المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية امرأة من الزمن الجميل/الحلقة الاخيره



ضوى
30-10-2006, 09:52 AM
اجلس في صالة البيت الكبير الدموع في مقلتي الكل يعزيني في امي التي رحلت ولم اعرف كيف ولماذا رحلت ؟ اتقبل التعازي وانا بين مصدق ومكذب من هول المفاجأة ! لقد كنت معها الليلة الماضية في المستشفى امسك بيدها اردد وتردد معي آذان المغرب مغمضة العينين ترتجف، كانها تخاف شيئاً امامها اختي الصغيرة بجوارها كانت حاملا بشهرها الاخير واقفة وهي تبكي بشدة عندما دخلت صرخت فيها لتجلس خارج الغرفة لترتاح امسكت بيد امي احسست بشئ فيها لم اعهده من قبل احسست انها تنازع الروح صرخت في الممرضات اسرعوا هرولوا لا ادري امي ماذا حل بها ، اجتمع عليها الاطباء والممرضات ليقولوا سكر وضغط يرتفع ويهبط والسبب غير معروف والحل؟؟ لا شئ !! كعادة مستشفياتنا العربية في كل زمان ومكان اعطوها مهدئاً غابت عن الوعي ويدي ممسكة بيدها وسبابتها تشهد أن لا اله الا الله محمد رسول الله ، كان هذا اخر عهدي بها رجعت للبيت وقلبي معها ابكيها بحرقة شديدة كان يجب ان اعود فالأطفال في البيت ويجب تدريسهم والانتهاء من واجباتهم مع اطفالي في البيت بجسمي ، عقلي وروحي مع امي الغالية
، خلدت للنوم من التعب ولا اعرف كيف نمت من كثر التفكير ولم احسس بنفسي الا برنين الهاتف ، اختي الكبيرة تعالي المستشفى والدتك توفيت !!!!!!!!!!!!!! لم انطق ولا بكلمة ! الصدمة الجمت لساني بكيت وبكيت وبكيت ولم استطيع القيام من مكاني الا بعد مدة تمالكت نفسي وذهبت للمستشفى لاراها مسجية على السرير الأبيض وقد نزعت روحها من جسدها تحسست كل جزء من جسدها وقبلته وحضنتها ولم يفككني منها الا اخي الكبير بالقوة وكأنهم انتزعوا روحي انا من جسدي ، بعد الصدمة واثناء تجهيزها للغسيل سألت لماذا وكيف ما السبب ؟ لم ااجد اي اجابة تريحيني ، نعود قليلا للوراء كانت امي منذ عودتها من سفرها الاخير تعاني بعض الأعراض العادية حساسية وكحة وغيرها ، ولم نترك طبيباً ولا عيادة بدون فائدة لا شئ مرض عادي وياخذ وقته شهرين وهي تعاني ولكنها لا تقول ولا تشتكي فجأة وانا في عملي اتصلت اختي الكبيرة الجاحدة وهي جاحدة فعلاً لتقول لي ان والدتي تعبت وذهبت لوحدها للطوارئ قلت لها وانت اين كنتي قالت لي بكل برود كنت مشغولة ولم استطع الذهاب معها ، سكتت فلم اشأ ان اطيل الكلام معها فهي معروفة بالجحود
استأذنت من الدوام وذهب للطوارئ لاجدها ممدة والاطباء حولها وامروا بحجزها في المستشفى فحالتها خطيرة جدا ، خطيرة جدا ؟؟ ماذا ؟؟ كيف ؟؟ رأيتها البارحة لم تكن تعاني من شئ ربي اشفها اشفها فلا احد لي سواها نامت في المستشفى اربعة ايام والخامس الذي توفت فيه وخلال هذه الفترة رأت من الجحود من بناتها ما لم يخطر على قلب بشر
في اليوم الأول بعد زوال فترة الخطر الاخت الكبرى تصرخ عليها بصوت عالي انت تتدلعين ما فيك اي شئ انتي بس تبين تلفتين الانتباه لج ياللا اكلي شربي بلا دلع كلام جارح بلا سبب وهي قابعة لا تتكلم قلت لها بشدة ان كنتي تريدين الجلوس اجلسي بدون اي كلمة وان كنت لا تريدين فاذهبي فهي ليست بحاجة لك ، كانت لا تستطيع ان تمد يدها للأكل والشرب اكلتها بيدي وشربتها بيدي واختي تسخر وتقول دلع ومن هذا الكلام الجارح ، وعنما اتى موعد الابرة الخاصة بالسكر صرخت امي صرخة لم اسمع مثلها رأت الأبرة وامسكت بيدي ارجوك يا بنتي ..... يا حبيبتي لا تتركيهم يعطونني الابرة انها توجع تؤلم تقتل ارجوك ، وكانت تبكي تبكي ولكني لم استطيع ان افعل لها اي شئ لاني اريد ان تشفى وتعود للبيت
اليوم الثاني تحسنت حالتها قليلا جلست وتحدثت معي انا واختي الصغيرة وسألتنا عن اختنا الكبرى التي لم تاتي لها ولم تراها منذ زمن طويل ، اتصلت بها ولكنها تحججت بضيق الوقت ولم تاتي ، فتحت امي لنا قلبها قالت ان اختكم ف واختكم ع واختكم م لم يهتموا لامري وأصلاً انا لا امثل اي شئ لهم فأنا مجرد خادمة لهم في البيت ، قالت هذ الكلام الذي قتلني لم اتمالك نفسي من البكاء ولكن في ماذ سينفع البكاء اذا ماتت الأحاسيس من البشر
اليوم الثالث لم تتحسن حالتها كثيرا حالة غير مستقرة ،
اليوم الرابع تعبت كثيرا ودخلت في غيبوبة اليوم الخامس توفيت ، يوم الجمعة فجراً
صلى عليها اكثر من الف مصلي فاحت منها رائحة العود والعنبر والعطر رحلت امرأة من الزمن الجميل رحلت وتركت ورائها ماضياً نادراً ما نراه تركت اولاد قلوبهم حجر تركت بنات جاحدات الا ما رحم ربي

قصتها وتفاصيل حياتها في الحلقة القادمة

ان اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان اتمنى تصحيح اخطائي

khaldoon
30-10-2006, 10:03 AM
يعطيكي الف الف عافيه اخت ضوى..بدايه رائعه ومحزنه ....اسلوب شيق و واقعي ....بانتظار باقي الحلقات

بالتوفيق ان شاء الله

ضوى
30-10-2006, 10:06 AM
يعطيكي الف الف عافيه اخت ضوى..بدايه رائعه ومحزنه ....اسلوب شيق و واقعي ....بانتظار باقي الحلقات

بالتوفيق ان شاء الله
شكرا لمرورك وتعليقك اخوي خلدون
يعطيك العافية

مغروور قطر
30-10-2006, 10:26 AM
يعطيج الف عافيه اختي ضوى بدايه رائعه ننتظر جديدج

ضوى
30-10-2006, 10:28 AM
يعطيج الف عافيه اختي ضوى بدايه رائعه ننتظر جديدج
شكرا لك اخوي مغرور على دعمك وتشجيعك وتعليقك الاروع

ll vip ll
30-10-2006, 10:46 AM
يعطيج العافيه على الحلقه الرائعه

ضوى
30-10-2006, 10:51 AM
شكرا لمرورك وتعليقك اخوي
يعطيك العافية

Thamer_Qat
30-10-2006, 11:34 AM
اخت ضوى, قصه واقعيه حدثت لكم هنا ولا تأليف درامي؟
مشكوره عموما على الموضوع مع انه كدرني

ضوى
30-10-2006, 11:36 AM
اخوي تامر شكرا لك عالمرور والتعليق واترك لمخيلتك العنان لاعتبارها حقيقة او خيال والله لا يجيب كدر ولا ضيق لاحد بس متطلبات السرد الدرامي لازمة

قطرية عسل
30-10-2006, 11:38 AM
:app: :app: :app:
في إنتظار الحلقة القادمة :nice:

ضوى
30-10-2006, 11:54 AM
شكرا لج على مرورج اختي قطرية

ROSE
30-10-2006, 05:53 PM
قصة حزينه ورائعة اختي ضوى

كل الشكر والتقدير وفي انتظار الحلقة الثانيه

كحيلان
30-10-2006, 07:03 PM
قـــــــــــــصه رائــــــــــــــــــــــــــــعه اخـــــــــــــــــــــــتي ضـــــــــــــــــــــــــوى ..

الى الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا م ..

بنتظــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــار جــــــــــــــــــــــــــــــــــديـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــدك .

khalid-63
30-10-2006, 07:23 PM
والله اختي ضوى فقدان الام اصعب شي بالحياة .
لانه الام اغلى انسانة في الوجود لاي شخص .
تحياتي لج ...

خاربه خاربه
30-10-2006, 08:04 PM
يعطيج العافيه يارب

وكلج أحساس والأم لاتعوض ابدا ربي يرحم جميع امهاتنا الأحياء منهم والأموات:shy:

A.L.I
30-10-2006, 08:05 PM
يعطيج الف الف عافيه اختي

ابن الوطن
30-10-2006, 08:34 PM
هاي الحلقه الاولى اشلون بتكون الحلقات الاخرى
شكرا لك

ضوى
30-10-2006, 10:25 PM
روز ، كحيلان ، خاربة ، خالد ، ابن الوطن ، علي
شكرا على مروركم وتعليقاتكم اللي تشجعني وتدفعني للمزيد
شكرامرة اخرى لكل من يقف بجانبي
يعطيكم الف عافية

ضوى
31-10-2006, 07:32 AM
بطلة قصتي أمي من الزمن الجميل فعلا هل تريدون أن تعرفوا لماذا ؟؟ حسناً سأحكي لكم حكايتها وأخرجكم من جو الحلقة الأولى الكئيب على أمل أن لا تكون كل الحلقات كئيبة مع إنني اشك إن هذه المرأة رأت حياة جميلة فعلا.....
انتهينا من الفصل الأخير وسأبدأ في الفصل ما قبل الأخير، سأسميها فرحة زواج الابن المريض.

كان لدي أخ مريض مصاب بمرض عقلي وكانت تبحث له عن زوجة ترضى بمرضه ولكنها لم تفلح فارتأت له فتاة من بلدها شرق أسيا وفعلا خطبت له واحدة من أقاربها وكانت فرحتها لا توصف لأنه مريض وكانت تريد أن ترى خلفه ، تزوج هذا الولد المريض واتى بزوجته هنا في البيت الكبير مع أمي وإخوتي في البداية كانت زوجته مكسورة وطيبة ومسكينة حسب ما كانت تظهره لنا ولكننا اكتشفنا أنها وزوجها العاق عذبوا أمي كثيرا وربما كانوا السبب في موتها الفجائي ، اكتشفنا بعد وفاة أمي أنها كانت تضربها وتحبسها في الغرفة وتعمل بها ما لا يعمله الكافر بالمسلم ، للأسف فأمي كانت لا تبوح بأي شئ خوفاً على الابن العاق من زيادة المرض عليه مع انه كان يعاونها على تعذيب أمي ، أنجب هذا الولد العاق ابنة لو رأيتم تعلق أمي بهذه البنت لقلتم أنها ابنتها للأسف كبرت وترعرعت في حضن أمي ، فرحت بهذه البنت لأنها وبرغم أسرتها الكبيرة لم يكن احد على قلبها حتى أنا ، فعندها من البنين 3 ومن البنات تسعة ولكن ولا واحدة كانت تحبها أو تكن لها مشاعر البنوة لأسباب سأذكرها في الحلقات القادمة ، كانت تهاتفني يومياً تحكي لي ما فعله بها إخوتي من جحود ونكران وماذا فعل ابنها وكنت لا أصدقها ولا اعرف لماذا ؟ كنت أقول أنها تبالغ ولا اعرف أيضا لماذا ، كانت تشتكي من الوحدة فهي دائما لوحدها فهي ليست من النوع الذي يخرج أو يتزاور ، كانت تتمنى لو استطيع أنا بالذات أن أزورها يوميا ولكني لم أكن استطيع بسبب انشغالي ، ربما تتسألون عن السبب الذي يجعلها تكلمني أنا من بين إخوتي جميعهم ربما لأني كنت منافقة معها كنت اسمعها ولكني في نفسي لا أصدقها أو ربما لأنه أحسست أن بداخلي بذرة طيبة لا تنكر معروفها وما فعلته من اجلي .
من أجمل الأعياد كان عيدها الأخير معنا لا اعرف ما الذي جعلني اجلب الكاميرا وأصورها مع أولادي تحديدا لوحدها معهم وتصويرها مع بنت العاق، لا اعرف لماذا هل لإحساسي إنني سأفقدها ولن تكون لي ذكرى سوى هذه الصور ؟؟ لا زلت احتفظ بصورتها مع زوجة العاق وابنتها ولا زال شريط الزفاف موجود عندي أشاهده أسبوعيا وكأنني أعاقب نفسي على فقدانها أرى فرحتها وهي تلف على المدعوين والفرحة لا تسعها للأسف لم تكتمل فرحتها بهذا الابن العاق الذي عاشت حياتها كلها لأجله وتفرغت من كل شئ الا هو لأجله فكان جزاء الإحسان جحود ونكران

khaldoon
31-10-2006, 07:36 AM
روووووووووعه....تظهر من تروي القصه عذاب الضمير والندم على ما فات حيث لا ينفع الندم.....الله يعطيكي الف الف عافيه وبانتظار الاجزاء التاليه بفارغ الصبر


:nice: :nice: :nice: :nice: :nice: :nice:

المهاجر
31-10-2006, 07:37 AM
يعطيج العافيه على سرد القصه بشكل جميل
تمنياتي لكي بالتوفيق

jajassim
31-10-2006, 07:39 AM
قصة جميله ورائعه وشكرا لك اختى ضوى

ضوى
31-10-2006, 07:39 AM
شكرا لك اخوي خلدون عالمرور وبالفعل انا احاول ان اظهر جزء الاحساس بالندم ولكن للأسف لا ينفع بأي شئ هذا الندم واشكرك على دقة ملاحظتك وهذا معناها انك متابع جيد للقصة

ضوى
31-10-2006, 07:42 AM
اخوي جاسم اخوي المهاجر شكرا لكم على مروركم الرائع وتعليقاتكم المشجعة لي على الاستمرار

khaldoon
31-10-2006, 07:43 AM
شكرا لك اخوي خلدون عالمرور وبالفعل انا احاول ان اظهر جزء الاحساس بالندم ولكن للأسف لا ينفع بأي شئ هذا الندم واشكرك على دقة ملاحظتك وهذا معناها انك متابع جيد للقصة




:nice: :nice: :nice: :nice:

يشرفني ان اكون متابع جيد للقصه لانها تستحق المتابعه فعلا وتحاكي واقعنا الموحش...يعطيكي الف عافيه وعساكي على القوه ان شاء الله

بوخالد2
31-10-2006, 07:47 AM
يعطيج العافيه اختى ضووى 00 على القصه الجميله والحزينه والمفرحه في نفس الوقت 00

مغروور قطر
31-10-2006, 08:07 AM
قصة رائعه اختي ضوى ولكن بجد مؤثره
شكرا لج

ضوى
31-10-2006, 08:12 AM
شكرا لك اخوي مغرور عالمتابعة

ضوى
31-10-2006, 08:41 AM
يعطيج العافيه اختى ضووى 00 على القصه الجميله والحزينه والمفرحه في نفس الوقت 00


شكرا لك اخوي بوخالد على مرورك وتشريفك موضوعي يعطيك الف عافية

ROSE
31-10-2006, 08:49 AM
:( قصة حزينه ومبكيه اشكرج اختي ضوى على هذه القصة والتسلسل الرائع

في انتظار باقي الحلقات

ضوى
31-10-2006, 08:51 AM
:( قصة حزينه ومبكيه اشكرج اختي ضوى على هذه القصة والتسلسل الرائع

في انتظار باقي الحلقات

يشرفني مرورج اختي روز ويعطيك الف عافية

قطرية عسل
31-10-2006, 08:58 AM
:(

بانتظار الحلقة القادمة :nice:

ضوى
31-10-2006, 09:00 AM
:(

بانتظار الحلقة القادمة :nice:
thanks:D

ضوى
01-11-2006, 08:03 AM
لا اعرف كيف أبدأ هذه الحلقة ولكن لا بد من توضيح وتنبيه أن هذه الحلقة تحتوي على مشاهد مؤلمة جدا وانصح ضعاف القلب أن يتجنبوا قراءتها فهي مؤلمة بشكل كبير ،
حتى هذا الحين ومأساة أمي لم تنتهي ، فهي تقاسي الأمرين الوحدة والجحود والنكران والألم وغياب الزوج وابنين في وقت واحد ،
أحس أبي بإمساك حاد ولكنه كطبيعته لا يحب الأدوية ولا المستشفيات كعادة آباءنا الكبار ولكن مع إصرار ابنه البكر ذهب ويا ليته لم يذهب ولم يعرف شيئاً فقد اكتشف إصابته بالمرض الخبيث منتشراً في كل أجزاء جسده النحيل وله في الحياة أياما معدودة امتدت لتصل إلى عدة شهور ، أجريت له عملية عاجلة لاحتواء جزء من المرض ولكن هيهات لهذا الخبيث أن يجتث من جسده المتهالك ، عانينا معه كثيرا فقد كنا نحبه كثيرا أكثر من أمي التي لم نحنو عليها لا في مرضها ولا في حياتها وهي بصحة للأسف ، خرج أبي من المستشفى وأصبحت هي ممرضته ومغسلته فهي تعتني بأدق أدق تفاصيله كنا نراها تذبل أمامنا وهي تمرضه فهي كبيرة في السن ونحن بنا من الجحود ما لا يمكن وصفه ، من بين هذه التفاصيل تحميمه فكانت تحمله بيدها ودون أي مساعدة من أي احد إلى الحمام ( أعزكم الله ) وتحممه وتنظفه فهو لا يستطيع أن يمشي ولا أن يتحرك فكانت هي يده وقدمه
كنت أراها تتألم الم التعب ولم أكن أبالي ولم يهتز جسمي لكل ما أراه مثلي مثل إخوتي جميعهم دون أي استثناء ولا اعرف أي قلب كان علينا ( أم على قلوب إقفالها ) صدق الله العظيم ، نعم قفلت قلوبنا وسكرت وران عليها
كنت أراها وهي تمضغ بعض الطعام وتخرجه من فمها لتعطيه أبي الذي لا يستطيع أن يأكل إلا المهروس ولكنه كان قد مل من المهروس واشتهي أن يأكل القطا يف وغيرها من الأطعمة الصلبة والتي من الصعب أن تهرس ولشدة الحنان بداخلها لم تشأ أن تجعل أي شئ في خاطره فكانت تفعل كل شئ لأجله دون أن تشتكي أو تبين أي تذمر كانت لا تعرف النوم في فترة مرضه فهو يتألم وهي تتألم من اجله تريد أن تفديه بروحها ولكنها لا تستطيع
كان يقول لها ولنا إني أرى أناسا يخيطون ثياباً خضراء نرى من حولنا لا نرى شيئا ونقول تخاريف المرض ولكنه كان يشاهد شيئا وهذا يقين ، و كان يطلب أخي البكر كثيرا أريد أن أراه فكان يطلبه ويحضنه كثيرا كان يقول سيرحل إني أراهم يخيطون كفنه !! ما هذه التخاريف يا أبي ؟؟ ولكنها لم تكن تخاريف كان يشاهدهم حقاً ، كنا نظن أنهم أتون لأخذه هو ، المسكينة تسمع هذا الكلام وتبكي وتبكي لأنها أحسست أنها ستفقده قريبا وقريبا جداً أيضا، في هذه الفترة سافرت لبلد قريب في مهمة رسمية لمدة ثلاثة أيام وكنت على أعصابي خوفاً من أن افقد أبي دون أن أراه لأخر مرة ، عدت من المهمة يوم الأربعاء ليلاً ولم استطيع أن اذهب لأرى أبي فاتصلت وسألت أمي فقالت انه بخير وعلى حاله ، يوم الخميس ذهبت إليه ظهراً بعد خروجي من الدوام ، يا الله كان وجهه يتلألأ كالبدر يبتسم ويجلس جلسة المعافى الذي لا يشكو من أي شئ طلب أن يأكل أشياء لم تخطر ببالنا أبدا من شدة فرحت أمي ذهبت للجمعية واشترت كل شئ يشتهيه وطبخته بيديها واكلته وشربته وحممته والكل من حوله مسرور بعافيته التي ردت إليه فجأة ولم نكن نعرف أن هذا هو يومه الأخير، خرجت من عندهم ليلاً بعد أن اطمأنت عليه، ذهبت في اليوم التالي أثناء خطبة الجمعة انتكست حالته مرة أخرى والمسكينة بجواره تبكي وهو يبتسم طلب منها الاقتراب همس بصوت منخفض سامحيني فقد ظلمتك كثيراً بكت وبكت أمسكت بيده وقبلته على جبينه قبلة حانية تثبت فيها كم تحبه وتتألم لأجله ، رفع سبابته قال اشهد أن لا اله إلا الله ثم غاب عن الوعي نادت أمي الطبيب فقال لها أنه نائم فلا تزعجوه دعوه يستريح ، حمدنا الله وقلنا هذا هو التعب ، ذهبت للبيت ليلا
الرابعة فجراً كلمني أخي البكر وقال لي احضري فوراً فأبيك يحتضر، عرفت انه يريد أن يخفف علي الصدمة فقد مات أبي لبست ثيابي وذهبت رأيتهم متجمعون حوله ويبكون وأمي تسبح وتهلل وتكبر وتمسح على رأسه
قبلته بين عينيه وأمسكت بيده معها حتى أخذوه للمقبرة لتغسيله وتكفينه ، وجلسنا للعزاء وأمي مسكينة لا اعرف كيف اصف حالتها على الرغم من ألمها على فقدان اغلي ناسها فقد كانوا بناتها يعطونها تنبيهات وتحذيرات لا تتكلمي أبدا حتى لا تحرجينا بلغتك الركيكة مع المعزيين !! نعم نعم لا تستغربوا لهذه الدرجة كان الجحود
بعد أسبوعين انتهى العزاء عدت للدوام عمل متراكم بريد متراكم عمل عمل انشغلت منذ الصباح بإنهاء الأشغال المؤجلة فترة إجازتي ولم أكد أستريح إلا ورنين هاتفي الجوال إنها أختي في هذا الوقت! ماذا تريد ؟ الو ، الو
أخوك البكر أعطاك عمره ؟؟؟؟؟؟؟؟ ضحكت باستهزاء ، أرجوك أنا عندي عمل وأريد إنهاءه وليس عندي وقت لكلامك الفاضي ، قالت والله العظيم صحيح وأخذت تبكي ، أغلقت الهاتف وضعت راسي الطاولة ولم ادري بنفسي إلا وزميلاتي حولي ، شاهدتهم ضحكت بهستيرية ثم بكيت قلت لهم أخي مات !!!!!!!!!!!!!! لم أقوى على المشي ولا الكلام ولا أي شئ حملنني زميلاتي إلى سيارة أحداهن وذهبوا بي إلى بيت أبي ، دخلنا كانت أمي تقرأ القرآن ، سلمت علي وعلى زميلاتي ، أجلستهم في الصالة وضيفتهم ظنتهم أتوا لتعزيتها في أبي ، أي أنها لا تعرف حتى الآن ، لأول مرة في حياتي كلها أحسست بقربها مني ، من أنفاسي ، أخذتها لغرفتها حضنتها بقوة ، اعرف أنها مؤمنة وصابرة ولكن أيضا المصاب جلل خاصة وإنها لم تصحو بعد من صدمة رحيل حبيبها ، أخبرتها بطريقة متقطعة بوفاة ابنها لم تنزل ولا دمعة واحدة ولم تنبس ببنت حرف هززتها أريد رد فعل حتى ترتاح ولكن لا شئ
فقدت القدرة على النطق وعلى البكاء ، ذهبت وسرحت في عالم ثاني وبقيت على هذا الحال أسبوعين كاملين بعدها بدأت بالتحسن التدريجي وعدت بها إلى البيت ، رنين الهاتف في بيت أبي ، المستشفى نعم هذا بيت فلان ، الابن الأوسط لأمي ، نعم لقد عمل حادث وهو في العناية المركزة في حالة حرجة ؟؟ ماذا افعل الآن أصبرها أم اصبر نفسي على هذه المصيبة العظيمة لم نكد نصحو من صدمة حتى تليها الأخرى ، لم اقل لها شيئاً ، ذهبت لأراه ربما يتحسن بعد أسبوع فهي ليست في الدنيا ولن تعرف ، ذهبت إليه ولكنه كان قد فارق الحياة حملني زوجي بين ذراعيه من الصدمة وهو يبكي علي وعلي أمي" أستغفرك اللهم وأتوب إليك" ثلاثة خلال شهر ما هذا المصاب؟ علمت أمي عن طريق أخواتي الجاحدات اللواتي لم يرحموها تركوها لوحدها بعد إخبارها بالخبر لعلمهم أنها سوف تتألم قليلا ثم ترتاح، رجعت للبيت لأراها فقد صحي الإنسان بداخلي وصحي الخير ، كانت كمن ينازع الروح من الشهيق المتواصل أخذها زوجي للمستشفى فبناتها مشغولات بالعزاء ، نامت في المستشفى أسبوعين متواصلين وكنت أنا من يجلس وينام عندها، وبعد الأسبوعين خرجت مكسورة ليس لها في هذه الدنيا سواي أنا وأختي التي تصغرني بعشرة أعوام ، ودارت الأيام وأمي مثلما هي وحيدة معزولة مكسورة في نفس الوقت حنونة وفية عطوفة ، تعطي بلا حدود وإخوتي مثلما هن جاحدات مغرورات متكبرات على أمهن

وللقصة بقية ذو شجوووووون

لا تبخلوا علي بالتعليق والنصيحة والتصويب

khaldoon
01-11-2006, 08:32 AM
يعطيكي الف عافيه اخت ضوى ....

كل الشكر على الجهد الجبار

بانتظار باقي الاحداث

ضوى
01-11-2006, 08:52 AM
شكرا لك اخوي خلدون عالمتابعة والاهتمام يعطيك الف عافية

مغروور قطر
01-11-2006, 09:24 AM
لاحول ولاقوة الا بالله وجزاها الف خير الام على ماقامت به وفعلا كانت المراه الصالحه وهذا كله امتحان من عند الله شكرا لج اختي ضوى ولكن بالفعل قصه جدا مؤثره

قطرية عسل
01-11-2006, 09:58 AM
لا اعرف كيف أبدأ هذه الحلقة ولكن لا بد من توضيح وتنبيه أن هذه الحلقة تحتوي على مشاهد مؤلمة جدا وانصح ضعاف القلب أن يتجنبوا قراءتها فهي مؤلمة بشكل كبير

السموحة أختــــــــي من عدم قدرتي على قراءة هذه الحلقة :)

ضوى
01-11-2006, 10:56 AM
لاحول ولاقوة الا بالله وجزاها الف خير الام على ماقامت به وفعلا كانت المراه الصالحه وهذا كله امتحان من عند الله شكرا لج اختي ضوى ولكن بالفعل قصه جدا مؤثره


شكرا لك اخوي مغرور على مرورك وتشريفك مواضيعي
يعطيك الف عافية
:shy:

ضوى
01-11-2006, 11:52 AM
لا اعرف كيف أبدأ هذه الحلقة ولكن لا بد من توضيح وتنبيه أن هذه الحلقة تحتوي على مشاهد مؤلمة جدا وانصح ضعاف القلب أن يتجنبوا قراءتها فهي مؤلمة بشكل كبير

السموحة أختــــــــي من عدم قدرتي على قراءة هذه الحلقة :)


;) شاكرة مرورج اختي قطرية

المخلب
01-11-2006, 07:34 PM
اختي مضاوي ..

اسعد الله مساك .. ما بعطيج تعليقي الا لما اقرى الموضوع .. لكن من اول سطرين عرفت ان كلامك من القلب طالع .. نقراه .. ونعطيج راينا .. تحياتي لك .

ضوى
01-11-2006, 07:42 PM
اختي مضاوي ..

اسعد الله مساك .. ما بعطيج تعليقي الا لما اقرى الموضوع .. لكن من اول سطرين عرفت ان كلامك من القلب طالع .. نقراه .. ونعطيج راينا .. تحياتي لك .


شكرا لك اخوي المخلب على تجاوبك
ومنتظرة رايك
يعطيك العافية

ROSE
01-11-2006, 07:47 PM
انا هالسنة ماشفت مسلسلات رمضان عشان ماصيح

الظاهر اني باعوض هني





:looking:






:eek3: :eek3: :eek3: :eek3: :eek3:





قصة مبكية ماهذا المصاب وماهذا الصبر

لا يحس بفقدان العزيز اكثر من الام فمابالكم وهي الزوجة والام

:( :(


يعطيج العافية اختي ضوى بالفعل قصة محزنه


في انتظار الباقي من الحلقات وان شاء الله تكون مش مبكيه مثل هذي

عورت قلبي الام :eek3: :eek3:

M O 7 A M M E D
01-11-2006, 07:49 PM
يعطيج العافية اختي ضوى واسمحيلي على تأخري في الرد ..

موضوع شيق الصراحة وفي انتظار جديدج .. :)

ضوى
01-11-2006, 07:50 PM
شكرا على تعليقج اختي روز
واسم الله على قلبج حبيبتي
بس لزوم السرد الدرامي
بس على فكرة هذي النقطة تحديداً حقيقية 100%
يعني في من الحقيقية وفيه من الخيال
اسعدني مرورج وشرفني
يعطيك العافية

خاربه خاربه
01-11-2006, 07:52 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

ربي يصبر الجميع وفقدان الأعزاء شي صعب

ويعطيج الف الف عافيه يارب ومجهود رائع منج :strong

ضوى
01-11-2006, 07:52 PM
يعطيج العافية اختي ضوى واسمحيلي على تأخري في الرد ..

موضوع شيق الصراحة وفي انتظار جديدج .. :)



شكرا على مرورك اخوي محمد ولا يهمك شرفني مرورك
يعطيك الف عافية

ضوى
01-11-2006, 07:58 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

ربي يصبر الجميع وفقدان الأعزاء شي صعب

ويعطيج الف الف عافيه يارب ومجهود رائع منج :strong


شكرا لج اختي خاربة عالمرور والتعليق
يعطيك العافية :o

ضوى
02-11-2006, 06:49 AM
للأسف لن استطع كتابة الحلقة اليوم وذلك لحالة قاهرة ( وفاة احد الأعزاء
9


ادعوا له بالمغفرة والرحمة
جزاكم الله الف خير

مغروور قطر
02-11-2006, 06:52 AM
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانااليه راجعون

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيج جناته ان شاء الله

اللهم ثبته عند السؤال

اللهم الهم اهله الصبر والسلوان

اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد

اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس

اللهم وسع مدخله

اللهم امين اللهم امين اللهم امين


عظم الله اجرج

jajassim
02-11-2006, 07:00 AM
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
انا لله وانااليه راجعون

ROSE
02-11-2006, 09:31 PM
للأسف لن استطع كتابة الحلقة اليوم وذلك لحالة قاهرة ( وفاة احد الأعزاء
9


ادعوا له بالمغفرة والرحمة
جزاكم الله الف خير
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

انا لله وانا اليه راجعون

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته

عظم الله اجركم اختي

المخلب
03-11-2006, 12:30 AM
عظم الله أجرك .. في القصه .. وفي الحقيقه ..

الصراحه قلمك رائع جدا !! .. عكس لنا مظهر حقيقي وواقعي ..

مااادري ان كانت القصه حقيقيه او من مخيلتك المدهشه ..

لكن اقولك انتي مبهره .. وياريت نشوف لك كتابات ثانيه ..

تحياتي لك . المخلب ..

ضوى
05-11-2006, 08:25 AM
حكاية امرأة من الزمن الجميل / الحلقة الأخيرة
الحب الكبير والتضحية

في هذه الحلقة سأبدأ من البداية، بداية حكاية هذه المرأة التي أصبحت حكايتها نموذجاً في الحب والتضحية تحاكي بها القصص السينمائية والمسلسلات العربية،

امي من دول شرق اسيا تعرف اليها ابي اثناء رحلاته الكثيرة للهند تزوجها وهي ذات الثلاثة عشر ربيعاً ، واتى بها إلى هنا غريبة لا تعرف احداً ولا تفهم اللغة العربية ، وخلال عشرتها مع ابي انجبت منه تسعة من البنات وأربعة من الأولاد ، كان ابي يسكن في بيت والدته ( جدتي ) ، وكانت تكرهها كرهاً شديداً لا نعرف سببه ، كثيرا ما كنا نرى ابي يهين امي ويصرخ بها بعد أن تكون جدتي قد صبت في إذنه أسوأ الكلام عنها ، جعلتنا نكره امي دون سبب اخوتي الكبار ينادون امي باسمها أنا ومن تحتي فقط نناديها بأمي ولا أرى تفسيرا لذلك سوى ان الله يحبني ولا يريد لي نهاية بشعة لعقوق امي ، جاء خاطب لاختي الكبيرة ولم يوافق ابي عليه لانه اسمر ، وحاربت اختي ابي واخوتي لأجله وتزوجته بعد أن تدخل الكثير لاقناعهم ، كل هذا وامي اخر من يعلم ، وكان مهرها كبيرا في ذلك الوقت ، اعطت جدتي وابي جزءاً من مهرها ولم تعطي امي ريالاً واحداً لتجبر خاطرها بل كانت لا تعرفها على زوجها تحرجاً منها وكانت امي المسكينة تبكي ليلاً ولا نعرف السبب والآن فقط عرفت سر تلك الدموع التي تنام مع امي على مخدتها ، يا للمسكينة كم قاست من بنتها البكر ، جاء دور الاخ الاكبر احب بنات احدى العائلات الكبرى ذات الحسب والنسب وعندما فكر في خطبتها لم يفكر في امي لتخطبها له بل لجأ لجدتي وعمتي تجنباً للاحراج ولم اذكر ان امي شاهدت عروسه الا عندما اتت زوجته للعيش معنا في البيت ولا اذكر انها حضرت زفافه فقد منعوها من الحضور حتى لا تحرجهم بلغتها العربية الركيكة ! ولكن زوجته لم تعمر كثيرا معه فهي تريد بيتاَ مستقلاً وهو لا زال في بداية حياته فطلقها سريعاً واعتقد ان هذا هو جزاء نكران وجحود أمه .
اخواتي الكبار كانوا لا ينتهون عن منكراً يفعلوه وذلك لان ابي قد وكل امرهم لامي ولكنهم لم يهتموا لذلك لعلمهم انها لا تستطيع أن تفعل لهم شيئاً ، واذكر موقفاً وقفت امي امامهم لتجادلهم فما كان منهم أن قامت احداهن بضربها وشد شعرها امامنا ! ونحن نبكي ولكن لا فائدة من ذلك فقد استبد بهم العقوق واخذ منهم كل مأخذ .
اذكر ان امي كانت تساعد ابي في المصروف بطريقة مبتكرة فقد كانت لدينا شجرة ياسمين كبيرة في البيت فكانت تقطف الياسمين وتصنع منه عقوداً واطواقاً وتبيعهم على البيوت نعم هذه امي وكانت تدخر جزءاً من المال لليوم الاسود كما تقول ، اذكر كذلك انها لم تكن تحرمنا من شئ كل ما تشتهي انفسنا تشتريه لنا وتحرم نفسها من كل شئ حتى ملابس العيد لم اراها تلبس جديدا ، كانت تخدم الكل في البيت ولا احد يساعدها ابداً ، فكانت تطبخ وتكنس وتغسل ، وتخيط الثياب للناس ، وتصنع عقود الياسمين ويشهد الله اني لم أرى احداً يساعدها ابداً .
اشترى ابي بيتاً اكبر وانتقلنا للعيش فيه ، تغير كل شئ في حياتنا ومنها اصدقائنا فقد اجبرت أن اغير صديقاتي وابني لنفسي صداقات جديدة ، وكنا في مجتمع النسب هو كل ما فيه وتعرفت على العديد من الفتيات في مدرستي وكنت اخجل مثل اخوتي ان اقول جنسية امي تحرجاً وذلك تقليداً لاخوتي وهم قدوتي ولم اعرف ان امي أروع إنسانة في هذا الوجود .
بدأ قلبي يرق قليلا لها فكنت اعطيها راتب المدرسة الذي احصل عليه كله وكانوا اخواتي يلومنني على ذلك وكنت مصرة على اعطائها فهذا اقل شئ افعله لاجلها .
انتقلت للمرحلة الثانوية وزاد احتكاكي بالفئات الراقية قلت لامي اريد واريد حتى استطيع ان اجاري الوضع الذي انا فيه فقد كبرت وزادت حاجاتي ، وللأمانة لم يكن ابي يقصر في حقنا ابدا وكانوا اخواتي الكبار يعملون ولكنهم ينفقون كل شئ على أنفسهم ولا يعطوني أي شئ ولا لامي وكانوا يعطون أبي جزءاً .
أخرجت أمي ما كانت تدخره طوال السنين الماضية لأجلي أنا نعم لأجلي لتشتري لي أساور ذهب وسلسلة وقلب لاتباهي به أمام صديقاتي لم أراها في يوم من الأيام تلبس ذهباً ، مسكينة حرمت نفسها من كل شئ لأجلنا ونحن رددنا لها هذا الجميل بالجحود والنكران . ربي اغفر لي وارحمني














مرضت جدتي مرضاً شديداً اقعدها عن الحركة واصبحت مقعدة على كرسي ، احزروا من كان معها في فترة مرضها ؟؟ نعم انها امي الحنونة التي نسيت كل ما عملته جدتي بها ، كانت تمرضها بشكل لا تفعله البنت لابنتها
كنت ارى امي تسهر طوال الليل مع جدتي واخي الصغير في حضنها واختي التي تصغرني بعدة سنوات بجانبها كانت قلقلة طوال الليل خوفا من ان تطلب شيئاً جدتي ولا تسمعها او تنتبه لها ، اكبر امي هذا التصرف لامي واصبح حنوناً معها وجدتي كذلك ولكن المسكينة انكسر كل شئ بداخلها من بناتها وابنائها الذين لم يرحموها وقابلوها بالجحود والنكران ، ظلت جدتي سنيتن على هذا الحال وامي معها تتعب وتعاني ولكنها لا تشتكي كعادتها حتى توفى الله جدتي في تلك الليلة وارتاحت امي من العناء او هكذا ظننت .
بعد فترة من الوقت عرفنا بمرض اخي الصغير وانه يحتاج لعناية خاصة فكانت امي ممرضته وطبيبته وخادمته الخاصة ولمدة 25 سنة متواصلة لم تعرف فيها الراحة فكانت معه من مستشفى لعيادة لطبيب .
جاء دوري انا فقد جاني خاطب بعد أن انتهيت من السنة الجامعية الأولى تزوجت وكان رجلاًطيباً للغاية طلبت منه أن يوفر خادمة لامي لم يمانع فقد احبها حباً لم يحبها ابنائها قدره او حتى أقل منه ، جلبت لها خدامة لتساعدها في البيت وفي مراعاة اخي فرحت كثيراً بها فقد ارتاحت قليلا من التعب وتفرغت لاخي الصغير .
كنت اسكن في بيت خاص ، ولم تكن عندي خادمة وكنت ادرس في الجامعة ، واعود للبيت منهكة لا استطيع أن افعل أي شئ ، عنما اشتكيت لامي ما اعانيه هل تعرفون ماذا فعلت ؟
كانت تأتي للبيت صباحاً تنظف لي البيت وحدها وتغسل ملابسي وترتب غرفتي وتطبخ طعامي وتجهز لي كل شئ حتى الاطباق التي سأكل فيها نعم والله هذا ما كانت تفعله لي امي الحنونة والتي برغم ذلك لم احن عليها او اعطف عليها ،
لم يكد يمر العام الأول لزواجي الا وانا بصحبة ولدين توأم ، يعود الفضل لامي في تربيتهم فقد تداركت الامر ووكلتها تربيتهم حتى اثبت لنفسي وللعالم ان أمي هي أفضل امرأة في العالم ، والحمد لله فأولادي الآن وبشهادة الجميع من اهدأ أبناء العائلة الكريمة وأنبلهم خلقاً ، أما أبناء أخوتي فلله الحمد والشكر جاحدون منكرون للمعروف سيئ الخلق وكفى بالله عقاباً كهذا لهؤلاء .
يمر علي شريط هذه الذكريات وكأنه فيلم سينمائي اتمنى أن يعود الزمان لأعطي امي حقها في كل شئ حبي حناني عطفي ، ولكن هيهات ان يعود الزمان . والندم يقتلني وضميري يعذبني ولكن ماعساه ان يفيد الندم ؟؟


تمت


أعزائي في القصة تفاصيل كثيرة ولكني لضيق وقتي وعدم تمكني من الكتابة اليومية اعتذر عن سردها واختصرتها جميعا في هذه الحلقة التي أرجو أن يكون المغزى الأساسي منها قد وصل إليكم ، ونصيحتي لكم بروا بآبائكم وأمهاتكم قبل أن يأتي يوماً لا بيع فيه ولا شراء

مغروور قطر
05-11-2006, 09:11 AM
لاحول ولاقوة الا بالله

قصه محزنه جدا الام تبقى ام مهما كانت جنسيتها

jajassim
05-11-2006, 09:38 AM
الحقوق التي اوجبها الاسلام على الابناء نحو الوالدين لاتفرق بين الاب والام ولابين الوالدين مسلمين كانا او غير مسلمين فإن الشاب المسلم الذي يعترف بحقوق الوالدين فإنه مؤدب رفيق مهذب دمث الاخلاق ،، والله يعطيك العافية أختى ضوى ،،فعلا قصة مؤثرة جدا ،، الله يكون بالعون .

ضوى
05-11-2006, 11:27 AM
اخوي جاسم ، اخوي مغرور قطر
شكرا لكم على تعليقاتكم وممنونة كثيرا لمروركم ويعطيكم الف عافية

M O 7 A M M E D
05-11-2006, 11:40 AM
يعطيج الف عافية اختي ضوى .. :)

ضوى
05-11-2006, 11:42 AM
يعطيج الف عافية اختي ضوى .. :)


الله يعافيك اخوي محمد شاكرة لك مرورك :o

khaldoon
05-11-2006, 12:30 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

كان الله في عون مثل هذه الام على شر ما ابتليت به

جزاكي الله خير الجزاء اخت ضوى على هذه القصه الرائعه المليئه بالعبر

والله الانسان منا بيطيع والديه وببرهما ولا يأمن على نفسه من جحود ابناؤه وان اخلص في تربيتهم فما بالك بالجاحد العاق

بانتظار جديدك دائما ان شاء الله وعظم الله اجركم وغفر لميتكم وانا لله وانا اليه راجعون

ضوى
05-11-2006, 01:03 PM
لا حول ولا قوة الا بالله

كان الله في عون مثل هذه الام على شر ما ابتليت به

جزاكي الله خير الجزاء اخت ضوى على هذه القصه الرائعه المليئه بالعبر

والله الانسان منا بيطيع والديه وببرهما ولا يأمن على نفسه من جحود ابناؤه وان اخلص في تربيتهم فما بالك بالجاحد العاق

بانتظار جديدك دائما ان شاء الله وعظم الله اجركم وغفر لميتكم وانا لله وانا اليه راجعون

شكرا لك اخوي خلدون على مرورك وفعلا الواحد ما يأمن ان عياله يكونون جاحدين وناكرين
وجزاك الله الف خير عالتعزية رحمنا الله واياكم اجميعن

ضوى
05-11-2006, 09:18 PM
اعزائي يا ليت تقرون الحلقة الاخيرة وتعطوني رايكم
جزاكم الله الف خير