ابن بطوطه
17-10-2006, 06:45 PM
السلام عليكم
_*_*_*_*_*_
منقووووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
إخواني الأحبة الكرام قراء منتديات بوابة البورصة أدين لقرائي بوعد قطعته لهم بالكتابة حول أسباب الانهيار و قصة تنقلات و محطات سيولة صناع السوق السعودية والخليجية منذ العام 2000م , راجيا من المولى القدير أن لا اخذ منعطفا سياسيا بحت حيث قد اختلطت المفاهيم الاقتصادية بالعوامل السياسية منذ انتهاء حرب الخليج في مطلع التسعينيات حيث تكبدت دول الخليج المتحالفة خسائر مالية ضخمة جراء الإيعاز لدول أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة بدحر الغزاة عن أراضي الخليج المهددة آن ذاك بعد غزو العراق للكويت , و اتخذ الحكومات الخليجية بعد تحرير الكويت ضوابط اقتصادية جديدة تتوافق مع الحال السائد للعجز المالي العام للميزانيات تضمنتها ارتفاعات في أسعار البنزين والديزل و الغاز و بعض الاستهلاكيات الأخرى مما حدا بأصحاب رؤوس الأموال الذكية وصناع السوق الذين هم في سوقنا ألان و في بعض الأسواق الخليجية الاتجاه لأقوى الأسواق العالمية للاستثمار المفتقد في بلادهم و بلا شك فقد كان السوق الأمريكي الأكثر انتعاشا تلك الفترة بالإضافة إلى الاستثمار في الذهب و الفضة و النفط و الغاز ببورصات لندن و الوول ستريت فدخلت رؤوس الأموال الذكية أو ألHOT MONEY – ليس لها مرادف عربي سوى أنها أموال سريعة الحركة في ديناميكيتها فإذا ترجم ما سبق ذكره تكون أموال حارة ! – و زادت بدخول تلك السيولة الضخمة حدة ارتفاعات السوق الأمريكية و سجلت الفضة والذهب أعلى أسعار في تاريخ أسعار المعادن و نشأت شركات التكنولوجيا الأمريكية في تسارع ملحوظ و كنا نحن في ذلك الحين ندخل صالات تداول الأسهم السعودية القليلة جدا لدى البنوك السعودية لنخرج منها ب 500 ريال نمشي على إثرها بخيلاء الخبير في السوق أو الهويمير و عانت آن ذاك حكومات الخليج كثيرا من البطالة و شبه الكساد الاقتصادي باستثناء الإمارات العربية المتحدة فقد تلاحقت نفسها بالانفتاح التجاري و دخول المستثمر الأجنبي أتاح لها فرص الأسبقية في الانتعاش اقتصاديا عن قريناتها من دول الجوار الخليجية و مع مضي السنون بدأت دول الخليج تتنفس الصعداء حيث تخلصت من أكثر من نصف مديونياتها و لكن الحال لازال يزداد سوءا في بعض الدول حسب سياسات حكوماتها في تقسيم العوائد لصادراتها وفق ما تراه من مصلحة عامة كحكومة.
عودة الأموال المهاجرة للسوق الخليجية 2001-2005
و عندما تفاجأ العالم اجمع بأكبر حدث أساء الشارع العالمي و هي هجمات 11 سبتمبر تحركت رؤوس الأموال الذكية و ألHOT MONEY إلى سويسرا لتدارك ما تداركته من خسارة اثر الانهيار الأقوى للسوق الأمريكية و أذاعت وكالات الأنباء العالمية حينها خبر انتعاش الاقتصاد السويسري و شهد صيف سويسرا آن ذاك اكبر تجمع خليجي لا للسياحة فقط و لكن للإيداعات و بقيت تلك الأموال في كنف خزائن مصارف بلد المصارف إلى أن جاء الإيعاز بالاستثمار الوطني تدريجيا حتى لا يحدث تضخم لا يستوعبه سوق خليجي واحد مع بدء الاكتتابات في شركة الاتصالات السعودية و دخلت السيولة بشكل تدريجي منظم و هذه السيولة التي أتحدث عنها هي سيولة صناع السوق الذين كانوا قد ساهموا في صناعة الأسواق العالمية في الأعوام الماضية و حري بالمسؤولين توجيه بعض صناع السوق حيث أن صناع السوق متداخلين أو منتمين إلى بعض - إن جاز التعبير- إلى بعض الأسواق الخليجية حيث لا تستوعب السوق السعودية هذه السيولة الضخمة إلى أن يتم الإيعاز لهم بالدخول للسوق السعودية و صناع السوق بطبيعة الحال الكل يعرف بأنهم فئة من يملك اكبر سيولة في سوق أي بلد معني و يليهم الهوامير و هم رجال الأعمال البارزين و لكل من صناع السوق و الهوامير مضاربين في السوق و سأتطرق لذلك حال ما يقودنا الحديث إليه , دخلت السيولة لكل من السوق السعودية و الخليجية و انتعشت الأسواق و بات سوق الأسهم السعودية يدر ذهبا و ألماسا على المتداولين تليه أسواق بورصة دبي و أبو ظبي و من ثم الكويت فقطر.
مضاربة التدوير و التصريف و الرش و التجميع ليست صناعة سعودية
واصل السوق السعودي تسجيل أرقام قياسية في الصعود و اشتدت حدة التنافس بين المضاربين في السوق حيث لكل صانع سوق و رجل أعمال مضاربين في السوق فلنسميهم الثيران و الدببة على غرار ما اتصف به مضاربوا السوق الأمريكية و الغلبة دائما و أبدا للدببة وهم مضاربين صناع السوق , ومن خلالهم رأينا وعرفنا ما يسمى بالتدوير و التجميع و التصريف و الرش , فتضرر الكثير من المستثمرين و صغار المضاربين من هذه الآلية الغير شرعية لكسب المال حيث أنها دخيلة علينا و لكنها صناعة أمريكية بحتة فالسوق الأمريكي يشهد مثل هذه الآليات الربحية يوميا و بشكل اعتيادي و قد نقلها لنا صناع السوق من خبرتهم في السوق العالمية مما حدا بالمسؤولين استحداث هيئة لسوق المال لحماية المستثمر من تلاعبات المضاربين في السوق و تم تعيين جماز السحيمي كأول رئيس لهيئة سوق المال و من هنا بدأت الشرارة حيث ضبطت الهيئة المضاربين الثيران فيما لم يرتدع الدببة من جراء إيقافات بعض الثيران إلى أن بدأت الهيئة في إيقافات عدد كبير بلغ أل 44 دبا مما أتاح الفرصة للثيران بالطيران بالسوق مع بعض صغار المضاربين الذين تعلموا سياسة إتباع السيولة , تقول هيئة سوق المال متمثلة بجماز إنها تحذوا حذو ضوابط السوق الأمريكية كأحد الأسواق المتقدمة و الغريب في الأمر أن السوق الأمريكية هي من استحدث التلاعبات المضاربية- إن صح المصطلح- و بات كل سوق في العالم اليوم يشهد التدوير و التصريف و التجميع كأمر اعتيادي و أخذت النزاعات تتصاعد بين صناع السوق ورئيس هيئة سوق المال إلى أن جاء الخبر المفزع و الذي كسا الشارع السعودي بالحزن اثر تلقينا خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله و طيب ثراه بعد أن ترك خلفه اقتصاد يافع يتأهب لمعانقة المجد رحمك الله يا أبا فيصل و أنار الله لك في قبرك و بارك الله في خلفك و أمده بالصحة والعافية ليبقى لنا حبيبا و محبا.
مسيرة الإصلاح في عهد الملك الذهبي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله حفظه الله 2005-2006
تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سدة الحكم حامل الأمانة على عاتقه بكل صدق و إخاء فشكل مسيرة للإصلاح متمثلة بتغييرات ايجابية فكان همه الأوحد أن ينعم المواطن بالأمن والأمان فحارب الإرهاب و اجتثه من جذوره بعد أن عانى الكثير من الضغوطات الدولية التي عانت من ارتفاعات النفط جراء كل هجوم إرهابي كان الهم الدولي الاقتصاد و أسعار النفط و كان هو همه أن ننعم بالأمان و الاستقرار فقضى على الإرهاب من دافع المحب للوطن و المواطن و من ثم جاء هم معيشة المواطن و كأنه يستعرض احتياجاتنا استعدادا لتلبيتها فأمر برفع نسبة المرتبات لذوي الدخل المحدود إلى 15% ثم فاجأنا بفائض لميزانية العام 2005م يساوي ميزانية العام 2004م رافعا شعار الشفافية و هي من عناصر مسيرة الإصلاح كما وجه لوزارة المالية معايير جديدة لصرفيات المستحقات لمن يستحق لا تتوافق مع مصالح الأكثرية من صناع السوق السعودي فأصبح لصناع السوق خصمين لدودين وزير المالية و رئيس هيئة سوق المال بعد توجيهه هو الأخر بضبط السوق.
الصعود السريع و الانهيار الأسرع
يمتلك صناع السوق خاصية لا يملكها احد غيرهم في السوق و هي القيمة الاسمية للسوق و أنا لم أتطرق لتصحيح مايو الذي أطلق عليه البعض انهيار و هو ليس إلا تصحيح و لكن بالطريقة الجمازية المتواضعة و لم أتطرق أيضا لنزول السوق بالنسبة الدنيا صبيحة وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله لان السوق ارتد في اليوم الثاني معززا الثقة في القيادات الجديدة للحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز حفظه الله و لكن هذه الخاصية استطاع من خلالها صناع السوق رفع السوق السعودي إلى مستويات متضخمة من خلال شركات خاسرة وفق ما خططوا له عكس ما كانت تنصح به الهيئة من الاستثمار في الشركات ذات العوائد و التي يعول عليها الاقتصاد كثيرا و وجه المحللين في القنوات الفضائية إلى المستثمر رسالة بالاستثمار في شركات العوائد الآمنة من المخاطر المحتملة و عند بلوغ المؤشر ل 18000 نقطة ساد الارتفاع جميع الشركات بما فيها شركات العوائد بسرعة قصوى بغية رفع المؤشر إلى أن لامس أل 21900 نقطة و كان من المفترض أن تصحح الهيئة قبل الوصول لهذا المستوى الذي أراده صناع السوق لعلمهم باستحالة عودته إلى مستواه بعد أن تأكد لهم بان الثيران بالإضافة إلى اكبر شريحة من المستثمرين قد دخلوا السوق و بدأ التصحيح حادا و علم مجلس الاقتصاد الأعلى بان هناك لعبة كبيرة ستحاك ضد المستثمرين الصغار من قبل صناع السوق فوجه للمتأخر دائما جماز السحيمي قرار خفض نسبة التذبذب إلى 5% للحد من النزول الحاد المتوقع انتهى التصحيح الذي كان من المفترض انتهاءه في فترة اقصر و لا زال صناع السوق يضغطون السوق بشدة.
التذبذبات صعودا و هبوطا و قرارات الإنقاذ
صدرت عدة قرارات لإنقاذ السوق منها التجزأة و أحقية استثمار الأجنبي بالسوق و صندوق التوازن و بنك الإنماء و الاستنجاد ببعض المستثمرين من أبناء الوطن كالوليد بن طلال و لكن لم يجدي ذلك نفعا فصناع السوق لم يريدوا سوى إقصاء السحيمي فبدأ السوق في تراجعه بعد أيام من صدور القرارات و بدا السحيمي متخبطا في قراراته بإيقافات للمضاربين لا يحتملها توقيت السوق و بعد هذا الخطأ الفادح أدرك جماز خطورة موقفة أراد الاستقالة فرفضت إلى أن يتم إصلاح السوق فزاد السوق نزيفا فأعطي آخر فرصة ليصدر قرار كفيل باستقرار السوق و هو آخر قراراته بخصخصة السوق و طرح جزء منه للاكتتاب فنهال السوق هبوطا عقب قراره و حينها أتى الحل الأخير بإعفائه من منصبه و تنصيب معالي الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيسا لهيئة سوق المال تفاعل السوق مع الخبر و شهد ارتفاعا للمؤشر بالنسبة العليا يوم أمس و يجب الأخذ بالاعتبار أن صناع السوق يعلمون بان الرجوع لأسعار ال20000 نقطة يعني بيع للكثير ممن يريدون رؤوس أموالهم فقط للخروج من السوق نهائيا فلن يعودوا إلى تلك الأسعار لأنها لا تصب في مصلحة مخططهم فنصيحتي للمضارب أن يسيل النصف و يعوض في بحر التذبذب الذي سيضارب فيه صناع السوق بقي أن نقول لا للتفاؤل المبالغ فيه فالأمر بيد صناع السوق و رضاهم صعب و مطالبهم أصعب فهو شأن داخلي بحت ليس لنا الحق في الخوض فيه , أتمنى أن ينتهي برضا صناع السوق لمسيرة الإصلاح الاقتصادي وبقرارات قائدها وجه السعد أبو متعب و الاقتناع بالمقسوم و مخافة الله فينا فالرازق في السماء يا حاسدا في الأرض.
وقفة سريعة: من خلال أحداث الانهيار ظهر جميع المحللين في القنوات الفضائية في حيرة مما يحدث و لم يجدوا أي تفسير لما حدث, هل هم يعلمون ما يحدث في الواقع ولم يجرؤ احدهم على ذكره ؟ إن كان كذلك فلا ألومهم لكن لماذا ظهروا ؟.محبكم : MACD_RSI
_*_*_*_*_*_
منقووووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد
إخواني الأحبة الكرام قراء منتديات بوابة البورصة أدين لقرائي بوعد قطعته لهم بالكتابة حول أسباب الانهيار و قصة تنقلات و محطات سيولة صناع السوق السعودية والخليجية منذ العام 2000م , راجيا من المولى القدير أن لا اخذ منعطفا سياسيا بحت حيث قد اختلطت المفاهيم الاقتصادية بالعوامل السياسية منذ انتهاء حرب الخليج في مطلع التسعينيات حيث تكبدت دول الخليج المتحالفة خسائر مالية ضخمة جراء الإيعاز لدول أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة بدحر الغزاة عن أراضي الخليج المهددة آن ذاك بعد غزو العراق للكويت , و اتخذ الحكومات الخليجية بعد تحرير الكويت ضوابط اقتصادية جديدة تتوافق مع الحال السائد للعجز المالي العام للميزانيات تضمنتها ارتفاعات في أسعار البنزين والديزل و الغاز و بعض الاستهلاكيات الأخرى مما حدا بأصحاب رؤوس الأموال الذكية وصناع السوق الذين هم في سوقنا ألان و في بعض الأسواق الخليجية الاتجاه لأقوى الأسواق العالمية للاستثمار المفتقد في بلادهم و بلا شك فقد كان السوق الأمريكي الأكثر انتعاشا تلك الفترة بالإضافة إلى الاستثمار في الذهب و الفضة و النفط و الغاز ببورصات لندن و الوول ستريت فدخلت رؤوس الأموال الذكية أو ألHOT MONEY – ليس لها مرادف عربي سوى أنها أموال سريعة الحركة في ديناميكيتها فإذا ترجم ما سبق ذكره تكون أموال حارة ! – و زادت بدخول تلك السيولة الضخمة حدة ارتفاعات السوق الأمريكية و سجلت الفضة والذهب أعلى أسعار في تاريخ أسعار المعادن و نشأت شركات التكنولوجيا الأمريكية في تسارع ملحوظ و كنا نحن في ذلك الحين ندخل صالات تداول الأسهم السعودية القليلة جدا لدى البنوك السعودية لنخرج منها ب 500 ريال نمشي على إثرها بخيلاء الخبير في السوق أو الهويمير و عانت آن ذاك حكومات الخليج كثيرا من البطالة و شبه الكساد الاقتصادي باستثناء الإمارات العربية المتحدة فقد تلاحقت نفسها بالانفتاح التجاري و دخول المستثمر الأجنبي أتاح لها فرص الأسبقية في الانتعاش اقتصاديا عن قريناتها من دول الجوار الخليجية و مع مضي السنون بدأت دول الخليج تتنفس الصعداء حيث تخلصت من أكثر من نصف مديونياتها و لكن الحال لازال يزداد سوءا في بعض الدول حسب سياسات حكوماتها في تقسيم العوائد لصادراتها وفق ما تراه من مصلحة عامة كحكومة.
عودة الأموال المهاجرة للسوق الخليجية 2001-2005
و عندما تفاجأ العالم اجمع بأكبر حدث أساء الشارع العالمي و هي هجمات 11 سبتمبر تحركت رؤوس الأموال الذكية و ألHOT MONEY إلى سويسرا لتدارك ما تداركته من خسارة اثر الانهيار الأقوى للسوق الأمريكية و أذاعت وكالات الأنباء العالمية حينها خبر انتعاش الاقتصاد السويسري و شهد صيف سويسرا آن ذاك اكبر تجمع خليجي لا للسياحة فقط و لكن للإيداعات و بقيت تلك الأموال في كنف خزائن مصارف بلد المصارف إلى أن جاء الإيعاز بالاستثمار الوطني تدريجيا حتى لا يحدث تضخم لا يستوعبه سوق خليجي واحد مع بدء الاكتتابات في شركة الاتصالات السعودية و دخلت السيولة بشكل تدريجي منظم و هذه السيولة التي أتحدث عنها هي سيولة صناع السوق الذين كانوا قد ساهموا في صناعة الأسواق العالمية في الأعوام الماضية و حري بالمسؤولين توجيه بعض صناع السوق حيث أن صناع السوق متداخلين أو منتمين إلى بعض - إن جاز التعبير- إلى بعض الأسواق الخليجية حيث لا تستوعب السوق السعودية هذه السيولة الضخمة إلى أن يتم الإيعاز لهم بالدخول للسوق السعودية و صناع السوق بطبيعة الحال الكل يعرف بأنهم فئة من يملك اكبر سيولة في سوق أي بلد معني و يليهم الهوامير و هم رجال الأعمال البارزين و لكل من صناع السوق و الهوامير مضاربين في السوق و سأتطرق لذلك حال ما يقودنا الحديث إليه , دخلت السيولة لكل من السوق السعودية و الخليجية و انتعشت الأسواق و بات سوق الأسهم السعودية يدر ذهبا و ألماسا على المتداولين تليه أسواق بورصة دبي و أبو ظبي و من ثم الكويت فقطر.
مضاربة التدوير و التصريف و الرش و التجميع ليست صناعة سعودية
واصل السوق السعودي تسجيل أرقام قياسية في الصعود و اشتدت حدة التنافس بين المضاربين في السوق حيث لكل صانع سوق و رجل أعمال مضاربين في السوق فلنسميهم الثيران و الدببة على غرار ما اتصف به مضاربوا السوق الأمريكية و الغلبة دائما و أبدا للدببة وهم مضاربين صناع السوق , ومن خلالهم رأينا وعرفنا ما يسمى بالتدوير و التجميع و التصريف و الرش , فتضرر الكثير من المستثمرين و صغار المضاربين من هذه الآلية الغير شرعية لكسب المال حيث أنها دخيلة علينا و لكنها صناعة أمريكية بحتة فالسوق الأمريكي يشهد مثل هذه الآليات الربحية يوميا و بشكل اعتيادي و قد نقلها لنا صناع السوق من خبرتهم في السوق العالمية مما حدا بالمسؤولين استحداث هيئة لسوق المال لحماية المستثمر من تلاعبات المضاربين في السوق و تم تعيين جماز السحيمي كأول رئيس لهيئة سوق المال و من هنا بدأت الشرارة حيث ضبطت الهيئة المضاربين الثيران فيما لم يرتدع الدببة من جراء إيقافات بعض الثيران إلى أن بدأت الهيئة في إيقافات عدد كبير بلغ أل 44 دبا مما أتاح الفرصة للثيران بالطيران بالسوق مع بعض صغار المضاربين الذين تعلموا سياسة إتباع السيولة , تقول هيئة سوق المال متمثلة بجماز إنها تحذوا حذو ضوابط السوق الأمريكية كأحد الأسواق المتقدمة و الغريب في الأمر أن السوق الأمريكية هي من استحدث التلاعبات المضاربية- إن صح المصطلح- و بات كل سوق في العالم اليوم يشهد التدوير و التصريف و التجميع كأمر اعتيادي و أخذت النزاعات تتصاعد بين صناع السوق ورئيس هيئة سوق المال إلى أن جاء الخبر المفزع و الذي كسا الشارع السعودي بالحزن اثر تلقينا خبر وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله و طيب ثراه بعد أن ترك خلفه اقتصاد يافع يتأهب لمعانقة المجد رحمك الله يا أبا فيصل و أنار الله لك في قبرك و بارك الله في خلفك و أمده بالصحة والعافية ليبقى لنا حبيبا و محبا.
مسيرة الإصلاح في عهد الملك الذهبي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله حفظه الله 2005-2006
تقلد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود سدة الحكم حامل الأمانة على عاتقه بكل صدق و إخاء فشكل مسيرة للإصلاح متمثلة بتغييرات ايجابية فكان همه الأوحد أن ينعم المواطن بالأمن والأمان فحارب الإرهاب و اجتثه من جذوره بعد أن عانى الكثير من الضغوطات الدولية التي عانت من ارتفاعات النفط جراء كل هجوم إرهابي كان الهم الدولي الاقتصاد و أسعار النفط و كان هو همه أن ننعم بالأمان و الاستقرار فقضى على الإرهاب من دافع المحب للوطن و المواطن و من ثم جاء هم معيشة المواطن و كأنه يستعرض احتياجاتنا استعدادا لتلبيتها فأمر برفع نسبة المرتبات لذوي الدخل المحدود إلى 15% ثم فاجأنا بفائض لميزانية العام 2005م يساوي ميزانية العام 2004م رافعا شعار الشفافية و هي من عناصر مسيرة الإصلاح كما وجه لوزارة المالية معايير جديدة لصرفيات المستحقات لمن يستحق لا تتوافق مع مصالح الأكثرية من صناع السوق السعودي فأصبح لصناع السوق خصمين لدودين وزير المالية و رئيس هيئة سوق المال بعد توجيهه هو الأخر بضبط السوق.
الصعود السريع و الانهيار الأسرع
يمتلك صناع السوق خاصية لا يملكها احد غيرهم في السوق و هي القيمة الاسمية للسوق و أنا لم أتطرق لتصحيح مايو الذي أطلق عليه البعض انهيار و هو ليس إلا تصحيح و لكن بالطريقة الجمازية المتواضعة و لم أتطرق أيضا لنزول السوق بالنسبة الدنيا صبيحة وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله لان السوق ارتد في اليوم الثاني معززا الثقة في القيادات الجديدة للحكومة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز حفظه الله و لكن هذه الخاصية استطاع من خلالها صناع السوق رفع السوق السعودي إلى مستويات متضخمة من خلال شركات خاسرة وفق ما خططوا له عكس ما كانت تنصح به الهيئة من الاستثمار في الشركات ذات العوائد و التي يعول عليها الاقتصاد كثيرا و وجه المحللين في القنوات الفضائية إلى المستثمر رسالة بالاستثمار في شركات العوائد الآمنة من المخاطر المحتملة و عند بلوغ المؤشر ل 18000 نقطة ساد الارتفاع جميع الشركات بما فيها شركات العوائد بسرعة قصوى بغية رفع المؤشر إلى أن لامس أل 21900 نقطة و كان من المفترض أن تصحح الهيئة قبل الوصول لهذا المستوى الذي أراده صناع السوق لعلمهم باستحالة عودته إلى مستواه بعد أن تأكد لهم بان الثيران بالإضافة إلى اكبر شريحة من المستثمرين قد دخلوا السوق و بدأ التصحيح حادا و علم مجلس الاقتصاد الأعلى بان هناك لعبة كبيرة ستحاك ضد المستثمرين الصغار من قبل صناع السوق فوجه للمتأخر دائما جماز السحيمي قرار خفض نسبة التذبذب إلى 5% للحد من النزول الحاد المتوقع انتهى التصحيح الذي كان من المفترض انتهاءه في فترة اقصر و لا زال صناع السوق يضغطون السوق بشدة.
التذبذبات صعودا و هبوطا و قرارات الإنقاذ
صدرت عدة قرارات لإنقاذ السوق منها التجزأة و أحقية استثمار الأجنبي بالسوق و صندوق التوازن و بنك الإنماء و الاستنجاد ببعض المستثمرين من أبناء الوطن كالوليد بن طلال و لكن لم يجدي ذلك نفعا فصناع السوق لم يريدوا سوى إقصاء السحيمي فبدأ السوق في تراجعه بعد أيام من صدور القرارات و بدا السحيمي متخبطا في قراراته بإيقافات للمضاربين لا يحتملها توقيت السوق و بعد هذا الخطأ الفادح أدرك جماز خطورة موقفة أراد الاستقالة فرفضت إلى أن يتم إصلاح السوق فزاد السوق نزيفا فأعطي آخر فرصة ليصدر قرار كفيل باستقرار السوق و هو آخر قراراته بخصخصة السوق و طرح جزء منه للاكتتاب فنهال السوق هبوطا عقب قراره و حينها أتى الحل الأخير بإعفائه من منصبه و تنصيب معالي الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيسا لهيئة سوق المال تفاعل السوق مع الخبر و شهد ارتفاعا للمؤشر بالنسبة العليا يوم أمس و يجب الأخذ بالاعتبار أن صناع السوق يعلمون بان الرجوع لأسعار ال20000 نقطة يعني بيع للكثير ممن يريدون رؤوس أموالهم فقط للخروج من السوق نهائيا فلن يعودوا إلى تلك الأسعار لأنها لا تصب في مصلحة مخططهم فنصيحتي للمضارب أن يسيل النصف و يعوض في بحر التذبذب الذي سيضارب فيه صناع السوق بقي أن نقول لا للتفاؤل المبالغ فيه فالأمر بيد صناع السوق و رضاهم صعب و مطالبهم أصعب فهو شأن داخلي بحت ليس لنا الحق في الخوض فيه , أتمنى أن ينتهي برضا صناع السوق لمسيرة الإصلاح الاقتصادي وبقرارات قائدها وجه السعد أبو متعب و الاقتناع بالمقسوم و مخافة الله فينا فالرازق في السماء يا حاسدا في الأرض.
وقفة سريعة: من خلال أحداث الانهيار ظهر جميع المحللين في القنوات الفضائية في حيرة مما يحدث و لم يجدوا أي تفسير لما حدث, هل هم يعلمون ما يحدث في الواقع ولم يجرؤ احدهم على ذكره ؟ إن كان كذلك فلا ألومهم لكن لماذا ظهروا ؟.محبكم : MACD_RSI