المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألا وإنّ في الجسد مضغة



خاربه خاربه
14-11-2006, 02:48 AM
منقول

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

((ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )).
(( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)).
(( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)) .
أما بعـــــد :

على كل مسلم ومسلمة الاعتناء والاهتمام بحياة القلب لأنه إذا صلح القلب صلح الجسد كله ، وإذا فسد القلب فسد الجسد كله.

قال ابن رجب رحمه اللَّه : " القلب مَلِكُ الأعضاء ، وبقية الأعضاء جنوده ، وهم مع هذا جنودٌ طائعون له ، منبعثون في طاعــته ، وتنفيذ أوامره ، لا يخالفونه في شيء من ذلك ، فإن كان الملك صالحاً كانت هذه الجنود صالحــةً ، وإن كان فاسداً كانت جنــوده بهذه المثابة فاسدةً ، ولا ينفع عند اللَّه إلا القلب السليم ، كما قال تعالى : يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون. إلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .

والقلب محل الإيمان كما قال تعالى : يَا أيُّها الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهم وقوله تعالى : أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَان .
فدلت هذه الآيات على أن أصل الإيمان في القلب ، وأن الإيمان لا يثبت لأحد حتى يدخل القلب ويقوم به ..
والأدلة أيضاً كثــــيرة من السنة على أن أصل الإيمان في القلب منها : قوله: " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) متفق عليه

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه : ( فــإذا كان القـلب صالـحاً بما فيه من الإيمان علماً وعملاً قلبيّاً ، لزم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق ... ).

وقال ابن القيم رحمه اللَّه لما ذكر هذا الحديث : ( ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف في الجنود، الذي تصدر كلها عن أمره فهو فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به ، القابلة لما يأتيها من هديتـه ، ولا يستقيـم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته ، وهو المسؤول عنها كلها، لأن كل راع مسؤول عن رعيته : كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده أولى ما اعتمد عليه السالكون ، والنظر في أمراضه وعلاجه أهم ما تنسك به الناسكون)

وقال ابن رجب رحمه اللَّه لما ذكر هذا الحديث : ( فيه إشارةٌ إلى أن صلاح حركات العبد بجوارحه، واجتنابه للمحرَّمات واتِّقاءه للشُّبهات بحسب صلاح حركــة قلبــه ، فإن كان قلبه سليماً، ليس فيه إلا محبة اللَّه ومحبة مايحبه اللَّه وخشية اللَّه وخشية الوقوع فيما يكرهه ، صلحت حركات الجوارح كلها ، ونشأ عن ذلك اجتنابُ المحرّمات كلها ، وتوقي الشبهات حذراً من الوقوع في المحرمات . وإن كان القلب فاسداً ، قد استولى عليه اتَّباع هواه ، وطلب ما يحبّه ، ولو كرهه اللَّه ، فسدت حركات الجوارح كلها، وانبعثت إلى كلّ المعاصي والمشتبهات بحسب اتّباع هوى القلب)

وقال ابن حجر رحمه اللَّه : ( وخص القلب بذلك لأنه أمير البدن، وبصلاح الأمير تصلح الرعية، وبفساده تفسد ، وفيه تنبيه على تعظيم قدر القلب ، والحث على صلاحه ... )

مما تقدم تبين لنا أهمية القلب ، وأنه إذا صلح صلح الجسد كله ..وأن صلاح هذا القلب وسعادته وفلاحـــه موقوف على هـــــذين الأصلين الكتاب والسنة كما قال تعالى : (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ)) ، فأخبر سبحانه وتعالى أن حياتنا إنما هي باستجابتنا لما يدعونا إليه اللَّه والرسول من العلم والإيمان فعلم أن موت القلب وهلاكه بفقد ذلك.
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : ( وأصل صلاح القلب هو حياته واستنارته، قال تعالى: )أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاس كَمَن مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)). لذلك ذكر اللَّه حــياة القلوب ونورها وموتها وظلمتها في غير موضع كقوله تعالى : ((لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيحِقَّ الْقـَوْل عَلَى الكَافِرِيــــن ))، وقوله تعــــالى : ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ ولِلرَّسُولِ إذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ )) ثم قال تعالى :(( واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه وأنَّهُ إِليْهِ تُحْشَرُون) ، وقال تعالى: (( يُخرْجَ الحَيَّ مِنَ المَيّـت ويُخْرِج الْمَيــــّت مِنَ الحَيّ)) ... إلى أن قال: وإنما المقصود هنا ذكر حياة القلوب وإنارتها وفي الدعاء المأثور : " اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا "
ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب ، تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح - سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها . ولما كان الحزن والهمّ والغمّ يضاد حياة القلب واستنارته - سأل أن يكون ذهابها بالقرآن، فإنها أحرى أن لا تعود ، وأما إذا ذهبت بغير القرآن: من صحة ، أو دنيا ، أو جاه ، أو زوجة ، أو ولد - فإنها تعود بذهاب ذلك"

{راشد}
14-11-2006, 03:40 AM
جزااااااج الله خيراً,,

والله يعطيج العاااااااااافيه

العجمىq8
14-11-2006, 03:45 AM
جزاج الله الف خير

غزلان
14-11-2006, 09:40 AM
جزاك الله خير

مغروور قطر
14-11-2006, 09:41 AM
جزاج الله خير اختي