المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجف أحياناً منا الأقلام....



شمعة الحب
18-11-2006, 04:00 PM
http://www.hebrwarq.com/vbgallery/albums/userpics/10025/normal_DSCN1489.jpg
لوهلة و على غير ترقب تجف أحياناً منا الأقلام
في لحظة البعثرة ، يكون هذا الجفاف
عندما يتمزقُ سريان النبض و اندفاعه
في الأنامل الرقيقة المحيطة بسن القلم
بين آه الداخل
و شهيق الأنا.

عرفت ذات يوم ٍ معنى أن يجف مني القلم
بعد أن انساب و انساب منه المداد على سطور الصفحات أمامي
عندما كنت أجلس متأملة حالمة
تحت أغصان شجرة المشمش
في حديقة بيتي
في صيف عامٍ شديد القحط والجفاف.

انسكب مداد أحلام اللحظات
في سطور دوّنتها على الجهة الأولى من كرّاسي
في تتابعٍ للأحداث التي جرت خلال ذلك العام
و تتابعتْ شهقات الروح و آهها
مع رحلة الصعود و الهبوط لسن القلم
و هو يجوب كل التضاريس المرة لخارطة الألم.

اشتد معي وجع الكلمة
و اهتزت أعماقي لهول الصدمة
فحينا تُنكِرُها
و حيناً تــُقــــِرُّ بها
و حيناً تهرب.

تمزقتْ أوصالُ الكلمة في هذه الثلاث المجتمعة،
نكرانٌ ، و إِقْرارٌ ، و هُرُوبْ

فسالَ مدادُ القلم مع كلماتي دماً قانياً،
سطراً فسطر،
و صفحةً فأخرى،
حتى كانت صفحةُ النصف للكراس.

حينها كان نهرُ القلم قد تدفق بما يكفي لخروج أحزان روحي،
مع إبحار مجدافه ،
و آن له أن يرسو.

لقد رسى قلمي في صفحةٍ كتبتُها باللون الأخضر،
_فقد كان القلم في يدي بهذا اللون حين كتبت ذلك اليوم _
و الشيء الذي يلفت النظر حقا، هو أن كل الكتابة كانت بالقلم العادي الأزرق طوال الصفحات السابقة ،
لكن في صفحة المنتصف كان يومها القلم في يدي باللون الأخضر ، فكانت سطور اللحظة ، تحمل أبعاد هذا ، بكل معانيها،
في الكلمة و اللون.
بعدها لم اكتب ، و ظللتُ في مرحلةٍ من الصمت ،
صمت الروح و صمت القلب معا.

وبعد زمن...
حين خرج قلمي من سياج الصمت المعلن و الخفي،
تكلم،
و انساب مجدافه في إبحاره ،
لكن...
في الجهة الأخرى من الكراس.

ما تزالُ صفحةُ المنتصف شاهدةً على جفاف القلم.
ما تزالُ ناطقةً بما وصلَ إليه قلمي ،من ترجمةٍ واسعة،
لمعنى الألم.

منقول .....:nice: