المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعثة لبنانية كبيرة بآمال محدودة



أبوتركي
25-11-2006, 01:27 PM
بعثة لبنانية كبيرة بآمال محدودة

تختلف المشاركة اللبنانية في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة من 1 إلى 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل، عن مشاركة لبنان في الدورة الرابعة عشرة التي احتضنتها بوسان الكورية عام 2002.

وفي حين اقتصر الحضور اللبناني في بوسان على 67 شخصا، يصل أفراد البعثة التي ستمثل لبنان في 23 لعبة في أسياد الدوحة إلى 210 أشخاص لتكون بالتالي أكبر بعثة للرياضة اللبنانية منذ بدء مشاركاتها الخارجية، لكن القاسم المشترك بين الأمس واليوم هو الإمكانات المتواضعة التي لم توفر أفضل الظروف للرياضيين اللبنانيين للانتظام في برنامج إعدادي مدروس وتركيز طموحهم نحو إحراز الميداليات المختلفة المعادن.

عرفان بالجميل

وإذ رصدت وزارة الشباب والرياضة موازنة خجولة (حوالي 260 ألف دولار) لتأمين نفقات محددة للبعثة وليس للتحضير الجدي عبر إقامة معسكرات خارجية، فإن المشاركة اللبنانية الكثيفة تندرج بشكل أو بآخر في إطار رد الجميل لقطر التي هبت لمساعدة لبنان للنهوض من جديد بعد الحرب الأخيرة، وسط مطالبة اللجنة الأولمبية القطرية والمجلس الأولمبي الآسيوي بالحضور اللبناني الفعال للمساهمة في إنجاح الدورة الآسيوية، وهذا الأمر ترجم عبر دعوة وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت للاتحاد اللبناني لكرة السلة لإرسال منتخبه للرجال إلى الدوحة بعد أن كان الاتحاد قد أعلن سابقا مشاركته بمنتخب السيدات, وبفريق الرياضي ممثلا أو منتخب الناشئين للرجال.

ومما لا شك فيه أن رغبة اللجنة الأولمبية في إشراك أكبر عدد ممكن من الرياضيين في الدورة القارية تندرج ضمن تأمين فرصة لهؤلاء في سبيل اكتساب الخبرة وتطوير المستوى الفني عبر الاحتكاك بأفضل أبطال الرياضات في القارة الصفراء، علما أن اللجنة الأولمبية كانت قد وضعت برنامجا محددا لإعداد منتخباتها، بيد أن الحرب وضيق الوقت حالا دون العمل به.

وقال رئيس البعثة اللبنانية وليد يونس لوكالة "فرانس برس": "مثلما وقفت قطر إلى جانبنا في الأيام العصيبة كان لا بد لنا من الموافقة على الحضور في دورتها بأكبر عدد ممكن من الرياضيين, وبعدما وجدنا أن تكلفة المشاركة في الألعاب الآسيوية صغيرة لعدم إقامتها في بلد بعيد عنا، ارتأينا إتاحة الفرصة أمام منتخباتنا لتأكد حضورها على الساحة القارية".

وتابع يونس الذي يرأس حاليا الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة: "أؤكد أن لمشاركتنا جدوى ايجابية، إذ يضاف إلى استفادة اللاعبين من مواجهة أبطال يفوقونهم مستوى، سيوضع منتخباتنا على لوائح الاتحادات الدولية لأن عدم مشاركتنا في حدث مماثل سيبقي اسم لبنان خارج التصنيف العالمي في الرياضات المختلفة".


آمال موجودة ببعض الميداليات

ولا يستبعد عودة البعثة اللبنانية ببعض الميداليات التي ستضاف إلى الرصيد المتواضع للبنان في تاريخ مشاركاته الآسيوية، إذ لم يحرز اللبنانيون أكثر من 3 ذهبيات وفضيتان وبرونزية منذ دورة بانكوك عام 1978، وكان آخرها ذهبية محمد عانوتي في كمال الأجسام في بوسان، وهذه كانت أول ميدالية لبلاد الأرز منذ دورة سيول عام 1986، علما أن الانجازات اللبنانية الآسيوية تركزت في رفع الأثقال التي من المستبعد أن تحقق نتائج مفاجئة في الدوحة.

مشاركة جيدة في الألعاب الجماعية

ويبدو لافتا المشاركة الواضحة بمنتخبات الألعاب الجماعية في خطوة لم تعتمدها الوفود اللبنانية سابقا بالشكل الحالي.

وفي حكم المؤكد أن منتخب السلة للرجال يبقى الأوفر حظا لتحقيق مفاجأة نوعية بالنظر إلى السمعة الطيبة التي يتمتع بها على الساحتين الآسيوية والعالمية، إلا أن قصر فترة التحضير عقب القرار المفاجىء بالمشاركة بعد غض النظر عن إشراك منتخب الناشئين المتأهل إلى كأس العالم أو النادي الرياضي بطل لبنان، قد تؤثر سلبا على وصيف بطل آسيا الذي عاد إليه مدربه الأميركي بول كافتر (المنتهي عقده بعد مونديال اليابان) لخوض مغامرة خارجية جديدة في مجموعة لا يستهان بها تضمه مع الصين بطلة آسيا واليابان وكازاخستان.

ولا يختلف الوضع عند منتخب السلة للسيدات الذي تأخر في إطلاق برنامج تحضيراته حتى اختيار المدرب رزق الله زلعوم للإشراف عليه، علما أنه يشارك في الدورة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه.

وإذ تعاني سيدات لبنان من فقدان عامل الطول الذي سيؤثر عليهن سلبا لا محالة، فإن بطلات العرب أكدن علو كعبهن بإحرازهن لقب دورة حسام الدين الحريري الدولية التي ضمت فرقا عربية من مستوى رفيع على غرار الأهلي المصري، وقد اعتبرت الدورة المذكورة بمثابة المحطة التحضيرية الأهم قبل خوض منافسات الألعاب الآسيوية في مواجهة المنتخب الماليزي المجهول المستوى نوعا ما ونظيره الصيني الذي شارك في بطولة العالم.

أما منتخب الكرة الطائرة الذي شارك في الدورة العربية التي استضافتها البحرين، فإن تحضيراته الجدية بقيادة المدرب التونسي رشاد الشابي توقفت قسريا عند اندلاع الحرب، واستؤنفت بإشراف التونسي الآخر بلقاسم الخرماشي قبل شهر تقريبا، لكن النتائج المخيبة في البطولة العربية تطرح علامة استفهام كبرى حول الوجه الذي يمكن أن يقدمه رجال الطائرة الذين غابوا عن المشاركات الخارجية منذ أكثر من أربعة أعوام.

ويقول مدير المنتخب طوني شربل: "نعرف جيدا أن أملنا ضعيف في الصعود إلى منصة التتويج في الدوحة، لكن أؤكد أن المنتخب اللبناني لن يكون مجرد جسر عبور للمنتخبات الأخرى، وخصوصا في ظل امتلاكنا مجموعة من اللاعبين يعتبرون الأفضل على مدار تاريخ اللعبة في لبنان".

وربما يكون منتخب كرة اليد الأقل حظا بين أقرانه، فهو غاب عن الحضور الخارجي سابقا رغم استعداده ووجود المدرب الأجنبي، في الوقت الذي يشارك فيه اليوم لإثبات الوجود, مع علمه المسبق أنه لن يكون بمقدوره مقارعة المنتخبات الآسيوية المتطورة على الساحة العالمية، وقد أوقعت القرعة منتخب المدربين توفيق شاهين وإبراهيم الباشا مع كوريا الجنوبية وسوريا.

التايكواندو والرماية تطمحان في التتويج

ويبرز اسم كوزيت بصبوص في التايكواندو (وزن 55 كلغ) لتحقيق شيء يذكر، وخصوصا بعد إحرازها برونزية بطولة آسيا لهذا العام وذهبية عام 2004 وفضية عام 2002، وفضيتين في بطولة العرب، وفضيتي الدورة العربية عامي 1997 و1999، وبرونزية كأس العالم الفرنكوفونية عام 2002، فيما ينظر إلى الرامية راي باسيل وزميلها جو سالم (بطل الدورة العربية عامي 1997 و1999) باهتمام لخطف ميدالية.

وعلى الرغم من إحرازهما لقب بطولة الأندية العربية التي احتضنها لبنان الشهر الحالي، فإن مهمة ماريانا صومنجيان ولارا كجه باشيان ستكون صعبة في منافسات كرة الطاولة التي يغيب عنها رجال لبنان.

والى جانب جان كلود رباط المشارك في الوثب العالي، يظهر طموح العداءة ماريا بيا نعمة التي خاضت معسكرا تدريبيا لمدة شهرين في الولايات المتحدة تخلله مشاركتها في سباق نصف الماراثون في ولاية كارولينا الشمالية حيث حلت رابعة محطمة الرقم القياسي المحلي، ومن المتوقع أن تنزل في الدوحة تحت حاجز الثلاث ساعات في سباق الماراثون.

أما بقية الألعاب التي سيشارك فيها لبنان فهي: الفروسية والغولف والووشو والسلاح والكاراتيه وكمال الأجسام والإسكواش والقوس والنشاب والسباحة والمصارعة والملاكمة والجودو وكرة المضرب والدراجات والترياثلون.

المصدر: وكالات