تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المتداولون السعوديون بانتظار جواب الهيئة على جملة من المطالب والأسئلة الملحة



مغروور قطر
05-11-2006, 08:34 AM
المتداولون السعوديون بانتظار جواب الهيئة على جملة من المطالب والأسئلة الملحة


المسكنات تضر و لا تنفع
شمعة المعلومة الصحيحة
تضارب لا يحتمل
المؤتمر حلاً






الرياض - نضال حمادية

في وضع لايحسده عليه أحد، بات المتداول في السوق السعودية أسيرا لمجموعة من الضغوط، ابتدأت بالهبوط المتواصل والمريع للمؤشر، مرورا بموجة من الشائعات المكثفة والمختلفة الاتجاهات، ولم تنته عند حدود الاستجابة البطيئة من قبل هيئة سوق المال، ولا حتى عند التحليلات المتبيانة التي لا تكاد تستقر على رأي، في جو ضبابي يصل في بعض جوانبه إلى حد انعدام الرؤيا.

وبينما يسود الوجوم في أوساط المتداولين عامة، فإن كثيرا من المستثمرين يفضلون الصمت على الكلام في مثل هذه الأحوال، إما ليأسهم من جدوى الكلام ووصوله إلى أسماع المعنيين، أو لعدم رغبتهم في نبش الجراح وتحميل أنفسهم مزيدا من الهموم، كما يعبرون.


المسكنات تضر و لا تنفع

بداية طالب المستثمر محمد الفايز هيئة سوق المال بمعالجة جذرية ومتكاملة لأوضاع السوق، حيث إن كل العلاجات التسكينية على حد قوله لا يمكن أن تفيد، بل إن ضررها أكبر بكثير من نفعها على السوق والمتداولين فيها.

وقال الفايز إن هناك استحقاقات كثيرة تأخرت الهيئة في دراستها واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، ومنها مثلا شراء الشركات لأسهمها أو فصل أسهم الحكومة عن المؤشر، وإن تراكم هذه الاستحقاقات وغيرها ربما زاد من مأساوية الأوضاع الحالية، لاسيما وأن المتداولين لا زالوا تحت تأثير صدمة فبراير ولم يصحوا منها بعد.

وأكد الفايز ضرورة إشعار المتداولين بأنهم جزء من القرار ومشاركتهم فيه بالطريقة التي تراها الهيئة مناسبة، أما جعل القرارات تسير باتجاه واحد من الهيئة إلى المتداول الذي ينبغي عليه أن يطبقها دون أدنى اعتراض، فهذا سلوك له انعكاساته غير المحمودة أبدا، لافتا إلى ما يتم تناقله عن إجراءات كيدية اتخذها بعض كبار المضاربين للضغط باتجاه هبوط المؤشر، انتقاما من تجاهل الهيئة لآرائهم في توحيد فترة دوام السوق.


شمعة المعلومة الصحيحة

أما المتداول خالد الحربي فقال إنه يحاول فهم التضارب بين ما تدعو إليه هيئة سوق المال وبين ما تطبقه فلا يستطيع، متسائلا كيف يطالبون الآخرين بالشفافية دون أن يلزموا أنفسهم بها؟.. مشيرا إلى تقاعس الهيئة في تحديد الأسباب الحقيقية لانهيار المؤشر، بعيدا عن الألفاظ العامة والتي تحتمل أكثر من تأويل.

وأضاف الحربي إن أفضل سلاح للقضاء على الشائعات هو محاربتها بالمعلومة الصحيحة، وما دامت هذه المعلومة مغيبة عن المتداول فمن الطبيعي أن يخضع للشائعات، ومن البديهي أن لا تجد دعوات هيئة السوق بشأن نبذ الشائعات آذانا صاغية من المستثمرين، فالمثل يقول إن إشعال شمعة خير ألف مرة من لعن الظلام.


تضارب لا يحتمل

من جهته قال المتداول عباس الأحمد إن حال المتداولين الصغار يكاد يرثى لها، وهم يحاولون البحث عن مصدر موثوق يؤكد لهم هذه المعلومة أو ينفيها دون أن يجدوه، ومما زاد في الأمور تعقيدا أن الشائعات والتحليلات على حد سواء باتت متضاربة إلى حد كبير، فهناك من يقول بأن المؤشر سيرتد، وآخرون يتوقعون الوصول إلى مستويات أدنى من 5 آلاف نقطة، وليس أمام المتداول إلا بعض الوقائع ليبني عليها، وإن كانت هذه الوقائع لا تبشر بخير، لاسيما أن السوق هبط مع نهاية تداولات اليوم السبت بأكثر من 500 نقطة.

وأكد الأحمد أن تدني أسعار الأسهم القيادية إلى مستويات غير متوقعة، ضاعف القلق حول طبيعة هبوط السوق، وأنه قد لا يكون عابرا أو مجرد تصحيح بسيط، حيث إن هناك تأويلات ترجع الأمر إلى تصفية صناديق استثمارية ضخمة، وبعضها يصل حد الإدعاء بأن الحكومة ماضية في بيع نسبة كبيرة من أسهمها في الشركات القيادية وخصوصا سابك، مستندين إلى حجم الأسهم المعروضة للبيع في هذه الشركة والتي لا يمكن لأي شخص أو جهة غير الدولة أن تمتلكها، واستطرد الأحمد أنه لا يميل شخصيا إلى هذا الاحتمال، لأن هناك نية شبه أكيدة لفصل أسهم الدولة عن المؤشر وبالتالي فليس هناك مبرر لبيعها في هذه الفترة.


المؤتمر حلاً

المستثمر بدر العمر أوضح أن بيان هيئة سوق المال حول عدم وجود سبب جوهري لنزول السوق، يستوي وعدمه، وأن هذا البيان يحمل في طياته أحد احتمالين، الأول أن لا تكون الهيئة بالفعل عالمة بالسبب الحقيقي للهبوط الكبير، أو أن تكون عالمة به وتريد إخفاءه، وكلا الأمرين برأي العمر غير جيد ويقلل من ثقة المستثمرين بالهيئة، لا بل إنه يضر بصورة السوق السعودية بين أسواق المنطقة والعالم.

وتابع العمر إن تواصل الهيئة مع جمهور المتداولين عبر القنوات الإعلامية هو مطلب يتسع يوما بعد يوم، متمنيا أن يكون للهيئة مؤتمر صحفي أسبوعي يتناول جميع شؤون السوق، بما فيها شرح القرارات والتعقيب على الشائعات وإعطاء المتداولين فكرة عن أي خطوة تستعد الهيئة لاتخاذها، فالإنسان عدو ما يجهل، وربما يعادي البعض قرارات صحيحة لأنهم لم يجدوا من يوضح لهم فوائدها.

والتمس الفايز العذر لهيئة سوق المال بإدارتها الحالية، والتي قد تكون ورثت تركة من أخطاء السابقين، علاوة على محاربتها من بعض المتنفعين الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم حتى ولو انهارت السوق كليا، غير أن الفايز عبر عن ثقته بقدرة الهيئة على تخطي كل ذلك بالتعاون مع غالبية المستثمرين، وليس بالانعزال عنهم، قائلا إن هؤلاء المستثمرين هم من أحرص الناس على ازدهار السوق لأنهم وضعوا فيها مدخراتهم وأملهم بتحسين أوضاعهم المالية.