خاربه خاربه
03-11-2006, 04:21 AM
منقول
لا تمدحوا أنفسكم فعلمها عند اللطيف الخبير ولا تثنوا عليها فإن الناقد بصير وما أجهل الإنسان إذا زكى نفسه وشهد لها بالفضائل وبرأها من الرذائل وما أثقل كلامه وهو يستعرض على ربه وعلى الناس مناقبه ويسوق محامده ويذكر حسناته
إن الذي يزكي نفسه في محل التهمة وفي مقام الريبة لأن الانسان بطبعه ظلوم جهول يحب نفسه ويعشق ذاته ويعجب بصفاته فإذا نما هذا الطبع وأعلنه في الناس كان دليلا على قلة تقواه وضحالة معرفته وأي شيء عند الانسان حتى يزكي نفسه وهو بين نعمة لم تشكر أو ذنب لم يغفر أو عثرة لم تظهر أو زلة من ربه تستر ؟
أفلا يكفيه ان الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره قبل منه القليل وغفر له الذنب الجليل وأصلح خلله وستر زلله ثم يأتي هذا الانسان بدعاوي عريضة ونفس مريضة ليخبر ربه الذي يعلم السر وأخفى أنه ذو تقوى والله أعلم بمن اتقى فهو الذي لا تخفى عليه خافية
وإن منطق الزور ولسان البهتان أوحى إلى إبليس اللعين بتزكية نفسه الشريرة ليقول لربه (( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) لتكون هذه التزكية لعنة ما حقه وضربه ساحقة لهذا المريد العنيد وإن الشهادة اآثمة للنفس سولت لفرعون الطاغية ليقول (( أليس لي ملم مصر)) فأذله القوي العزيز وأرغم أنفه في الطين
وإن التزكية المفتراه دفعت بقارون الآثم ليتفوه بفريه ( إنما أوتيته على علم عندي) ألا فليصمت العبد الضعيف الهزيل وليسكت المخلوق الفقير وليخجل العبد المسكين من ربه وليهضم نفسه فلولا ستر الله لظهرت الفضائح ولولا لطف اله لبدت القبائح وإن من يتصدر النوادي ليخبر الناس بنسبة الأصيل لهو فاشل ويحدثهم عن مجده الرفيع لهو أحمق ويزكي لهم تقواه لهو مخدوع ويذكرهم بمناقبه لهو مخذول
لماذا يترك العبد تزكية نفسه لربه فهو الذي يزكي من يشاء وقوله الحق ؟!
لماذا لا يدع الإنسان أعماله تتحدث عنه لا أقواله وإحسانه لا لسانه؟
وسوف يظهر زيف من مدح نفسه بالباطل فالناس شهداء الله في الأرض وألسنة الخلق أقلام الحق وإن عبدا خلق من نطفة لجدير بأن يصمت وإن مخلوقا يحمل فضلاته لحقيق أن يسكت ونعوذ بالله من لسان حي بالمديح وقلب ميت بالقبيح ومن عجب ظاهر وذنب خفي
فيامن أخفيت على الناس العيوب وسترت عن العيون الذنوب نسألك صلاح القلوب فإنك علام الغيوب
من قراءاتي
من كتاب إشراقات
للدكتور عائض القرني
لا تمدحوا أنفسكم فعلمها عند اللطيف الخبير ولا تثنوا عليها فإن الناقد بصير وما أجهل الإنسان إذا زكى نفسه وشهد لها بالفضائل وبرأها من الرذائل وما أثقل كلامه وهو يستعرض على ربه وعلى الناس مناقبه ويسوق محامده ويذكر حسناته
إن الذي يزكي نفسه في محل التهمة وفي مقام الريبة لأن الانسان بطبعه ظلوم جهول يحب نفسه ويعشق ذاته ويعجب بصفاته فإذا نما هذا الطبع وأعلنه في الناس كان دليلا على قلة تقواه وضحالة معرفته وأي شيء عند الانسان حتى يزكي نفسه وهو بين نعمة لم تشكر أو ذنب لم يغفر أو عثرة لم تظهر أو زلة من ربه تستر ؟
أفلا يكفيه ان الذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره قبل منه القليل وغفر له الذنب الجليل وأصلح خلله وستر زلله ثم يأتي هذا الانسان بدعاوي عريضة ونفس مريضة ليخبر ربه الذي يعلم السر وأخفى أنه ذو تقوى والله أعلم بمن اتقى فهو الذي لا تخفى عليه خافية
وإن منطق الزور ولسان البهتان أوحى إلى إبليس اللعين بتزكية نفسه الشريرة ليقول لربه (( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )) لتكون هذه التزكية لعنة ما حقه وضربه ساحقة لهذا المريد العنيد وإن الشهادة اآثمة للنفس سولت لفرعون الطاغية ليقول (( أليس لي ملم مصر)) فأذله القوي العزيز وأرغم أنفه في الطين
وإن التزكية المفتراه دفعت بقارون الآثم ليتفوه بفريه ( إنما أوتيته على علم عندي) ألا فليصمت العبد الضعيف الهزيل وليسكت المخلوق الفقير وليخجل العبد المسكين من ربه وليهضم نفسه فلولا ستر الله لظهرت الفضائح ولولا لطف اله لبدت القبائح وإن من يتصدر النوادي ليخبر الناس بنسبة الأصيل لهو فاشل ويحدثهم عن مجده الرفيع لهو أحمق ويزكي لهم تقواه لهو مخدوع ويذكرهم بمناقبه لهو مخذول
لماذا يترك العبد تزكية نفسه لربه فهو الذي يزكي من يشاء وقوله الحق ؟!
لماذا لا يدع الإنسان أعماله تتحدث عنه لا أقواله وإحسانه لا لسانه؟
وسوف يظهر زيف من مدح نفسه بالباطل فالناس شهداء الله في الأرض وألسنة الخلق أقلام الحق وإن عبدا خلق من نطفة لجدير بأن يصمت وإن مخلوقا يحمل فضلاته لحقيق أن يسكت ونعوذ بالله من لسان حي بالمديح وقلب ميت بالقبيح ومن عجب ظاهر وذنب خفي
فيامن أخفيت على الناس العيوب وسترت عن العيون الذنوب نسألك صلاح القلوب فإنك علام الغيوب
من قراءاتي
من كتاب إشراقات
للدكتور عائض القرني