المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثلاث رسائل لا تقبل التشفير: بها تتضح حقيقة الانهياررر..



سهم متذبذب
13-11-2006, 04:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، نبينا محمد وعلى أله وصحبه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين ..

أما بعد...

الرسالة الأولى:- موجهة إلى كل لص أو مجرم..

* أخي لعلك تعلم أنه مثل ما أن العبد سيحاسب على كل صغيرة وكبيرة يعملها طوال مدته في الدنيا ، فكذلك هو بالأخص محاسب على كل صغيرة وكبيرة تحصل في أمواله طوال بقائها معه ، لأنها من محض فضل الله عز وجل ليرى صنيع عبده بها ولأن المال له علاقة مباشرة أو غير مباشرة ببقية الأعمال ، وأموال العبد لم يحصل عليها بعيداً عن فضل الله على الناس ، وإلا لكانت حجة قارون أغنى رجل على وجه الأرض له وليست عليه حينما ادعى تحصيل المال بعلمه ، ومن أجل الابتلاء والاتعاض بالغير جعل الله المال زينة الحياة الدنيا حتى يرى سبحانه فعل عباده ويرى عباده كيف تضرب الأمثال فيمن يخالف الصراط المستقيم ويكفر بنعمة الله ويجحد رقابته عليه ، ومن هذا المنطلق ظهرت فئة أغواها الشيطان فاكتسبت المال من غير حله وأنفقته في غير حله ولن يقبل الله إلا طيبا ، هؤلاء المجرمون سيأتي يوم يتعجبون فيه حينما يرون كتابهم لم يغادر حتى الهللة الواحدة وأقل من ذلك إلا وأحصاها عليهم أو لهم..وهنا أدعوكم للتأمل في سياق بعض الآيات المستخرجة من القرآن الكريم..

قال تعالى :{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (46) سورة الكهف

ثم في سياق الحديث بآتين تلت الآية السابقة ذكر الله سبحانه بيوم القيامة وبعض اهواله وحشر الناس فيه ، ثم وصف الآية العرض علي رب العالمين صفاً ، حتى جاءت الآية التالية..

قال تعالى :{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (49) سورة الكهف

وهذه الآية يستغرب المجرمون فيها أن كتابهم لا يغادر أي عمل عملوه تشير ضمنياً إلى الحساب الدقيق الذي يخص الأموال وجامعيها بالذات كونها زينة لمن يريد الدنيا..والمعنى يشمل غير ذلك من الأعمال دون شك ولكن السياق يؤكد لنا أهمية حقوق العباد وهضمها بالسرقة أو الغش أو منعها عن مستحقيها..والجحيم هي المأوى لمن طغى في دنياه وآثرها على أخراه..فسبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم


الرسالة الثانية:- موجهة إلى كل غافل عن حكمة الله..

* مما لا شك فيه أنه حتى مع كون الابتلاء قد قدره الله عز وجل للناس وللمؤمنين خاصة ، فإن هذا لا يلغي المسئولية الشخصية عن المبتلى إذ أن الله لا يبتلي ولا يمتحن إلا بعدله ، وكل مصيبة أو خطأ هي من أنفسنا بالدرجة الأولى ، وكل رزق أو صحة أو هداية فهي بفضل الله أولاً ثم بالدعاء ثانياً والبحث والتبصر ثالثاً..وقد أمرنا أن نأكل من الطيبات وإلا سنظلم أنفسنا بأنفسنا..

قال تعالى:{..كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (57) سورة البقرة

وليعلم الجميع بأن الله وعد بالمغفرة لمن يسترجع حينما تصيبه البلوى وعد ناجز ، ولكن الأهم ليس قول عبارة إنا لله وإنا إليه راجعون لفظاً هكذا دون تدبر معناها فقولها كل أحد يستطيعه ، وإنما الأهم هو في تحقيق معناها فكراً وحالاً واليقين بأن المال والأنفس والثمرات وكل شئ في الدنيا هو لله وله أن يفعل به ما يشاء ، وبذلك يخف وقع المصيبة على المؤمن..

قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (155-157) سورة البقرة


قاعدة للحفظ : فقط للملك سبحانه أن يتصرف في ملكه كيفما أراد بخلاف المسئول الذي يكتسب من اسمه الشيء الكثير..ولكن على منهج معتدل..


الرسالة الثالثة:- موجهة لكل مسئول ورئيس..

* إذا كانت الأخطاء ستستمر ، وسبل مواجهة الأزمة في كل مرة تنعدم ، وإخفاء الحقائق لا يزال مستمراً ، وتدافع المسئوليات أصبح واضحاً جلياً ، والخوف قد أطبق الشفاه عن مواجهة الكارثة ، سمعنا بوجود محاكمة فإن كانت مجرد غرامات مالية تخلو من استرداد للحقوق واعادتها لأهلها فالله وحده المستعان ، وعندها نستطيع القول بأنه قد وقع أمر جلل ومصاب العظيم وستتجه القلوب لله لتدعوه دعاء المضطر ، فنحن حينما نلجأ لغير الله فإننا ممقوتين عند الله عز وجل ومنبوذين عند سواه من الناس ، وبعد اليقين بفضل اللجوء لله نقول بأننا لن نسمع أصواتنا لغير الله مرة أخرى ومتابعة الحدث هو من صميم عمل المسئولين وهم محاسبون على تفريطهم ، فدونكم أعمالكم ودونهم أعمالهم والحساب يوم الحساب والله سريع الحساب ، ولسان حالنا جميعاً يقول : ربنا اغفر لنا ..عفوك يا الله..عفوك يا الله ..لم يقبلنا غيرك ، ولن يقبلنا سواك ؟؟ فهل تقبل بنا ؟؟


ختاماً..

على الجميع أن يقول الحق ويطالب بالحق ولا يخاف غير الله عز وجل ، لأن الله سبحانه أمرنا أن لا نخاف أي شيء دونه كائناً من كان..خوف نفع أو ضر..لأن هذا النوع من الخوف هو الذي لا ينبغي صرفه لغيره سبحانه كما أشارت بعض آيات القرآن الكريم لهذا المعنى..بخلاف الخوف الفطري الملاصق للانسان ويختلف فيه كل شخص عن الآخر بالنسبة لإظهاره للناس أو إخفائه عنهم..والخلاصة أنه لا ينبغي للمؤمن أن يخاف غير الله عز وجل ، فكل ما دون الله لا يخيف المؤمن الملم بالقواعد الفقهية المعروفة..

قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ -وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ - وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (36) سورة الزمر

وقال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*} (18) سورة الحـج

خاطرة: كرامة الانسان لا تكون إلا بخضوعه لله فقط وسجوده لله وحده ، وافراده عز وجل بأنواع العبادات من خوف ورجاء ودعاء وغير ذلك..


هذا والحمد لله رب العالمين..


ولكم الحديث...

مغروور قطر
13-11-2006, 04:35 PM
جزاك الله خير

سهم متذبذب
13-11-2006, 05:03 PM
يرفع للفائدة..

رحال
13-11-2006, 05:04 PM
بارك الله فيك !!!

alanood
13-11-2006, 05:12 PM
: كرامة الانسان لا تكون إلا بخضوعه لله فقط وسجوده لله وحده ، وافراده عز وجل بأنواع العبادات من خوف ورجاء ودعاء وغير ذلك..

شكرا جزيلا سهم جعله الله في ميزان حسناتك...وصدقت اخي

سهم متذبذب
13-11-2006, 07:37 PM
قال تعالى:{..كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (57) سورة البقرة

A.L.I
13-11-2006, 07:40 PM
جزاك الله خير اخوي

خاربه خاربه
13-11-2006, 11:28 PM
جزاك ربي الخير يارب

والف شكر لك للتذكير وربي يذكرك بالشهاد ويذكرنا يارب

سيف قطر
14-11-2006, 10:26 AM
جزك الله الف خير