها تختلف عن حياة الجسد الكامل التركيب إذ أن الحياة فيها "حياة خلوية" وبذلك تأخذ حكماً مغايراً لحكم الجسد الكامل الأعضاء, فعند فصل عضو من الأعضاء من الجسد, مثل استئصال كلية مثلا, فإننا نفصل خلايا حية عن الروح ولذلك يسرع إلى تلك الخلايا التلف والعطب ويكون مآلها الموت السريع, إذ أن فيها حياة ولكن بلا روح, أما إذا سارعنا بزرعها – أى الكلية المستأصلة – فى جسد آخر قبل أن تموت فإن اتصالها بالروح الجديدة فى الجسد الجديدة – إن تقبلتها – يُعطيها قوة الاستمرار فى الحياة لفترة قد تطول إلى عمر ذلك الجسد الجديد, ولكن إن تم زرع تلك الكلية بعد فترة طويلة من استئصالها وبعد تلفها وموتها فإنها لن تعود إليها أبداًو والمشاهد حالياً أنه .

لم يتمكن أحد من الإبقاء على حياة عضو بعد استئصاله أكثر من بضع ساعات يتلف بعدها ولا يصلح لإعادة زرعه .

ومن هنا يمكننا أن ندرك أن الحياة غير الروح, فالحياة فى الإنسان سابقة لنفخ الروح فيه, والحياة تبدأ دون اعتبار لوجود الروح فى الجنين, ولكنها ضرورية وأساسية لنفخ الروح فيه بعد تسويته, فالروح لا تحل فى جنين ميت ولا فى جنين بلغ درجة كبيرة من التشوه وعدم التسوية, كما أن الروح ليست نقيضاً للموت ولكنها العامل الأساسى لاستمرار الحياة, فحلولها فى الجسد الحى للجنين تعطيه القوة على أن يستمر حيًّا إلى أن يحين أجله, وعدم حلولها فى الجنين الحى يؤدى إلى موته سريعاً داخل رحم أمُّه, فللتركيب الجنينى الحى حد أدنى لإمكان استقبال الروح وإلا فلا تنفخ فيه الروح .
وقد ورد فى صحيح مسلم حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مر بالنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث الله إلها مَلكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها, ثم قال يا ربى أذكر أم أنثى" اخرجه مسلم فى القدر. وهذا الحديث يلقى لنا الضوء على ما يحدث بنهاية الأسبوع السادس من بداية الحمل حيث تحدث تغيرات جوهرية فى تركيب الجنين, كما يبين الحديث, وقد استطاعت دراسات الأجنة أن تبين أن هناك استجابات جسدية تظهر على هيئة حركات فى الجنين إذا حدثت استثارة لمنطقة الجبهة, كما يبدأ فى ذلك الوقت ظهور نشاط كهربائى لأنسجة الدماغ يمكن تسجيلها بمسجل كهربائى للدماغ Electroence phalogram , ويستجيب الجنين عموماً فى ذلك الوقت لمختلف المؤثرات الميكانيكية والفيزيائية من لمس وحرارة وبرد وضوء, ويبدأ الجنين فى الشرب من السائل الأمنيوزى Amniotic fluid المحيط به, كما سجلت حالات فواق (زغطة hiccough) للأجنة فى تلك المرحلة, وكل تلك المكتشفات الحديثة جداً تنبئ وتشير إلى تحول واضح فى مسار نمو الجنين فى تلك المرحلة من حياته الجنينية كما يبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه السابق.

علامات نفخ الروح
يؤدى نفخ الروح فى الجسد الحى إلى تغيرات يمكن معرفة بعضها بالمشاهدة والاستطلاع لحالات الجسد الإنسانى الحى المختلفة, فإن ما يحدث للجنين داخل الرحم بعد نفخ الروح فيه يمكن إدراكه بدراسة ما يحدث له من تغيرات وظيفية, ومن تغيرات فى الخواص والحركات والاستجابة للمؤثرات المختلفة والانفعال, ومقارنة ما يحدث فى المرحلة السابقة لنفخ الروح بما يحدث فى المرحلة التالية لنفخ الروح, وذلك من العلوم التى مازالت فى طفولتها ومجالات البحث فيها كثيرة, والحاصل أنه يمكن قياس استجابة الجنين للمؤثرات الميكانيكية والصوتية وغيرها بواسطة قياس التغيرات فى حركته العامة وحركة أطرافه وسرعة حركات تنفسه (أى حركات صدره) وسرعة نبض القلب باستخدام أجهزة تصوير خاصة أشهرها جهاز تسجيل صدى الأصوات فوق المسموعة Ultrasound حتى إنه قيل: إن الجنين يستطيع تمييز صوت أمه من بين الأصوات, إلا أن الذى يعنينا هو دراسة ما يطرأ على الجنين من تغيرات بعد نفخ الروح فيه, وذلك مما يحتاج إلى برامج خاصة لبحث تلك المسألة حيث لم يتم أى بحث بطريقة إيجابية نستطيع منها أن نستخلص نتائج ذات قيمة فى هذا الشأن.
أما الحالة الأخرى التى تدل على إمكانيات الروح وعلى ما تمنحه الروح من قدرات للجسد الحى فهى حالة النوم, يقول الحق تعالى: "الله يَتَوفى الأنفُس حِينَ موْتِهَا والتى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا" سورة الزمر الآية 42. ويبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فى حديثه للصحابة حين ناموا ففاتتهم صلاة الصبح حيث قال لهم: "إن الله قبض أرواحكم حيث شاء وردها حيث شاء" أخرجه البخارى والنسائى. مما يدل على أن الروح تفارق الجسد حيث المنام بطريقة لا يعلمها إلا الله, وبذلك يفقد الجسد الصفات التى تضفيها عليه الروح حال يقظته وهى الإدراك والعقل والتمييز والاختيار بين المتناقضات والسمع والبصر والإحساس بالزمن, وكلها إمكانيات تعود إليه بعودة روحه إلى جسده عند استيقاظه, ولما للنوم من أهمية رأينا أن نفرد له باباً خاصاً لاحقاً بإذن الله لمناقشة ما يحدث خلاله من رؤى ومدى صلة ذلك بالروح وعالمها وصلتها بالجسد نائماً ويقظاناً.
الجسد والحياه والروح
مما سبق يمكننا أن ندرك أن الإنسان الحى عبارة عن جسد حى به روح, فإذا فقدَ الروح أصبح جسداً حيّا, فإن فَقَدَ الحياة كذلك أصبح "ميتاً" أو "جسداً" فقط, وذلك أن فقد الروح يسبق فقد الحياة كما أن نفخ الروح لا يتم إلا فى جسد حى, وحين يصبح الجسد ميتاً فإنه يتحلل إلى مكوناته الأولية بفعل ما به من خمائر (إنزيمات) موجودة فى تكوينه الأساسى, ولكنها لا تستطيع التأثير على مادة الخلايا الحية وإنما يبدأ نشاطها بعد خروج الروح بفترة قصيرة, وذلك أنه بعد خروج الروح وظهور علامات الموت وهى الحالة التى يطلق عليها "الموت الإكلينيكي" Clinical Death تظل خلايا الجسد حية لفترة قصيرة تموت بعدها ويعرف ذلك بالموت الخلوى Cellular Death أو الموت البيولوجى حيث يبدأ نشاط الخمائر لتكسير مواد بناء الخلايا, وهكذا تبدأ الخلايا فى التحلل من داخلها بفعل تلك الخمائر الموجودة فى كل خلايا الجسم, يضاف إلى ذلك ما يحدث من نشاط للميكروبات المختلفة الموجودة داخل الجسم وخارجه, وخصوصاً تلك الساكنة فى القناة الهضمية مثل تلك التى توجد فى الفم والأمعاء بصورة طبيعية أثناء الحياة, ولكن يمنعها من مهاجمة الجسم ما لديه من قوة دفاعية وهو حى, ولذلك تبدأ تلك الميكروبات من بكتريا وطحالب
وغيرها فى مهاجمة خلايا الجسم بعد موت الخلايا مباشرة لتلتهم مكوناتها من بروتينات وكربوهيدرات ودهنيات وتحويلها إلى مواد وعناصر أولية, وفوق ذلك تتم مهاجمة الجسم الميت من خارجه بواسطة ما على جلده وما فى التربة والهواء حوله من ميكروبات, وهكذا تتضافر العوامل الداخلية والخارجية للفتك بهذا الجسم الميت لا تفرق فى ذلك بين غنى وفقير, أو بين عظيم وحقير, فكلهم إلى تراب صائرون فالجسد الإنسانى يتكون من عناصر أساسية هى نفس العناصر المكونة لمادة الأرض, لا فرق فى ذلك بين عربى ولا أعجمى ولا بين أبيض وأسود, ولا بين عظيم أو حقير, بل إن جسد المؤمن وجسد الكافر لا يختلفان عن بعضهما فى مكوناتها المادية المعروفة, فجسم الإنسان يتألف دائماً من الأكسجين والهيدروجين والنيتروجين والصوديوم والكلور والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والكبريت والحديد والنحاس والمنجنيز والماغنسيوم والقصدير واليود والفلورين والسيليكون والألمنيوم والذهب وغيرها بكميات ونسب متفاوتة, وهذه كلها من العناصر المعروفة على الأرض, وبعد موت الجسم فإنه يتحلل إلى تلك المكونات التى ينطلق بعضها على شكل غازات إلى الهواء, ويتسر بعضها إلى الأرض مختلطاً بترابها, وهكذا يعود الإنسان إلى الأرض مصداقاً لقوله تعالى: (منها خَلقْناكُم وفيهَا نُعيِدُكُم ومِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) سورة طه الآية 55.

عبدالرحمن33
07-10-2006, 03:09 AM
الروح وحياة الخليه
عندما نقول إن الإنسان جسد وحياة وروح فإننا فى واقع الأمر نستطيع أن نميز ثلاثة أشكال من الحياة, فهناك "الحياة الخلوية" وهى حياة الخلية الذاتية بكل مظاهرها وعملياتها الحيوية, ثم بعد ذلك هناك "حياة الجسد" أو "الحياة العضوية" أى حياة الأعضاء, حيث تتجمع ملايين الخلايا الحية فى نظام دقيق وتناسق تام للقيام بوظائف محدودة, تمثل وظيفة ذلك العضو كالكُلية أو القلب الكبد مثلاً, أو وظائف الجسد كوحدة متكاملة من الأعضاء والأجهزة, والجسد الحى يتمتع بكل مظاهر الحياة من حركة وإحساس وإنفعال وتنفس وتغذية وإخراج وتكاثر إلخ... وأخيراً فهناك بعد ذلك "الحياة الإنسانية" حين تنفخ الروح فى ذلك الجسد الحى فتعطيه مقومات جديدة من قدرة على التعليم والتذكر والتفكير والاختيار والتعقل, بالإضافة إلى الإحساس بالزمن وفوق هذا كله فإن الروح تعطى هذا الجسد الحى قوة الاستمرار فى الحياة.

فاستمرار الحياة الخلوية وامتدادها, وكذلك استمرار الحياة الجسدية وامتدادها يرجع إلى وجود الروح, والروح لا تتجزأ, فإذا فصلت خلية واحدة أو أنفصل عدد من الخلايا أو عضو مثلاً عن الجسد فإنه – أى العضو – يفقد اتصاله بالروح وبذلك يفقد القدرة على الاستمرار فى الحياة فيسرع إليه الموت سريعاً, إلا إذا أعيد اتصاله بجسده الأصلى أو تم توصيله بجسد يقبله فيتصل بالروح الجديدة فى هذا الجسد وتعطيه القدرة على استمرار الحياة وامتدادها, فالجزء المستأصل من جسد الإنسان هو نسيج أو عضو حى ولكن بلا روح.
الروح والتحديد الطبي للحظة الوفاه
ان تحديد لحظة الوفاة مازال من الأمور التى لم تحل ولم تحدد علاماتها بدقة, إلا أن الأطباء يعولون تماماً على ظاهرة نشاط الدماغ الكهربائى وذلك عن طريق تسجيل هذا النشاط بجهاز يعرف بمخطط الدماغ الكهربائى Electro-Encephalo-Gram (E E G) وهو جهاز حساس للغاية حيث يستطيع تسجيل الإشارات الكهربائية الناتجة عن نشاط الجهاز العصبى المركزى بالدماغ, وذلك أن الأعصاب Nerves هى بمثابة شبكة من بلايين الأسلاك التى تقوم بتوصيل الإشارات العصبية بين بلايين الخلايا العصبية Nerve Cells فى الدماغ وبين خلايا الجسم وأنسجته وأعضـائه المختلفة, حيث تقوم الأليـاف العصبية Nerve Fibres وهى الزوائد الطويلة للخلايا العصبية بنقل الإشارات الحسية من أنحاء الجسم المختلفة إلى الجهاز العصبى المركزى Central Nervous System فى الدماغ Brain والنخاع الشكوكى Spinal Cord, وفى نفس الوقت تقوم ألياف أخرى بنقل الإشارات المحركة للعضلات والمفرزة للغدد من الجهاز العصبى المركزى إلى الأنسجة فى جميع أنحاء الجسم, وقد وجد أن توصيل الإشارات فى الاتجاهين المذكورين- أى إلى الجهاز العصبى المركزى ومنه – يحدث بطريقة مشابهة لانتقال التيار الكهربائى فى الأسلاك, فيبدأ النشاط فى الخلية العصبية على هيئة تيار كهربائى ينتقل بسرعة عبر الألياف العصبية,
قد يبرز هنا تساؤل عن إمكانية عودة الروح إلى أعضاء الجسم المتفرقة إذا أمكن إعادتها متصلة ببعضها البعض فى جسدها الأصلى بدلا من زراعتها فى أجسام متفرقة, بمعنى آخر: هل إذا تقطع الجسم الواحد إلى أجزاء متفرقة ثم أعيد توصيل تلك الأجزاء جميعاً ببعضها البعض قبل موت خلاياها فهل تعود الحياة الإنسانية إلى هذا الجسد؟!

لاشك أن الإجابة هنا ستكون بالنفى, وذلك أن تقطيع البدن إلى أجزاء متفرقة سوف يؤدى إلى خروج الروح تماماً منه, لعدم ودود الحد الأدنى اللازم لحلول الروح فيه, وبذلك يموت الجسم ولا تعود إليه حياته إلا يوم القيامة, وكما سبق وقلنا فقد يفقد الجسم كثيراً من أعضائه, كأن يفقد مثلاً أطرافه الأربعة وأجزاء من أمعائه وإحدى كليتيه وإحدى رئتيه وطحاله وأجزاء من عظامه, ومع ذلك يمكن أن يظل إنساناً حياً معوقاً ويتمتع بالحياة الإنسانية كغيره من الأحياء, أما أن يقطع الجسم إلى أجزاء متفرقة فإن الحياة قد تستمر لفترات قصيرة جداً فى تلك الأجزاء ولكن الروح لن تتجزأ, ولذلك فلن تحل فى مكان دون غيره, بل المعقول أن تفارق الجسد مفارقة تامة أى مفارقة الموت, إذ لا يبقى جسداً مستوياً لتبقى فيه الروح وتستقبل ما يضاف إليه من أجزاء مازالت حية, ولذلك فإن احتمال عودة هذا الجسد الممزق إلى أشلاء إلى حياته الإنسانية يعد مستحيلاً, وعلى الرغم من غرابة هذا الافتراض إلا أنه ليس بمستبعد, فقد يخطر بذهن الباحثين فى هذا المجال أن يقوموا بالتجربة على بعض الحيوانات تمهيداً لتكرارها – فى حالة نجاحها – على الإنسان, فالدلائل كلها تشير إلى أن الإنسان, قد أصبح من أهم حيوانات التجارب لدى كثير من هواة العقل والعلم والشهرة.
الروح في القران الكريم
ولم يعد علم الأرواح قاصرا على التسلية والهواية أو كشف المجهول.. بل دخل مجال العلاج الطبى وخاصة فى الأمراض التى عجز الطب الحديث عن شفائها مثل الصرع والجنون والشيزوفرينيا وأُلِفَتْ فى ذلك الكثير من الكتب والمجلات وبعضهم استطاع إجراء عمليات جراحية بالأرواح وإخراج الأورام من جسم الإنسان فى مؤتمر عام وبشهود من الأطباء

وتعرف الروح فى نظر العالم أنها عبارة عن موجات ذات تردد عالى وأنها موجودة بيننا فى كل مكان وفى العالم الأثيرى .. ولكننا لا نراها ولا نسمع صوتها بسبب عجز العين البشرية والأذن عن ذلك .. فقد ثبت علمياً أن العين البشرية لا ترى إلا فى حدود معينة هى ألوان الطيف. فالضوء الأحمر الذى نراه بالعين له ذبذبه (4×1010) = 400 ألف مليون ذبذبة/ ثانية..

أما الضوء (تحت الأحمر Infra red) فهو أقل من ذلك فلا تراه العين, والضوء البنفسجى له تردد (7×1010) 700 ألف مليون ذبذبة / ثانية فإذا زاد عن ذلك فى فوق البنفسجية فلا تراها: وقد قدروا الأرواح بأنها ذبذبة أعلى من فوق البنفسجية وأقل من الذبذبة x ray.

ونفس الشئ بالنسبة للأذن البشرية التى تسمع فقط من 20 ذبذبة /ثانية وحتى 20.000 ذبذبة وما زاد عن ذلك فلا تسمعه وقد ثبت بالتجربة أن بعض الحيوانات كالكلاب والقطط والخيل تسمع أكثر مما يسمعه الإنسان, ولذلك تراها تجفل أو تصرخ فجأة لأنها تسمع ما لا تسمعه نحن ..

ويقسم علماء الأرواح الأدلة إلى نوعــين ذهنى Mental ومادى Physical فمن النوع الأول الذهنى ظاهرة التخاطر Telepathy. وظاهرة الرؤية عن بعد Clain Voiance وظاهرة الخطاب المباشر الذى تستعمل فيه الروح حنجرة الوسيط ونتكلم بلغتها الأصلية التى قد لا يعرفها الوسيط.
( إنْ هِى إلاَّ حَيَاتنا الدُّنْيَا نَمُوتُ ونَحيا ومَا نَحنُ بِمبْعُوثِينَ) سورة المؤمنون الآية 37

(ولا تَقولوا لِمَن يُقْتَلُ فى سَبيلِ اللهِ أمْواتُ بلْ أحياءُ ولكن لا تشْعُروُنَ) سورة البقرة الآية 154

( فلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرونَ وما لا تُبْصِروُنَ ) سورة الحـاقة الآية 39:38

فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن الروح (يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق) البخارى

(تعرجُ الملائكةُ والرُّوحُ إليهِ فى يومِ كان مِقدارهُ خَمسينَ ألف سنةٍ) ومعنى ذلك أن سرعة الروح تساوى 299792.5×50كم/ث والله أعلم
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الروح يتبعها البصر) أخرجه مسلم

الطرف الأغر
07-10-2006, 03:39 AM
كتــــاب الروح من أجمل ما قرأت يصيب الانسان بالخشوع والرهبه والطمأنينه في نفس الوقت و مفصل بطريقة دقيقه ويجيب على كثير من التساؤلات و الشبهات أيضا

يعطيك ألف عافية اخوي عبدالرحمن عالمقتطفات الرائعة

مغروور قطر
07-10-2006, 08:09 AM
جزاك الله خير أخوى وشكرا لك

المحبووووب
07-10-2006, 10:21 AM
جـــــزاك الله خيـــــر

الكتاروني
07-10-2006, 11:16 AM
مجهود تثاب علية أخي الفاضل ,, بارك الله فيك

abo rashid
07-10-2006, 12:04 PM
يعطيك العافية اخوي

عبدالرحمن33
07-10-2006, 11:41 PM
جزاكم الله خيرا

عبدالرحمن33
14-10-2006, 02:16 AM
كتــــاب الروح من أجمل ما قرأت يصيب الانسان بالخشوع والرهبه والطمأنينه في نفس الوقت و مفصل بطريقة دقيقه ويجيب على كثير من التساؤلات و الشبهات أيضا

يعطيك ألف عافية اخوي عبدالرحمن عالمقتطفات الرائعة
بارك الله فيك وجزاك الله تعالي خير الجزاء

عبدالرحمن33
14-10-2006, 02:17 AM
جزاك الله خير أخوى وشكرا لك
وجزاك الله خيرا مثله

عبدالرحمن33
14-10-2006, 02:18 AM
جـــــزاك الله خيـــــر
وجزاك الله خيرا مثله

عبدالرحمن33
14-10-2006, 02:19 AM
مجهود تثاب علية أخي الفاضل ,, بارك الله فيك
بارك الله فيك ووفقك الله اخي الكريم

عبدالرحمن33
14-10-2006, 02:21 AM
يعطيك العافية اخوي
الله يعافيك اخي الكريم

ســـــ ممتاز ـــهم
14-10-2006, 05:48 AM
شكرا على هالمجهود يا بو عوف ,

عبدالرحمن33
16-10-2006, 01:57 AM
شكرا على هالمجهود يا بو عوف ,
جزاك الله خيرا اخي الكريم ولا شكر على واجب

الدوحة
19-10-2006, 04:44 PM
جزاك الله خير اخوي عبدالرحمن

عبدالرحمن33
20-10-2006, 04:00 AM
جزاك الله خير اخوي عبدالرحمن
وجزاك الله تعالى خير الجزاء

عبدالرحمن33
21-10-2006, 04:13 PM
ارجو من الجميع القراءة وجزاكم الله خيرا

relaax
21-10-2006, 04:43 PM
يعطيك العافيــــــــه

عبدالرحمن33
24-10-2006, 04:40 PM
يعطيك العافيــــــــه
جزاك الله تبارك وتعالى خيرا

madia
26-10-2006, 03:06 PM
كتاب الروح من اجمل ماقرأت فهو يبعث في الانسان الطمأنينة والخشوع

بوحمد1
26-10-2006, 08:57 PM
يعطيك العافية

عبدالرحمن33
29-10-2006, 08:33 PM
كتاب الروح من اجمل ماقرأت فهو يبعث في الانسان الطمأنينة والخشوع
جزاك الله خيرا

عبدالرحمن33
29-10-2006, 08:34 PM
يعطيك العافية
جزاك الله خيرا اخي الكريم

ضوى
29-10-2006, 09:00 PM
كتاب الروح لابن القيم من الكتب الجميلة جدا والممتعة تقرأها وانت منبهر بمحتوياته ولكن لي مأخذ عليه فمعظم الاحاديث المنقولة ضعيفة السند اما باقي الكتاب فهو رائع

خاربه خاربه
30-10-2006, 01:07 AM
جزراك ربي الخير وبميزان حسناتك يارب

عبدالرحمن33
03-11-2006, 01:27 PM
كتاب الروح لابن القيم من الكتب الجميلة جدا والممتعة تقرأها وانت منبهر بمحتوياته ولكن لي مأخذ عليه فمعظم الاحاديث المنقولة ضعيفة السند اما باقي الكتاب فهو رائع
شكرا لك

عبدالرحمن33
03-11-2006, 01:29 PM
جزراك ربي الخير وبميزان حسناتك يارب
وجزاك ربي خيرا مثله

jajassim
03-11-2006, 01:50 PM
جزاك الله خير أخوى وشكرا لك

دنيا الاسهم
03-11-2006, 06:19 PM
سبحان الله العظيم حين قال: ( وفي انفسكم افلا تبصرون)
سبحانة ما اعظم خلقة

شمعة الحب
03-11-2006, 09:36 PM
يعطيك العافيه اخوي عبدالرحمن33..وجزاك الله خير ...

الغزالة
04-11-2006, 12:23 AM
جزاك الله الف خير

عبدالرحمن33
05-11-2006, 09:38 PM
جزاك الله خير أخوى وشكرا لك
وجزاك الله تعالى خيرا مثلة اخي الكريم

عبدالرحمن33
05-11-2006, 09:42 PM
سبحان الله العظيم حين قال: ( وفي انفسكم افلا تبصرون)
سبحانة ما اعظم خلقة
سبحانه وهذا حديث مختصر عن الروح وهو القليل القليل كما ان الحديث يطول عن خلايا الجسم وعن العين والاذن والقلب والدماغ والحواس
وبعيدا عن خلق الانسان لو تفكرنا في النجوم والكواكب والمخلوقات الاخرى لن نملك الا قول سبحان الله
جزاك الله خيرا وشكرا على الاضافة

عبدالرحمن33
05-11-2006, 09:43 PM
يعطيك العافيه اخوي عبدالرحمن33..وجزاك الله خير ...
وجزاك الله تبارك وتعالى خيرا مثله

عبدالرحمن33
05-11-2006, 09:44 PM
جزاك الله الف خير
وجزاك الله تعالى خير الجزاء