المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيوتل لاعب إقليمي قوي ودون منافسة حتى 2013



إنتعاش
14-06-2005, 02:54 AM
بصفتها صاحبة الحق الحصرى لخدمات الاتصالات عن بعد في قطر فقد تمكنت اتصالات قطر من قطف المكافآت المالية من سوق يتميز بسرعة التمدد والاتساع‚ ويبدو أن طموحات قطر للاتصالات لا يحدها إلا السماء فنصيبها في السوق في صعود مستمر دون أى مؤشرات على التراخي‚

وجاءتنا نتائج عام 2004 لتؤكد أنها سنة أخرى من سنوات نجومية هذه الشركة اذ فاقت أرباحها توقعات المستثمرين وأثمرت خدمات القيمة المضافة الجديدة عن جذب عدد كبير من العملاء لخدمات جي اس ام والخطوط الأرضية‚

لقد شهدت اتصالات قطر نموا منتظما منذ 1996 لكنها تمكنت في السنوات الأخيرة من مضاعفة قيمة سهمها لتصبح واحدة من أعلى الشركات قيمة في سوق الدوحة للأوراق المالية وقد طرحت أسهم الشركة للمستثمرين والاجانب في سوق الدوحة للأوراق المالية في عام 1999‚

وتقول مجموعة اوكسفورد للأعمال في عدد خاص عن «قطر» الصاعدة ان الحكومة القطرية تمتلك 55% من أسهم الشركة بينما الـ 45% الأخرى من أسهمها مطروحة في السوق وقد تم طرح أسهمها في بورصة لندن في عام 1999 وبورصات البحرين ودبى في عامى 2001 و 2002 على التوالي‚

وفي عام 2005 كسرت اسهمها حاجز الـ 300 ريال (47‚82 دولار) وارتفعت حتى 365 ريالا (100 دولار) مثيرة بذلك دهشة المستثمرين حول سرعة نموها وحجم إيراداتها فقد تمكنت في 2004 من تحقيق ارباح صافية بلغت 5‚1 بليون ريال (412 مليون دولار) وبزيادة 360 مليون ريال (98 مليون دولار) عن العام السابق‚

غير أن دهشة المستثمرين تضاءلت عندما أعلنت الشركة في 2005 أنها ستقوم بدفع ضرائب للحكومة نظير الامتيازات الممنوحة لها في صناعة الاتصالات ورغم انه لم يتم تحديد المبالغ التي ستدفع بعد الا ان بعض المحللين يقولون ان سعر الأسهم بدأ في الانخفاض نتيجة للاشاعات الدائرة بأن اتصالات قطر لن تستطيع تجنب دفع الضرائب‚

وبلا أدنى شك ان سيطرة الشركة على السوق القطري قد جعل منها لاعبا اقليميا قويا في صناعة الاتصالات وما زال الاحتكار الممنوح لها يضمن لها خلو السوق من المنافسة حتى 2013‚ وقد شرعت الحكومة القطرية من وقت قريب في التخطيط لقيام هيئة مستقلة للاتصالات

ويرى المحللون ان هذا التوجه يعتبر الخطوة الأولى قبل بداية شركات الاتصالات الاجنبية في التقديم للحصول على تراخيص للعمل في السوق القطري‚ وقد صرحت بعض المصادر في اتصالات قطر لمجموعة اكسفورد للأعمال «ان الشركة اعدت نفسها جيدا لفتح سوق الاتصالات حتى قبل الوقت المحدد له»‚ وقد تمكنت الشركة من عبور الحدود في مارس 2005 عندما دشنت خدمة جي‚اس‚إم في سلطنة عمان باسم مشروع النورس‚ وقد تم منحها الرخصة الثانية لخدمة جي‚إس‚ام في السلطنة لمدة 15 عاما ويعتبر مشروع النورس شراكة بين اتصالات قطر وتي‚دي‚سي الدنماركية ومجموعة من المستثمرين العمانيين‚ ويتحدث المسؤولون في قطر للاتصالات عن انتشار في ثمانية اسواق أخرى ويتوقع المحللون ان تكون المغرب هي الهدف الثاني للشركة

وقد أثار رئيس مجلس إدارة قطر للاتصالات الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود تكهنات المراقبين عندما قال ان هنالك ثلاثة اسواق تمت دراستها بما فيها دولة من شمال افريقيا‚ واضاف «قد نتمكن من ان نزف لكم اخبارا سارة في القريب العاجل»

ورغم ان الخدمات المتعددة التي تقدمها اتصالات قطر تشتمل على الخطوط الأرضية‚ الانترنت والاتصالات الخارجية الا ان الفضل في سرعة نموها يعود إلى خدمات جي‚اس‚إم إذ انها تمكنت من زيادة قاعدة عملائها في هذه الخدمة مسبقة الدفع وآجلة الدفع إلى 000‚490 بنهاية 2004‚ أي بزيادة 30% عن العام السابق‚

وفي مارس 2005 قال مدير اول الشبكة اللاسلكية عبدالعزيز فخرو للمراسلين ان سوق الـ جي اس ام يشكل 65% من السكان وهو رقم اختراق عال جدا في منطقة الشرق الاوسط اذ نجد اعلى رقم اختراق لـ جي اس ام في المنطقة لا يكاد يصل الى 14% لذلك يبدو مسؤولو اتصالات قطر واثقون من أن قاعدة عملائهم ستستمر في الزيادة وان حملاتهم الترويجية ستجعل ارقام الشركة تهزم كل التوقعات‚ ففي شهر واحد من عام 2004 تمكنت «كيوتل» من جذب 000‚57 عميل لخدمة جي اس ام بفضل حملة ترويجية واحدة ومعظم العملاء الجدد من المستفيدين من الخدمة المسبقة الدفع التي قدمتها الشركة والتي يتوقع ان تتسع خلال هذه السنة ورغم شعبية الخدمة مسبقة الدفع الا ان المنتفعين بها يعانون من بعض القيود الفنية‚ فبينما تجد العملاء المنتفعين بالخدمات آجلة الدفعة يستفيدون من امتيازات التجوال الكامل خارج الحدود نجد ان عملاء الخدمة مسبقة الدفع يستقبلون فقط وليس بامكانهم ارسال رسائل اس ام اس او اجراء المحادث ويقول المسؤولون في قطر للاتصالات انهم يعملون مع بعض الشركات الاجنبية العاملة في مجال خدمات الـ جي اس ام لتطوير شبكتهم حتى يتمكن عملاء الخدمات مسبقة الدفع من الحصول على مثل هذه الخدمات

ورغم ان الشركة لم تحدد وقتا محددا لذلك الا ان د‚ ناصر معرفية الرئيس التنفيذي للشركة قال ان الخدمات الممنوحة لعملاء الخدمة مسبقة الدفع ستكون مساوية لتلك التي يتلقاها عملاء الخدمة آجلة الدفع هذا وقد تم توفير خدمة الرسائل متعددة الوسائط ام ام اس الى مستخدمي خدمة جي اس ام آجلة الدفع في عام 2004 مع تبادل الرسائل المصورة محليا كخطة اولى غير ان ذلك الوضع تغير في بداية 2005 عندما وقعت اتصالات قطر اتفاقية مع مشغلي الشبكات البحرينية‚ الكويتية والاردنية مما أتاح الفرصة لمستخدمي جي إس إم من تبادل رسائل إس إم إس‚ ورغم عدم توافر الخدمة اللاسلكية لعملاء الخدمة مسبقة الدفع إلا ان الشركة بصدد تغيير هذا الوضع بنهاية هذه السنة اضافة الى ان الشركة تخطط لاستثمار 880 مليون ريال «242 مليون دولار» خلال العامين القادمين لتطوير وتوسيع الشبكة اللاسلكية وزيادة عدد المحطات القاعدية الى 226 محطة على امتداد البلاد

ويبدو ان زيادة طاقة الشبكة تحتل قمة اولويات الشركة نسبة لاستضافة قطر لدورة الألعاب الآسيوية «الدوحة 2006» ولقد صرح المسؤولون في كيوتل قبل وقت قريب ان الجزء الأكبر من التوسعة قد تم انجازه وأنهم مستعدون لتقديم تغطية كاملة رغم زيادة الطلب على الشبكة

كذلك قامت قطر للاتصالات بتوفير وتوظيف الموارد اللازمة لتقييم خدمات الجيل الثالث التي توفر قدرات متطورة متعددة الوسائط‚ فيديو‚ انترنت عالية السرعة وتحسين جودة الصوت للشبكات الهوائية ويبدو دخول كيوتل الى سوق الجيل الثالث بطيئا مقارنة بشركات الجوال الأوروبية التي استثمرت كثيرا في هذا المجال لكنها كانت متابعة بشكل جيد لمسيرة الشركات الأوروبية قبل دخولها في احداث تحويلات وتطويرات كبيرة حتى تتجنب الأخطاء التي مرت بها شركات الجوال الأوروبية‚ وعند دراسة سوق الهاتف فانه من الأهمية بمكان ان ندرك ان ثقافة الهاتف الجوال في قطر تختلف عن ثقافة الهاتف في الأمم الأوروبية والأميركية نسبة لثراء المواطنين الذين يعشقون دائما أحدث الابتكارات في عالم الهواتف الجوالة وهنالك ظمأ دائم لا يمكن انكاره لأرقى وأحدث أنواع الهواتف النقالة المطروحة في السوق ويعتبر ذلك أكبر رصيد لشركة اتصالات قطر عند طرحها لخدمة الجيل الثالث «9» في 2005 اذ ان المشتركين لا يواجهون مشكلة في شراء الهواتف النقالة المتطورة والمناسبة لخدمات هذا الجيل ورغم ان خدمات جي اس ام قد لاقت رواجا اسطوريا في قطر الا ان خدمة الانترنت بدأت اكثر تحفظا غير انها اظهرت بعض مؤشرات النمو في الفترة الأخيرة وذلك نتيجة للحملة الترويجية القوية التي أطلقتها الشركة وتخفيضها لتعرفة الاستخدام‚ وفي بداية 2005 قامت اتصالات قطر بمضاعفة سرعة الموجة العريضة ايه دي اس ال (البرق) لزيادة سرعة خدمة الانترنت في نفس الوقت الذي واصلت فيه تخفيض رسوم الاشتراك‚ وتوجد حاليا ثلاث سرعات لخدمة ايه دي اس المتوافرة: 512 كيلوبايت في الثانية واحد ميغابايت في الثانية واثنين ميغابايت في الثانية‚ وفي بداية 2005 تمكنت قطر للاتصالات من زيادة 5000 مشترك الى مستخدمي الموجة العريضة في اقل من ثلاثة اشهر ليصل عدد مستخدمي هذه الموجة الى 000‚15 مستخدم وما زال 2600 مستخدم للانترنت يفضلون استخدام الخطوط الارضية للدخول الى الشبكة‚ ومع زيادة الطلب على سرعة الشبكة ازداد الطلب على التوصيلات الهوائية للدخول الى الشبكة وهنالك عدد كبير من السكان بدأوا في شراء قنوات الاتصال الهوائية اضافة الى بعض الشركات الخاصة ومطار الدوحة وفنادق الدرجة الأولى‚ هذا وقد قامت قطر للاتصالات بتوقيع صفقة في بداية 2005 مع شبكة ايه تي اند تي الدولية لتمكين الشركات في قطر من الوصول إلى بيانات شبكة ايه تي اند تي المتطورة‚ ورغم احتكار الشركة للسوق فإنها تحاول باستمرار الا تكتفي بجذب العملاء من خلال توفير الخدمات المتنوعة لزيادة ايراداتها بل تحاول ايجاد اسواق جديدة للخدمات التي لم يتم توفيرها حتى الآن وتشير كافة الدلائل الى ان قطر للاتصالات قادرة على دفع الضرائب ومستعدة بقوة لأي منافسة اقليمية أو دولية في المستقبل القريب وانها ستكون قوة جبارة في صناعة الاتصالات في المستقبل