المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المحافظ الاستثمارية الكبرى تعمق تخبط سوق الأسهم



مغروور قطر
19-11-2006, 05:33 AM
المضاربات ما تزال تتحكم في المؤشر
المحافظ الاستثمارية الكبرى تعمق تخبط سوق الأسهم


محمد العبد الله(الدمام)
اعتبر محللون فنيون ان السوق بحاجة لبعض الوقت لرسم صورة متكاملة لتحديد اتجاهاته خلال الايام القادمة، فالتذبذب الذي عاشه خلال تعاملات مطلع الاسبوع يجعل عملية التحكم في مسار المؤشر صعبة للغاية، الامر الذي يستدعي التريث قبل اطلاق الاحكام، خصوصا وان عملية التنبؤ في ظل حالة التخبط الحالية تبدو مستحلية او صعبة.
وقالوا، ان السوق ما يزال يعاني من عدم الاستقرار و الثبات، جراء استمرار عمليات المضاربة غير المبررة التي تتحكم في مسار المؤشر، فهناك بعض المحافظ الكبيرة تعمد لاستخدام قوتها المالية وقدرتها التحليلية للشروع في عمليات تصريف كبيرة، بهدف احداث فجوة كبيرة في قدرة السوق على الاستقرار والتذبذب، من اجل احداث حالة من الهلع واستمرار عدم الثقة، وبالتالي الدخول مجددا في عمليات تجميع واسعة بأسعار مغرية، فالقدرة المالية القوية تدعم هذه المحافظ الكبيرة على سحب الاسهم المطروحة باسعار ممنخفضة.
وقال د. علي العلق استاذ المالية و الاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، توجد في السوق اعداد كبيرة من المحافظ الصغيرة و عدد قليل من المحافظ الكبيرة، فالاخيرة لديها القوة المالية والقدرة التحليلية مقارنة بالمحافظ الصغيرة، الامر الذي يجعلها قادرة على التأثير على حركة الاسهم و المستثمرين، وبالتالي فقد ساعدت المحافظ الاستثمارية الكبيرة على تعميق حالة الهلع، مشيرا الى ان حركة السوق في الوقت الراهن غير منطقية على الاطلاق، فمن غير المعقول ان ترتفع جميع الاسهم جملة واحدة و تنخفض بشكل جماعي، فالسوق يحتوي اسهما جيدة ينبغي ان ترتفع واخرى ينبغي ان تنخفض، وبالتالي فان حالة الارتفاع والانخفاض الجماعي اوجد حالة من الهلع و عدم الثقة.
ودعا المستثمرين «الصغار» للاستثمار في البورصة المالية عبر المحافظ الاستثمارية المدارة من قبل البنوك او الشركات المتخصصة، فهذه الطريقة تعتبر القناة الاسلم في المرحلة القادمة، لاسيما وان عملية الاستثمار عبر المحافظ الاستثمارية تقود لايجاد نوع من السيطرة و التحكم و الانضباط في عملية البيع والشراء، مؤكدا، السوق يعاني من الهلع بسبب الارتداد السلبي خلال الايام الماضية، بيد ان البورصة ما تزال تمتلك مقومات الاستثمار طويل الاجل، نظرا لوجود اسهم تباع باسعار جيدة وذات مكررات ربحية منخفضة.
واضاف ان التوقعات الحالية توحي باستمرار حالة الانزلاق السلبي للمؤشر خلال الايام القادمة، جراء انعدام الثقة في سوق الأسهم بيد ان السوق بحاجة الى انطلاقة قوية في الايام القادمة لاستعادة المواقع التي خسرها في الايام الماضية، خصوصا وان السوق وصلت لنقاط دعم تاريخية وأسعار منخفضة لم يتوقعها الجميع قبل عام تقريبا.
واكد د. عبد الله الحربي استاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ان السوق ما يزال يعاني نواحي سلبية كثيرة، والتي قد تؤثر على مساء السوق المستقبلي، بالرغم من تماسكه خلال الاسبوع الماضي فوق مستوى 8 الاف نقطة، فسوق الأسهم لا تزال تحكمها العاطفة والسمة المضاربية وسهولة السيطرة على المتعاملين بالاشاعة والتضليل، فاداء واتجاه اسعار اسهم شركات السوق ككل تسير في قوالب ثابتة بغض النظر عن اختلاف الاداء المالي لشركات السوق والمؤشرات الاساسية للاقتصاد، فالمؤشر ما ان يبدأ في التراجع حتى يهب معظم المتعاملين بالسوق الى البيع حتى لو تكبدوا خسائر كبيرة، لان معظم المستثمرين لا يتبعون سياسة استثمارية محددة وانما يسيرهم كبار المضاربين و صناع السوق، مشيرا الى ان لائحة حوكمة الشركات التي اصدرتها هيئة السوق المالية مؤخرا، تمثل خطوة مهمة للغاية للاتجاه الصحيح لحل بعض مشاكل السوق الهيكلية، فاللائحة تبدو شاملة لان معظم بنودها مستوحاة من تجارب الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا المجال، وبالتالي فان اللائحة تشمل العديد من النقاط الايجابية والتي اهمها ضرورة واهمية الفصل بين الادارة التنفيذية ومجلس الادارة، حيث نص النظام الحوكمة الجديد على عدم جواز الجمع بين عضوية مجلس الادارة لاحدى الشركات و منصب تنفيذي كعضو منتدب او رئيس تنفيذي او مدير عام.