المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انهيار البورصة لا يؤثر في الاقتصاد الحقيقي سلبا



مغروور قطر
18-11-2006, 06:12 AM
دراسة ل'دوتشيه بنك' عن أسواق الكويت والمنطقة
انهيار البورصة لا يؤثر في الاقتصاد الحقيقي سلبا


18/11/2006 كتب المحرر الاقتصادي:
يتابع دوتشيه بنك التطورات الاقتصادية التي تشهدها مختلف مناطق العالم، كما يولي اهتماما خاصا الى منطقة الشرق الاوسط وعمليات التصحيح التي تعرضت لها الكثير من الاسواق المالية في المنطقة. ويقوم باصدار تقارير ودراسات منتظمة عن الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية لهذه الأسواق
وفيما يلي الدراسة التي نشرها في الثامن من نوفمبر الماضي عن استراتيجية الشرق الاوسط، والتي قال البنك فيها ان المنطقة قد مرت بما يسمى المرحلة النموذجية مما تتعرض له الاسواق الناشئة من ازدهار يتبعه تدهور او تراجع شديد في الاسواق المالية فيها، ولكن انهيار السوق لم يتمخض عن اثار سلبية كبرى على المقومات الاقتصادية الحقيقية لدول المنطقة.
قال البنك في مقدمة الدراسة التي صدرت تحت عنوان 'استراتيجية الشرق الاوسط.. حان الوقت لالقاء نظرة أخرى'، انه يتعين على المستثمرين ان يتخذوا من هذا التقرير عاملا واحدا فقط من عوامل صنع قراراتهم الاستثمارية، وألا يغضوا الطرف عن العوامل الاخرى التي تساهم في صنع القرار الاستثماري.
واضاف التقرير ان تقييمات اسعار الاسهم في دول المنطقة في الوقت الحاضر تعتبر معقولة، بينما اعتبر وضع الاقتصادات الكلية في هذه الدول لا نظير له، آخذا في الاعتبار ان النمو في هذه الاقتصادات يظل قويا بفعل المقومات الاقتصادية في دول المنطقة من جهة، ونتيجة لاستمرار النمو القوي في اقتصادات دول اسيا، الذي قال انه سيستمر في لعب دور بارز في الحفاظ على اسعار النفط مرتفعة، ما يعني استمرار تدفق الفوائض النفطية على خزائن تلك الدول، وان الحركة الاقتصادية في دول الشرق الاوسط اقل دورية منها في باقي الاسواق الناشئة، في حين اعتبر ان المخاطر الرئيسية التي تواجه هذه الاقتصادات ذات علاقة بالاسهم، اكثر منها مخاطر جهازية او عامة.
من هذا المنطلق، فقد حان الوقت لالقاء نظرة جديدة على الاسواق الشرق اوسطية وانتقاء الاسهم من اسواقها.
انفجار الفقاعة
وقال التقرير ان المنطقة قد اجتازت مرحلة نموذجية من الوفرة المفرطة، والنشاط والحيوية البالغين على غرار ما تمر به الاسواق الناشئة في العادة، وان الاسواق في الوقت الحاضر قد تراجعت لتصبح اقل بنسبة تتراوح بين 40 % و 60 % عما كانت عليه ذروة ارتفاعاتها منذ ما يتراوح بين ستة اشهر واثني عشر شهرا.
اما الدروس التي يمكن استخلاصها من انفجار الفقاعات في مناطق اخرى من العالم فهي ببساطة تنبئ بان الاسواق ستتهاوى بما نسبته بين 50% و80%، وبان هذا الانخفاض سيستمر فترة اقصرها سنة واحدة واطولها ثلاث سنوات. اما أعظم المخاطر التي يمكن توقعها، فربما تحط رحالها عندما تنهار العملات المحلية ويتهاوى النظام المصرفي.
غير ان التقرير يرى ان منطقة الشرق الاوسط متحصنة بوضع نموذجي يتمثل في ارتفاع اسعار النفط التي تواصل صعودها الى مستويات قياسية، الامر الذي مكنها من التمتع بوضع ومقومات اقتصادية كلية افضل بكثير، وهو ما حال دون امتداد اثار انهيار الاسواق الى الاقتصاد الحقيقي.
وكان من نتيجة ذلك انه لم تتولد أي ضغوط على العملات المحلية، كما اثبت النظام المصرفي قدرة وصمودا كبيرين، كما اننا لم نشهد افلاسات وانهيارات على نطاق واسع.
أسعار الأسهم معقولة
من الملاحظ ان اسعار الاسهم في الوقت الحاضر قد عادت الى مستويات معقولة في معظم الحالات، حيث اصبح مضاعف او نسبة القيمة السوقية مقابل العائد Price/Earning Ratio(P/E) (ويحتسب بعدد المرات، اذ يتم استخراجه من خلال قسمة القيمة السوقية لاسهم الشركة على العائد الذي حققته في فترة زمنية محددة) أصبح يتراوح بين 10 و22 مرة، في حين وجد التقرير ان تداول الاسواق العربية يتم على مستويات اعلى بواقع 14% من باقي فئات الاصول.
اما نسبة القيمة السوقية الى القيمة الدفترية، Price/Book Value Ratio وتحتسب بعدد المرات ايضا ، فتبلغ في المنطقة 3.6 مرات، وهو ما يزيد بنسبة 50% على باقي فئات الاصول. ويعتبر ذلك نتيجة واضحة للهوامش المرتفعة في المنطقة بفضل العائدات المرتفعة على الاسهم ROEs. وهذا الاستنتاج يجعل بنك دوتشيه يتوقع ان يعمد المستثمرون الى التركيز بصورة اكبر على مؤشرات السعر على العائد على الاسهم PE Ratios الى الوقت الذي يبدا فيه النمو بالتباطؤ بصورة كبيرة ومؤثرة، او تبدا فيه الهوامش بالتراجع.
الكويت والبحرين
وفي أسواق مثل الكويت والبحرين، فان التداول يتم في الواقع بشيء من التحفظ وبأقل مما هو عليه في الاسواق الناشئة من حيث نسبة السعر على العائد، وبزيادة طفيفة فيما يتعلق بنسبة القيمة السوقية مقابل القيمة الدفترية.
وفي الاسواق الناشئة التي تتمتع بفائض كبير من رؤوس الأموال، يغلب الميل نحو التداول بعلاوة او زيادة عن باقي فئات الاصول بمرور الوقت.
وتعتبر تشيلي وماليزيا افضل الامثلة على ذلك. ومن هنا فإننا نتوقع ان يكون التداول في المنطقة بزيادة عما هو لدى بقية الاسواق الناشئة.
المناخ الاقتصادي الكلي ممتاز
يعتبر المناخ الاقتصادي الكلي في المنطقة ممتازا، بل إنه أقوى الاقتصادات ضمن الاسواق الناشئة، ويعزى ذلك الى عدة عوامل منها ان مقومات هذه الاقتصادات لا تتحمل سوى ديون خارجية ضئيلة، وفي المقابل تتمتع بفوائض هائلة من الحسابات الجارية، ومراكز مالية بالغة القوة، وذلك علاوة على وضع السيولة القوي الى درجة استثنائية، في الوقت الذي تلعب فيه رؤوس الأموال التي تتدفق من خارج المنطقة دورا بسيطا في أسواقها.
وقال دوتشيه بنك ان من شأن هذه العوامل ان تكرس المنطقة كواحدة من أكثر مناطق الاسواق الناشئة مقاومة وأشدها تصديا للتقلبات التي تطرأ على ميول المستثمرين في الاسواق الناشئة، فضلا عن افتقارها الى الرغبة في المجازفة وركوب المخاطر، بالاضافة الى انه نظرا للمستويات العالية من الفوائض المالية، فإن المنطقة تعتبر قادرة على التعامل والتأقلم مع أي تطورات قد تشهدها الاسواق، بخلاف انهيار رئيسي في اسعار النفط العالمية.
فرص للمزيد من النمو
من المرجح ان يبقى النمو الاقليمي في المنطقة قويا جدا، ويعزى هذا النمو الى اكثر من سبب، ولكن أهم الاسباب يتمثل في الخطط التي وضعتها حكومات المنطقة لإنفاق مبالغ ضخمة على المشاريع الرأسمالية في مختلف دول مجلس التعاون، وكذلك الاجراءات التي اتخذتها هذه الحكومات نحو تطبيق ديناميكيات الاسواق لتفعيلها وتنشيطها، وذلك من خلال الاصلاحات الهيكلية في البنى التحتية، والانضمام الى منظمة التجارة العالمية، بما يتيحه هذا الامر من امكانات لدخول الاسواق في مختلف دول العالم واجراء الاتفاقيات والمبادلات التجارية. وأخيرا القوانين المشجعة التي بادر كثير من هذه الحكومات الى سنها، او الغاء القوانين غير المواتية منها، بغرض تحرير اسواقها وجعلها اكثر جذبا لرؤوس الأموال الأجنبية.
ويعود ذلك الى النمو البطيء في حصة الفرد من الناتج المحلي الاجمالي، فضلا عن الاختراق المتدني للسلع والخدمات الرئيسية في اسواق المنطقة حتى الآن.
ويضاف الى ذلك الانتشار الواسع والغزو الكبير لرؤوس الأموال الخليجية خارج المنطقة بهدف الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها نسب النمو المرتفعة والتزايد السكاني في الخارج.
مخاطر الأسهم
تشتمل المخاطر الجهازية او العامة بصورة واضحة على انتشار وامتداد حالة عدم الاستقرار السائدة في العراق الى باقي دول المنطقة وما يترتب عليه من نتائج ذات آثار ضارة باقتصاداتها، فضلا عن هبوط كبير في اسعار النفط العالمية يكون من شأنه التأثير في مداخيل دول المنطقة وايراداتها التي تعلق عليها أهمية كبيرة في تغذية ماكينة التطوير والتنمية لديها، وذلك في ضوء المشاريع الرأسمالية التي رصدت لها مليارات الدولارات على مدى السنوات الخمس أو العشر المقبلة.
النزاع الأميركي - الإيراني
كما ان النزاع القائم بين الولايات المتحدة وايران حول مسألة التخصيب النووي يعتبر توازنا بين أسعار نفط اكثر ارتفاعا وبين تفادي وقوع مخاطر محلية. وقد ظل هذا الامر عاملا غير سلبي حتى هذا الوقت.
ومن هنا فإن المخاطر الرئيسية ذات علاقة لصيقة بالأسهم أكثر من كونها مخاطر عامة، ونسلط الضوء على اربع فئات منها بهدف التعريف بها وتبيان مدى علاقتها واثارها في تطورات السوق صعودا وهبوطا:
حدوث تدهور او انهيار جديد في الاسواق المالية، ونعتقد أن كثيرا من الاحتمالات المتعلقة بهذا الأمر قد تم استبعادها من خلال النظام.
من المحتمل ان تعمد الشركات الى دفع أكثر من الاسعار الحقيقية ثمنا للاصول التي تراها جاذبة، او تجد لديها رغبة في الاستثمار فيها، وذلك ناتج عن وفرة المصادر المالية والفوائض في دول منطقة الخليج، والتي تلاحق فرصا استثمارية قليلة متاحة في المنطقة على أمل الحصول على جانب منها.
تعتبر الهوامش بالغة الارتفاع، ويمكن أن تسفر المنافسة عن القضاء على فرص تحقيق عوائد مجزية وتؤدي الى تآكلها.
إن ضعف الشفافية، ومحدودية الوسائل والأدوات التحليلية التي تجعل استقرار المستقبل أمرا ضعيفا، الى جانب أنظمة مراقبة وادارة الشركات التي أخذت في التطور في الآونة الأخيرة، تعني في مجملها ان مخاطر لا يستهان بها ستنبثق من هذه المنطقة.

قصة نجاح مشتركة بين الصين ودول الخليج
يقول دوتشيه بنك ان قصة النجاح والنمو الصيني لا تسير في معزل عن النجاح الذي حققته جاراتها من الدول في منطقة شرق اسيا، والتي وصفت في السبعينات من القرن الماضي بالنمور الاسيوية نظرا لما حققته في تلك الحقبة من ازدهار ونمو اقتصاديين اذهلا المراقبين في العالم، قبل ان تصاب بالانتكاسة لاسباب لا مجال لسردها في هذه العجالة.
فالنمو الذي حققته وما زالت تحققه اقتصادات تلك الدول سيستمر عامل ضغط بالغ الاهمية على اسعار السلع بمختلف انواعها، ومن اهمها النفط، حيث يتوقع دوتشيه بنك ان تساهم دول هذه المنطقة بما نسبته 50% تقريبا من الزيادة التي يشهدها الطلب على النفط الخام خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويعتقد البنك بناء على ذلك ونتيجة له، ان تكون اسعار النفط على المدى البعيد قريبة من 50 دولارا للبرميل، لتضمن بذلك استمرارا في الايرادات الضخمة التي ستنهال على خزائن الدول المنتجة في الشرق الاوسط، لا سيما ان هذه الاموال ستلعب دور الوقود الذي يغذي ويساعد بقوة على توفير المناخ الاقتصادي الكلي الشامل والملائم في دول المنطقة.

منطقة الشرق الأوسط واحة من الفرص الاستثمارية
بالرغم من تلهف المستثمرين على انتهاز الفرص الاستثمارية التي تتيحها لهم الاسواق الناشئة بهدف تحقيق عائدات لا تتوافر في الاسواق المتقدمة والناضجة، فان القلق يساور هؤلاء المستثمرين من ان النمو الاقتصادي القوي في الاقتصادات الناشئة قد يكون غير ممكن التحقيق من دون التعرض الى مخاطر التقلبات الدورية، والتي قد تكون نتيجة لمزيد من الضعف في نمو الاقتصاد الاميركي.
يقول دوتشيه بنك ان افضل الوسائل لتحقيق هذا الغرض هو شراء الاستثمارات التي تتسم بالمضاربة على ان تكون ذات نمو قوي وفي عملات غير دورية، وان اسواق الشرق الاوسط تتيح هذه الوسائل الاستثمارية بوفرة كبيرة، حيث ان لديها ترابطا ضئيلا للغاية مع التقلبات الدورية، فضلا عن انها تتمتع بعملات مدعومة بقوة، ناهيك عن ان معظم رؤوس اموال الشركات المتداولة فيها وقيمها السوقية مستغلة في استثمارات محلية. ومن المحتمل ان تتعرض اسعار النفط الى التراجع في مدى بعيد، الامر الذي سيعرض المنطقة الى ضعف دراماتيكي في مقوماتها الاقتصادية، مع ان ميول المستثمرين قد تتأثر هي الاخرى.
وكما سبق القول، فان اسعار الاسهم في الوقت الحاضر عند مستويات معقولة، وما زال النمو مستمرا في هذه الفترة الى ما بعدها.
وبالنتيجة، فان دوتشيه بنك يرى انه قد حان الوقت لدخول اسواق المنطقة، على ان يكون ذلك من خلال الكثير من الانتقائية في الاستثمار واتخاذ مراكز استثمارية اكثر تحديدا تجاه الاسهم التي يقع عليها الاختيار.