مغروور قطر
18-11-2006, 06:14 AM
7 مليارات ريال خسارة الاسبوع الماضي
بورصة الدوحة: هل من ضوء في آخر النفق؟
المستثمرون القطريون ينتظرون بادرة أمل تلوح في الأفق
18/11/2006 الدوحة - القبس:
استمرت بورصة الدوحة الأسبوع الفائت على الخطوات التي دأبت على ملاحقتها في الفترة الأخيرة من خلال تقديمها لأداء ضعيف وغير متماسك وبحدة متزايدة أسبوعا بعد أسبوع.
ففي الوقت الذي بقيت فيه أحجام التعاملات ضمن مستوياتها الطبيعية، أصر مؤشر البورصة على فقدان المزيد من النقاط وتحميل الأسهم خسائر أكبر بعد أن فقد في نهاية تعاملات الأسبوع 224.5 نقطة وبنسبة 3.2 في المائة، حيث أقفل على 6651 نقطة انخفاضا من 6875 نقطة.
وتراجعت قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 3.8 في المائة لتبلغ 1.11 مليار ريال مقابل 1.15 مليار ريال للأسبوع قبل الفائت.
وبلغت قيمة مجمل خسائر الأسهم 7 مليارات ريال عندما انخفضت القيمة السوقية للأسهم من 222 مليار ريال الى 215 مليار ريال.
وسجلت أسهم 28 شركة انخفاضا في أسعارها الأسبوع الفائت، في حين لم ترتفع سوى أسهم 6 شركات فقط، بينما حافظ سهم شركتين على أسعار اغلاقهما السابق.
تبديد المخاوف
ورغم كل المحاولات التي يبذلها البعض لتبديد مخاوف المستثمرين وتشجيعهم على الشراء نظرا لجاذبية الأسعار، فإن 'المرارة' التي ذاقوها على حد وصفهم نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها منذ عام لم تدع مجالا لاعادة الحسابات سوى محاولة التفكير في أفضل السبل للخروج من البورصة بأقل الخسائر أو من دون تحقيق المزيد منها، مشيرين الى أن الشراء من جديد والاستثمار في الأسهم بحاجة الى التفكير عشرات المرات والدخول بحرص شديد حتى لا تتكرر مأساة الخسائر الراهنة مرة أخرى.
وقال متعاملون التقتهم 'القبس' في بورصة الدوحة ان طبيعة النشاط الذي تميزت به بعض جلسات التداول للأسبوع الفائت تدل بشكل كبير على وجود عمليات شراء بأحجام كبيرة من قبل محافظ استثمارية وكبار المستثمرين الذين عمدوا الى استغلال الظرف الحالي طمعا في تحقيق المكاسب على المديين المتوسط والطويل عبر الشراء وفقا للأسعار الحالية المتدنية والخيالية والتي تمثل من وجهة نظرهم فرصة مناسبة حتى لو استمرت الأسعار في النزول.
وحول أسباب استمرار التراجع، أوضح عدد من صغار المستثمرين أن البورصة في الفترة الحالية تتم قيادتها والسيطرة عليها من قبل بعض المحافظ وكبار المستثمرين الذين من صالحهم قيادة البورصة الى مستويات تدن كبيرة لتجميع وشراء أكبر قدر ممكن من الأسهم وفقا لتلك الأسعار.
وأكد صغار المستثمرين عدم مقدرتهم على القيام بأي دور يذكر بناء على واقع بورصة الدوحة الحالي، موضحين أن غالبية صغار المستثمرين غادروا البورصة خوفا من نزول أكبر.
وتسود توقعات على نطاق واسع بين أوساط المستثمرين بأن تعاملات بورصة الدوحة ستشهد ارتدادا طبيعيا استجابة للتراجع الكبير على أداء البورصة الأسبوع الفائت، مشيرين الى عدة عوامل ايجابية تدعو الى الاقتناع بنسبة كبيرة بامكانية التحسن هذا الأسبوع، من أبرزها الاشارات التي اظهرها التحليل الفني من قبل عدد من المراقبين الذين أكدوا أنه عندما يكون سعر آخر صفقة تمت على سهم معين أكبر من أدنى سعر تم التعامل فيه لذلك السهم، فغالبا ما تكون تلك الحالة مؤشرا واضحا على ارتفاع السهم في جلسة التداول المقبلة، وهذا ما كان عليه حال معظم الأسهم في بورصة الدوحة الأسبوع الفائت.
ارتداد متوقع
وشكك مستثمرون بمقدار الارتداد المتوقع، قائلين انه مهما كانت نسبة التحسن المتوقعة فانها على أحسن تقدير ستكون انخفاضا طفيفا لا غير، مستبعدين أن يظهر المؤشر قدرة على تعويض خسائره واستعادة النقاط المفقودة، مقللين في الوقت ذاته من اهمية الاستقرار أو الثبات، حيث إن المؤشر وبعد دخوله المنطقة الممنوعة وتنازله عن حاجز 7 آلاف نقطة، فان تحركاته المحدودة وتأرجحه حول نقطة معينة لن تحقق منفعة لأي طرف في البورصة، حيث يتمثل التحسن الحقيقي بارتداد قوي ولعدة أيام متتالية يحلق فيها المؤشر بعيدا عن ذلك الحاجز وهو ما سينعكس ايجابا على نفسيات المتعاملين.
ويقول الخبير الاقتصادي بشير يوسف الكحلوت ان كرة الجليد قد تدحرجت في بورصة الدوحة خلال الشهور الستة الماضية وأن مؤشر الأسعار قد بات قاب قوسين أو أدنى من مستواه الذي كان عليه مع بداية عام 2005، أي انه قد خسر كل ما حققه في عام الطفرة عندما ارتفع الى قرابة 13 ألف نقطة في سبتمبر من عام 2005،
وأوضح الكحلوت أن هذا الانهيار جاء نتيجة طبيعية لعدم تماسك الأسعار عندما انخفض المؤشر الى 9 آلاف نقطة، حيث فضل الكثيرون الانسحاب من البورصة لأسباب مختلفة تراوحت ما بين الهروب الى استثمارات أخرى في مقدمتها العقارات، أو لتسديد مديونيات حان أوان سدادها ولا يزيدها التأجيل الا خسائر اضافية، أو للحفاظ على ما تبقى من المدخرات في ظل ظروف معيشية زادها ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية تأزما.
وفي مثل هذه الظروف عملت الجهود الحكومية على تخفيف حدة تراجع الأسعار فقط، ومن ذلك ما أعلن عن تعديل قانون الشركات للسماح لها بشراء نسبة من أسهمها، أو الاعلان عن قيام محافظ استثمارية بمليارات الريالات لتوظيفها في دعم الأسعار في البورصة.
اعادة الثقة
وقال انه صمد في البورصة حتى الآن أولئك الذين عز عليهم البيع بخسارة مع القدرة على الصبر واعتقادهم بامكانية عودة الأمور الى ما كانت عليه ولو بعد حين، ويضاف الى هؤلاء فئة من المستثمرين بدأت تعود الى البورصة لادراكها أننا قد وصلنا الى مستويات سعرية متدنية في كثير من أسهم الشركات، وأن الشراء الآن لا يشكل خطرا حتى لو انخفضت الأسعار الى ما هو أسوأ من الوضع الراهن.
ويعتقد الكحلوت أن هناك ضرورة لاتخاذ عدة قرارات من أجل اعادة الثقة المفقودة في البورصة بين شريحة واسعة من المتعاملين من بينها ضرورة اصدار قرار من الجهات المعنية بأن يكون توزيع الأرباح على المساهمين هذا العام في صورة نقدية وليس أسهما مجانية أو أجزاء منها، لأن هذه الأخيرة من العوامل التي ساهمت في تراجع الأسعار، علما أن ريع السهم النقدي لدى كل الشركات قد أصبح منخفضا جدا، ويصل الى الصفر في بعضها، ويقل بالتالي كثيرا عن عائد الوديعة المصرفية الذي يصل حاليا الى ما بين 5 الى 6 في المائة.
وقال الكحلوت انه لا بد أن تكون هناك شفافية أكبر في نشر نتائج أعمال المحافظ والصناديق، بحيث يتم الاعلان عن حجم مشترياتها من الأسهم في السوق المحلي، خصوصا أن ضعف حجم التداول في السوق خلال الشهور الماضية قد وضع علامات استفهام حول مدى جدية ما تم انشاؤه من محافظ استثمارية لدعم البورصة.
هل تعود السيولة 'الهاربة'؟
اعتبر مستثمرون هروب السيولة النقدية وغياب كبار المستثمرين من أبرز أسباب استمرار تراجع بورصة الدوحة، مشيرين الى أن الشيء الوحيد الايجابي في هذه المرحلة هو ما يتناقله المتعاملون من أن غياب كبار التجار هو غياب مؤقت فقط، حيث ان ثقتهم بالبورصة ما زالت مرتفعة لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة للشراء التي يقترب موعدها شيئا فشيئا بالنظر الى أسعار الأسهم الحالية.
وأوضح متعاملون أنه ورغم طول فترة الانتظار التي أرهقت المستثمرين وأحبطت عزيمتهم، فإن ملامح التفاؤل كانت واضحة على الجميع في ظل معطيات الاقتصاد وأداء الشركات ودورة الألعاب الآسيوية المقبلة، اضافة الى ما يتناقله المستثمرون عن نية كبار التجار والمحافظ ادخال سيولة نقدية بأحجام كبيرة وشراء وتجميع القدر الأكبر الممكن من الأسهم، مما سينعكس على أداء البورصة وانعاشها والتحليق بالأسهم من جديد الى أعلى.
تأثير البورصة السعودية و.. مفاعيل 'الألعاب الآسيوية'
ألمح بعض من المتعاملين الى تأثر بورصة الدوحة ببعض أسواق المال العربية المحيطة، قائلين إنه ورغم البداية المتوازنة التي أظهرتها البورصة في مستهل تعاملات الأسبوع الفائت، فإنها عادت لتفقد توازنها من جديد متأثرة حسب قول بعض المستثمرين بالتراجع الكبير الذي طرأ على مؤشر السوق السعودي، وأضافوا أن تلك الحالة ليست جديدة مبدين استغرابهم مرة أخرى من انخفاض السوق القطري بانخفاض تلك الأسواق وعدم ارتفاعه بارتفاعها.
وعاد بعض المتعاملين ليحمل توقيت التداول الجديد مسؤولية التراجع الكبير الذي تمر به البورصة، قائلين انه منذ اعتماد ذلك التوقيت والتعاملات تتبع نمطا متشابها في كل جلسة تداول حيث تكون البداية قوية لتبدأ بعدها التعاملات بدخول 'المنطقة الميتة' على حد قولهم والمتمثلة بالساعة الأخيرة من التداول حيث يكون نشاط التداول في تلك الفترة شبه متوقف.
ويبدو أن دورة الالعاب الآسيوية المرتقبة التي ستستضيفها الدوحة مطلع الشهر المقبل لم تترك جانبا من الجوانب الا وكانت جزءا منه لتكون محور أحاديث المستثمرين في بورصة الدوحة أيضا، الذين عمدوا الى ربطها بشكل أو بآخر بمجريات النشاط الاستثماري في الأسهم، قائلين ان أسعار الأسهم المتدنية رغم ما حملته من ويلات وخسائر لبعض المتعاملين الا أنها ستكون من جهة أخرى فرصة ذهبية للطامعين في تحقيق المكاسب في المستقبل القريب.
وأضافوا ان دورة الألعاب الآسيوية والمترافقة بحملة اعلامية ضخمة ستركز على البورصة بشكل أو بآخر عبر وسائل الاعلام التي ستكون أداة مهمة لنقل واقع البورصة وجاذبية الأسهم في ظل ما يعرف عن قوة الاقتصاد القطري وأداء الشركات وأرباحها القياسية المتحققة.
بورصة الدوحة: هل من ضوء في آخر النفق؟
المستثمرون القطريون ينتظرون بادرة أمل تلوح في الأفق
18/11/2006 الدوحة - القبس:
استمرت بورصة الدوحة الأسبوع الفائت على الخطوات التي دأبت على ملاحقتها في الفترة الأخيرة من خلال تقديمها لأداء ضعيف وغير متماسك وبحدة متزايدة أسبوعا بعد أسبوع.
ففي الوقت الذي بقيت فيه أحجام التعاملات ضمن مستوياتها الطبيعية، أصر مؤشر البورصة على فقدان المزيد من النقاط وتحميل الأسهم خسائر أكبر بعد أن فقد في نهاية تعاملات الأسبوع 224.5 نقطة وبنسبة 3.2 في المائة، حيث أقفل على 6651 نقطة انخفاضا من 6875 نقطة.
وتراجعت قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 3.8 في المائة لتبلغ 1.11 مليار ريال مقابل 1.15 مليار ريال للأسبوع قبل الفائت.
وبلغت قيمة مجمل خسائر الأسهم 7 مليارات ريال عندما انخفضت القيمة السوقية للأسهم من 222 مليار ريال الى 215 مليار ريال.
وسجلت أسهم 28 شركة انخفاضا في أسعارها الأسبوع الفائت، في حين لم ترتفع سوى أسهم 6 شركات فقط، بينما حافظ سهم شركتين على أسعار اغلاقهما السابق.
تبديد المخاوف
ورغم كل المحاولات التي يبذلها البعض لتبديد مخاوف المستثمرين وتشجيعهم على الشراء نظرا لجاذبية الأسعار، فإن 'المرارة' التي ذاقوها على حد وصفهم نتيجة الخسائر الكبيرة التي يتعرضون لها منذ عام لم تدع مجالا لاعادة الحسابات سوى محاولة التفكير في أفضل السبل للخروج من البورصة بأقل الخسائر أو من دون تحقيق المزيد منها، مشيرين الى أن الشراء من جديد والاستثمار في الأسهم بحاجة الى التفكير عشرات المرات والدخول بحرص شديد حتى لا تتكرر مأساة الخسائر الراهنة مرة أخرى.
وقال متعاملون التقتهم 'القبس' في بورصة الدوحة ان طبيعة النشاط الذي تميزت به بعض جلسات التداول للأسبوع الفائت تدل بشكل كبير على وجود عمليات شراء بأحجام كبيرة من قبل محافظ استثمارية وكبار المستثمرين الذين عمدوا الى استغلال الظرف الحالي طمعا في تحقيق المكاسب على المديين المتوسط والطويل عبر الشراء وفقا للأسعار الحالية المتدنية والخيالية والتي تمثل من وجهة نظرهم فرصة مناسبة حتى لو استمرت الأسعار في النزول.
وحول أسباب استمرار التراجع، أوضح عدد من صغار المستثمرين أن البورصة في الفترة الحالية تتم قيادتها والسيطرة عليها من قبل بعض المحافظ وكبار المستثمرين الذين من صالحهم قيادة البورصة الى مستويات تدن كبيرة لتجميع وشراء أكبر قدر ممكن من الأسهم وفقا لتلك الأسعار.
وأكد صغار المستثمرين عدم مقدرتهم على القيام بأي دور يذكر بناء على واقع بورصة الدوحة الحالي، موضحين أن غالبية صغار المستثمرين غادروا البورصة خوفا من نزول أكبر.
وتسود توقعات على نطاق واسع بين أوساط المستثمرين بأن تعاملات بورصة الدوحة ستشهد ارتدادا طبيعيا استجابة للتراجع الكبير على أداء البورصة الأسبوع الفائت، مشيرين الى عدة عوامل ايجابية تدعو الى الاقتناع بنسبة كبيرة بامكانية التحسن هذا الأسبوع، من أبرزها الاشارات التي اظهرها التحليل الفني من قبل عدد من المراقبين الذين أكدوا أنه عندما يكون سعر آخر صفقة تمت على سهم معين أكبر من أدنى سعر تم التعامل فيه لذلك السهم، فغالبا ما تكون تلك الحالة مؤشرا واضحا على ارتفاع السهم في جلسة التداول المقبلة، وهذا ما كان عليه حال معظم الأسهم في بورصة الدوحة الأسبوع الفائت.
ارتداد متوقع
وشكك مستثمرون بمقدار الارتداد المتوقع، قائلين انه مهما كانت نسبة التحسن المتوقعة فانها على أحسن تقدير ستكون انخفاضا طفيفا لا غير، مستبعدين أن يظهر المؤشر قدرة على تعويض خسائره واستعادة النقاط المفقودة، مقللين في الوقت ذاته من اهمية الاستقرار أو الثبات، حيث إن المؤشر وبعد دخوله المنطقة الممنوعة وتنازله عن حاجز 7 آلاف نقطة، فان تحركاته المحدودة وتأرجحه حول نقطة معينة لن تحقق منفعة لأي طرف في البورصة، حيث يتمثل التحسن الحقيقي بارتداد قوي ولعدة أيام متتالية يحلق فيها المؤشر بعيدا عن ذلك الحاجز وهو ما سينعكس ايجابا على نفسيات المتعاملين.
ويقول الخبير الاقتصادي بشير يوسف الكحلوت ان كرة الجليد قد تدحرجت في بورصة الدوحة خلال الشهور الستة الماضية وأن مؤشر الأسعار قد بات قاب قوسين أو أدنى من مستواه الذي كان عليه مع بداية عام 2005، أي انه قد خسر كل ما حققه في عام الطفرة عندما ارتفع الى قرابة 13 ألف نقطة في سبتمبر من عام 2005،
وأوضح الكحلوت أن هذا الانهيار جاء نتيجة طبيعية لعدم تماسك الأسعار عندما انخفض المؤشر الى 9 آلاف نقطة، حيث فضل الكثيرون الانسحاب من البورصة لأسباب مختلفة تراوحت ما بين الهروب الى استثمارات أخرى في مقدمتها العقارات، أو لتسديد مديونيات حان أوان سدادها ولا يزيدها التأجيل الا خسائر اضافية، أو للحفاظ على ما تبقى من المدخرات في ظل ظروف معيشية زادها ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية تأزما.
وفي مثل هذه الظروف عملت الجهود الحكومية على تخفيف حدة تراجع الأسعار فقط، ومن ذلك ما أعلن عن تعديل قانون الشركات للسماح لها بشراء نسبة من أسهمها، أو الاعلان عن قيام محافظ استثمارية بمليارات الريالات لتوظيفها في دعم الأسعار في البورصة.
اعادة الثقة
وقال انه صمد في البورصة حتى الآن أولئك الذين عز عليهم البيع بخسارة مع القدرة على الصبر واعتقادهم بامكانية عودة الأمور الى ما كانت عليه ولو بعد حين، ويضاف الى هؤلاء فئة من المستثمرين بدأت تعود الى البورصة لادراكها أننا قد وصلنا الى مستويات سعرية متدنية في كثير من أسهم الشركات، وأن الشراء الآن لا يشكل خطرا حتى لو انخفضت الأسعار الى ما هو أسوأ من الوضع الراهن.
ويعتقد الكحلوت أن هناك ضرورة لاتخاذ عدة قرارات من أجل اعادة الثقة المفقودة في البورصة بين شريحة واسعة من المتعاملين من بينها ضرورة اصدار قرار من الجهات المعنية بأن يكون توزيع الأرباح على المساهمين هذا العام في صورة نقدية وليس أسهما مجانية أو أجزاء منها، لأن هذه الأخيرة من العوامل التي ساهمت في تراجع الأسعار، علما أن ريع السهم النقدي لدى كل الشركات قد أصبح منخفضا جدا، ويصل الى الصفر في بعضها، ويقل بالتالي كثيرا عن عائد الوديعة المصرفية الذي يصل حاليا الى ما بين 5 الى 6 في المائة.
وقال الكحلوت انه لا بد أن تكون هناك شفافية أكبر في نشر نتائج أعمال المحافظ والصناديق، بحيث يتم الاعلان عن حجم مشترياتها من الأسهم في السوق المحلي، خصوصا أن ضعف حجم التداول في السوق خلال الشهور الماضية قد وضع علامات استفهام حول مدى جدية ما تم انشاؤه من محافظ استثمارية لدعم البورصة.
هل تعود السيولة 'الهاربة'؟
اعتبر مستثمرون هروب السيولة النقدية وغياب كبار المستثمرين من أبرز أسباب استمرار تراجع بورصة الدوحة، مشيرين الى أن الشيء الوحيد الايجابي في هذه المرحلة هو ما يتناقله المتعاملون من أن غياب كبار التجار هو غياب مؤقت فقط، حيث ان ثقتهم بالبورصة ما زالت مرتفعة لكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة للشراء التي يقترب موعدها شيئا فشيئا بالنظر الى أسعار الأسهم الحالية.
وأوضح متعاملون أنه ورغم طول فترة الانتظار التي أرهقت المستثمرين وأحبطت عزيمتهم، فإن ملامح التفاؤل كانت واضحة على الجميع في ظل معطيات الاقتصاد وأداء الشركات ودورة الألعاب الآسيوية المقبلة، اضافة الى ما يتناقله المستثمرون عن نية كبار التجار والمحافظ ادخال سيولة نقدية بأحجام كبيرة وشراء وتجميع القدر الأكبر الممكن من الأسهم، مما سينعكس على أداء البورصة وانعاشها والتحليق بالأسهم من جديد الى أعلى.
تأثير البورصة السعودية و.. مفاعيل 'الألعاب الآسيوية'
ألمح بعض من المتعاملين الى تأثر بورصة الدوحة ببعض أسواق المال العربية المحيطة، قائلين إنه ورغم البداية المتوازنة التي أظهرتها البورصة في مستهل تعاملات الأسبوع الفائت، فإنها عادت لتفقد توازنها من جديد متأثرة حسب قول بعض المستثمرين بالتراجع الكبير الذي طرأ على مؤشر السوق السعودي، وأضافوا أن تلك الحالة ليست جديدة مبدين استغرابهم مرة أخرى من انخفاض السوق القطري بانخفاض تلك الأسواق وعدم ارتفاعه بارتفاعها.
وعاد بعض المتعاملين ليحمل توقيت التداول الجديد مسؤولية التراجع الكبير الذي تمر به البورصة، قائلين انه منذ اعتماد ذلك التوقيت والتعاملات تتبع نمطا متشابها في كل جلسة تداول حيث تكون البداية قوية لتبدأ بعدها التعاملات بدخول 'المنطقة الميتة' على حد قولهم والمتمثلة بالساعة الأخيرة من التداول حيث يكون نشاط التداول في تلك الفترة شبه متوقف.
ويبدو أن دورة الالعاب الآسيوية المرتقبة التي ستستضيفها الدوحة مطلع الشهر المقبل لم تترك جانبا من الجوانب الا وكانت جزءا منه لتكون محور أحاديث المستثمرين في بورصة الدوحة أيضا، الذين عمدوا الى ربطها بشكل أو بآخر بمجريات النشاط الاستثماري في الأسهم، قائلين ان أسعار الأسهم المتدنية رغم ما حملته من ويلات وخسائر لبعض المتعاملين الا أنها ستكون من جهة أخرى فرصة ذهبية للطامعين في تحقيق المكاسب في المستقبل القريب.
وأضافوا ان دورة الألعاب الآسيوية والمترافقة بحملة اعلامية ضخمة ستركز على البورصة بشكل أو بآخر عبر وسائل الاعلام التي ستكون أداة مهمة لنقل واقع البورصة وجاذبية الأسهم في ظل ما يعرف عن قوة الاقتصاد القطري وأداء الشركات وأرباحها القياسية المتحققة.