فريق أول
11-10-2006, 06:08 PM
كتب مفرج سالم الدوسري مايلي في صحيفة "الوطن" الكويتية :
يقول الشاعر العربي الكبير جرير في مدح قبيلته تميم:
إذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا
بدأ التاريخ الحديث لدولة قطر في اوائل القرن الثامن عشر الميلادي، عندما وصلت الى الجزء الجنوبي من قطر اسرة آل ثاني الحاكمة في قطر الآن، التي ترجع اصولها الى قبيلة المعاضيد «فرع من بني تميم» التي استوطنت اشيقر في منطقة الوشم بنجد فترة من الزمن، ويعود اسم آل ثاني الى الشيخ ثاني بن محمد عميد الاسرة في تلك الفترة، وفي منتصف القرن الثامن عشر انتقلت الاسرة الى الجزء الشمالي من قطر الذي يضم الزبارة والرويس وفويطر التي ولد فيها الشيخ محمد بن ثاني الذي انتقل بالاسرة الى منطقة البدع في الدوحة عام (1848) للميلاد ووحد القبائل القطرية تحت قيادته،
وفي عام (1876) سلم الشيخ محمد بن ثاني الحكم لابنه قاسم بسبب تقدمه في العمر، وفي العام نفسه منح العثمانيون الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة لقب قائم مقام «نائب الحاكم»، وقد ادى تعزيز العثمانيين لحاميتهم في الدوحة وتعيينهم لمسؤولين اداريين في العديد من المناطق القطرية الى نشوب حرب بينهم وبين الشيخ قاسم في شهر مارس عام (1893) في منطقة الوجبة، انتصر فيها القطريون والحقوا الهزيمة بجنود الحامية العثمانية، ثم تولى الحكم الشيخ عبدالله بن قاسم (1913) الذي اعترفت بريطانيا والدولة العثمانية به وورثته حاكما لقطر وفي عام (1938) تم حفر اول بئر نفطي في قطر واكتشف البترول في حقل دخان عام (1940) وتم تصدير اول شحنة عام (1949)
وفي عام (1950) تم تكليف (رونالد كوكرين) بتنظيم قوة الشرطة القطرية كما تم تعيين الضابط السابق في سلاح الطيران الملكي البريطاني(فيليب بلانت) مستشارا لحاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني وعين في نفس العام ( آرثر ويلتون) كأول مسؤول سياسي وبريطاني في قطر، في عهد الشيخ احمد بن علي آل ثاني (1960) بدأت الادارة تأخذ شكلها النهائي، واتجهت البلاد نحو الاستقلال، حيث نودي بالشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وليا للعهد وعهد اليه انشاء اول وزارة للمالية، وفي عام (1968) انسحبت القوات البريطانية من الخليج، ولم يتمكن حكام امارات الساحل التسع من تكوين اتحاد (كنفودرالي) فيما بينهم مما حدا بقطر الى انشاء دستور مؤقت للبلاد وتشكيل اول مجلس للوزراء عام (1970) ثم اعلن استقلال قطر في 3/9/1971 لتنتهي معاهدة الحماية البريطانية التي ابرمت عام (1916).
تولى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الحاكم الثامن) مقاليد الحكم في 27/6/1995 لتبدأ مرحلة جديدة ومهمة من تاريخ قطر الحديث، او ما يشبه الانتفاضة لتدب الحياة في شريان الدولة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاعلامي لينهض الشعب القطري الذي لا تنقصه الارادة والثقافة والوعي، فهو شعب راق بطبعه، مدرك لحجم مسؤولياته، ومتطلع للمستقبل بكل اندفاع واصرار لتحقيق الغد الافضل، بعد ان فتح له سمو الامير ابواب الحرية برفع الرقابة عن الصحف ومنحه الثقة التي يستحقها، وسخر له كافة الامكانات التي تعينه على تخطي العقبات لمواجهة التحديات، مما جعل قطر الناهضة اليوم اشبه بورشة عمل عملاقة، قطر الديموقراطية في ظل الدستور الجديد الذي كفل الحرية والمشاركة الشعبية في الحياة السياسية من خلال مجلس الشورى القائم (البرلمان) والمجلس البلدي الذي كفل للجميع حرية الترشيح والانتخاب بما في ذلك المرأة القطرية، لقد اصبحت القفزة القطرية الكبيرة واضحة للعيان ولا تحتاج الى من يشر اليها!
تبلغ مساحة قطر (11437) كم، وعدد سكانها (650) الف نسمة وتعتمد على تصدير النفط والغاز الطبيعي الذي يبلغ احتياطيها منه ما بين (250 الى 500) تريليون متر مكعب، مما جعلها تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، ومن اهم مدنها بعد العاصمة الدوحة (مسيعيد) التي تعتبر المدينة الصناعية الاولى في قطر، حيث يوجد الميناء الرئيسي لتصدير النفط ومصانع الحديد والصلب واسالة الغاز الطبيعي والكيماويات والاسمدة ومصافي تكرير البترول، ومدينة راس لفان التي تضم مصانع تسييل غاز حقل الشمال الذي تصدر منتجاته عبر مينائها الضخم، والمدينة النفطية دخان، ومدينة الزبارة التاريخية.
مزجت قطر بين اصالة الماضي الذي تحافظ عليه ونهضة الحاضر وطموح المستقبل الذي تسعى اليه، من خلال اهتمامها ومحافظتها على تراثها القديم، فقد جعلت من قصر الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم الذي شيد عام (1912) متحفا وطنيا، وقامت بترميم قلعة الزبارة التاريخية وقلعة الدوحة (الكوت) التي شيدت عام (1917) في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم، اما قلعة الوجبة التي سمي عليها قصر سمو الامير لاهميتها التاريخية، حيث يعود تاريخ بنائها الى (1882) ودارت فيها موقعة حربية انتصر فيها الشيخ جاسم بن محمد على العثمانيين عام (1893) فقد اصبحت من المواقع الاثرية التي تحظى باهتمام الزائرين.
** نقطة شديدة الوضوح:
ونحن نهنئ الاشقاء في قطر بالعيد الوطني المجيد نستذكر ببالغ التقدير والعرفان دورهم الكبير وموقفهم الذي لا ينسى من احتلال الكويت، حين فتحوا ابوابهم للكويتيين بكل شهامة وكرم ومروءة، ومشاركتهم العسكرية لتحرير الكويت وبطولاتهم المشرفة في معركة الخفجي، التي خاضوها بكل بسالة وشجاعة لتحرير الكويت.
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=40&mgdid=434230
تاريخ النشر: الاربعاء 11/10/2006
يقول الشاعر العربي الكبير جرير في مدح قبيلته تميم:
إذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا
بدأ التاريخ الحديث لدولة قطر في اوائل القرن الثامن عشر الميلادي، عندما وصلت الى الجزء الجنوبي من قطر اسرة آل ثاني الحاكمة في قطر الآن، التي ترجع اصولها الى قبيلة المعاضيد «فرع من بني تميم» التي استوطنت اشيقر في منطقة الوشم بنجد فترة من الزمن، ويعود اسم آل ثاني الى الشيخ ثاني بن محمد عميد الاسرة في تلك الفترة، وفي منتصف القرن الثامن عشر انتقلت الاسرة الى الجزء الشمالي من قطر الذي يضم الزبارة والرويس وفويطر التي ولد فيها الشيخ محمد بن ثاني الذي انتقل بالاسرة الى منطقة البدع في الدوحة عام (1848) للميلاد ووحد القبائل القطرية تحت قيادته،
وفي عام (1876) سلم الشيخ محمد بن ثاني الحكم لابنه قاسم بسبب تقدمه في العمر، وفي العام نفسه منح العثمانيون الشيخ قاسم الذي يعتبر مؤسس قطر الحديثة لقب قائم مقام «نائب الحاكم»، وقد ادى تعزيز العثمانيين لحاميتهم في الدوحة وتعيينهم لمسؤولين اداريين في العديد من المناطق القطرية الى نشوب حرب بينهم وبين الشيخ قاسم في شهر مارس عام (1893) في منطقة الوجبة، انتصر فيها القطريون والحقوا الهزيمة بجنود الحامية العثمانية، ثم تولى الحكم الشيخ عبدالله بن قاسم (1913) الذي اعترفت بريطانيا والدولة العثمانية به وورثته حاكما لقطر وفي عام (1938) تم حفر اول بئر نفطي في قطر واكتشف البترول في حقل دخان عام (1940) وتم تصدير اول شحنة عام (1949)
وفي عام (1950) تم تكليف (رونالد كوكرين) بتنظيم قوة الشرطة القطرية كما تم تعيين الضابط السابق في سلاح الطيران الملكي البريطاني(فيليب بلانت) مستشارا لحاكم قطر الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني وعين في نفس العام ( آرثر ويلتون) كأول مسؤول سياسي وبريطاني في قطر، في عهد الشيخ احمد بن علي آل ثاني (1960) بدأت الادارة تأخذ شكلها النهائي، واتجهت البلاد نحو الاستقلال، حيث نودي بالشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وليا للعهد وعهد اليه انشاء اول وزارة للمالية، وفي عام (1968) انسحبت القوات البريطانية من الخليج، ولم يتمكن حكام امارات الساحل التسع من تكوين اتحاد (كنفودرالي) فيما بينهم مما حدا بقطر الى انشاء دستور مؤقت للبلاد وتشكيل اول مجلس للوزراء عام (1970) ثم اعلن استقلال قطر في 3/9/1971 لتنتهي معاهدة الحماية البريطانية التي ابرمت عام (1916).
تولى سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الحاكم الثامن) مقاليد الحكم في 27/6/1995 لتبدأ مرحلة جديدة ومهمة من تاريخ قطر الحديث، او ما يشبه الانتفاضة لتدب الحياة في شريان الدولة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاعلامي لينهض الشعب القطري الذي لا تنقصه الارادة والثقافة والوعي، فهو شعب راق بطبعه، مدرك لحجم مسؤولياته، ومتطلع للمستقبل بكل اندفاع واصرار لتحقيق الغد الافضل، بعد ان فتح له سمو الامير ابواب الحرية برفع الرقابة عن الصحف ومنحه الثقة التي يستحقها، وسخر له كافة الامكانات التي تعينه على تخطي العقبات لمواجهة التحديات، مما جعل قطر الناهضة اليوم اشبه بورشة عمل عملاقة، قطر الديموقراطية في ظل الدستور الجديد الذي كفل الحرية والمشاركة الشعبية في الحياة السياسية من خلال مجلس الشورى القائم (البرلمان) والمجلس البلدي الذي كفل للجميع حرية الترشيح والانتخاب بما في ذلك المرأة القطرية، لقد اصبحت القفزة القطرية الكبيرة واضحة للعيان ولا تحتاج الى من يشر اليها!
تبلغ مساحة قطر (11437) كم، وعدد سكانها (650) الف نسمة وتعتمد على تصدير النفط والغاز الطبيعي الذي يبلغ احتياطيها منه ما بين (250 الى 500) تريليون متر مكعب، مما جعلها تحتل المرتبة الثالثة في العالم من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، ومن اهم مدنها بعد العاصمة الدوحة (مسيعيد) التي تعتبر المدينة الصناعية الاولى في قطر، حيث يوجد الميناء الرئيسي لتصدير النفط ومصانع الحديد والصلب واسالة الغاز الطبيعي والكيماويات والاسمدة ومصافي تكرير البترول، ومدينة راس لفان التي تضم مصانع تسييل غاز حقل الشمال الذي تصدر منتجاته عبر مينائها الضخم، والمدينة النفطية دخان، ومدينة الزبارة التاريخية.
مزجت قطر بين اصالة الماضي الذي تحافظ عليه ونهضة الحاضر وطموح المستقبل الذي تسعى اليه، من خلال اهتمامها ومحافظتها على تراثها القديم، فقد جعلت من قصر الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم الذي شيد عام (1912) متحفا وطنيا، وقامت بترميم قلعة الزبارة التاريخية وقلعة الدوحة (الكوت) التي شيدت عام (1917) في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم، اما قلعة الوجبة التي سمي عليها قصر سمو الامير لاهميتها التاريخية، حيث يعود تاريخ بنائها الى (1882) ودارت فيها موقعة حربية انتصر فيها الشيخ جاسم بن محمد على العثمانيين عام (1893) فقد اصبحت من المواقع الاثرية التي تحظى باهتمام الزائرين.
** نقطة شديدة الوضوح:
ونحن نهنئ الاشقاء في قطر بالعيد الوطني المجيد نستذكر ببالغ التقدير والعرفان دورهم الكبير وموقفهم الذي لا ينسى من احتلال الكويت، حين فتحوا ابوابهم للكويتيين بكل شهامة وكرم ومروءة، ومشاركتهم العسكرية لتحرير الكويت وبطولاتهم المشرفة في معركة الخفجي، التي خاضوها بكل بسالة وشجاعة لتحرير الكويت.
http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?pageid=40&mgdid=434230
تاريخ النشر: الاربعاء 11/10/2006