تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : 6مليارات ريال خسائر الأسهم في يوم واحد والمحللون يعجزون عن التفسير



مغروور قطر
11-11-2006, 05:10 PM
6مليارات ريال خسائر الأسهم في يوم واحد والمحللون يعجزون عن التفسير


خسائر مؤلمة
ردود فعل الأفراد
علامات استفهام
انهيار الأسهم القيادية






دبي – شواق محمد

تلقت الأسهم السعودية مجدداً ضربات موجعة في تداولات السبت 11-11-2006، خسرت معه نحو 6 مليارات ريال من قيمتها السوقية تقريباً، لتشهد السوق بذلك يوماً عصيباً ضمن مسلسل نزيف الخسائر الحادة، الذي بدأ أولى حلقاته قبل 3 أسابيع تقريباً، وليس من المعروف حتى للمحلليين، متى سيتم إسدال الستار على الفصل الأخير منه، في الوقت الذي ذكر فيه الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس هيئة السوق المالية السعودية، أن هبوط السوق أوصلت الأسعار إلى مستويات منخفضة غير مبررة، ولا تعكس الوضع القوي للاقتصاد السعودي.


خسائر مؤلمة


هيئة السوق المالية تضطلع بمهام تنظيم السوق، وحمايته من عمليات الغش أو أية تلاعبات غير مشروعة، والهيئة لاتدخر جهداً في هذا الإطار
د.عبد الرحمن التويجري

وأنهي المؤشر العام الجلسة بخسائر كبيرة إقتربت نسبتها من 5 % تعادل 408.15 نقطة، ليغلق المؤشر فوق مستوى الـ 8000 نقطة بقليل، وهو أدنى مستوى له منذ بداية العام الماضي 2005، فيما جاءت قيمة التداولات متدنية للغاية إقتربت بالكاد من 5 مليارات ريال ( الدولار يعادل 3.75 ريال).

وقال التويجري في حديثه لقناة العربية من العاصمة السعودية "الرياض"، "السوق تمر حالياً بمرحلة هبوط حادة، وهناك خسائر كبيرة للمستثمرين وهو مؤلمة للغاية ليس لهم فقط بل لنا ايضاً" لافتاً إلى ان الهيئة لاتتدخر جهداً على طريق حماية السوق، ومصالح المستثمرين.

وأضاف التويجري، أن حالة الانخفاض أوصلت الأسعار إلى مستويات غير مبررة، خاصة إذا وضعنا في الإعتبار الوضع القوي للاقتصاد السعودي والتوقعات المتفائلة له، مشيراً إلى أن الفرص الاستثمارية بالسوق عالية جداً في الوقت الحالي، داعياً المتعاملين السعوديين باتخاذ قراراتهم الاستثمارية بناء على هذه الحقائق والمعطيات.

وبسؤاله عن دعوة المحللين بتدخل الهيئة لوقف نزيف الخسائر، قال رئيس هيئة السوق المالية "هيئة السوق المالية تضطلع بمهام تنظيم السوق، وحمايته من عمليات الغش أو أية تلاعبات غير مشروعة، والهيئة لاتدخر جهداً في هذا الإطار".

وحول وجهة النظر التي تشير إلى وجود خلل وعدم قدرة السوق على تعديل مساره بشكل ذاتي، علق التويجري بقوله "لم يحدد مؤيدوا هذه النظرية ما هو هذا الخلل حتى يتسنى لنا اصلاحه، الهيئة على استعداد تام للسماع اليهم والحديث معهم، وتعديل أي خلل يثبت وجوده".


ردود فعل الأفراد


محمد العمران



وألقت حالة السوق الهبوطية بتأثيرات نفسية سيئة للغاية على المتداولين، الذين تباينت ردود أفعالهم ما بين مكتفي بموقف المتفرج على حركة الأسعار، و ضاحك على غرار شر البلية ما يضحك، وآخرون ساخطون نتيجة لضياع أموالهم، إلا أن جميعهم يبحثون عن منقذ من ظلام الهبوط الحالك.

ويتسأل عبد اللطيف آل الشيخ مستثمر بالسوق في حديثة لـ "التقرير" "مادام رئيس هيئة السوق المالية يرى أن الأسعار وصلت إلى مستويات جاذبة للشراء، فلما لا يتم توجية الصناديق سوء المملوكة للدولة أو التابعة للبنوك بالدخول للشراء، بما يمثل دعم حقيقي للسوق في الحالة الحالية.

ومن جانبه وصف محمد العمران عضو جمعية الاقتصاد السعودي، الوضع العام للسوق السعودية بقوله "إنها كارثة تاريخية للاقتصاد السعودي، أصبحنا نربط ما يحدث بالإنهيارات التي حدثت في أسواق اقليمية دولية"، مشيراً إلى غموض شديد يغلف حالة السوق حالياً.

وأشار العمران في حديثة لقناة العربية إلى اعتقاده بأن أسباب الانهيار اكبر من هيئة سوق المال أو وزارة المالية على حد وصفه، لافتاً إلى أن أسباب الهبوط غير معروفة للكثير من المتعاملين، وأن الجميع فقدوا السيطرة على السوق، وعلى ميزان العرض والطلب، متعجباً بتناقض أوضاع سوق المال مع الوضع القوي للاقتصاد السعودي.

وأضاف "الوضع يستدعي تدخل أكبر سلطة في الدولة، في إشارة منه إلى تدخل ملكي من جانب خادم الحرمين الشريفين لوقف الخسائر"، موضحاً أن التدخل الأفضل يأتي في صورة قرارات تحد من الهبوط، وليس التدخل المباشر.


علامات استفهام


هناك زيادة كبيرة في حجم المعروض مقابل ضعف الطلب رغم أن الأسعار الحالية تعتبر مستويات شراء وليست بيع، هناك علامات استفهام حول تدني مستوى الطلب
نبيل المبارك

وقال تركي فدعق الرئيس التنفيذي لمركز الاستشارات المالية بالسعودية، " في اسوء الظروف، وعلى اعتبار أن الحالة النفسية للمتداولين في ادنى مستوياتها على الاطلاق، اتوقع أن يتحرك المؤشر بين مستويات 7500 إلى 8000 نقطة"، مؤكداً على صعوبة النزول تحت هذه المستويات، لأن ذلك يعني أن أسعار الأسهم ستعود إلى مستويات فبراير من العام 2004، فيما تقف السوق حالياً على أعتاب مطلع العام 2005.

وذكر نبيل المبارك الكاتب الاقتصادي، "هناك زيادة كبيرة في حجم المعروض مقابل ضعف الطلب رغم أن الأسعار الحالية تعتبر مستويات شراء وليست بيع، هناك علامات استفهام حول تدني مستوى الطلب" مضيفاً أن الوقت الحالي يشهد قيام البعض بعمليات شراء بعرض الاستثمار طويل الاجل، واعادة بناء مراكز مالية جديدة بالاسعار الحالية.

ونشرت صحف محلية اليوم مجموعة من المقالات لعدد من المحللين والكتاب السعوديين، تحت عناوين مختلفة من حيث الصياغات اللغوية، إلا أنها في إتجاه واحد تقريباً من حيث المضمون، حيث تطرح جلها تساؤلات جادة حول مصير سوق الأسهم السعودية، منها مقال للدكتور مقبل صالح أحمد الذكير تحت عنوان "أين يكمن قاع سوق الأسهم؟" واخر بعنوان " مفارقة: الاقتصاد السعودي ينمو إلى 1.3 تريليون والأسهم تتهاوى 60 %" لكاتب عبد الحميد العمري.

ويقول الدكتور بدر بن حمود العماج، في مقالة بعنوان "إلى أين يتجه مؤشر سوق الأسهم السعودية؟" هل تخرج الهيئة من الصمت وتفرحنا بتوضيح فيه شفافية حتى نستطيع أن نعرف إلى أي اتجاه سيذهب مؤشر السوق، ويضمن لنا استمراريته أو عدمها؟


انهيار الأسهم القيادية

وخرجت 3 أسهم عن الاتجاه العام الهبوطي للسوق لتغلق على ارتفاع بقيادة نماء للكيماويات مرتفعاً بنسبة 9.09% إلى سعر 36 ريالاً، وسهم "سامبا" بنسبة 0.37% مسجلاً 136.5 ريال، ثم سهم جرير بنسبة 0.33% بسعر 150 ريالاً.

خسرت نحو 48 شركة أكثر من 9% من قيمتها، جاء من بينها 3 أسهم قيادية هوت بقرب النسبة القصوى (10%)، هي "الراجحي"، واتحاد الاتصالات، وكهرباء السعودية، فيما هبط سهم "سابك" 2.14%، ليغلق عند سعر 103 ريال، وهو أدنى مستوى له منذ ما يقرب من عامين تقريباً.

وضربت موجات الخسائر الحادة أسعار الأسهم السعودية مجدداً، مع بداية التداولات، وهوى المؤشر العام في الدقائق العشر الاولى من الجلسة بقرب الـ 5 %، وسط انخفاض حاد لأسعار الأسهم القيادية بقيادة قطاعي البنوك والاتصالات.

وارتفع سهم "سابك" في اللحظات الأولى من الجلسة، مما مثل عامل دعم مؤقت، سرعان ما غلبه الاتجاه العام للسوق، ليزيد بهبوطة من الضغط على المؤشر الذي إقترب بشده بعد الافتتاح بقليل من كسر مستوى 8000 نقطة، إلا انه تلقى دعما من بعض الشركات الكبيرة قلصت قليلاً من خسائره.

وخسر المؤشر العام نحو 4.07% بحلول الساعة 11:13 مسجلاً 8084.09 نقطة، وسط تداولات لم تتجاوز حوالي 400 مليون ريال، وفي هذه الاثناء لم تشهد اية شركة ارتفاع سعري لتسجل الشركات الـ 83 المتداولة هبوطاً اعنفه ظهر في القطاع الزراعي والخدمات والأسمنت.

وكانت منتصف جلسة التداول السوق السعودية قد شهدت مزيداً من الشد والجذب، تحاول السوق التماسك حول مستويات الـ 8000 نقطة أو أقل منها بقليل، فيما شبه محللون ما يحدث بأنه "كارثة" تحتاج إلى تدخل من جانب السلطات العليا في المملكة لوقف النزيف المتلاحق للخسائر، وتفادي الضياع الكامل لمدخرات المواطنين.

وخسر المؤشر العام للسوق بحلول الساعة 13.17 بالتوقيت السعودي، من تداولات السبت 11-11-2006 نحو 5.15% مسجلاً 7992.85 نقطة، بما يمثل ادنى قراءة للمؤشر منذ بداية العام 2005، في الوقت الذي غمر اللون الأحمر جميع الشركات دون استثناء، ودفع الأسهم القيادية إلى مستويات دنيا لم تشهدها من فترات طويلة.
وبلغت قيمة التداولات حوالي 3 مليارات ريال( الدولار يعادل 3.75 ريال)، بتداول 57.1 مليون سهم، من خلال تنفيذ 72.8 ألف صفقة.

وهوى المؤشر العام للسوق السعودية دون مستوى الـ 8000 نقطة، عند الساعة 11:47 بالتوقيت المحلي، وفاقت خسائره في هذه الأثناء 5.5%، مع استمرار الهبوط على جميع الشركات المتداولة دون استثناء، وسجل قيمة المؤشر 7962.81 نقطة، بما يمثل تقريباً مستوياته في مطلع العام 2005.