المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع بورصات الشرق الأوسط .. في أكتوبر



مغروور قطر
05-11-2006, 05:50 AM
تراجع بورصات الشرق الأوسط .. في أكتوبر

تراجعت أسواق منطقة الشرق الأوسط في شهر أكتوبر بعد النتائج الإيجابية التي سجلتها في شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين حيث حققت معظم الأسواق الخليجية باستثناء الكويت وعمان أداءً سلبياً. ولقد دفع إنخفاض مؤشر التداول السعودي لكافة الأسهم دون مستوى الدعم المسجل عند 11‚000 نقطة العديد من المستثمرين نحو البيع مما أدى إلى الهبوط المفاجئ والشديد في السوق السعودي ليصل إلى أدنى حد منذ 18 شهرا. ولقد تذبذبت أسواق منطقة شمال أفريقيا خلال هذه الفترة بعد موجة من جني للأرباح خلال النصف الأول من الشهر، وتعافت السوقان المصري والمغربي بقوة مغلقين على ارتفاع، وكما سجل السوق التونسي نمواً إيجابياً كبيراًً. وعم هدوء نسبي على تعاملات السوق الأردني دون اتخاذ اتجاه محدد خلال هذه الفترة.

سجل السوق السعودي، أكبر أسواق المنطقة، انخفاضاً بنحو 13.2% خلال شهر أكتوبر. فلقد شهدت بداية الشهر أداءً إيجابياً للسوق بفضل سلسلة من الأخبار عن شركة سابك، أكبر الشركات المدرجة ضمن المؤشر. وشملت هذه الأخبار شراء الشركة لوحدة الكيماويات في إحدى أهم الشركات الأوروبية، ورفع وكالة ستاندارد أند بورز للتقييم الائتماني تصنيفها الائتماني طويل الأجل للشركة من A إلى A+، والإعلان عن تسوية نهائية لخلاف قانوني مع شركة إكسون للنفط، أهم الشركات الأمريكية. ولكن شهد السوق خسائر متعددة بعد عطلة العيد بلغت 8% خلال 3 أيام مما أدى إلى إنخفاض المؤشر دون مستوى الدعم النفسي 10.000 نقطة. يبقى أداء السوق مدفوعاً بالتحليلات التقنية ويعتبر إنخفاض المؤشر دون مستوى الدعم المسجل ضربة قوية وسلبية للذين توقعوا أو تمنوا تعافي السوق. ووفقا لتوقعات جميع الخبراء لعائدات عام 2006م، فإن مضاعف الأرباح قد انخفض من نحو 22 ضعف إلى 18 ضعف بعد خسائر هذا الأسبوع، حيث أصبح الاستثمار في بعض البنوك والمؤسسات مغريا للمستثمرين.

وعلى الرغم من الأداء المتباين لأسهم السوق الثانوي، إلا أن الطلب لا يزال قوياً على اكتتابات الأسهم الأولية ومن المتوقع أن يستمر في المدى القصير. ومن الملاحظ أن متوسط حجم الاكتتابات الأولية في 2006م كان أعلى بشكل كبير مقارنة بما سجله في عام 2005م، مما يدل على أن السيولة ما زالت متوفرة لفرص الاستثمار في الأسواق الأولية والثانوية.

تركزت التعاملات في أسواق الإمارات خلال الشهر المنصرم في إطار محدود وطغت أسهم إعمار على حجم التبادل في سوق دبي بينما استأثرت أسهم شركة إتصالات بالنسبة الأكبر من حجم التداول في سوق أبوظبي، وشهدت نهاية الشهر إعادة اهتمام بأسهم شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو). وتأثرا بنتائج السوق السعودي، انخفضت نتائج الأسواق الإماراتية خلال الأيام الأخيرة وأغلقت مسجلة انخفاضا بنسبة 3%. وتمثلت أهم أخبار الشركات في إعلان شركة إعمار العقارية عن إرتفاع أرباحها في الربع الثالث من العام بنسبة 39% مقارنة بالفترة نفسها في 2005م مما ساهم في دعم سعر سهم الشركة الحالي وتخلي المستثمرين عن أي عمليات لجني الأرباح في المدى القريب. كذلك أعلنت شركة اتصالات عن نمو إيراداتها بنسبة 40% بفضل النمو المستمر في أسواقها الرئيسة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بينما تستمر الشركة في ترقب فرص التوسع في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

يستمر إقتصاد الإمارات العربية المتحدة في النمو حيث توقع تقرير لصندوق النقد الدولي نموه بنسبة 11.6% في عام 2006م. كذلك حذر التقرير من تراجع النمو الإقتصادي في 2007م بسبب ثبات كميات إنتاج النفط ومحددات الطاقة الإنتاجية. إلى ذلك، يبقى فائض الحساب الجاري مرتفعاً ومن المتوقع أن يصل إلى 37.2 مليار دولار أمريكي في نهاية 2006م أي ما يعادل ضعف الفائض في 2005م. وتسهم السيولة المرتفعة والنمو القوي للإيرادات إضافة إلى التقييمات المشجعة، خاصة بعد موجات التصحيح الواسعة في النصف الأول من العام، في جعل أسواق الأسهم في الإمارات العربية المتحدة من أفضل الأسواق للاستثمار على المدى المتوسط.

وشهد السوق المصري موجة تصحيح معتدلة في منتصف شهر أكتوبر بعد أداء قوي في الأشهر القليلة الماضية. ولكن السوق تعافى في الأيام القليلة الأخيرة تبعا للتوقعات عن إعلان الشركات نتائجا إيجابيا عن الربع الثالث وبسبب بعض التقارير الجيدة من مصارف استثمارية عالمية كبيرة، وأغلق السوق مسجلا ارتفاعا.

وفي خطوة هامة، قامت الحكومة المصرية بخصخصة "بنك الإسكندرية"، والذي يعد رابع أكبر بنك تجاري في مصر، في مزاد ربحه بنك سان باولو الإيطالي. وتندرج هذه الخطوة ضمن توجه مصر نحو إصلاح النظام المصرفي، كما أنها تعد إضافة إلى النمو الملحوظ في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر. وفي أخبار الشركات، أعلنت مصر للإتصالات عن شراء حصة إضافية بنسبة 23.47% من فودافون مصر مما يعد إنجازاً هاماً في قطاع الإتصالات. كما أعلنت أوراسكم للصناعات الإنشائية (أو سي أي) عن شراء حصة 50% من مجموعة جي إل أي، أكبر منتج للإسمنت الجاهز في إسبانيا.

بالرغم من إرتفاع تقييمات السوق بعد الأرباح الكبيرة التي سجلت في الأشهر الثلاثة الماضية تبقى المؤشرات الأساسية للسوق مشجعة للغاية ونتوقع أن تسود هذه الفترة موجة من جني الأرباح على المدى القريب قبل أن تستأنف السوق نموها القوي.

استمر السوق القطري بتحقيق أداء ضعيف على الرغم من إعلان أغلب الشركات عن نتائج إيجابية. وبقى نشاط السوق ضعيفاً إذ ارتكز حجم التبادل على عدد قليل من الأسهم خاصة أسهم بنك الريان. وقد أدى النمو الجيد للإيرادات والخسائر الأخيرة إلى انخفاض التقييمات للسوق إلى 15 ضعف الإيرادات المتوقعة، إلا أن السوق يتطلب عمقاً أكبر من حيث عدد الشركات والأسهم المتداولة وزيادة الاستثمارات الإقليمية من أجل إنتعاش الأسعار وأحجام التداول.

واصل السوق الكويتي أداءه المتميز خلال هذه الفترة إذ ساهمت التوقعات بإيرادات مشجعة للسوق وللشركات في تحقيق نسبة جيدة في عمليات التداول. وفي أخبار الشركات، أعلن بنك الكويت التجاري عن خطة لزيادة حصته في بنك البحرين والكويت، الذي يقع مقره في البحرين، من 23% إلى 51%. بعد الأداء القوي للسوق في الأشهر المنصرمة، وصلت التقييمات والمؤشرات التقنية للسوق مستويات مرتفعة نوعا ما ونتوقع أن تكون هناك عمليات لجني الأرباح في المدى القريب قبل أن يعود التيار الإيجابي على المدى الطويل.

سجل السوق العماني أداء متميزاً خلال هذا الشهر مدعوماً بتزايد إهتمام المستثمرين بفضل النمو الكبير لقطاع العقارات الذي أثار إهتمام المستثمرين في المنطقة ووجه أنظارهم نحو هذا السوق الواعد الذي لم يتم حتى الآن الاستفادة من جميع إمكانياته. وعلى الرغم من الأرباح الكبيرة خلال الأشهر الماضية إلا أن التقييمات تبقى مغرية حيث أن نمو أرباح الشركات المتوقع قد أدى إلى وصول مضاعف الأرباح إلى دون 13 ضعف ولايزال السوق يوفر أفضل نسبة توزيع للأرباح في المنطقة.