تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأسهم السعودية تبحث عن ارتداد لالتقاط الأنفاس خلال تعاملات الأسبوع الجديد



مغروور قطر
04-11-2006, 07:48 AM
الأسهم السعودية تبحث عن ارتداد لالتقاط الأنفاس خلال تعاملات الأسبوع الجديد

واقع السوق يغلب قدرات محللين فشلوا في توقع الهبوط


جدة: محمد الشمري
غلبت سوق الأسهم السعودية قدرات العديد من المحللين، ووضعت الجميع أمام الأمر الواقع بعد أن سارت إلى الهبوط، بعد أشهر من انتظار الصعود الذي لم يتحقق منذ تداعيات أحداث فبراير (شباط) الماضي. وأمام ذلك تبدأ السوق تعاملات الأسبوع الجديد اليوم، بعد أن انتهت من إقفالات سلبية على المستوى اليومي والأسبوعي والشهري، إلا أنها على الرغم من ذلك تنتظر ارتدادا مؤقتا على الأقل اليوم أو غدا. وفيما ينتظر أن يرتد المؤشر العام لالتقاط الأنفاس، بعد أن توقف عند مستوى 9328 بنهاية تعاملات الأربعاء الماضي، لا يمكن الجزم بحال من الأحوال أن توقف هدر النقاط نهاية لموجة الهبوط الحالية، فضلا عن أنه من غير المنطقي توقع قاع الهبوط الحالي خلال الفترة الحالية.
وتظهر الأوضاع الحالية أن من المنتظر مواصلة سوق المال السعودية مسارها الهابط إلى أن تصل الأسعار إلى مستويات كافية لإغراء قوى الشراء، بعد أن أثبتت الأسعار السائدة أنها غير قادرة على إغراء القوى الكبرى في السوق.

ويأتي ضمن أهم الأسباب التي تدعو إلى توقع مزيدا من الهبوط حتى في حال حدوث صعود خلال الأسبوع الجاري، تواتر خروج السيولة من السوق، ضبابية وضع الظروف السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وزيادة جاذبية العديد من الأسواق الرئيسية العالمية، خاصة تلك التي بدأت تسجل أسعارا غير مسبوقة ضمن مسار صاعد لا تعتريه شوائب. ويتزامن ذلك مع قدرة السيولة على التحرك بين الأسواق، مع عدم وجود مخاطر حقيقية تتعلق بأسعار الصرف، على اعتبار أن سعر صرف الريال ثابت أمام الدولار الأميركي، فيما أسعار الصرف بالعملات الأوروبية الموحدة وغير الموحدة تصب في مصلحة السيولة المغادرة.

وفي كل الأحوال تمثل المرحلة الحالية لسوق المال السعودية، مرحلة تأسيس لطفرة جديدة، وهي الطفرة التي قد لا ينتهي التجهيز لها خلال أشهر معدودة، فيما لن يستمر التراجع بوتيرة متسارعة في الوقت نفسه. ويأتي ضمن أهم ما يجب التأكيد عليه أن السوق عندما تمر بدورات صعود فإن أبرز ما يصاحبها هو تضخم الأسعار، ارتفاع مكررات الأرباح، انخفاض العوائد، تزايد الطمع، تنامي مستوى الثقة، وانعدام المخاوف في أوساط المتداولين، وهو ما تم بشكل واضح عام 2005.

في المقابل فإن أبرز ما يصاحب دورات التراجع تهاوي الأسعار، تحسن المكررات، نمو العوائد، غياب الطمع، انعدام الثقة، وتزايد المخاوف في أوساط المتداولين وهو ما يتم حاليا. وفي كل الأحوال لا تزال سوق المال السعودية بحاجة إلى مؤشرات مساعدة إضافة إلى مؤشر أسعار النفط، مثل مؤشر التدفق النقدي، مؤشر حجم الصادرات الشهري والأسبوعي، مؤشر انخفاض البطالة، مؤشر تدفق الاستثمارات، مؤشر العقارات، ومؤشر انسياب الخدمات.

في هذه الأثناء قال مسؤول في هيئة السوق المالية، إن التراجع الحالي ليس له أسباب جوهرية، خاصة أن السعودية تمر بنمو اقتصادي يتميز بتنامي الاستثمارات، فضلا عن أن المؤشرات تعتبر مبشرة وغير منفرة.

وشدد على أن الهيئة تتمنى من المتداولين عدم الانقياد وراء الشائعات وما تروجه بعض المنتديات والتروي والحكمة في اتخاذ قراراتهم المتعلقة باستثماراتهم في سوق الأسهم.

في هذه الأثناء، قال لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري مدير عام شركة أي ستوك لأنظمة المتاجرة بالأسهم، إن الإغلاقات السلبية التي سجلها المؤشر العام على المستوى اليومي، الأسبوعي، والشهري، تؤكد أن الهبوط مستمر.

وذهب إلى أن مؤشر البورصة السعودية قد يتأخر في عملية البحث عن القاع، إلى أن يصل إلى مستويات مغرية، وهي المستويات التي عادة ما تكون عند مستويات قد تكون أدنى من المستوى العادل.

وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو محلل فني لتعاملات سوق المال، أن الأسهم السعودية تنتظر فرصة ارتداد خلال الأسبوع الحالي، وذلك للتخلص من الأسهم لتوفير السيولة في ظل القناعة بعدم بلوغ القاع.

وشدد على أن غياب صناع السوق أثر سلبا على التعاملات، داعيا الصناع للعمل بما يتفق وإستراتيجيات السوق بشكل عام، وذلك لضمان استعادة تحسن النفسيات المتوترة حاليا.

واعتبر أن تماسك المؤشر العام في اليومين المقبلين، سيكون مدعاة لإعادة الروح إلى نفسيات المتعاملين، وهو ما يرجح في نهاية الأمر إعطاء فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب وضع الخطط الجديدة في حال تم ذلك فعلا.