المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيباك تاكراو



أبوتركي
26-11-2006, 10:35 PM
http://www.aljazeerasport.net/Doha_2006/images/news/Thailand-Sepaktakraw_B.jpg

السيباك تاكراو

ستكون لعبة "السيباك تاكراو" من دون شك محط أنظار الكثير من محبي الألعاب الرياضية المشوقة والمثيرة في الدوحة 2006، نظراً لما تشهده من حماسة وحركات بهلوانية من اللاعبين أثناء تسديد وصد الكرات الهوائية.

وتعتبر "السيباك تاكراو" واحدة من الألعاب الأكثر انتشارا ونموا في القارة الآسيوية، رغم أنها قد لا تحظى بالتغطية الإعلامية الرياضية التي تنالها ألعاب أخرى.

وتختصر كلمة "السيباك تاكراو" بـ "تاكرو" وهي رياضة تجمع بين قواعد ومهارات رياضتي كرة القدم والكرة الطائرة، كما تتطلب بعض المهارات الجمبازية أحيانا.

وتشبه السيباك تاكراو إلى حد ما لعبة الفوت فولي أو الكرة الطائرة التي تلعب على أرضية من الترامبولين، وهي تلعب على ملعب ذي مقاييس مشابهة لملعب البادمانتون.

ولقد اشتق اسم اللعبة من كلمتين، الأولى هي كلمة "سيباك" وكانت متداولة في كل من ماليزيا وسنغافورة واندونيسيا ومعناها (أضرب)، أما الشطر الثاني من الكلمة فهو "تاكراو" ومعناها باللغة التايلاندية الكرة المحاكة أو المنسوجة.

قوانين اللعبــــــــة

تجمع لعبة "السيباك تاكراو" بين مهارة العمل الجماعي للعبة الكرة الطائرة وبراعة تخطيط لاعبي كرة القدم ولياقة لاعبي البادمنتون (الريشة الطائرة).

تلعب المباراة بين فريقين يسمى كل فريق بـ"ريغو". ويتكون كل واحد منهما من ثلاثة لاعبين ولاعب احتياطي، وتتضمن كل مباراة ثلاث جولات كما هي الحال في لعبة البادمانتون.

يسمح لثلاثة لاعبين فقط من كل فريق بالتواجد على أرض الملعب وقد يطلب إلى اللاعب البديل أن يلتحق بالملعب في أية لحظة أثناء المباراة. ولكن لا يسمح بإجراء أي تبديل آخر بعد ذلك.

في مسابقتي الـ "ريغو" والزوجي، يتنافس فريقان في مباراة من ثلاث جولات، يعتبر فيها فائزا من يفز بجولتين من أصل ثلاث.

أما في مسابقة الفرق، فالوضع أكثر تعقيدا. حيث يضم كل فريق ثلاث مجموعات كل واحدة منها مكونة من ثلاثة لاعبين أساسيين ولاعب احتياطي، أي ما مجموعه 12 لاعبا.

فتلعب أول مجموعتين من كل فريق مباراة من ثلاثة أشواط، ويتم احتساب النقاط للمجموعة الرابحة. ثم تلعب المجموعتان الأخريان من كل فريق، وكذلك تسجل النقاط للمجموعة الرابحة.

وإذا ما أحرزت مجموعتان تنتميان لفرقة واحدة التقدم في اللقاءين الأولين تحسم النتيجة لهذا الفريق ويكون فائزا، وبذلك تنتهي المباراة من دون الحاجة للقاء المجموعتين الأخيرتين.

أما في حال فوز مجموعة من كل فريق، فآنذاك يكون التعادل، فيتعين على المجموعتين الأخيرتين خوض لقاء ثالث فوز أحد أطرافه يحسم النتيجة لصالحه.

يبدأ اللعب برمي أحد اللاعبين للكرة في وسط الملعب، بعد ذلك يحاول اللاعبون التفوق على خصومهم باستخدام أرجلهم ورؤوسهم لصد وتسديد الكرة، ومنعها من السقوط في منطقتهم من جهة، وتسديدها فوق الشباك في منتصف الملعب، إلى منطقة الخصم لإسقاطها على أرضهم من جهة أخرى.

وينبغي على لاعبي كل فريق عدم لمس الكرة بأرجلهم ورؤوسهم أكثر من ثلاث مرات في كل مرة تصل فيها إلى منطقتهم.

وتبلغ المباراة ذروة الإثارة والمتعة حين تقترب الكرة من الشباك، فيحاول كل لاعب أن يسبح في الهواء بمحاذاته في محاولة لضرب الكرة وإسقاطها على أرضية ملعب الفريق الخصم، وهو ما يعرف باسم "سبايك".

تبلغ مساحة الملعب 13.4 مترا x 6.1 أمتار تقسمه شبكة ترتفع 1.52 مترا للرجال و1.42 مترا للسيدات.
تحاك خيوط كرة "السيباك تاكراو" من نبتة الراطون أو أسل كما تسمى في شبه القارة الهندية، أو من مادة صناعية شبيهة بالبلاستيك، ويبلغ وزن الكرة 250 غراما في حده الأقصى.

تحتسب النقاط كما في لعبة الكرة الطائرة، بحيث تمنح نقطة لأي فريق يستطيع إسقاط الكرة في أرض خصمه، أو تحتسب نقطة لمصلحة الفريق الآخر لو اصطدمت كرته بالشباك. ويفوز بالشوط الفريق الذي يحصل على 21 نقطة. ويفوز بالمباراة من يفز بشوطين من أصل ثلاثة أشواط.

في حال التعادل 20/20 في أحد الشوطين الأولين، يمدد الشوط لحين تفوق أحد الفريقين بفارق نقطتين، وينتهي بحصول أحدهما على النقطة 25، كحد الأقصى.

ويفوز بالشوط الثالث من يحصل على 15 نقطة، وفي حال التعادل 13/13 يمدد الشوط لحين تفوق أحد الفريقين بفارق ثلاث نقاط، وينتهي بحصول أحدهما على 17 نقطة بالحد الأقصى.


تاريخ اللعبــــــــــة


تعود أصول لعبة "السيباك تاكراو"، حسب المراجع القديمة، إلى القرن الحادي عشر، وتقول صفحات التاريخ إن السكان الأصليين لماليزيا مارسوا هذه اللعبة إبان القرن الخامس عشر وكانت تحمل آنذاك اسما آخر هو رياضة "سيباك راكاو" ومعناها "أضرب الكرة"، حيث كانت تمارس من قبل الرجال والصبيان الذين كانوا يرسمون فيما بينهم شكلا دائريا على أرض الملعب، ثم يقومون بضرب الكرة بعصا أو بقصبة خيزران.

تطورت اللعبة فيما بعد مع تطور اسمها، فانتشرت في المنطقة بأسماء مختلفة فكان الاسم الأصلي التايلاندي هو "تاكراو" ويرادفه باللغة الفيليبينية "سيبا"، ثم اسم "سيباكراكا"، بماليزيا وسنغافورة وسلطنة بروناي وفي منطقة شينغلونغ بـ "ميانمار"، واسم راكو في اندونيسيا، و"كاتور" في لاووس.

ويحكى أيضا أن الرحالة الشهير ماركو بولو جلب معه من إحدى رحلاته إلى الصين، لعبة عبارة عن كرة صغيرة، كان على اللاعب فيها أن يحرص على عدم سقوطها على الأرض بواسطة تنطيطها بقدمه، ويتم حساب عدد الضربات التي نفذها قبل سقوط الكرة على الأرض.

وكانت لعبة "السيباك تاكراو" تمارس على أرضية فارغة لا شباك فيها، إلا أنه في القرن التاسع عشر، قرر المتحمسون لهذه اللعبة في جنوب شرق آسيا أن يقيموا جدارا من الشباك في وسط أرض الملعب.

ثم عملوا على وضع قوانين تشبه قواعد لعبة الكرة الطائرة بقصد إضفاء نوع من الإثارة والصبغة التنافسية على هذه الأخيرة.

ورغم شعبية "السيباك تاكراو" في بعض مناطق آسيا إلا أن اللعبة لم تحظ بذلك الانتشار الواسع إلا بعد إقامة مباراة استعراضية في العام 1945 في جزيرة "بينانغ" الماليزية، حيث كان التجاوب الجماهيري كبيرا.

وانتشرت بعد ذلك اللعبة في كافة أرجاء القارة الآسيوية ومن ثم في بقية أرجاء المعمورة.

وكنتيجة لمطلب أساسي لممثلي دول شرق آسيا في العام 1960، بعد لقائهم في العاصمة الماليزية كوالالمبور، سنت قواعد وقوانين تحكم وتنظم لعبة "السيباك تاكراو".

وفي العام 1965 من شهر كانون الأول/ديسمبر، وبعد مداولات حامية بين كل من ممثلي دول جنوب شرق آسيا: ماليزيا وسنغافورة وتايلاند ولاووس، تم منح اللعبة لقبا رسميا هو "السيباك تاكراو".

كما ارتقت اللعبة في نفس السنة إلى مستوى العالمية، حيث تم اعتمادها كرياضة رسمية لتصبح واحدة من الألعاب الرياضية الأساسية في دورات ألعاب جنوب شرق آسيا، ومنذ ذلك الحين ولعبة "السيباك تاكراو" تتقدم وتنتشر بوتيرة سريعة.

وفي العام 1984 أدخلت تقنية جديدة ساهمت في تطوير مستوى لعبة "السيباك تاكراو" بشكل مثير للانتباه وذلك على يد أحد التايلانديين الذي اخترع كرة جديدة من مادة صناعية، بعدما كانت الكرة التقليدية تحاك من خيوط نبتة أسل الهندية. فكانت لا ترقى للمستوى المطلوب، هذا عدا عن النقص في إنتاج هذه النبتة التي بدأت تنحسر في بعض دول شرق آسيا.

ومع دخول كرة "السيباك تاكراو" عهدا جديدا، بدأت اللعبة تلقى ما كان ينقصها من دعم لتصل إلى باقي أرجاء العالم.

واعتمدت السيباك تاكراو كرياضة رسمية في دورة الألعاب الآسيوية منذ الدورة الحادية عشرة التي استضافتها العاصمة الصينية بكين عام 1990.