المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المضاربة ملح بورصات العالم.. وفلفل سوق الكويت



مغروور قطر
02-12-2006, 07:21 AM
المضاربة ملح بورصات العالم.. وفلفل سوق الكويت


02/12/2006 كتبت صفاء المطري:
في السوق الكويتي جرعة مضاربية كما في كل الاسواق حول العالم، لكن كيف هي حال المضاربة وواقعها وكاريزما المضاربين في البورصة المحلية؟ للسوق الكويتي خصوصيات فريدة ابرزها تشابك العلاقات والصداقات والمعارف وسلسلة تواصل تبقي البلد في النهاية شبكةواحدة. لكنه يبقي المحظوظ فيها صاحب الموقع الافضل في التدريب، فهو من يستفيد بمعلومة او شبه معلومة يمكن ان تساعده في جولة مضاربية.
خبراء السوق ومديرو الاصول اتفقوا على ان اي سوق في العالم لا يخلو من المضاربة معتبرين الاخيرة 'ملح' السوق كما اهميته بالنسبة للطعام تماما، مقبول بحدود معقولة وسليمة، واذا زاد على حده افسد 'المملح' ورفع ضغط الاكل. وتتهاوى اسهم واسواق وتتناثر المليارات امام اعين ملاكها لاسباب تعود إلى المضاربة. وكنتيجة طبيعية للطمع يسعى مئات المستثمرين وراء الربح السريع 'وتتبخر اموالهم' بين ليلة وضحاها.
المضاربة المطلقة والاستثمار المطلق لهما عيوبهما وايجابياتهما وبحسب اجماع الخبراء المعنيين بالصناعة المالية والاستثمارية فإن طبيعة السوق والظروف المحيطة به ونوعية المستثمرين وكذلك المحافظ والصناديق كلها عوامل تفرض مقدار جرعة المضاربة. ويشير اهل السوق في الكويت الى ان الجرعة المضاربية من المستوى الطبيعي وتطغى على سواها لاسباب عدة ابرزها:
اسباب .. اسباب
الطمع والجشع للربح السريع.
معدلات الارباح العالية التي قد تتحقق من صفقة او اكثر تزيد الجرعة اكثر وتعمل على تنمية النزعة المضاربية.
كثرة الاسهم والشركات الورقية تشكل ارضا خصبة للجانب المضاربي اكثر بكثير من الشركات الراسخة والقوية والتي تتميز بملاك رئىسيين يحافظون على السهم وادائه.
عدد كبير من المستثمرين والمتعاملين يتصرفون حسب الفطرة من دون ادنى اسس العمل الاستثماري حتى ان احد المديرين الاستثماريين يقول ان بعضهم قد لا يعلم بنشاط الشركة مثلا بل يشتري مع المشتريين والعكس.
سياسة القطيع وتأثر المتعاملين بعضهم بآراء بعض، وكثرة الخبراء ومن يفتي بعلم ومن دون علم.
تشابك المصالح وتضاربها وغيوم حول كثير من العمليات نتيجة عدم وجود اطر ومعايير يمكن على اساسها مراقبة او معرفة اسباب صعود سهم من 'فلس الى دينار'.
طبيعة المجتمع الكويتي وتسلسل العلاقات بين مسؤولي الشركات ومديري الاستثمار وغيرهم والنصائح من هنا وهناك.
كثرة الاشاعات وانتشارها بشكل سريع وتأثر قرارات الكثيرين بها، من دون وجود نظام سريع لتوضيح الاشاعات المضرة او تجريمها وغياب الشفافية خصوصا حول توقيع العقد مثلا وعدم تزرع البعض للسوق ب 'مفاوضات لم تنته وليس بمقدورنا تحديد الربح حاليا'.
ما الأجدى المضاربة أم الاستثمار؟
انصحوني يا ناس
لكن هل المضاربة أفضل أم الاستثمار وأيهما يدر أرباحا أكثر على المستثمر؟
- يجمع عدد من رؤساء الشركات ومديري الاستثمار ان الاستثمار افضل على المدى البعيد مشيرين الى ان المضاربة قد تحقق مكاسب سريعة وسهلة إلا انها عرضة للخسارة بمعدلات اعلى مما تحقق وفي وقت قياسي. واعتبروا ان المضاربة متاحة امام المدير او المتعامل الصغير، على عكس الاستثمار والتوظيف الصحيح وكذلك التوزيع الامثل للاموال في فرص مجدية وواعدة، وفي شركات يتميز بأداء تشغيلي عال وتتمتع بملاءة مالية وتاريخ جيد فيما يتعلق بالتوزيعات النقدية، وعلى المتعامل ان يدرس الشركة التي ليس لها اعباء مالية وديون عالية تأكل أي ربح يتحقق ولا يحصل المستثمر في النهاية سوى على المنح وزيادات رأس المال.
وبالتالي فإن تقييم كل هذه العوامل وتحليلها جيدا يحتاجان الى جهد ورؤية، لكنها في النهاية تحقق عوائد مضمونة وآمنة بأقل معدل للمخاطر.
ويقول اصحاب الرأي المؤيد للجانب الاستثماري ان اكثر من 80% من خسائر كثير من الشركات وانخفاض أرباحها بمعدلات صارخة وقياسية يعودان الى ان عوائدها كافة والارباح التي اعلنت عنها العام الماضي ما هي الا نتاج المضاربات والتصعيد المصطنع للأسعار. ويستطردون قائلين اما محافظ الشركات التي استثمرت في فرصة مجدية وتشغيلية فحققت نتائج مجدية وفيها نسبة نمو بالمقارنة مع ارباح العام الماضي، على رغم من ان نتائجه كانت استثنائية. كما يؤكدون ان الديمومة أو الاستمرارية هي للاستثمار لأن عوائد المضاربة لا تدوم ولا تستمر، ففي النهاية 'لا يصح إلا الصحيح مهما طال مفعول وامد العوامل المساعدة للمضاربة وكذلك تحقيق عوائد كبيرة بفضلها'.
تكتيكان عالمي وكويتي
إلى ذلك، يجمع معنيون بالسوق ان الاسلوب المضاربي في العالم يعتمد على التصعيد ثم البيع والخروج، وهكذا يتلاعب المضاربون بالأسهم يمينا ويسارا من دون ان يعلم احد عن الاسباب الحقيقية. لكن لكل سوق ميزة ونكهة خاصة اذ يؤكد المعنيون ان لبورصة الكويت طابع وأسلوب خاص يختلفان عما في العالم فعلى سبيل المثال:
لا يوجد اتفاقات بأن السهم هذا أو ذاك سيشهد موجة تصعيد.
اختلاف أسلوب بث الاشاعات.
تأثر الكثيرين بالاشاعة خصوصا اذا ما كان يتبناها مدير استثمار او احد كبار المضاربين ذوي الملاءة المالية فيساند اسهم لخدمة الاشاعة.
وجود شركات اقرب الى الوهمية، فلا عقودها ولا مشاريعها ثابتة، وبالتالي من السهل اطلاق إشاعة عند دخولها عقد او تحالف.
وجود تكتلات ومجموعات بينها اتفاقات وترتيبات مسبقة.
تصعيد السهم لسبب او من دون سبب حسب الاهواء والعوامل التي لا تخضع للمعايير الفنية والاقتصادية.
المضاربات او الشركة وليس من مستثمرين خارجين.
حجم المؤسسات الصغيرة وشكلها مقارنة بشركات الأسواق العالمية.
ثلاثة أنواع أسواق
ويقول أحد مديري الاستثمار ان هناك ثلاثة انواع للاسواق في العالم من حيث علاقتها بالمضاربة.
1ـ اسواق مالية مستثمروها من مؤسسات القمة وكبريات الصناديق وبالتالي فعمليات المضاربة فيها محدودة جدا كالناسدك وداو جونز وsmp.
2ـ اسواق تعيش على عمليات مضاربية خيالية قد يصل التغير في السعر مثلا الى 900% و1000% بحسب تقديرات كثيرة. وهذه الاسواق تعتمد على صناع السوق ذوي الطبيعة الخاصة اي الذين لهم حق رفض او قبول الامر، اذ يشهد هذا النوع من الاسواق عمليات مضاربة شديدة لا تحتملها الاسواق العربية الناشئة، اذ ان المستثمر فيها مليونير قد يصبح شحاذا في لحظة.
3ـ الاسواق الناشئة التي تقودها مجموعة من المضاربين ذوي الملاءة المالية، يساعدهم في توجهاتهم ضعف الجانب المؤسسي اذ ان الاخيرة تضر بالمتلاعبين في السوق والاسهم، خصوصا ان الشركات لها هدف سعري، وبالتالي حين يقود المضاربون السهم بامكان المؤسسات الخروج من مواقعها والبيع للمضاربين.
أساليب وأوقات وأسهم
يرى مدير استثمار ان المضاربة الحميدة والمعقولة والمقبولة افضل خيار لان مخاطرها قليلة، وهي التي تتم في اطار سعري عادل، يمكن ان يفيد السهم وان يصله في وقت محدد ويتم الدفع به قبل ذلك بناء على معلومات واقعية ومستقبل عقد او مشروع او غيره، وهذا على عكس عمليات المضاربة المضرة التي تتم على اسهم ورقية، لا تصلح اساسا للاستثمار، ووجودها في السوق يضر به اجمالا، كونها تؤثر في المؤشر العام ويتم ايهام المستثمرين والمراقبين بان اتجاه السوق العام صعودي والواقع غير ذلك.
مواسم الإشاعات وتوقيت المضاربات
تكثر الاشاعات ومعها المضاربات على الاسهم في المواسم التالية:
فترات اعلان البيانات المالية والتوزيعات
اثناء طرح مشاريع ضخمة وعمليات تخصيص انشطة
فترة اقفالات الارباح السنوية خلال العام حيث تعمد شركات ليس لديها سيولة او ملاءة بتصعيد اسهم مضاربي بأقل كلفة ممكنة لتحقيق ارباح وهمية غير محققة وقد تعمد هي الى بث الاشاعات.
خلال معالجة الازمات والنزاعات الضبابية خصوصا المتعلقة بالشأن الاقتصادي والتي تهم الشركات المدرجة.
فترات ضعف انظمة الشفافية والافصاحات وبطء معالجتها والتفاعل معها او ايضاحها مما يفتح الطريق لمن يضرب ويهرب.
خلال تنفيذ صفقات بعشرات الملايين والاعلان عنها بعد اسابيع واشهر.
مطبات وأكمنة
من ناحية اخرى، يحذر احد المديرين من المطبات المضاربية التي قد تعصف بما يتحقق من ارباح او حتى تأكل رأس المال، وهذا يعود بالدرجة الاولى الى فطنة مدير الاستثمار بعدم الانخداع والانجرار وراء مجموعة تصعد السهم بشكل مفاجئ ويشير المدير الى اكمنة تنصب في بعض المجموعات الاخرى ومن مضاربين لاخرين وتوريطهم بأسهم شركة ما او حصة ما.


الدواوين: مصانع إشاعات
يقول مصدر مالي ان التحالفات غالبا ما تعقد في الدواوين، مضيفا 'حتى الصفقات يتم الاتفاق عليها هناك'، واشار الى انه في الفترة الاخيرة ومع رواج السوق وانتشار 'السيط' الخاص بالمليونيرية تأججت الاشاعات وبدأت تتخذ قرارات في المساء بناء على كم وحجم الاشاعات والتحليلات والتوقعات في هذا وذاك، وقريب 'المسؤول الفلاني او صديق المدير العلاني'.

على إدارة البورصة زيادة الشفافية


ردا على سؤال حول دور ادارة السوق في تخفيف حدة وحجم الاشاعات، يقول مصدر مسؤول انه قد يكون من الصعب الحد او المعالجة ضد هذا الامر بسهولة لكن بمقدور الادارة وضع تشريعات وضوابط وقوانين تزيد من جرعة الشفافية وتحارب المفسدين في السوق الذين يلحقون الاضرار بقاعدة عريضة من المساهمين.


المضاربة الحميدة والمضاربة الخبيثة

تتم المضاربة الحميدة بشكل منظم وبناء على معلومات اولية او واقعية لها اساس من الصحة قد تكون بعيدة التحقيق لكنها آتية، اما المضاربة الخبيثة فتتم بناء على اشاعات غير واقعية لا يقبلها منطق ولا عقل لكنها تصدق للأسف وتتخذ على اساسها قرارات.


المضارب الكويتي أكثر شجاعة... وشبابا

يقول احد المسؤولين الماليين ان المضارب الكويتي اكثر المضاربين في منطقة الخليج شجاعة في اتخاذ القرار، واكثرهم تحقيقا للارباح.
ويشير الى انه مع موجة تفريخ الشركات تفرخ عشرات المضاربين طمعا وراء الربح السريع، خصوصا بين اوساط الشباب الذين متوسط اعمارهم الثلاثينات وما فوق.


الرجم بالبيع في نصف الطريق
بعض اوجه المضاربة تتم عن طريق التصعيد المصطنع للسهم بشراء بعض الملايين لاغراء المساهمين الصغار ومن ثم رجمهم بالبيع في نصف الطريق.


المضاربة أعلى.. الاستثمار أربح
يشير مسؤول الى ان نسبة المضاربة في السوق الكويتي اعلى بكثير من الجانب الاستثماري، لكن الاستثمار اربح واجدى في النهاية، ويقول ان كل اصحاب الثروات والاثرياء كونوا ثرواتهم من الاستثمار وليس المضاربة.


شركات للاستثمار وأخرى للمضاربة
يلفت احد المراقبين الى ان السوق الكويتي يحوي شركات كثيرة لا هم ولا هدف لها سوى المضاربة، في حين ان هناك قلة تعتمد على الجانب الاستثماري البحت، ويضيف ان اداء الاخيرة هو الاكثر استمرارية وهي الاقدر على تحقيق توزيعات مرضية للمساهمين.


الرجل عنيف والمرأة خجولة

يقول احد الخبراء ان الرجال لديهم طابع المغامرة والعنف في المضاربة بحكم خبراتهم ومجازفتهم ومشوارهم الطويل، بينما المرأة تتردد وتتخوف دوما من اتخاذ القرار وتخشى المضاربة لقلة خبرتها. لكن في المقابل توجد مديرات للاستثمار ناجحات جدا في الحقل المالي والاستثماري، اما من تعمل بهواية قراراتها فقلما تصيب.