مغروور قطر
02-11-2006, 09:23 AM
أجمعوا أن وضع السوق الحالي لا يحتمل طولها
دعوات عاجلة لتقليص فترة التداول إلى 3 ساعات في السعودية
صناع السوق والنفس القصير
لا رابط بين الحجم والدوام
الرياض - نضال حمادية
انقضى الأسبوع الأول من التداول في السوق السعودية بعد عطلة العيد بكشفه عن مشهد امتزجت فيه خيبة الأمل بالحيرة مما آلت إليه أوضاع المؤشر، مضافا إلى ذلك كم كبير من الاعتراضات على طول دوام السوق، بدت في صورة تململ لا تخطأه العين، أو تأفف يطرق المسامع عند أول سؤال يتعلق بالدوام الجديد.
الكاتب والمحلل الاقتصادي فضل البوعينين أوضح في البداية أن شكوى عموم المتداولين من طول فترة دوام السوق هي شكوى مبررة، وقد بدأ الجميع يلمسون انعكاسات طول الفترة في صالات تداول الأسهم التي تكاد تكون خاوية غالب الفترة، رغم أن التوقعات كانت تقول بأنها ستخلو فترة الظهيرة فقط، ومن هنا فإن صالات التداول نفسها وليس المتداولين وحدهم تعاني كذلك من الآثار غير الإيجابية لطول فترة التداول.
أما السوق فهي الأكثر تأثرا حسب رأي البوعينين، إذ لم يعد خافيا على أحد تضاؤل حجم التداول وتناقص السيولة شيئا فشيئا منذ بداية تطبيق الدوام الجديد، مما يؤكد على ضرورة إعادة النظر بهذا الزمن الذي يمتد فيه التداول لأربع ساعات ونصف متواصلة دون وجود داع حقيقي، حيث إن السوق تشكو بالأساس من قلة عدد الشركات المدرجة، علاوة على خفوت بريق السوق وجاذبيتها بعد انهيار فبراير.
وأشار البوعينين إلى ان إمكانية تقليص دوام السوق ليغدو 3 ساعات فقط قائلاً " يفترض أن تبدأ في العاشرة صباحا على أبعد تقدير، قياسا إلى بداية النهار المبكرة في المملكة والتي تشرق فيها الشمس عند السادسة في المتوسط، ولا عبرة بقياس دوام سوقنا بأسواق بلدان أخرى تختلف عنا في توقيتها ونطاقها الجغرافي".
وأضاف البوعينين أن هناك سببا آخرا لاقتراح الساعات الثلاث حيث كان المتداولون في عهد الفترتين ينظرون لكل فترة على أنها دوام مستقل، وبعضهم أساسا كان يدخل للسوق في إحدى الفترتين فقط، أي أن دوام المستثمرين كان ساعتين فعليا، ومن غير المعقول مضاعفته دفعة واحدة.
صناع السوق والنفس القصير
ولفت البوعينين النظر إلى أن هيئة سوق المال قد تكون اختارت تطويل الفترة قليلا لترك فسحة زمنية ولو قليلة أمام الموظفين من المتداولين للدخول إلى السوق بعد نهاية أعمالهم، ولكن هذا إن صدق فإنما يدل على اتجاه غير صائب، فليس من مهمة القوانين والأنظمة أن تحابي هذه الفئة أو تلك، إنما أن تخدم السوق وتختار الأصلح لها، ولنا في جميع أسواق العالم أسوة، حيث تبدأ تداولاتها وتنتهي خلال الدوام الرسمي لدى بلدانها.
واستبعد البوعينين أن تكون لإعادة النظر بطول الدوام أي آثار جوهرية على إعادة التوازن للسوق سواء في حجم تداولاتها أو سيولتها أو حركة مؤشرها، قائلا إن الدعوة لتقصير الفترة يأتي من الإيمان بضرورة اتخاذ القرار المناسب، أما الادعاء بأنه سيعيد للسوق بعضا من عافيتها ففيه مجافاة للحقيقة وابتعاد عن أصل المشكلة، التي يراها البوعينين كلاً لا يتجزأ وبالتالي فإن الحل يجب أن يكون متكاملا غير مجزأ أو ذي طابع تسكيني وقتي.
وأكد البوعينين على نقطة حساسة أسماها "قصر نفس صناع السوق بجانب طول فترة التداول"، حيث من الملاحظ والمعروف أن هؤلاء الصناع يدخلون السوق لساعة أو أكثر قليلا، والخلاصة أن صناع السوق السعودية لا يستطيعون التعامل مع الدوام الطويل إجمالا، ولم يعتادوا عليه.
وريثما يتم النظر بقضية طول الدوام وما سببته من إشكالات، تمنى البوعينين على الصناديق الاستثمارية أن تتحمل مسؤولياتها الأهم عبر أدائها لدور فاعل في صناعة السوق، وليس مجرد الالتفات لتحقيق الأرباح؛ لأن هذه الأرباح لن تدوم لأحد إذا دامت أوضاع السوق على ما هي عليه!
البحث جار
من ناحيته أشار أحد مشرفي صالات التداول في بنك محلي إلى وجود نوع من الهدوء في الصالات خلال الأيام الماضية، لكن الحكم على سببه يحتاج لبحث معمق وهو جار بالفعل، لمعرفة ما إذا كان ناجما عن هدوء السوق نفسها أو عن الدوام الجديد لها، مؤكدا بالمقابل أنه لمس العديد من ردود الأفعال والتعليقات المعترضة على طول الفترة من قبل المتداولين.
لا رابط بين الحجم والدوام
المستثمر عايد الشمري علق على طول الفترة بأنها القشة التي قد تكون قصمت ظهر السوق، في وقت هي أحوج ما تكون إلى الابتعاد عن أي قرار غير مدروس، قائلا أن معظم الأسواق المحيطة قلصت أو تفكر في تقليص فترات دوامها وآخرها سوق الدوحة، ومعتبرا أن الربط بين ما يسمى حجم السوق وطول دوامها بحيث يزيد الأخير بزيادة الأول، هو أمر لا يقول به إلا البسطاء وإلا لاستمر دوام السوق الأمريكية مثلا طوال اليوم نظرا لضخامة حجمها! كما إن معرفة عادات كل شعب ضرورية جدا في تحديد عدد ساعات عمل السوق وتوقيت هذه الساعات بداية ونهاية، حسب رأي الشمري.
أما المتداول ضيف الله محمد فأشار إلى أن الأوضاع المستجدة غالبا ما تلاقي صعوبة في التأقلم معها، مما قد يفسر رفض هذه الفئة أو تلك لتوحيد الدوام وتوقيته وطوله، متوقعا أن يخف هذا الرفض مع الزمن، لكن ضيف الله لم ينف أن تكون السوق بظروفها الحالية محتاجة إلى إعادة نظر في دوامها تأخذ بعين الاعتبار آراء أغلبية المسثمرين، لأن هؤلاء هم عصب السوق ومحركها، رغم أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك.
دعوات عاجلة لتقليص فترة التداول إلى 3 ساعات في السعودية
صناع السوق والنفس القصير
لا رابط بين الحجم والدوام
الرياض - نضال حمادية
انقضى الأسبوع الأول من التداول في السوق السعودية بعد عطلة العيد بكشفه عن مشهد امتزجت فيه خيبة الأمل بالحيرة مما آلت إليه أوضاع المؤشر، مضافا إلى ذلك كم كبير من الاعتراضات على طول دوام السوق، بدت في صورة تململ لا تخطأه العين، أو تأفف يطرق المسامع عند أول سؤال يتعلق بالدوام الجديد.
الكاتب والمحلل الاقتصادي فضل البوعينين أوضح في البداية أن شكوى عموم المتداولين من طول فترة دوام السوق هي شكوى مبررة، وقد بدأ الجميع يلمسون انعكاسات طول الفترة في صالات تداول الأسهم التي تكاد تكون خاوية غالب الفترة، رغم أن التوقعات كانت تقول بأنها ستخلو فترة الظهيرة فقط، ومن هنا فإن صالات التداول نفسها وليس المتداولين وحدهم تعاني كذلك من الآثار غير الإيجابية لطول فترة التداول.
أما السوق فهي الأكثر تأثرا حسب رأي البوعينين، إذ لم يعد خافيا على أحد تضاؤل حجم التداول وتناقص السيولة شيئا فشيئا منذ بداية تطبيق الدوام الجديد، مما يؤكد على ضرورة إعادة النظر بهذا الزمن الذي يمتد فيه التداول لأربع ساعات ونصف متواصلة دون وجود داع حقيقي، حيث إن السوق تشكو بالأساس من قلة عدد الشركات المدرجة، علاوة على خفوت بريق السوق وجاذبيتها بعد انهيار فبراير.
وأشار البوعينين إلى ان إمكانية تقليص دوام السوق ليغدو 3 ساعات فقط قائلاً " يفترض أن تبدأ في العاشرة صباحا على أبعد تقدير، قياسا إلى بداية النهار المبكرة في المملكة والتي تشرق فيها الشمس عند السادسة في المتوسط، ولا عبرة بقياس دوام سوقنا بأسواق بلدان أخرى تختلف عنا في توقيتها ونطاقها الجغرافي".
وأضاف البوعينين أن هناك سببا آخرا لاقتراح الساعات الثلاث حيث كان المتداولون في عهد الفترتين ينظرون لكل فترة على أنها دوام مستقل، وبعضهم أساسا كان يدخل للسوق في إحدى الفترتين فقط، أي أن دوام المستثمرين كان ساعتين فعليا، ومن غير المعقول مضاعفته دفعة واحدة.
صناع السوق والنفس القصير
ولفت البوعينين النظر إلى أن هيئة سوق المال قد تكون اختارت تطويل الفترة قليلا لترك فسحة زمنية ولو قليلة أمام الموظفين من المتداولين للدخول إلى السوق بعد نهاية أعمالهم، ولكن هذا إن صدق فإنما يدل على اتجاه غير صائب، فليس من مهمة القوانين والأنظمة أن تحابي هذه الفئة أو تلك، إنما أن تخدم السوق وتختار الأصلح لها، ولنا في جميع أسواق العالم أسوة، حيث تبدأ تداولاتها وتنتهي خلال الدوام الرسمي لدى بلدانها.
واستبعد البوعينين أن تكون لإعادة النظر بطول الدوام أي آثار جوهرية على إعادة التوازن للسوق سواء في حجم تداولاتها أو سيولتها أو حركة مؤشرها، قائلا إن الدعوة لتقصير الفترة يأتي من الإيمان بضرورة اتخاذ القرار المناسب، أما الادعاء بأنه سيعيد للسوق بعضا من عافيتها ففيه مجافاة للحقيقة وابتعاد عن أصل المشكلة، التي يراها البوعينين كلاً لا يتجزأ وبالتالي فإن الحل يجب أن يكون متكاملا غير مجزأ أو ذي طابع تسكيني وقتي.
وأكد البوعينين على نقطة حساسة أسماها "قصر نفس صناع السوق بجانب طول فترة التداول"، حيث من الملاحظ والمعروف أن هؤلاء الصناع يدخلون السوق لساعة أو أكثر قليلا، والخلاصة أن صناع السوق السعودية لا يستطيعون التعامل مع الدوام الطويل إجمالا، ولم يعتادوا عليه.
وريثما يتم النظر بقضية طول الدوام وما سببته من إشكالات، تمنى البوعينين على الصناديق الاستثمارية أن تتحمل مسؤولياتها الأهم عبر أدائها لدور فاعل في صناعة السوق، وليس مجرد الالتفات لتحقيق الأرباح؛ لأن هذه الأرباح لن تدوم لأحد إذا دامت أوضاع السوق على ما هي عليه!
البحث جار
من ناحيته أشار أحد مشرفي صالات التداول في بنك محلي إلى وجود نوع من الهدوء في الصالات خلال الأيام الماضية، لكن الحكم على سببه يحتاج لبحث معمق وهو جار بالفعل، لمعرفة ما إذا كان ناجما عن هدوء السوق نفسها أو عن الدوام الجديد لها، مؤكدا بالمقابل أنه لمس العديد من ردود الأفعال والتعليقات المعترضة على طول الفترة من قبل المتداولين.
لا رابط بين الحجم والدوام
المستثمر عايد الشمري علق على طول الفترة بأنها القشة التي قد تكون قصمت ظهر السوق، في وقت هي أحوج ما تكون إلى الابتعاد عن أي قرار غير مدروس، قائلا أن معظم الأسواق المحيطة قلصت أو تفكر في تقليص فترات دوامها وآخرها سوق الدوحة، ومعتبرا أن الربط بين ما يسمى حجم السوق وطول دوامها بحيث يزيد الأخير بزيادة الأول، هو أمر لا يقول به إلا البسطاء وإلا لاستمر دوام السوق الأمريكية مثلا طوال اليوم نظرا لضخامة حجمها! كما إن معرفة عادات كل شعب ضرورية جدا في تحديد عدد ساعات عمل السوق وتوقيت هذه الساعات بداية ونهاية، حسب رأي الشمري.
أما المتداول ضيف الله محمد فأشار إلى أن الأوضاع المستجدة غالبا ما تلاقي صعوبة في التأقلم معها، مما قد يفسر رفض هذه الفئة أو تلك لتوحيد الدوام وتوقيته وطوله، متوقعا أن يخف هذا الرفض مع الزمن، لكن ضيف الله لم ينف أن تكون السوق بظروفها الحالية محتاجة إلى إعادة نظر في دوامها تأخذ بعين الاعتبار آراء أغلبية المسثمرين، لأن هؤلاء هم عصب السوق ومحركها، رغم أن إرضاء كل الناس غاية لا تدرك.