سماري
30-10-2006, 01:42 PM
عظم الله أجركم في البورصة
| تاريخ النشر:الأتنين ,30أكتوبر 2006 11:45 ب.م .
بقلم هدى جاد- الشرق
مر العيد على آلاف وهم غارقون في أوجاع ما جلبته البورصة لهم من هم وغم ما كان في حسابهم، فالأسهم استهواها الركون إلى الحضيض والأحلام تبخرت، والآمال تلاشت، وفوق ذلك الغم تطالب البنوك بسداد مديونياتها ليصبح الغم غموماً ثقيلة تضغط على أصعاب الناس المكشوفة وقد عزَّ السداد، وأصبحت سلف البنوك كارثة متجددة لكل من استدان آملاً في خير البورصة الوفير لكنها خيبت ظنه، فأغرقته في قعر همًّ كبير.
تعود حكاية البورصة المنكودة لتتصدر الآلام الكبيرة والناس يذكرون كلما طالعوا الشاشة «المدممة» برؤوس أسهمها الحمراء أنهم دخلوا البورصة مع سياسة القطيع دون أي ثقافة مسبقة، آملين في شهر عسل طويل يجني لهم من حلوه ما يصلحون به حالهم، وينمون معه مدخراتهم، ويؤمنون قرشاً أبيض ينفعهم في اليوم الأسود، فضربتهم البورصة بقبضتها الحديدية لترثيهم بين محزون، ومريض ومقهور، ويائس، ولاعنٍ للساعة التي وضع فيها تحويشة العمر بين يدي «خبراء مال» البورصة الذين ضيعوا ماله بخبرتهم «السوبر» ويالها من خبرة.
كثيرون هم المتألمون المتوجعون السائلون ما الذي يهوي بالأسهم إلى الحضيض؟ ويأتيهم جواب العارفين بالمخفى الأعظم ان لاعبي البورصة لعبوا لعبتهم، وضيعوا مدخرات الناس بعدما نفخوا الأسهم إلى أن طارت في السماء، واقبل الناس يشترون مبهورين بأسهم تخضر كل يوم حتى إذا ما بلغت الأسهم نصاب الربح الذي ارتضوه باعوا وجنوا الأرباح الطائلة مودعين البورصة والأغبياء الذين صادوهم وصدقوا منزلة الأسهم المنتفخة عمداً، بكل الطلب المصطنع عليها في حلقة جهنمية من اللعب بفلوس الناس وعرقهم.
نعم «الشطار» خرجوا من السوق بعد اللعبة المتقنة في التصعيد الوهمي لأسعار الأسهم فجنوا الأرباح وتركوا «الغلابة» صفر اليدين.
ويدور الموجوعون الخاسرون أموالهم يسألون، لكن لو لاحظتم توقف المحللين عن الكتابة، وخفتت لقاءات البورصة اليومية مع الذين يفهمون والذين يدعون، وتوقف التحليل والكلام المباح حتى أن بعض المحللين يمتنع عندما يسأل عن تقييم السوق تخوفاً من رأيه.
لا أحد يجيب الناس أو يشرح لهم حكاية «البورصة» أو تحليلاً للغبن الفادح الذي لحق بمدخراتهم، أو كيف حدث ذلك، أو من المتسبب في الكارثة، أو حلول الخروج من الأزمة، أو من الذي يمكن ان ينتشلهم من خسارة فادحة أودت بكل ما جمعوه فجعلته هباءً منثورا؟
لا أحد يتكلم، لا أحد يشرح للناس كيف يمكن ان يحلق سهم في السماء ثم يهوى إلى سابع أرض محققاً خسارة غير مسبوقة، وذابحاً الناس بصنوف أوجاع لا يعرفها إلا الخاسرون. المراقب يلاحظ أن الجهات المعنية سمحت للشركات بشراء نسبة من أسهمها بغية رفع الأسعار، وتنشيط السوق فماذا حصل؟ تراخت الشركات عن الشراء وزهدت بالطبع في الشراء لأنها في الحقيقة أسهم خاسرة.
وكثر الكلام الآن عن الأرباح الخيالية التي حققتها الشركات بالمليارات، وهذا يعيدنا إلى سهم «صناعات» الذي اشتراه كثيرون بـ 200 ريال آملاً في ربح مع تصاعد السهم أو أرباح الشركة، لتفاجئه «صناعات» بتوزيع 5،3 في المائة، وإذا حسبنا زكاة الأسهم 2.5 في المائة يصبح ماوصل المستثمرين من أرباح أسهمه 1% يعني أربعة ريالات في الألف. ويعود نفس السؤال المذهول كيف سُمح للسهم أن يصل لأرباح فلكية بالمليارات التي صرح بها المسؤولون ثم توزع الشركة أرباحاً ضئيلة بهذا الشكل، بل لنقل أرباحاً مضحكة تخلّ بمصداقية ما نسمع وما هو حقيقي على أرض الواقع، إذ المفروض ان تكون أرباح المستثمرين عن أسهمهم مرآة للعوائد الربحية المعلنة التي وصلت إلى مليارات كما يقولون.
ومازالت الأسئلة الموجوعة التي توجه للهواء وتبحث عن أجوبة مقرونة بزفرات الناس، ووجع قلوبهم، وستظل الأسئلة اليومية، لماذا لا تعبر أرباح الأسهم عن المليارات التي حققتها الشركات؟ إلى متى سنظل نسمع ان المرحلة مرحلة تصحيحية؟ وإذا كانت المرحلة تصحيحية لأسهم ارتفعت ارتفاعا خياليا فمن أولئك الذين لعبوا بالأسهم فرفعوها ثم تركوها بعد جني زبدتهم تهوي خاسرة؟ مازالت زفرات الناس تسأل إلى متى سيظل «تجار» البورصة يديرون حركة الأسهم لصالحهم الشخصي دون أدنى اهتمام بمصالح المستثمرين الذين تتآكل مدخراتهم يوماً بعد يوم؟ من يوقف التلاعب في البورصة؟ من يعاقب المتلاعبين بمدخرات الناس ومقدراتهم؟ كيف تحقق شركة مثل صناعات كل تلك المليارات وتكون عوائدها هزيلة مثلما حدث، الناس كل يوم يتوجعون، وكل يوم ييأسون، كل يوم يتساءل الذين فقدوا ثقتهم بتعاملات البورصة وكل ما يصدر عنها، أين الشفافية؟ من يحمينا من المتلاعبين؟ أين الرقابة والمحاسبة والنزاهة وما مصير مدخرات العمر بعد ان هوت أسهم البورصة إلى درجة لم يتوقعها أحد؟ اليوم ما عاد المستثمر يهتم بمليارات الأرباح التي تعلن عنها الشركات، المستثمر الموجوع قلبه ينتظر الآن كم ستوزع الشركات من أرباح، وكيف ستجبر الخسائر التي مُني بها؟
أكرر الناس تنتظر الآن مسؤولاً يجيب عن أسئلتهم الملتاعة، إما أن يهدئ من روعهم ويطمئنهم أو يفضها سيرة ويقول لهم بصراحة وشجاعة «عظم الله أجركم في البورصة» وللناس رب يواسيهم. منقوووووووووووووول:nice: :nice: :nice:
| تاريخ النشر:الأتنين ,30أكتوبر 2006 11:45 ب.م .
بقلم هدى جاد- الشرق
مر العيد على آلاف وهم غارقون في أوجاع ما جلبته البورصة لهم من هم وغم ما كان في حسابهم، فالأسهم استهواها الركون إلى الحضيض والأحلام تبخرت، والآمال تلاشت، وفوق ذلك الغم تطالب البنوك بسداد مديونياتها ليصبح الغم غموماً ثقيلة تضغط على أصعاب الناس المكشوفة وقد عزَّ السداد، وأصبحت سلف البنوك كارثة متجددة لكل من استدان آملاً في خير البورصة الوفير لكنها خيبت ظنه، فأغرقته في قعر همًّ كبير.
تعود حكاية البورصة المنكودة لتتصدر الآلام الكبيرة والناس يذكرون كلما طالعوا الشاشة «المدممة» برؤوس أسهمها الحمراء أنهم دخلوا البورصة مع سياسة القطيع دون أي ثقافة مسبقة، آملين في شهر عسل طويل يجني لهم من حلوه ما يصلحون به حالهم، وينمون معه مدخراتهم، ويؤمنون قرشاً أبيض ينفعهم في اليوم الأسود، فضربتهم البورصة بقبضتها الحديدية لترثيهم بين محزون، ومريض ومقهور، ويائس، ولاعنٍ للساعة التي وضع فيها تحويشة العمر بين يدي «خبراء مال» البورصة الذين ضيعوا ماله بخبرتهم «السوبر» ويالها من خبرة.
كثيرون هم المتألمون المتوجعون السائلون ما الذي يهوي بالأسهم إلى الحضيض؟ ويأتيهم جواب العارفين بالمخفى الأعظم ان لاعبي البورصة لعبوا لعبتهم، وضيعوا مدخرات الناس بعدما نفخوا الأسهم إلى أن طارت في السماء، واقبل الناس يشترون مبهورين بأسهم تخضر كل يوم حتى إذا ما بلغت الأسهم نصاب الربح الذي ارتضوه باعوا وجنوا الأرباح الطائلة مودعين البورصة والأغبياء الذين صادوهم وصدقوا منزلة الأسهم المنتفخة عمداً، بكل الطلب المصطنع عليها في حلقة جهنمية من اللعب بفلوس الناس وعرقهم.
نعم «الشطار» خرجوا من السوق بعد اللعبة المتقنة في التصعيد الوهمي لأسعار الأسهم فجنوا الأرباح وتركوا «الغلابة» صفر اليدين.
ويدور الموجوعون الخاسرون أموالهم يسألون، لكن لو لاحظتم توقف المحللين عن الكتابة، وخفتت لقاءات البورصة اليومية مع الذين يفهمون والذين يدعون، وتوقف التحليل والكلام المباح حتى أن بعض المحللين يمتنع عندما يسأل عن تقييم السوق تخوفاً من رأيه.
لا أحد يجيب الناس أو يشرح لهم حكاية «البورصة» أو تحليلاً للغبن الفادح الذي لحق بمدخراتهم، أو كيف حدث ذلك، أو من المتسبب في الكارثة، أو حلول الخروج من الأزمة، أو من الذي يمكن ان ينتشلهم من خسارة فادحة أودت بكل ما جمعوه فجعلته هباءً منثورا؟
لا أحد يتكلم، لا أحد يشرح للناس كيف يمكن ان يحلق سهم في السماء ثم يهوى إلى سابع أرض محققاً خسارة غير مسبوقة، وذابحاً الناس بصنوف أوجاع لا يعرفها إلا الخاسرون. المراقب يلاحظ أن الجهات المعنية سمحت للشركات بشراء نسبة من أسهمها بغية رفع الأسعار، وتنشيط السوق فماذا حصل؟ تراخت الشركات عن الشراء وزهدت بالطبع في الشراء لأنها في الحقيقة أسهم خاسرة.
وكثر الكلام الآن عن الأرباح الخيالية التي حققتها الشركات بالمليارات، وهذا يعيدنا إلى سهم «صناعات» الذي اشتراه كثيرون بـ 200 ريال آملاً في ربح مع تصاعد السهم أو أرباح الشركة، لتفاجئه «صناعات» بتوزيع 5،3 في المائة، وإذا حسبنا زكاة الأسهم 2.5 في المائة يصبح ماوصل المستثمرين من أرباح أسهمه 1% يعني أربعة ريالات في الألف. ويعود نفس السؤال المذهول كيف سُمح للسهم أن يصل لأرباح فلكية بالمليارات التي صرح بها المسؤولون ثم توزع الشركة أرباحاً ضئيلة بهذا الشكل، بل لنقل أرباحاً مضحكة تخلّ بمصداقية ما نسمع وما هو حقيقي على أرض الواقع، إذ المفروض ان تكون أرباح المستثمرين عن أسهمهم مرآة للعوائد الربحية المعلنة التي وصلت إلى مليارات كما يقولون.
ومازالت الأسئلة الموجوعة التي توجه للهواء وتبحث عن أجوبة مقرونة بزفرات الناس، ووجع قلوبهم، وستظل الأسئلة اليومية، لماذا لا تعبر أرباح الأسهم عن المليارات التي حققتها الشركات؟ إلى متى سنظل نسمع ان المرحلة مرحلة تصحيحية؟ وإذا كانت المرحلة تصحيحية لأسهم ارتفعت ارتفاعا خياليا فمن أولئك الذين لعبوا بالأسهم فرفعوها ثم تركوها بعد جني زبدتهم تهوي خاسرة؟ مازالت زفرات الناس تسأل إلى متى سيظل «تجار» البورصة يديرون حركة الأسهم لصالحهم الشخصي دون أدنى اهتمام بمصالح المستثمرين الذين تتآكل مدخراتهم يوماً بعد يوم؟ من يوقف التلاعب في البورصة؟ من يعاقب المتلاعبين بمدخرات الناس ومقدراتهم؟ كيف تحقق شركة مثل صناعات كل تلك المليارات وتكون عوائدها هزيلة مثلما حدث، الناس كل يوم يتوجعون، وكل يوم ييأسون، كل يوم يتساءل الذين فقدوا ثقتهم بتعاملات البورصة وكل ما يصدر عنها، أين الشفافية؟ من يحمينا من المتلاعبين؟ أين الرقابة والمحاسبة والنزاهة وما مصير مدخرات العمر بعد ان هوت أسهم البورصة إلى درجة لم يتوقعها أحد؟ اليوم ما عاد المستثمر يهتم بمليارات الأرباح التي تعلن عنها الشركات، المستثمر الموجوع قلبه ينتظر الآن كم ستوزع الشركات من أرباح، وكيف ستجبر الخسائر التي مُني بها؟
أكرر الناس تنتظر الآن مسؤولاً يجيب عن أسئلتهم الملتاعة، إما أن يهدئ من روعهم ويطمئنهم أو يفضها سيرة ويقول لهم بصراحة وشجاعة «عظم الله أجركم في البورصة» وللناس رب يواسيهم. منقوووووووووووووول:nice: :nice: :nice: