المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عوامل عديدة وراء اتجاه دولة قطر إلي سياسة التخصيص في التسعينيات



أبوتركي
22-10-2006, 12:58 AM
عوامل عديدة وراء اتجاه دولة قطر إلي سياسة التخصيص في التسعينيات
7010
جريد الراية القطرية
إعداد - محمود عبدالحليم: اصدرت غرفة تجارة وصناعة قطر كتاب سياسات التخصيص دراسة لتجربة دولة قطر. ويأتي الاصدار الجديد ضمن جهود غرفة التجارة في اصدار مطبوعات وكتب ونشرات تخدم الاقتصاد القطري وتوفير المعلومات للمختصين ورجال الاعمال والمستثمرين. كما تستعد الغرفة لاصدار العدد الثاني من دليل خدمات رجال الاعمال والمستثمرين والذي صدر العدد الاول منه في مايو عام 2006 .

وتم تكليف مجموعة سفران الاعلانية للترويج والتسويق للدليل.. وفي الاصدار الثاني قام قسم الاعلام والنشر بالغرفة باضافة مادة علمية وتحريرية جديدة تهم كافة المستثمرين المحليين والاجانب.

وفيما يتعلق بكتاب سياسات التخصيص دراسة لتجربة دولة قطر فقد تضمن سبعة مباحث رئيسية تناولت مفهوم واسباب واهداف سياسة التخصيص وطرق واساليب التخصيص ومراحله العلمية، والمشاكل التي تواجه عملية التخصيص، والتحديات ومتطلبات نجاح سياسة التخصيص في دول مجلس التعاون، ومقومات ونجاح سياسة التخصيص في دولة قطر، ونماذج التخصيص فيها. والكتاب الذي جاء في 151 صفحة من القطع المتوسط من تأليف د. خضير حسن خضير جيرة الله. وفي ثلاث حلقات سوف تستعرض الراية الاقتصادية أهم المباحث التي احتواها الكتاب.

وفي حلقتنا الأولي لعرض الكتاب سنتناول مفهوم سياسة التخصيص وبصفة خاصة المفهوم السائد بدول مجلس التعاون الخليجي حيث اوضح مؤلف الكتاب.

أولاً: مفهوم التخصيص:

هناك تعريفات عديدة لعملية التخصيص او الخصخصة فمنها ما هو ضيق حيث يقصر مفهوم التخصيص علي عملية نقل الملكية من القطاع العام او الحكومة الي القطاع الخاص، ومنها ما هو واسع وشامل حيث ينظر فيه لعملية التخصيص علي كل ما من شأنه ان يفسح المجال امام القطاع الخاص ليقوم بالدور المحوري في عملية التنمية الاقتصادية بالدولة وذلك من خلال تحرير قوي السوق، وازالة كافة القيود والعقبات التي تحول دون تنمية وتطوير القطاع الخاص المحلي وجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة وغير المباشرة.

وتأخد دول مجلس التعاون الخليجي بالمفهوم الواسع لعملية التخصيص والذي يشمل تحويل التمويل، والادارة، والإنتاج، والملكية الي القطاع الخاص وذلك ضمن مجموعة من السياسات والاجراءات التي تشكل احد مكونات الاصلاح الاقتصادي وتستهدف الاعتماد علي آليات السوق ومبادرات القطاع الخاص من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية، وتحقيق العدالة في توزيع ثمارها علي كافة المواطنين.

وفي ضوء ما سبق تتضمن صور التخصيص الذي تأخذ به دول مجلس التعاون لدول الخليجي العربية الأشكال التالية:

- نقل الملكية العامة كلياً أو جزئياً الي القطاع الخاص.

- إسناد عملية ادارة المشروعات العامة الي القطاع الخاص.

- نقل عملية الانتاج الي القطاع الخاص مع الإبقاء علي مسؤولية الدولة في توفير السلع والخدمات.

- ازالة كافة القيود التي تعوق المساهمة الايجابية والفعالة للقطاع الخاص في كافة اوجه النشاط الاقتصادي.

ثم تطرق د. خضير حسن الي أسباب الاتجاه الي سياسة التخصيص بدولة قطر.

دفعت عدة عوامل دولة قطر كغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي نحو انتهاج سياسة التخصيص خاصة في فترة التسعينيات، ومن اهم هذه العوامل مايلي:

1 - تذبذب وعدم استقرار اسعار البترول ومن ثم الايرادات البترولية.

2 - ازدياد القناعة بأهمية ومحورية دور القطاع الخاص في عملية التنمية.

3 - عدم مراعاة اعتبارات الاقتصاد والكفاءة والفاعلية في استخدام الموارد المتاحة خاصة خدمات الكهرباء والماء، حيث يعتبر استهلاك الكهرباء والماء في دولة قطر من اعلي المعدلات في العالم، كما قدرت بعض المصادر وجود فاقد نحو 600 إلي 700 مليون ريال قطري بسبب سوء تخزين المواد المودعة بالمخازن خلال النصف الاخير من التسعينيات.

4 - يشكل التخصيص احد مكونات برامج الاصلاح الاقتصادي التي توصي بها المنظمات الدولية خاصة البنك الدولي.

ساعد البنك الدولي الحكومة القطرية في اجراء مسح شامل، ودراسة عمليات التخصيص الممكنة، كما اوصي البنك الحكومة القطرية باتباع تلك السياسة لمعالجة عجز الموازنة وذلك ضمن آليات الاصلاح العديدة والتي اشتملت علي الالغاء التدريجي للقيود علي الاستثمارات الاجنبية وتوسيع قاعدة الايرادات وتخفيض الدعم المقدم للخدمات ،زيادة أسعار الوقود والرسوم المفروضة علي خدمات الصحة والتعليم(5).

وبصفة عامة تشكل الخصخصة احد المكونات الاساسية لبرامج الاصلاح الاقتصادي التي تضطلع بها الكثير من الدول النامية وذلك في سعيها للتخلص من الاختلالات الداخلية والخارجية في اطار برامج التكيف الهيكلي والتي تركز علي تحسين كفاءة الموارد في القطاع العام والخاص (6).

وقد اصبحت عمليات خصخصة المشروعات المملوكة للدولة احد الطرق المتاحة للترويج للقطاع الخاص وذلك في اطار قروض التكيف المقدمة من البنك الدولي. وفي خلال الفترة 1981 حتي النصف الاول من عام 1992 دعم البنك الدولي عدد 182 عملية للخصخصة منها 12و19,40,95 عملية للخصخصة في كل من افريقيا جنوب الصحراء ، أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ،اوروبا ،جنوب اسيا وذلك علي التوالي وبقية العمليات الاخري كانت بمنطقة شرق آسيا والباسفيك (9) عمليات والشرق الأوسط وشمال افريقيا 7 عمليات.

وقد دعم نحو 70% من كافة قروض التكيف الهيكلي و40% من كافة قروض التكيف القطاعي وعمليات الخصخصة عن طريق مساعدة الحكومات علي تنمية استراتيجيات التخصيص وتصنيف المشروعات المرشحة للبيع ووضع جداول لتنفيذ برامج التخصيص وتطوير الاطار المؤسسي والاشراف علي تلك العمليات واعادة الهيكلة المالية والادارية للمشروعات المعدة للبيع 7 .

5- ساهمت عوامل اخري عديدة في التجاء دولة قطر الي سياسة التخصيص ومنها:

- تحقيق ميزان المدفوعات عجزا تراوح بين 220 الي 2424 مليون ريال قطري خلال الفترة 1993- 1996 نظرا لعجز الحساب الجاري لميزان المدفوعات والذي تراوح بين 1827 الي 6727 مليون ريال قطري خلال نفس الفترة(8).

- العجز الجاري للموازنة العامة للدولة والذي بلغ 2570,،1070 2811 مليون ريال قطري خلال السنوات 94/1995,1995/1996,1997/1996 وذلك علي التوالي.

ويرجع العجز الي زيادة النفقات عن الايرادات حيث بلغت الأولي 12780 ،13138، 13970 مليون ريال قطري مقابل 11159,12068,10210 ملايين ريال قطري للثانية خلال نفس الفترة.

وتجدر الاشارة الي تزايد نسبة المصروفات الجارية الي اجمالي النفقات حيث بلغت 5ر88%87،%، 86% خلال السنوات الثلاث علي التوالي 9 وقد بلغ العجز 522ر645 مليون دولار عامي 2003,2004 علي التوالي 10 .

- تزايد حجم الدين الخارجي والذي استخدم لتمويل مشروعات ضخمة لايتوقع ان تدر عائدا قبل عام 2003 2004، حيث ارتفع رصيد الدين العام الداخلي من نحو 5ر3% مليار دولار عام 1997 الي نحو 3ر4 مليار دولار عام 1998 وصل الي 8ر7,2,9 مليار دولار عامي 2002 و2003 علي التوالي وارتفعت نسبته الي الناتج المحلي الاجمالي من 31% عام 1997 الي1ر45% عام 2003 11 .

وقد تم استخدام هذا الدين لتمويل مشروعات عملاقة مثل تلك المتعلقة بتطوير النفط والغاز والاسمدة والبتروكيماويات وهي مشروعات تمتلك الدولة اغلب اسهمها ويكفي الاشارة في ذلك الي ان الخطة الخمسية لتطوير النفط والغاز تستلزم استثمارات قدرها نحو 43 مليارريال قطري بالاضافة الي المشروعات الاخري المتعلقة بتطوير الصناعة التحويلية مثل شركة قطر للصلب وشركة قطر الوطنية لصناعة الاسمنت وشركة مطاحن الدقيق القطرية 12 .

6- المتطلبات المالية الكبيرة اللازمة لاقامة مشروعات البنية الاساسية وصيانتها يتطلب تمويل مشروعات البنية التحتية مبالغ ضخمة سواء لاقامة الجديد منها أو المحافظة علي القائم من خلال عمليات التجديد والصيانة وتبرز اهمية تخصيص مشروعات البنية الاساسية في قطر وغيرها من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نظرا للاعتبارات الآتية:

- تذبذب وعدم استقرار اسعار البترول لفترة طويلة من الوقت الامر الذي اثر سلبا علي قدرة العديد من الدول التي يعتمد اقتصادها علي تلك السلعة في توفير المزيد من مشروعات البنية التحتية وعمل الصيانة اللازمة للقائم منها.

ما اثبتته التجارب والخبرة الدولية من ان ادارة مشروعات البنية الاساسية في ظل السوق والمنافسة العادلة تكون ذات كفاءة اكبر ونتاجية اعلي وقدرة اسرع للتجاوب مع المتغيرات العالمية والمحلية 13 .

- تزايد أعباء عملية تشغيل وصيانة مشروعات البنية التحتية وما تتطلبه عملية التوسع العمراني والجغرافي من ضرورة توفير المرافق اللازمة لها وذلك في ظل تذبذب وعدم استقرار الموارد المالية لدول المنطقة (14).

- عدم كفاية خدمات مشروعات البنية الأساسية في تلبية الطلب المتزايد عليها نتيجة التوسع في القطاع الصناعي الخليجي، هذا بالاضافة الي أوجه القصور العديدة التي عاني منها لفترة طويلة قطاع البنية الأساسية بدول المجلس وذلك طبقاً لما يلي:

أ - فيما يتعلق بالمدن الصناعية القائمة

- عدم الحصول علي المساحات اللازمة من الأراضي لإنشاء المصانع الجديدة أو التوسع في القائم منها.

- طول الوقت المستغرق للحصول علي الأراضي الصناعية.

- ارتفاع تكلفة ايجار الاراضي الصناعية.

- عدم كفاية المدن الصناعية المخصصة للصناعات الصغيرة.

ب - إمدادات الكهرباء

- عدم الحصول علي التيار الكهربائي للمصانع في وقت معقول.

- عدم كفاية الطاقة الكهربائية في تلبية الحاجات الحالية للمصانع أو التوسع فيها.

- ارتفاع تكلفة إيصال، واستخدام الكهرباء للمصانع.

- عدم امتلاك مولدات كهربائية احتياطية.

ج - امدادات المياه والصرف

- عدم كفاية المياه التي يتم الحصول عليها لاستخدامات المصانع.

- ارتفاع تكلفة ايصال المياه للمصانع.

- صعوبة توفير المياه اللازمة لتوسعات المصانع.

- عدم مناسبة أسلوب صرف مخلفات المصانع للمحافظة علي البيئة.

- ارتفاع تكاليف صرف مخلفات المصانع.

د - خدمات الهاتف والبريد

- عدم كفاية الخطوط الهاتفية لدي المصانع القائمة لاستخداماتها المختلفة.

- طول الفترة الزمنية اللازمة لتوصيل خطوط الهاتف.

- ارتفاع تكلفة ايصال الخطوط الهاتفية للمصانع.

- ارتفاع أسعار استخدام وقت الهاتف.

- انخفاض مستوي الرضي عن خدمات الهاتف التي يتم الحصول عليها.

- عدم وصول البريد بالسرعة المطلوبة.

- ارتفاع أسعار خدمات البريد.

- عدم الرضي عن أسلوب الخدمات البريدية المتاحة حالياً.

ه - الموانيء البحرية

- عدم كفاية الموانيء البحرية لمواجهة الطلب علي الشحن البحري.

- قصور امكانيات الموانيء من التجهيزات الحديثة لشحن وتفريغ ومناولة جميع أنواع البضائع الصناعية.

- عدم كفاية ومناسبة المساحات التخزينية بالموانيء.

- ارتفاع أسعار رسوم الأرضية والرسوم الأخري البحرية.

- قصور فعالية إدارة الموانيء الخليجية.

و- الطرق والسكك الحديدية

- عدم كفاية شبكة الطرق القائمة في تلبية حاجة النقل الصناعي القائمة أو التوسع فيها.

- انخفاض كفاءة شبكة الطرق، وعدم مناسبتها لنقل المنتجات الصناعية.

- عدم الرضي عن الخدمات التي تقدمها شبكة السكك الحديدية القائمة (السعودية).

- الوقت الطويل الذي تستغرقه عملية النقل بالسكك الحديدية.

- عدم مناسبة المسارات والمحطات التي تخدمها خطوط السكك الحديدية.ز- المطارات والنقل الجوي

- عدم كفاية المطارات في تلبية حاجة الشحن الجوي للمنتجات الصناعية.

- عدم كفاية المساحات المتاحة للشحن الجوي بالمطارات.

- ارتفاع تكلفة الشحن الجوي.

- عدم مناسبة المسارات والمحطات التي تخدمها الخطوط الجوية الخليجية لتلبية حاجة النقل الصناعي (15).

أبوتركي
22-10-2006, 12:59 AM
ويلاحظ تفاوت المشاكل التي تعاني منها قطاعات البنية الأساسية بدول المجلس من دولة الي أخري، ففي قطاع الموانيء البحرية علي سبيل المثال تختلف كفاءة ذلك القطاع من دولة الي أخري طبقاً لقدرته علي تنفيذ عمليات التجارة الخارجية والتي تتوقف بدورها علي الموقع الجغرافي، والنظام التجاري والصناعي لدولة الميناء وكفاءة العاملين به. فعلي سبيل المثال لعبت منطقة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة دوراً محورياً في مجال النقل البحري للتجارة والصناعة، وقد ساعدها علي ذلك عدة عوامل منها، موقعها الجغرافي المتميز والذي جعلها مركزاً تجارياً بين الجزيرة العربية وغيرها من الدول الآسيوية، وكفاءة العاملين بالموانيء، والعادات التجارية الراسخة، والنظام الجمركي غير الروتيني.

وكان لهذه العوامل أثر علي كفاءة التوزيع وانخفاض تكلفة النقل، ولعل ذلك يفسر حصول شركة موانيء دبي علي عقد ادارة وتشغيل عدد 6 موانيء امريكية في مطلع هذا العام إلا ان مجلس الشيوخ والكونغرس الامريكي رفض هذا العقد لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي الامريكي طبقاً لوجهة نظرهم.

ورغم ما قامت به دول المجلس الأخري من جهود كبيرة في مجال تطوير الموانيء البحرية إلا أنها ما زالت تعاني من بعض التحديات التي أدت الي ارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة بها بالمقارنة بالتكلفة المناظرة بميناء دبي أو الموانيء الأخري في العالم وذلك لوجود عدد آخر من التحديات ومنها:

- الاعتماد علي استيراد معظم عوامل الانتاج من الخارج بأسعار مرتفعة الأمر الذي رفع التكلفة مما انعكس سلبياً علي أداء الموانيء.

- إدارة القطاع العام لمعظم الموانيء وما يفرضه من عمليات روتينية معقدة في مجالات النقل، والتفريغ، والشحن مما يؤدي الي التأخير وارتفاع تكلفة الخدمات وتعرض البضائع للتلف.

احتكار الشركات المحلية لعمليات المناولة داخل الموانيء مما يؤدي الي حالات من عدم الكفاءة وارتفاع التكلفة.

- عدم الاستغلال الامثل للطاقات الموجودة بالموانيء.

- اختلاف الحوافز المقدمة لشركات الملاحة العامة بالموانيء، واختلاف كفاءتها وسرعة ادائها وتكاليف تشغيلها (16). كذلك في مجال انشاء المطارات وشركات الطيران، فرغم الجهود الكبيرة التي بذلت في مجال انشاء التجهيزات الاساسية للمطارات، وبناء المخازن للطائرات، وشراء وتأمين الطائرات لتشغيل اسطول النقل، وتدريب وتأهيل العاملين في هذا المجال سواء علي الارض او في الجو وهو الامر الذي اوجد امكانيات هائلة للمطارات بدول الخليج الا انه يلاحظ ضعف مشاركة شركات الطيران الخليجية في نقل تجارة المنطقة وذلك نظرا لملكية القطاع العام الخليجي لهذه الشركات الامر الذي ادي بدوره الي ارتفاع تكلفة تشغيلها نظرا لتضخم التكاليف الادارية والخدمية وتضخم هيكل العمالة بها وانخفاض مستوي انتاجيتها وارتفاع الاجور والمرتبات (17).

كذلك دفعت الرغبة في تلاشي الاثار السلبية المترتبة علي انخفاض كفاءة مشروعات البنية التحتية بدول المجلس الي انتهاج سياسة التخصيص، ومن اهم هذه الآثار ما يلي:

- ارتفاع التكاليف وزيادة الاعباء المالية

- تأخر تنفيذ برامج التوسعات الانتاجية

- عرقلة برامج تنويع الانتاج الصناعي وتحديثه وزيادته

- ضعف القدرات التنافسية والتسويقية للمنتجات

- عدم الاستغلال الامثل للموارد المتاحة (18)

كما ادي التطور التكنولوجي الي جعل امكانية المنافسة في مجال تقديم خدمات البنية الاساسية امرا مممكنا بالاضافة الي الاتجاه العالمي نحو تخصيص مشروعات البنية الاساسية من خلال افساح المجال امام القطاع الخاص لتقديم تلك الخدمات (19).

ثم تناول مؤلف الكتاب اهداف سياسة التخصيص في دولة قطر وأوضح.

هدفت سياسة التخصيص في دولة قطر كما في غيرها من دول مجلس التعاون الخليجي الي تحقيق العديد من الاهداف ومنها:

1 - تنويع مصادر الدخل وعدم قصرها علي الغاز والنفط من خلال اشراك القطاع الخاص في عملية التنويع.

فمما لا شك فيه ان المتطلبات الاساسية لنجاح سياسة التنويع الاقتصادي تنسجم تماما مع تلك اللازمة لتطبيق سياسة الخصخصة وضمان نجاحها، ويتمثل اهم تلك المتطلبات في:

أ - الخصخصة الكاملة او الجزئية للمرافق العامة ومختلف المؤسسات المملوكة للدولة وبما يتضمنه ذلك من قيام القطاع الخاص بتقديم خدمات البنية الاساسية.

ب - تطوير الاسواق المالية وافساح المجال امام المستثمرين الاجانب.

ج - التخفيض التدريجي للاعانات المحلية.

د - اعادة النظر في سياسة التصنيع وذلك بالتركيز علي الصناعات ذات القدرة علي المنافسة الخارجية مع ضرورة التنسيق مع دول المجلس في هذا المجال (20).

2 - تطوير البنية التحتية للاقتصاد القطري واستقدام التكنولوجيا المتطورة.

3 - الاستفادة الكاملة من الموارد الهيدروكربونية المتاحة بالدولة.

4 - ترشيد الانفاق، وتحقيق التوازن الداخلي للموازنة العامة والتوازن الخارجي للحساب الجاري بميزان المدفوعات .(21)

5 - تأمين الطلب المحلي من الكهرباء والماء، وتقديم الخدمات بدرجة كفاءة عالية، وتعظيم العائد علي الاستثمار.(22)

6 - استقطاب تحويلات العمالة الوافدة للاستثمار داخل الدولة.

تعتبر تحويلات العمالة الوافدة عنصر تسرب من الناتج المحلي الاجمالي تصل نسبته في دول مجلس التعاون الخليجي نحو 8% من الناتج المحلي الاجمالي سنوياً، وتشكل هذه التحويلات نزيفاً مستمراً وأحد أهم مصادر العجز للحسابات الجارية لموازين المدفوعات لدول المجلس.

وتؤدي هذه التحويلات في الوقت الراهن الي تخفيض الفائض في الحساب الجاري بنسبة 90% نظراً لأن فائض ميزان الحساب الجاري الاجمالي لدول المجلس يبلغ نحو 30 مليار سنوياً وباضافة تحويلات العمالة التي تبلغ نحو 27 مليار دولار سنوياً يمكن ان يصل الفائض الي نحو 57 مليار دولار بعد اضافة التحويلات اي بزيادة نسبتها 90%.

وقد تستطيع الخصخصة من خلال ما تتيحه من آليات لفتح مجال الاستثمار امام غير مواطني دول المجلس من الاستفادة من تحويلات العاملين الاجانب بدول المجلس والتي بلغت خلال الفترة 1975 - 2002 نحو 413 مليار دولار كان نصيب تحويلات العاملين الاجانب بدولة قطر منها نحو 23 مليار دولار 23 ، وقد بلغت تحويلات العاملين الاجانب في دولة قطر الي الخارج عام 2004 نحو 9,7 مليار ريال قطري ولولا هذه التحويلات لأمكن زيادة الفائض في الحساب الجاري والذي بلغ 5,27 مليار ريال في نفس العام أي بنسبة 7,28% (24).

7- المزايا الأخري العديدة التي تترتب علي عملية الخصخصة ومنها:

أ- تنمية وتطوير سوق الأوراق المالية.

ب- الاحتكام إلي الاعتبارات الاقتصادية بدلاً من السياسية في اتخاذ القرار الاستثماري.

ج- ربط الأجور والرواتب بالإنتاجية والربحية.

د- ترشيد الإدارة من خلال إحلال رقابة حملة الأسهم محل الاشراف الذي تمارسه البيروقراطية الحكومية والتخلص من الروتين والقيود التي تفرضها الملكية العامة.

ه- تحقيق التنمية المستدامة، والمحافظة علي مستويات المعيشة التي تم تحقيقها للمواطنين.

و- تفرغ الدولة للقيام بدورها الأساسي في التوجيه والتنظيم وتوفير الأمن والدفاع، وتحويل دورها في اللعبة الاقتصادية من لاعب أساسي إلي حكم محايد.

ز- دعم وتشجيع القطاع الخاص في عملية التنمية .

8- تقديم خدمات البنية الأساسية علي أساس معايير الاقتصاد والكفاءة والفاعلية وذلك نظراً لما يتمتع به القطاع الخاص من:-

أ- الكفاءة الإنتاجية نظراً لمرونته، وتحرره من الكثير من القيود في مجال الشراء والتوظيف، كما انه يعمل دائماً علي تعظيم الربح.

ب- المهارة الإدارية والمتمثلة في سرعة ومرونة اتخاذ القرارات نظراً لاعتماد الحوافز علي الأداء.

ج- الكفاءة الديناميكية: نظراً لاستخدام التكنولوجيا الحديثة.

د- المساءلة أمام المستهلكين: نظراً للسعي المستمر لإرضاء المستهلك وتقديم خدمة مميزة.

ه- الاستقلال المالي: مما يخفف العبء المالي علي المشروعات الحكومية.

وتجدر الإشارة إلي ان الاستغلال الأمثل لمشروعات البنية الأساسية يستلزم ضرورة التوازن بين الاستثمار في تلك المشروعات والاستثمار في مشروعات الإنتاج المباشر حيث ان إنشاء بنية أساسية دون حاجة فعلية إليها أو أكثر مما يتطلبه النشاط الاقتصادي يشكل هدراً للموارد .

وعلي مستوي دول مجلس التعاون نجد انه رغم البنية الأساسية المتطورة التي تتوافر بدول المجلس إلا انها غير مستغلة استغلالاً إنتاجياً حيث يشيع النمط الاستهلاكي في استغلالها (شبكات الطرق، الموانئ، المطارات، نظم الاتصالات المتقدمة، المرافق، الخدمات، المباني العامة.. ألخ) ولا شك ان الاستغلال الإنتاجي لها يعظم من الاستفادة بها في عملية التنمية (28).

9- تحقيق وفورات مالية كبيرة للدولة يمكن توجيهها إلي المشروعات الإنتاجية الأكثر إلحاحاً.

قدرت إحدي الدراسات الوفر المالي المترتب علي دخول القطاع الخاص في توفير مشروعات البنية الأساسية بالدول النامية بما يلي:

200 مليار دولار سنوياً قيمة الاستثمارات الجديدة في مشروعات البنية الأساسية.

123 مليار دولار سنوياً في صورة التخلص من عبء الدعم المقدم في مجالات (الكهرباء، المياه، السكك الحديدية) وهو ما يقرب من نحو 10% من إيرادات الحكومة في الدول النامية و60% من الاستثمار السنوي في البنية الأساسية.

ب 55 مليار دولار سنوياً تمثل وفورات مالية ناتجة عن زيادة كفاءة التشغيل وتلاشي الخسائر في الموارد وهي تمثل نحو 1% من الناتج المحلي الاجمالي لكافة الدول النامية .